نظمت كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة جامعة الأزهر مؤتمرها العلمي الدولي الأول في إطار نشاطها العلمي تحت عنوان " التدابير العملية والشرعية في ظل موجة الغلاء العالمية "  برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، ومشاركة مجمع البحوث الإسلامية كهيئة إسلامية تابعة للأزهر الشريف.

عدة توصيات

 

وانتهى المؤتمر إلى عدة توصيات وهى دعم المؤتمر جهود الدولة المصرية في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة موجة الغلاء المحلية والعالمية، وأكد المؤتمر على قيمة هذه الجهود وتأثيرها في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين كما يوصي المؤتمر المؤسسات العلمية والبحثية بضرورة دراسة موجة الغلاء العالمية، ورصد أسبابها، ومدى تأثيرها على الأمن والاستقرار المجتمعي، والإسهام في معالجتها، وذلك من خلال البحوث العلمية الرصينة والجادة 

 

تحري الحلال

كما أوصى المؤتمر بضرورة أن يتحلى التجار بمراقبة الله تعالى، وأن يحرصوا على تحري الحلال، وأن يبتعدوا عن الاحتكار الأثيم، وأن لا يغالوا في أسعار السلع والمنتجات، وأن يكون لهم دور فعال مع الدولة المصرية في مواجهة الغلاء المستشري بين الناس كما نوصي بضرورة إحياء فقه التكافل الاجتماعي بين الناس الآن؛ حيث إن هذا الفقه يسهم بشكل مباشر في تخفيف الأعباء المعيشية عن الناس في الوقت الراهن، كما أنه واجب ديني وقيمة إنسانية كبيرة يجب أن نستثمرها في هذه الأوقات الصعبة، ولا شك أن فقه التكافل الاجتماعي وتعزيزه في المجتمع سيسهم في سد حاجات الناس التي وقعت في العوز والفقر، ويسهم أيضًا في الحد من الظواهر السلبية التي من الممكن أن تظهر في المجتمع وقت الغلاء، وذلك مثل: السرقة، والغش، وقتل النفس .

كما أوصي المؤتمر وسائل الإعلام بأن تكون صوت هداية ورشاد في مواجهة ظاهرة الغلاء، ونحذر كذلك الجماعات المتطرفة التي توظف وسائل الإعلام الخاصة بها في استغلال بعض الظروف المعيشية للترويج لأفكارها المشبوهة، وإشاعة الفتن وزعزعة استقرار المجتمع وضرورة أن يكون للفتوى الدينية دور كبير وفعال في مواجهة موجة الغلاء العالمية، وذلك من خلال الفتاوى الدينية السلمية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ومواجهة الفتاوى الشاذة التي تؤثر على استقرار المجتمع وأمنه وضرورة التنسيق بين المؤسسات الدينية والمجتمعية في إعداد وتنفيذ البرامج التوعوية التي تناقش موجة الغلاء وأسبابها وتداعياتها ومنهج الإسلام الرشيد في مواجهتها، ونحن إذا نؤكد على ضرورة هذه التوصية نعلن أن كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة على أتم الاستعداد بالمشاركة في هذه البرامج وتنفيذها على أرض الواقع، وذلك قيامًا بالواجب الديني والمجتمعي المنوط بها، وتعزيزًا للفكر الأزهري الوسطي المعتدل.

 

رئيس المؤتمر

وكان المؤتمر قد بدأ بكلمة الدكتور نبيل زاهر، عميد الكلية ورئيس المؤتمر قائلا : أرحب بالضيوف الكرام الذين حرصوا على المشاركة فى ذلك المؤتمر من أجل مصرنَا الغالية اللهم اجعل بلدنا بلداً آمناً مطمئناً ، سخاءً رخاءً ، وسائرَ بلادِ المسلمين وأنه من الواجب علينا ألا نبتعدَ عن قضايا أمتِنا وبلادِنا، ونعيشَ قضايانا معايشةً على كلّ المستويات: مستوىً دينيٍ، ومستوىً سياسيِّ، ومستوىً شعبيِّ أفرادًا وجماعات.

وأضاف قائلا : مؤتمرُنا هذا قد أتي بأبحاثهِ التي تقتربُ من الأربعينَ بحثاً علي هذه الأزمةِ ، رصداً للداءِ وتشخيصاً للدواءِ ، من خلال القرآن الكريمِ والسنةِ النبوية ، والتطبيقِ العملي لهما ، في القرونِ الزاهرةِ للأمة الإسلامية ونبَّهنا الإسلامُ إلى خطورةِ هذه الأمورِ على البشريةِ كلِّها ، وفي القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ كثيرٌ من الحلولِ لمشكلتِنا الاقتصادية .

 

جاء ذلك بحضور الدكتور محمود صديق ، نائبُ رئيسِ جامعةِ الأزهرِ  والدكتور محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام بمجمع البحوث الإسلامية ممثلا لمجمع البحوث و الدكتور هيثم الشيخ نائب محافظ الدقهلية والدكتور أحمد الشرقاوي رئيس الإدارة المركزية لشئون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية ، والأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ممثلاً عن قطاع المعاهد الأزهرية و الدكتور  علي عمر الفاروق رئيس قطاع الشئون الشرعية بدار الإفتاء المصرية و المستشار العسكري لمحافظة الدقهلية عقيد أركان حرب الهيثم عبد القادر و عمداءَ الكليّاتِ و  وكلاءَ الوَزاراتِ بمحافظةِ الدقهليّة .

جانب من الحضورجانب من التكريم

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلية أصول الدين بالمنصورة مؤتمر دولي مواجهة موجة الغلاء جشع التجار احتكار السلع موجة الغلاء فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

دعا للمساواة في الميراث..كيف رد علماء الأزهر على سعد الدين الهلالي؟

القاهرة- أثار تصريح أطلقه أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، حول إمكانية المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط الدينية، باعتبار أن ما قاله يتنافى مع نصوص القرآن الكريم و"تعدٍّ على ثوابت الدين".

وكان الهلالي قد صرح أن المساواة بين الذكور والإناث في الميراث "ليست محرمة بنص صريح" في القرآن أو السنة، مشيرا إلى إمكانية ذلك حال تساوي درجة القرابة كالحال بين الأخ والأخت، واستشهد بتجارب دول أخرى مثل تركيا، إضافة لقانون المعاشات في مصر الذي يساوي بين الجنسين.

أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الدكتور أحمد كريمة قال إن نصوص الميراث واضحة وصريحة (مواقع التواصل) أحكام قطعية

وشنَّ أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، هجوما حادا على الهلالي، معتبرا تصريحاته "تجاوزا غير مقبول للحدود". وقال للجزيرة نت إن "نصوص القرآن الكريم واضحة وصريحة في تنظيم الميراث، ولا تقبل النقاش أو الاجتهاد، لأنها تمثل أحكاما قطعية لا مجال فيها للرأي".

وأضاف أن "مثل هذه القضايا ليست مسألة خاضعة للاستفتاء الشعبي، فالورث ليس قرارا ديمقراطيا يُتخذ وفق رغبات الناس، وإنما فريضة من الله، لا يجوز أن نتعامل معه وكأنه ماسورة مياه نركبها أو نغير اتجاهها حسب الحاجة".

إعلان

وشدد كريمة على أن "الانتقائية في الاستدلال والتدليس من خلال تأويل النصوص لتبرير الحرام أو تطبيع المنكرات، هي جرائم فكرية ومعرفية يجب محاسبة مرتكبيها".

من جهته، أعرب المشرف على الرواق الأزهري، الدكتور عبد المنعم فؤاد، عن استيائه من تصريحات الهلالي، قائلا إنه "يختبئ خلف صفة أستاذ جامعي في الأزهر لتمرير أفكار تخالف الشريعة". وأن "الأزهر سبق أن أعلن انحراف هذا الفكر، وتصريحات الهلالي ليست سوى محاولة لتفريغ الدين من مضمونه".

وتساءل في تصريح للجزيرة نت "هل يجوز أن نستفتي الناس على الصلاة؟" واستدرك مجيبا "فكيف نطلب استفتاء الشعب في قضايا حددها الشرع؟".

وتابع يقول "لا شيء في الدين يعجبه -في إشارة للهلالي- لا فريضة الحج، ولا نظام الميراث، بل سبق وصرّح بأن الراقصة قد تُعد شهيدة، ومثل هذه التصريحات تدفع الناس إلى الإلحاد والكفر، لأنها تشوه صورة الدين وتخلق البلبلة في المفاهيم".

وأكد فؤاد أن الميراث هو الموضوع الوحيد في القرآن الذي فُصِّل بدقة، مشيرا إلى أن "النص القرآني واضح ولا يقبل الاجتهاد، ومن يزعم خلاف ذلك فإنه يتعدى على حق من حقوق الله عز وجل".

مطالب علمانية

وفي السياق، اعتبر أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر فرع أسيوط، مختار مرزوق، أن ما طرحه الهلالي يعكس ما وصفه بـ"الأجندة العلمانية" في العالم العربي.

وقال مرزوق في حديثه للجزيرة نت "تصريح الدكتور الهلالي نموذج واضح لما يطالب به العلمانيون، الذين يسعون إلى تبديل أحكام شرعية قطعية، رغم أن علم الميراث يُعرف بعلم الفرائض، أي أنه فُرض من الله عز وجل وليس مجالًا للاجتهاد أو التغيير".

وأضاف "المرأة في الإسلام لا تأخذ نصف ما يأخذه الرجل دائما، فهناك حالات تأخذ فيها مثله، بل وأحيانا تأخذ أكثر منه، وهذا معروف لكل من درس علم الفرائض بالأزهر أو في كليات الحقوق".

إعلان

وأشار مرزوق إلى أن الفكر العلماني الذي يتبناه البعض أثمر عن "أقوال خطيرة"، مثل اعتبار الصلاة مجرد علاقة روحية بين العبد وربه، أو أن الخمر ليست حراما، والصيام ليس فرضا، وقال "هذه الطروحات ليست معزولة، وإنما تتكامل في إطار مشروع تفكيكي للدين".

وأكد أن الأزهر ودار الإفتاء والهيئات الشرعية في مصر تصدت لهذه الطروحات، وأن "بعض العلماء طالبوا الهلالي بالتوبة علنا من هذه الأفكار التي تُعد خروجا صريحا عن الشريعة الإسلامية" حسب قوله.

التفاف على الشرع

وفيما يتعلق بظاهرة قيام بعض الأهالي بكتابة أملاكهم لأبنائهم أثناء حياتهم لتفادي توزيع الإرث وفقا لأحكام الشرع، قال مرزوق إنه "لا يشجع ذلك مطلقا"، مبينا أنه ومن الناحية الشرعية قد يُحرم ورثة آخرون مستقبلا مثل الأبناء من زوجة ثانية أو حتى الأحفاد، و"هذا يُعد تعديا صريحا على العدالة الإلهية في التوزيع".

وتابع "أحيانا يقع الشخص الذي كتب أملاكه في مأزق حين يحتاج المال لإجراء عملية أو تغطية نفقات، فيضطر إلى طلب العون من أبنائه الذين صاروا مالكين شرعيين، هذا الأمر يُفقده الكرامة، ويخلق مشكلات لا تُحمد عقباها".

وأوضح مرزوق أن كثيرين يُقدمون على هذه الخطوة بدافع "حرمان أشقاء الأب أو الورثة الشرعيين من نصيبهم"، معتبرا ذلك تهربا من تطبيق شرع الله، ومخالفا للأمانة التي كُلِّف بها الإنسان في ماله وأهله.

ويرى المراقبون أن التصريحات التي أطلقها الهلالي أعادت إلى الواجهة الجدل الدائم حول حدود الاجتهاد الديني، والفصل بين حرية الرأي والخروج عن النصوص القطعية.

مقالات مشابهة

  • دعا للمساواة في الميراث..كيف رد علماء الأزهر على سعد الدين الهلالي؟
  • رئيس جامعة الأقصر تفتتح فعاليات المؤتمر الدولي لكلية الألسن.. صور
  • انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي العاشر لكلية التربية النوعية بجامعة طنطا
  • تكليف أحمد رمضان صوفي عميدا لكلية العلوم بنين بجامعة الأزهر
  • انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي العاشر لكلية التربية النوعية بطنطا
  • رئيس جامعة طنطا: المؤتمر الدولي العاشر لـ التربية النوعية رؤية طموحة تحت قيادة الرئيس السيسي
  • رئيس جامعة بنها يفتتح المؤتمر الطلابى الثالث لكلية التربية النوعية
  • رئيس جامعة بنها يفتتح المؤتمر الطلابي الثالث لكلية التربية النوعية
  • رئيس الوزراء: مشروع رأس الحكمة يدعم جهود الدولة في نطوير القطاع السياحي
  • أول رد من سعد الدين الهلالي على تبرؤ الأزهر منه ومن فتاويه