ذكرت مجلة "Foreign Policy" الأميركية أنه "من المهم أن نكون واضحين بشأن هذا الأمر قدر الإمكان، لأن كل المقالات المكتوبة حول هذا الموضوع حتى الآن تقريبًا تشير إلى أن حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب. وفي الواقع، سيكون من الحكمة أن يقوم المحللون والمسؤولون الحكوميون بإعادة النظر في افتراضاتهم وتحديث توقعاتهم.

صحيح أن حزب الله وإسرائيل أبقيا صراعهما حتى الآن تحت عتبة الحرب الشاملة، مفضلين الردود المتبادلة على الاستفزازات المختلفة، إلا أن ضبط النفس هذا لا يعني أن حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب. في الواقع، يواجه الطرفان حالياً مجموعة من القيود التي أدت حتى الآن إلى كبح جماح أي صراع. وفي الحقيقة، بدأت هذه القيود تنهار بالفعل".
وبحسب المجلة، "إن الادعاء بأن حزب الله لا يريد الحرب يتوقف على ادعاء آخر بأن إيران تخشى نشوب صراع بين وكيلها وإسرائيل، والمنطق الذي يدعم هاتين الحجتين مقنع. ففي السنوات الأخيرة، أصبح حزب الله قوة استكشافية لفيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، حيث لعب أدوارًا مهمة في دعم نظام بشار الأسد السوري، وعمل مع المجموعات العراقية المدعومة من إيران، وقام بتدريب الحوثيين في اليمن. ومع ذلك، قبل أن يصبح حزب الله ذراعاً للحرس الثوري الإسلامي، كان، ولا يزال، أولاً وقبل كل شيء عنصراً حاسماً في الردع الإيراني. إن المجموعة وصواريخها التي يبلغ عددها أكثر من 100 ألف صاروخ تمثل قدرة إيران على الضربة الثانية. وإذا قامت إسرائيل أو الولايات المتحدة بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني، فإن ترسانة حزب الله من شأنها أن توجه ضربة مدمرة للمراكز السكانية الإسرائيلية. فبقدر ما يلتزم آية الله علي خامنئي وغيره من القادة الإيرانيين بتدمير إسرائيل، فإنهم أكثر إخلاصاً لبقاء النظام ولا يريدون خسارة قدرة الردع التي استثمروها في حزب الله".
وتابعت المجلة، "مع ذلك، ليس من الصعب أن نتخيل لحظة يخفف فيها الإيرانيون القيود عن وكيلهم الأساسي. وكما أوضح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه في أوائل كانون الثاني، فقد خصص الإيرانيون قدراً كبيراً من الوقت والطاقة والموارد لتطوير ما يسمى بمحور المقاومة. ولا يشكل حزب الله جزءاً مهماً من هذا المحور فحسب، بل أيضاً حماس. وعلى الرغم من احتمال توقف القتال في الأسابيع المقبلة، فإن الإسرائيليين مصممون على اعتقال و/أو قتل قيادة حماس وجعل المجموعة غير قادرة على أن تشكل تهديداً منظماً لدولة إسرائيل. وإذا هدد الجيش الإسرائيلي بتحويل هذه الأهداف إلى واقع ملموس، فمن المرجح أن يرفع الإيرانيون أية قيود كانت تعمل في ظلها قوات نصر الله بدلاً من قبول هزيمة حماس. ويبدو أن ذلك اليوم يقترب".
وأضافت المجلة، "إذا كانت إيران قد قيدت حزب الله، فإن الولايات المتحدة فعلت الشيء نفسه في ما يتعلق بإسرائيل. كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن واضحة بشأن قضيتين خلال حرب غزة: أولاً، يجب هزيمة حماس. وثانياً، لا بد من تجنب الحرب بين حزب الله وإسرائيل. وبحسب ما ورد نقل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مخاوف فريق بايدن إلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في محادثة صريحة في تشرين الثاني الماضي. كما طلب بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم توسيع الحرب لتشمل لبنان. ومن الواضح أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الحرب بين حزب الله وإسرائيل سوف تتحول بسرعة إلى صراع إقليمي يمكن أن تصبح فيه الولايات المتحدة منخرطة في حرب مباشرة ضد إيران".
وبحسب المجلة، "إن مخاوف الإدارة معقولة، لكن قدرة بايدن على التأثير على الإسرائيليين بشأن كيفية تعاملهم مع حدودهم الشمالية تتضاءل، وذلك لأن الحكومة الإسرائيلية قررت إجلاء ما يقدر بنحو 80 ألف إسرائيلي من بلدات الشمال كإجراء احترازي في حالة حدوث تصعيد كبير. وفي الواقع، لم تتوصل واشنطن ولا باريس إلى خطة ترضي حزب الله أو الإسرائيليين. ويطالب الإسرائيليون حزب الله بالانسحاب إلى نهر الليطاني، الذي يبعد 18 ميلاً عن الحدود الإسرائيلية، وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، وهو الطلب الذي يرفضه حزب الله. من جانبه، يريد حزب الله من إسرائيل أن تخفض حجم قواتها على الحدود، وهو أمر لن يفعله الإسرائيليون، خاصة بعد أحداث 7 تشرين الأول 2023".
وتابعت المجلة، "مع مرور الوقت، أثبتت الدبلوماسية أنها غير مثمرة. وإذا ادعى الإسرائيليون النصر في غزة، فسوف يحولون انتباههم إلى حل مشكلتهم الأمنية في الشمال، خاصة وأنها قضية وجودية بالنسبة للإسرائيليين، لأنه على الرغم من رغبات البيت الأبيض، من المرجح أن تندلع الحرب في لبنان في الربيع أو الصيف. أما العائق الأخير أمام إسرائيل فهو الخلل الوظيفي في الكونغرس الأميركي. وعلى الرغم من أن الأمر ليس كذلك بشكل عام، إلا أن نوع الحرب التي تخوضها إسرائيل الآن جعلها تعتمد بشكل حاسم على الولايات المتحدة. لا شك أن إسرائيل تمتلك قاعدة صناعية دفاعية متطورة وبنية عسكرية متقدمة، لكن حربها رداً على هجوم حماس في السابع من تشرين الأول تشكل خروجاً كبيراً عن العقيدة المعيارية للجيش الإسرائيلي، والتي تدعو إلى حروب قصيرة ومدمرة على أراضي العدو".
ورأت المجلة أنه "عندما يتعلق الأمر بمواجهة حزب الله، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى المزيد من الأسلحة الموجهة بدقة، والتي ستكون حاسمة لتحييد مواقع إطلاق الحزب وغيرها من المواقع الحساسة. لا يستطيع الإسرائيليون الحصول على هذه الأسلحة دون حزمة المساعدات التكميلية التي تقبع الآن في الكابيتول هيل، مما يعني أن العمليات العسكرية الكبرى التي يتصورها غالانت لدفع حزب الله بعيداً عن الحدود الإسرائيلية لا يمكن أن تحدث بعد. ومع ضعف القيود المفروضة على كل من حزب الله وإسرائيل، فإن كل الدلائل على الأرض تشير إلى الحرب". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله وإسرائیل الولایات المتحدة أن حزب الله

إقرأ أيضاً:

أخنوش: ما يتعرض له المغرب من حملات هو ضريبة صحوته الصناعية التي أصبحت تزعج البعض

قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إن « الصحوة الصناعية »، أصبحت تزعج البعض، كاشفا أن ما تتعرض له البلاد من حملات يائسة وبائسة، هي ضريبة لما تحققه من نجاحات على مستوى استقطاب الصناعات، جعلها استثناء في شمال إفريقيا.

أخنوش كشف في تعقيب له على أسئلة المستشارين البرلمانيين، خلال الجلسة الشهرية حول موضوع: « منظومة الصناعة الوطنية كرافعة للاقتصاد الوطني »، أن التصنيع الناجح، بات يكمن في تغيير العقليات والقطع مع إرث الماضي، والاستراتيجية الصناعية التي تخدم الوطن هي مسؤولية الجميع حكومة وبرلمانا وقضاة وأمنا ومواطنا وقوانين ومؤسسات.

وأضاف أن مستقبل الصناعات الوطنية، بات مرتبطا بصناعات المستقبل مثل الطاقات المتجددة، وصناعة السيارات والهيدروجين الأخضر وفضلا عن صناعة الأسمدة الفوسفاطية.

وكشف رئيس الحكومة، أن عددا من الصناعات مثل النسيج كانت في أزمة خلال فترة كوفيد، واليوم نتحدث عن 61 مليار درهم نصدرها كعملة صعبة في مجال النسيج، حيث إن بلادنا صارت مصنعا قريبا من أسواق الاستهلاك والتصدير.

وشدد رئيس الحكومة، على أن قوة البلاد تكمن في استقرارها الأمني والاجتماعي والسياسي، مما يجعلها قبلة لاستثمارات مناسبة وآمنة للرأسمال الوطني والأجنبي.

مشيرا إلى أنه بات لا بد من تحصين الصناعة الوطنية لأنها خيار استراتيجي للدولة، وذلك على كل المستويات.

بغرض تطوير القطاع الصناعي، قال أخنوش أيضا، إن حكومته اشتغلت على تبسيط الإجراءات الإدارية ورقمنة المساطر، وهو إجراء زاد من الشفافية ورفع من منسوب ثقة المستثمرين في القطاع الصناعي.

وأعلن أخنوش في تعقيبه، أن الاستثمارات الصناعية لم تعد متمركزة في محور طنجة – الدار البيضاء، معلنا بقوله: « إن هناك مناطق صناعية في بركان ومكناس وبني ملال، ونحن قادرون من خلال هذه المناطق على أن تكون لدينا بيئة ملائمة لتطوير الصناعات والصناعات المتخصصة ».

بالنسبة لأخنوش، الحكومة تسعى لتحقيق عدالة مجالية في الاستثمارات الصناعية… وهذا يظهر من خلال ميناء الناظور غرب المتوسط الذي وصل إلى مراحله النهائية، إضافة لميناء الداخلة الأطلسي الذي تسير فيه الأشغال بشكل جيد، أو من خلال توسيع وتطوير ميناء أكادير، ولدينا كذلك ميناء الدار البيضاء، مؤكدا أن هذه الموانئ، إلى جانب البنيات التحتية الأخرى كلها بطبيعة الحال تضطلع بدور أساسي في بناء المنظومة المتكاملة للصناعة المغربية.

أخنوش كشف أيضا، أن مبيعات الإسمنت، عرفت حتى نهاية أكتوبر 2024، ارتفاعا بنسبة 8% مقارنة بــ 2023. وخلال شهر أكتوبر 2024، حققت زيادة 20% مقارنة مع أكتوبر 2023. وهذا دليل على أن قطاعات البناء والأشغال والبنيات الأساسية تسير في منحى إيجابي جدا، يعكس وجود حركية ودينامية في هذا المجال، متحدثا عن أهمية الصيد البحري، الذي قال إنه بات يشغل 120 ألف شخص في مصانع الصيد والتعليب والتحفيظ، التي تسهم في التصنيع والتصدير والإقلاع التجاري.

 

كلمات دلالية اخنوش الجلسة الشهرية تعقيب رئيس الحكومة مجلس المستشارين

مقالات مشابهة

  • تقرير لـForeign Affairs: كيف يمكن لحملة ضد حزب الله أن تخفف من القيود المفروضة على إيران؟
  • أخنوش: ما يتعرض له المغرب من حملات هو ضريبة صحوته الصناعية التي أصبحت تزعج البعض
  • الخارجية الأمريكية: هناك تقدم على صعيد اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: هناك تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
  • تقرير: إسرائيل تضبط أسلحة روسية مع "حزب الله"
  • إيران تضغط على حزب الله لإنهاء الحرب مع إسرائيل.. تقرير لـThe Telegraph يكشف
  • لبنان وإسرائيل: هل تقترب الحرب من نهايتها؟
  • تقرير جديد يكشف: حظوظ هدنة لبنان تتقدّم!
  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
  • تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة''