سيناتور أمريكي: من المخزي أن يركز السياسيون على أوكرانيا بدلا من الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
انتقد السيناتور الجمهوري جيمس ديفيد فانس زملاءه في الكونغرس والرئيس الأمريكي الذين قال إنهم مهووسون بتمويل أوكرانيا بدلا من معالجة الوضع على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
جاء ذلك وفقا لما نشرته The Hill، نقلا عن حوار فانس، الجمهوري من ولاية أوهايو، مع "فوكس نيوز"، حيث قال: "أعتقد أنه من المخزي للغاية أن يكون لديك كل هؤلاء الأشخاص، الذين تتمثل مهمتهم في رعاية الشعب الأمريكي وقيادة هذا البلد، لكنهم مهووسون بأوروبا الشرقية وأوكرانيا".
وتابع فانس ردا على تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الديمقراطي من نيويورك، بعد اجتماع الأسبوع الماضي بين قادة الكونغرس، بما في ذلك رئيس مجلس النواب مايك جونسون الجمهوري من لوس أنجلوس، مع الرئيس بايدن ونائبته هاريس: "لقد كان الاجتماع بشأن أوكرانيا واحدا من أكثر الاجتماعات صخبا التي واجهتها على الإطلاق من بين اجتماعاتي العديدة في المكتب البيضاوي. إن المشاعر السائدة في الاجتماع (علينا أن نتعامل مع أوكرانيا الآن). هناك قضايا أخرى، بما في ذلك الحدود، والتي يجب أنا نعالجها، ولكن في وقت لاحق".
وقد كثّف شومر وغيره من زعماء الكونغرس الضغط على جونسون لطرح حزمة المساعدات الخارجية التي قدمها مجلس الشيوخ بقيمة 95 مليار دولار، تشمل 60 مليار دولار لأوكرانيا، على مجلس النواب. ومع ذلك، أشار جونسون إلى أنه لن يطرح مشروع القانون، لأنه يفتقر إلى أحكام أمن الحدود التي طالب بها عدد من أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب خلال الأشهر الأخيرة.
وقال فانس: "إن هذا مشين، وإذا كنت قائدا لهذا البلد، للولايات المتحدة الأمريكية، كان من المنطقي أن تمتلئ حماسا بهذا الشأن. يمكنك أن تعتقد بأن علينا أن ندعم أوكرانيا أو ألا ندعمها، ولكن إذا لم تكن تركّز بشكل أكبر على مشكلات هذا البلد، فما الذي تفعله في قيادة مجلس الشيوخ؟".
تابع فانس: "أعتقد أنه أمر مشين للغاية، وبالمناسبة فالفضل يعود لمايك جونسون لكونه الشخص الوحيد في ذلك الاجتماع الذي وقف قائلا: علينا أن نضع مصلحة مواطنينا في المقام الأول".
ويعد فانس من أشد المنتقدين للتمويل الإضافي لأوكرانيا قبل إقرار أحكام أمن الحدود. وفي ديسمبر الماضي، ادعى الجمهوري من ولاية أوهايو أن المشرعين كانوا يحاولون خفض مزايا الضمان الاجتماعي لصالح المزيد من المساعدات لأوكرانيا، والتي قال إنها ستستخدم من قبل وزراء الرئيس الأوكراني "لشراء يخت أكبر".
وقال فانس أيضا إن الولايات المتحدة بحاجة إلى قبول أن أوكرانيا ستحتاج على الأرجح إلى "التنازل عن بعض الأراضي لروسيا لإنهاء القتال بين البلدين".
وقد ظل تمويل أوكرانيا في طي النسيان لمدة عام تقريبا بسبب الانقسامات بين المشرعين، ولم يوافق الكونغرس على مشروع قانون لتمويل أوكرانيا منذ نهاية عام 2022، فيما حذرت إدارة بايدن ومسؤولو الدفاع مرارا وتكرارا من أن الولايات المتحدة قد نفد تمويلها لأوكرانيا.
المصدر: The Hill
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحزب الجمهوري العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكونغرس الأمريكي حلف الناتو مجلس الشيوخ الأمريكي مجلس النواب الأمريكي وزارة الدفاع الروسية
إقرأ أيضاً:
تقرير: ترامب لا يميّز بين "الحروب الأبدية" والنزاع الأوكراني
أثارت إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تفاؤلاً لدى قادة وحكومات من أنحاء العالم، بعد ولاية الرئيس جو بايدن، التي شهدت الكثير من الاضطرابات.
نفور الثلاثي المعلن من التدخل الأمريكي في الخارج يعود إلى مخاوفهم في شأن الحروب الأبدية
وكتب مارتن كوز في مجلة ذا هيل الأمريكية، أن واحدة من أبرز الرسائل ظهرت على منصة إكس بعثت بها حركة طالبان في أفغانستان. وأعربت وزارة الخارجية الأفغانية عن أملها في أن تتيح عودة الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض "للبلدين فتح فصل جديد من العلاقات المبنية على الانخراط المتبادل".
ويؤكد الاقتراح، العبثية المذهلة لأطول حرب في تاريخ أمريكا. على مدى 20 عاماً- من الشهر الذي تلا 11 سبتمبر (أيلول) 2011 حتى صيف 2011- قاتل الجيش الأمريكي، وأخفق في القضاء طالبان. وفقد 2400 جندي حياتهم في أفغانستان، إلى جانب 4500 قتلوا في العراق.
وحمل الرجال والنساء الذين نجوا من "الحروب الأبدية" إلى منازلهم السؤال المتوتر، حول ما إذا كان رفاقهم الذين سقطوا قد ماتوا عبثاً. وقد عين ترامب 3 منهم في مناصب رفيعة المستوى في إدارته المقبلة.
Opinion - Ukraine isn’t fighting a ‘forever war.’ The US shouldn’t forsake it. https://t.co/i9qO8iROzK via @Yahoo
— Frank S. Tate (@FrankSTate1) January 7, 2025
وخدم نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس وتولسي غابارد، مرشحة ترامب لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، في العراق. وخدم المرشح لوزارة الدفاع بيت هيغسيث، دورات عدة في العراق وأفغانستان.
ويقول الكاتب إن نفور الثلاثي المعلن من التدخل الأمريكي في الخارج، بما في ذلك في أوكرانيا، يعود إلى مخاوفهم في شأن الحروب الأبدية.
وقبل عامين من فوزه بانتخابات مجلس الشيوخ عام 2022، كتب فانس: "غادرت إلى العراق عام 2005، شاباً مثالياً ملتزماً نشر الديمقراطية والليبرالية في الدول المتخلفة في العالم. عدت عام 2006، وأنا متشكك في الحرب والأيديولوجية التي قامت عليها".
ويؤطر فانس وغابارد وهيغسيث سياسة ترامب الانعزالية القائمة على شعار "أمريكا أولاً" باعتبارها تصحيحاً مبدئياً للمغامرات العسكرية الفاشلة التي شهدتها البلاد بعد أحداث 11 سبتمبر. لكن معارضتهم للدعم الأمريكي لأوكرانيا تكشف وجهة نظر عالمية تفتقر إلى بوصلة أخلاقية.
ويبدو أن الثلاثة غافلون عن مفارقة سوداء: فبعد سنوات من الادعاء بأن المؤسسة السياسية والعسكرية الأمريكية خانت جيلهم من المحاربين القدامى، سيتولون قريباً دور الخونة، فيتركون القوات الأوكرانية لمصيرها.
Ukraine isn’t fighting a ‘forever war.’ The US shouldn’t forsake it. https://t.co/4MJMc1xde3
— #TuckFrump (@realTuckFrumper) January 7, 2025
أرسل القادة الأمريكيون مئات الآلاف من القوات لإطاحة النظامين في أفغانستان والعراق واحتلال البلدين. لكنهم شحنوا الأسلحة والمعدات والذخيرة فقط لمساعدة كييف في حربها العادلة للدفاع عن النفس. ولا توجد مقارنة تذكر بين دور أمريكا آنذاك والآن، حتى لو نقل فانس، الذي قدم نفسه على أنه "مناهض للحرب"، هذا التكافؤ الزائف في قاعة مجلس الشيوخ في الربيع الماضي، بعدما أقر الكونغرس حزمة تمويل بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا.
لا توجد قوات أمريكية تقاتل (أو تموت) في صراع أوكرانيا ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يبدو أنه المستفيد الأكبر من انسحاب أمريكا من العالم.
وبما أن ترامب تجنب الخدمة العسكرية خلال حرب فيتنام، فإنه بإمكان فانس وغابارد وهيغسيث الاستفادة من خبرتهم في الزي العسكري، لتنويره حول مفهوم اليقظة المتبادلة. ويمكنهم أن يسعوا إلى إقناعه بأن أمريكا تتحمل التزاماً أخلاقياً بحماية حليف ديمقراطي، وأن الوفاء بالتزامها يعزز سلامة أوكرانيا وأمريكا والغرب بأكمله.
وعوض ذلك، سيديرون ظهورهم لكييف، ويحرضون على الفرار من الخدمة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مأساة الحروب الأبدية بدلاً من معالجتها.
إن كفاح أوكرانيا الشجاع للحفاظ على حريتها وأراضيها وثقافتها وهويتها الوطنية، يجسد المُثل الديمقراطية التي تعرف مفهوم الغرب - المُثل التي يقدسها فانس وغابارد وهيغسيث بالقول، ولكنهم يحتقرونها بالفعل. إن تخليهم عن أوكرانيا سيترك المزيد من الدماء على ضمير أمريكا، إن لم يكن ضميرهم.