الخصاونة: الأردن يعمل لتحقيق تحول شامل في القطاع الزراعي
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الاثنين، إن التحول إلى نظم غذائية أكثر فعالية وشمولا في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا "بات أمرا ملحا" لضمان توفير غذاء صحي وآمن لسكان المنطقة وسط تزايد عددهم بشكل كبير، وندرة المياه والتغير المناخي.
وأضاف الخصاونة خلال أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى، أن التحول يأتي من خلال معالجة تحديات توافر الأغذية وتسهيل الوصول إليها وثباتها واستخدامها بطرق توفر للمنتجين من أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية، فرصا لزيادة الدخل والتوظيف وإنتاج الأغذية، واستدامة النظم الإيكولوجية في المنطقة ولتحقيق أهداف التكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره.
وأشار إلى أن استخدام الابتكار والرقمنة ما زال محدودا في هذا المجال، وسيكون لاستخدامهما على نطاق واسع دورا قويا وفعالا في تعزيز تحول النظم الغذائية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد الخصاونة أن العاصمة عمان تحتضن الدورة الحالية من المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، لمناقشة القضايا الملحة التي تواجه الأنظمة الغذائية والزراعية، وستركز المناقشات على الإطار العالمي والإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرامجها وأولوياتها لتحقيق هذه الغاية.
وشدد على أن الأردن يعمل بجد لتحقيق تحول شامل في القطاع الزراعي والنظم الغذائية وعلى مختلف المحاور والارتباطات، من خلال النهوض بالقطاع الزراعي مع الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل والخدمات خلال سلسلة القيمة كالصناعات الغذائية، والنقل وسلاسل التوريد، والعمالة، والطاقة والمياه، وتمكين المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين في قطاع الزراعة وخلق فرص العمل ورفع سوية المنتجات الريفية، والتي نعتبرها أساسا لتحقيق النمو الشامل.
وبيّن أن الأردن يسعى لتطوير الأسواق المستدامة وتعزيز سبل العيش الريفية، "مما يضمن أمنا غذائيا أقوى وازدهارا اقتصاديا مستداما".
وأضاف أن الأردن سعى مبكرا، من أجل تعزيز التعاون الزراعي الإقليمي، لإطلاق المرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول المنطقة، موضحا أنه جرى البدء في التحضير لهذا المرصد بناء على لقاء جرى بين جلالة الملك عبد الله الثاني والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة شو دنيو، خلال زيارته الرسمية للأردن في 8 تشرين الثاني 2022.
وأضاف الخصاونة "أمام التحديات العالمية وفي مقدمتها أزمات اللجوء، والحروب والتغير المناخي، فإن الأردن من أكثر البلدان تأثرا بهذه الأزمات"؛ حيث تشكل نسبة اللاجئين الذين يستضيفهم الأردن "ثاني أعلى نسبة" في العالم إلى عدد السكان، ويعيش حوالي 81% من اللاجئين في المجتمعات المضيفة خارج مخيمات اللجوء، مما شكل "عبئا وضغطا كبيرا" على الموارد الأرضية والمائية وخدمات الصحة والتعليم وفرص العمل.
وأكد على أن الأردن يعمل على بناء استراتيجيات وخطط مرنة ومبتكرة لتعزيز القدرة على التكيف والصمود، من خلال الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية وتطويرها، وتبني التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، واستخدام الأدوات المناسبة التي تؤدي الى تخفيف وطأة تلك التحديات.
وقال الخصاونة، إن من أهم التحديات التي تواجه الجميع هي الكمية الكبيرة لهدر الطعام وتقليل الفاقد، الذي يمثل "تحديا لإدارة الموارد والتزاما أخلاقيا" لمكافحة الجوع ودعم الاستدامة البيئية والمساهمة في تحقيق الامن الغذائي، موضحا أن 28% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم تنتج الغذاء الذي يتم هدره بدلًا من إطعامه للمحتاجين.
وشدد على أن إدارة الفاقد والمهدر من الغذاء بشكل أفضل ستساهم في سد جوع ملايين البشر الذين يعانون في الوقت نفسه من نقص الطعام.
وقال الخصاونة، إن هذا المؤتمر يوفر فرصةً فريدةً لتبادل الخبراتِ والأفكار، التي تساهم في تعزيز التعاون والابتكار عبر الحدود، موضحا أن الأردن يتابع بعناية البيانات والاستراتيجيات التي تصدرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ويتعامل معها بكل جدية للوصول إلى إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل.
وأكد على أن الأردن ملتزم باتخاذ قراراتٍ تؤثرُ في المنطقة بشكل إيجابي وعلى مستقبل الزراعة والأمن الغذائي، والاستدامة البيئية، والمرونة الاقتصادية.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الزراعة القطاع الزراعي بشر الخصاونة الحكومة لمنظمة الأغذیة والزراعة أن الأردن على أن
إقرأ أيضاً:
اليمن يقود تحولًا استراتيجيًّا بحصار بحري يُخضِعُ “إسرائيل” ويضعها أمام خيار الاستسلام
عدنان الشامي
تتسارع الأحداث في المنطقة، لتتجلى معها حقيقة صراع قيمي يتجاوز الحدود، وفي هذا الإطار، يأتي الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على العدوّ الإسرائيلي كتحَرّك إيماني أصيل ونصرةً لقضية الأُمَّــة المركزية. هذا التحَرّك، الذي يختزل موقفًا نابعًا من عمق الإيمان بالمبادئ وارتباطا لا ينفصم بقضايا الشرف، يستدعي تحليل أبعاده وتداعياته في ضوء التطورات الراهنة.
القرار اليمني بفرض الحصار على السفن التابعة أَو المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي ليس إلا إعلانا عن توجّـه إنساني ومبدئي يتجاوز الحواجز التقليدية، مبرزًا اليمن كصوت صارخ بالحق في قلب هذا الصراع المحتدم، وبل يتوجّـه برسالة تحذيرية إلى كافة القوى الإقليمية والعالمية. هي دعوة للانضمام إلى معركة أوسع ضد الظلم والاحتلال، دعوة تتجاوز المحاور التقليدية وتكشف هشاشة التحالفات القائمة. هذه الرسالة اليمنية، التي تتجاوز البحار، تضع دولًا كثيرة أمام استحقاق أخلاقي ومبدئي: إما أن تظل صامتة في ظل ممارسات الاحتلال، أَو أن تتحَرّك بدور فاعل في دعم القضية الفلسطينية. كي تتخذ مواقف فعلية تترجم على أرض الواقع، عبر الانخراط في معركة استراتيجية قائمة على الضغط السياسي والاقتصادي، بدلاً من الاكتفاء بالشعارات.
يمثل الحصار اليمني على السفن الإسرائيلية عنصرًا من حرب هجينة تستهدف شل حركة الاقتصاد البحري على العدوّ الإسرائيلي. وتعطيل قدراته على الاستيراد والتصدير. ومنذ عام كامل، أعلن العدوّ خسائره المتراكمة جراء هذا الحصار، حَيثُ تعرضت السفن المرتبطة بإسرائيل للاستهداف المتكرّر، وأصبحت عاجزة عن التحايل أَو التخفي تحت أسماء شركات أُخرى. فقد باتت القوات البحرية اليمنية تمتلك قدرات متقدمة لملاحقة هذه السفن وكشف هويتها مهما حاولت التنكر أَو التخفي، بل حتى لو كانت مغمورة تحت البحار. هذا التفوق الاستخباراتي واللوجستي يضاعف من الخسائر ويصعّب على العدوّ تأمين وارداته الحصار بهذا الأُسلُـوب يعكس استخداما بارعًا لأدوات متداخلة تهدف إلى إضعاف العدوّ دون الدخول في مواجهات مباشرة.
وبفضل هذا الحصار، تعرض العدوّ الإسرائيلي لخسائر متصاعدة منذ عام كامل. السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني مُنعت من عبور البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي وحتى سيكون في البحر المتوسط، وأصبحت تواجه خطر الاستهداف المُستمرّ أينما وُجدت في مياه المنطقة. غير قادرة على التحَرّك بحرية، فكل مياه البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي أصبحت مناطق ملغومة بالنيران اليمنية. هذا التقييد فرض ضغوطًا خانقة على إسرائيل، مما دفع شركات الشحن البحري إلى إعادة حساباتها، خشية المخاطرة بنقل بضائع عبر هذه المسارات الحيوية، ورفع كلفة تأمين وارداتها عبر البحار، ما يعزز الضغط على الكيان ويجعله عرضةً لخسائر فادحة متزايدة مع مرور الوقت.
استراتيجيًا، وضع اليمن بخطواته هذه حدًا لمغامرات العدوّ في البحر الأحمر وباب المندب، حَيثُ أغلق القائد القرآني هذه الممرات أمامهم وأشعل البحار بنيران الثورة والعدالة، ليمنعهم حتى من العبور بسلام. لم تكن هذه الخطوات متوقعة من طرف العدوّ، الذي فوجئ بالقدرة اليمنية على قلب موازين القوى والتحكم بمفاصل التجارة الدولية في تلك المناطق الاستر
يمثّل هذا الحصار خطوة استراتيجية لا تقتصر على الأبعاد العسكرية والاقتصادية، بل تهدف إلى إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة. الرسالة التي ينقلها اليمن بهذا الحصار تُدرك جيِّدًا حجم تأثيرها على الرأي العام العربي والإسلامي، مشجعةً على تعزيز موجة تضامن بين مختلف القوى المعادية للاحتلال.
وعلى المستوى الاقتصادي، فإن الحصار يعزز من ضغوطه على الاقتصاد الإسرائيلي. شركات الشحن بدأت تفكر ألف مرة قبل المخاطرة في إرسال بضائع عبر البحر الأحمر، خشية من الخسائر المتزايدة. هذا الحصار بدأ يؤثر بشكل ملموس على الحركة التجارية الإسرائيلية، مما يجبرها على التراجع في استراتيجياتها البحرية. اقتصاد إسرائيل، الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة.
أما سياسيًّا، فإن هذا الحصار الذي تفرضه القوات اليمنية يضع إسرائيل في وضع محرج أمام العالم. إنها المرة الأولى التي تجد فيها إسرائيل نفسها محاصرة ليس فقط بالقوة العسكرية المباشرة، بل بأُسلُـوب مبتكر يعزلها عن طرقها الحيوية.
إن هذا الحصار يأتي استباقيًا قبل أن تتصاعد المواجهات الكبرى في المنطقة، ليضعف العدوّ في مراحل مبكرة ويعكس إرادَة قوية لتحدي هيمنة إسرائيل. فما كان للنظام الصهيوني أن يتوقع أن يأتي الهجوم عليه من مياه البحر، حَيثُ تحكم القوات اليمنية قبضتها على نقاط كانت تعتبرها مناطق مناعة استراتيجية. بهذا الأُسلُـوب، يعيد اليمن تعريف مفهوم الصراع في المنطقة، ويكسر هيمنة الاحتلال الإسرائيلي على مفاصل الاقتصاد الدولي، وستجبره على الخضوع.
ختامًا: اليمن يقود ثورة جديدة في قلب الصراع العربي الإسرائيلي.
ما يقوم به اليمن اليوم ليس مُجَـرّد عمل عسكري، بل هو إرادَة أُمَّـة قرّرت أن معركتها ضد إسرائيل ليست تقليدية. إنها معركة الحق في مواجهة الباطل، معركة الحرية في وجه الهيمنة، معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
الحصار البحري الذي يفرضه اليمن ليس مُجَـرّد إجراء عسكري، بل رسالة قوية للعالم: أن الحق لا يُنتزع إلا بالإرادَة الثابتة والعزيمة الصادقة. إنها رسالة تثبت أن إرادَة الشعوب الحُرة تستطيع كسر طغيان المستبدين وتغيير موازين القوى لصالح العدالة والحرية وتضع العدوّ الإسرائيلي أمام خيارين لا ثالث لهما: الموت أَو العودة إلى مواطنه الأصلية.
إنها لحظة تاريخية تنطلق من اليمن لتضع إسرائيل أمام تحديات جديدة، تقرب الأُمَّــة من الحلم بتحقيق الحرية والاستقلال الكامل لأرض فلسطين ولكل المنطقة العربية.