موقع النيلين:
2024-10-05@15:09:56 GMT

الشُخْشِيخَة..!!

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT


فِي إحدَى الدُّولِ العربيَّةِ الشقيقةِ، دخلَ مُعمَّم قاعةً فسيحةً فيهَا مئاتٌ من النَّاسِ ينتظرُونَهُ بفارغِ الصَّبرِ، وعلى أحرِّ من نارِ الجمرِ، وحالمَا رأوهُ افتتنُوا بهِ وتهاوشُوا عليهِ، فمنهُم مَن لمسَهُ بيديِهِ تبرُّكًا بهِ، واعتبرُوا أنفسَهُم محظوظِينَ، ومنهُم مَن حاولَ لمسَهُ فلمْ يقدِرُوا، واعتبرُوا أنفسَهُم ضحيَّةً لحظِّهم العاثرِ!.

ثمَّ صعدَ المُعمَّم بسكينةٍ وخشوعٍ فوقَ منبرٍ خشبيٍّ مطليٍّ بلونِ الذَّهبِ، ويعلُو رؤوسَ النَّاسِ بثلاثةِ أمتارٍ على الأقلِّ، وبدأَ يبكِي ويحكِي لهُم ما حدثَ لهُ في الصَّحراءِ عندَ ذهابِهِ إليهَا ليلًا، للتأمُّلِ والاختلاءِ!.

فقالَ لَا فُضَّ فُوهُ:

وأنَا وسطَ كُثبانِ الصَّحراءِ والرِّمالِ النَّاعمةِ الصَّفراءِ، أتأمَّلُ نجومَ وكواكبَ الفضاءِ، وأختلِي بربِّ السَّماءِ، أردْتُ التحدُّثَ بالجوِّالِ، فأخرجتُهُ من جيبِي لأُفاجَأُ أنَّ درجةَ شحنِهِ صارتْ صِفرًا بعدَ أنْ كانتْ مئةً، ولَا أستطيعُ التَّحدُّثَ بهِ معَ أيِّ كائنٍ كانْ، فاستغثْتُ بفُلانٍ (ماتَ قبلَ مئاتِ السِّنينِ رضِيَ اللهُ عنهُ وأرضَاهُ) قائلًا لهُ: أغثنِي يا فُلانُ، أدركني يا فُلان، أنقذني يا فُلان، فما هي إلّا ثواني لأرَى درجةَ شحنِ جوالِي تتلألأُ وسطَ الظَّلامِ الدَّامسِ، وتُشيرُ إلى مئةٍ بالمئةِ، فتحدَّثْتُ بالجوَّال طويلًا وكثيرًا، ومعَ ذلكَ لم تنقصْ درجةُ شحنِهِ عن المئةِ، فيا لعظمةِ فُلانٍ!.وهنَا ضجَّت القاعةُ بالصِّياحِ والسُّرورِ للرِّوايةِ، وربَّمَا ذهبَ بعضُ هؤلاءِ النَّاسِ بعدَهَا للصَّحراءِ لدعاءِ فُلانٍ كَي يشحنَ جوَّالاتِهم، وربَّما سيحتجُّ تُجَّارُ الشَّواحنِ للإفلاسِ الذي سيصيبُهم؛ بعدَ إقلاعِ الكثيرِ عن شراءِ الشَّواحنِ؛ لأنَّ الشَّحنَ سيجرِي لجوَّالاتِهم فقطْ بدعاءِ فُلانٍ، وانتهتْ الرِّوايةُ..

والإحصائياتُ تقولُ: إنَّ هذا البلد هو من أكبر الدول شراءً واستهلاكًا لشواحن الجوَّال، وما الرواية إلَّا أحد مسلسلات الكذب والضحك على الذقون، والاستخفاف والاستهزاء التي يمارسها بعض المعممين على الناس، الذين ـوهذا هو بيت القصيدـ يستحقون علاجهم من داء تصديق الخرافات، وإيمانهم بالمخلوق الميت دون الخالق الحي، وبالشِّركِ دونَ التَّوحيدِ، حتَّى أصبحُوا مثلَ (الشُخْشِيخَةِ) بينَ يدي تُجَّارِ البدعِ والطَّوائفِ والغلوِّ المُبينِ، ويا اللهُ أغثنَا وأدركنَا وأنقذنَا وأنتَ فقطْ: الواحدُ الأحدُ الفردُ الصَّمدُ!.

م. طلال القشقري – صحيفة المدينة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

"ما الذي ينمو في راحة يدكِ؟" يفوز بجائزة بمهرجان سلا لفيلم المرأة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فاز الفيلم المغربي القصير ما الذي ينمو في راحة يدكِ؟ للمخرجة ضياء بيا  بجائزة الجمهور بالدورة السابعة عشر من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا - المغرب .

يتتبع الفيلم روتين امرأتين، حيث تندمج إيماءاتهما المتكررة وتشابهاتهما بمرور الوقت. تتقاطع أيديهما من خلال ذاكرتهما المشتركة، وتحكي قصة حركة تلو الأخرى. في الفيلم نرى حياة بين الحاضر والماضي. كطفلة بجانب جدتها وكشخص بالغ تطفو فوق الذكريات.

عُرض الفيلم في عدة مهرجانات منها مهرجان هامبورغ للأفلام القصيرة، ومهرجان CUT TO: GENT للأفلام القصيرة حيث حصل على جائزة أفضل فيلم قصير، ومهرجان مراكش للفيلم القصير حيث فازت ضياء بجائزة أفضل مخرجة.

الفيلم من تأليف وإخراج ضياء بيا، وبطولة زينب عباد الأندلسي، ألاء عصب، وناجية صابر، ومن إنتاج كنزة عليوة ووليد بختي منتج فيلم وراء الشمس، ومدير تصوير جاستون بيبين ستروي. تتولى MAD Distribution مهام التوزيع في العالم العربي، بينما تتولى MAD World المبيعات في باقي أنحاء العالم.

ضياء بيا مصورة ومخرجة أفلام مغربية مقيمة في بروكسل. حاصلة على درجة البكالوريوس في تقنيات الصورة من المعهد العالي للمهن السمعية البصرية والسينما في الرباط وحاصلة على درجة الماجستير في صناعة الأفلام من مدرسة لوكا للفنون. تستلهم ضياء أعمالها من جمال التفاعلات الإنسانية وطبيعية الحياة اليومية، وتتعمق في هذه المواضيع من خلال عدسات دقيقة وتكوين مدروس. وتعتمد إبداعاتها على المواد البصرية والشعر والملاحظة الدقيقة.

مقالات مشابهة

  • "ما الذي ينمو في راحة يدكِ؟" يفوز بجائزة بمهرجان سلا لفيلم المرأة
  • أمطار رعدية غدا وأجواء جد حارة بداية من الإثنين
  • طقس السبت: أمطار خفيفة في بعض المناطق
  • عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي
  • ركنة تسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • طقس حار نهارًا مع استمرار في انخفاض درجات الحرارة اليوم
  • «الأرصاد»: استمرار الانخفاض في درجات الحرارة غدا والصغرى تصل إلى 21
  • إليك طرق لعلاج أمراض البرد في الشتاء
  • زلزال يضرب الفلبين بقوة 4.8 درجة
  • هزة أرضية تضرب القاهرة