انقسامات حادة تهدّد مستقبل ائتلاف نتنياهو وسط إحباط أمريكي من سياساته بشأن غزة
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
سرايا - في مؤشر جديد على تصاعد حدة الخلافات داخل ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن حرب غزة، تأتي زيارة الوزير بيني غانتس ،عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، إلى واشنطن دون تنسيق مسبق، أو الحصول على تصريح من نتنياهو نفسه، وذلك للقاء عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، ومن بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن مصدر وصفته بالمطلع، أن غانتس أبلغ نتنياهو بزيارته لواشنطن بعد تحديد جدول أعمالها، مضيفاً أن الأخير “يتملّكه الغضب الشديد”.
الخلاف وصل لدرجة أن حكومة نتنياهو أمرت السفارة (الإسرائيلية) في واشنطن بمقاطعة اجتماعات غانتس مع مسؤولي إدارة الرئيس بايدن
ورأى المصدر أن زيارة غانتس “تعكس انقساماً حاداً في القيادة السياسية (الإسرائيلية)، بحسب الصحيفة الأمريكية.
يأتي هذا بينما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الخلاف وصل لدرجة أن حكومة نتنياهو أمرت السفارة (الإسرائيلية) في واشنطن بمقاطعة اجتماعات غانتس مع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقال مسؤولون (إسرائيليون) إن “الولايات المتحدة محبطة من حكومة نتنياهو”.
وأوضحت (القناة 12 العبرية) أن محور زيارة غانتس ومناقشاته مع كبار المسؤولين في واشنطن تنصب على خطط اليوم التالي لقطاع غزة بعد نهاية الحرب، بما في ذلك إعادة تأهيل القطاع والسيطرة عليه من قبل السلطة الفلسطينية، وهو ما أكدته قناة “إيه بي سي” الأمريكية أيضاً، نقلاً عن مسؤول في البيت الأبيض.
ومن جانبها، دلّلت صحيفة “هآرتس” العبرية على غضب إدارة بايدن من سياسات نتنياهو بالقول إن المساعدات الأمريكية التي تم إسقاطها جواً على قطاع غزة مؤخراً “تعكس إحباط واشنطن من سياسات (إسرائيل). وذهبت الصحيفة إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول إنه “قد تتصاعد المواجهة بين واشنطن وتل أبيب إذا لم يتم التوصل إلى صفقة” بشأن الأسرى الذين اسرتهم حركة المقومة حماس وإدخال المساعدات إلى غزة، معتبرة أن “قرار بايدن دعوة غانتس للولايات المتحدة يعكس التقليل من أهمية نتنياهو”.
واستبقت نائبة الرئيس الأمريكي اجتماعها مع غانتس بالدعوة، أمام جمع في ولاية ألاباما، إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة، في إشارة إلى هدنة الأسابيع الستة التي تحاول إدارة بايدن التفاوض بشأنها، ما يضمن إطلاق سراح عشرات الاسرى وزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع غزة، وركزت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) على تفاعل الحضور بشكل إيجابي وترحيبهم بدعوة هاريس التي تشكّل مطلباً طالما دعا إليه الكثيرون ممن يريدون وقفاً للقتل والدمار.
وتزامنَ ذلك مع ما أعلنته هيئة البث العبرية عن أن الشرط الذي وضعه رئيس الوزراء للتقدّم في المفاوضات، وهو الحصول على قائمة بأسماء الاسرى الذين مازالوا على قيد الحياة، لم يحظ بموافقة مجلس الحرب، ما يشي بحجم الخلافات حتى داخل هذا المجلس.
“هآرتس”: المساعدات الأمريكية التي تم إسقاطها جواً على قطاع غزة مؤخراً تعكس إحباط واشنطن من سياسات (إسرائيل).
وقالت الهيئة إن مصادر في مجلس الوزراء انتقدت نتنياهو، ورأت أنه يضع العراقيل أمام إحراز تقدم في المفاوضات بهدف إبقاء الوضع على ما هو عليه وكسب المزيد من الوقت هرباً من المساءلة، واعتبرت أن مطلب الحصول على تلك القائمة “لم يكن ينبغي طرحه في بداية المحادثات، إذ يمكن مناقشة هذا الموضوع قبيل نهاية المفاوضات، كما حدث في الصفقة السابقة”.
ووسط استطلاعات حديثة للرأي تشير جميعها إلى تراجع كبير في نسبة تأييد نتنياهو بين المواطنين (الإسرائيليين)، يخشى حلفاء رئيس الوزراء (الإسرائيلي) من أن تؤدي زيارة غانتس للولايات المتحدة إلى تقويض مواقفه بشأن الحرب.
ووفقاً لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، “تعتقد الولايات المتحدة أن غانتس يمثل مقياساً أفضل لموقف مواطني (إسرائيل) من المجهود الحربي وحلّ الدولتين المحتمل”.
وتعيد هذه المخاوف إلى الواجهة الخلاف الأمريكي (الإسرائيلي) بشأن حل الدولتين، والذي اعتبرت العديد من دول العالم مؤخراً، لا سيّما الأوروبية منها، أنه يجب تطبيقه باعتباره السبيل الوحيد لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط والخروج من دوامة العنف التي لا تنتهي، ودائماً يصطدم هذا الطرح بالرفض (الإسرائيلي).
وفي السياق ذاته، حذّرَ روفين حزان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، من أنه “إذا نمت الخلافات السياسية، وانسحب غانتس من الحكومة، فسوف تفتح الأبواب على مصراعيها أمام احتجاجات أوسع” من قبل المواطنين غير الراضين بالفعل عن أداء الحكومة، والذين يحمّلون نتنياهو نفسه مسؤولية هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي شنته حماس ضد (إسرائيل).
“هآرتس”: قد تتصاعد المواجهة بين واشنطن وتل أبيب إذا لم يتم التوصل إلى صفقة بشأن الأسرى الذين تحتجزهم حركة المقاومة حماس وإدخال المساعدات
ونقلت قناة “يورو نيوز” الإخبارية الأوروبية عن حزان قوله: “هناك الكثير من الغضب… في اللحظة التي يكون لديك فيها هذا الغضب، ويكون هناك ائتلاف منفصل عن الشعب، سيتفجّر الوضع”.
وعلى وقع تنامي المظاهرات المنددة باستمرار العدوان الاسرائيليي في غزة، للشهر الخامس، سواء داخل (إسرائيل) نفسها، أو في العديد من المدن الأوروبية والأمريكية، يرى مراقبون أن الضغوط التي تحاصر إدارة بايدن ستتزايد خلال الفترة المقبلة، لا سيّما بعد دور واشنطن المساند والداعم بشدة لتل أبيب، منذ اليوم الأول للحرب، التي تخطى عددُ ضحاياها حتى الآن المئة ألف بين قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال، وكذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة في تشرين الأول/نوفمبر المقبل.
القدس العربي
إقرأ أيضاً : إصابة مجندة برام اللهإقرأ أيضاً : البنك الدولي: انخفاض حركة الشحن عبر البحر الأحمر 50% إقرأ أيضاً : الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على غزة لليوم 150
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: رئيس الوزراء مجلس الرئيس الرئيس الرئيس اليوم غزة القطاع بايدن غزة بايدن الرئيس بايدن القطاع رئيس الوزراء مجلس غزة مجلس الوزراء الوضع رئيس الوزراء العالم بايدن اليوم العالم الوضع مجلس إصابة اليوم الحكومة بايدن القدس غزة الاحتلال الشعب رئيس الوزراء الرئيس القطاع
إقرأ أيضاً:
واشنطن تدرس اختيار حاكم مصرف لبنان المركزي المقبل.. نهج أمريكي جديد
أفادت خمسة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تُجري مشاورات مع الحكومة اللبنانية لاختيار حاكم مصرف لبنان المركزي الجديد، في محاولة لـ"الحد من الفساد والتمويل غير المشروع لحزب الله عبر النظام المصرفي اللبناني".
وقالت وكالة "رويترز" أن تعليق واشنطن على المرشحين لتولي منصب رئيس البنك المركزي اللبناني "يُعدّ أحدث مثال على النهج الأمريكي غير المعتاد في التعامل مع هذا البلد الشرق أوسطي"، حيث أدت أزمة مالية مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات إلى انهيار اقتصاده.
وأضاف أن هذه النهج "يُظهر تركيز الولايات المتحدة المستمر على إضعاف حزب الله، الجماعة المدعومة من إيران والتي تقلص نفوذها على الحكومة اللبنانية بعد أن تعرضت الجماعة لقصف إسرائيلي في حرب العام الماضي".
وأوضحت أنه "منذ ذلك الحين، انتخب لبنان جوزيف عون المدعوم من الولايات المتحدة رئيسًا، وتولت حكومة جديدة السلطة دون دور مباشر لحزب الله. ويتعين على هذه الحكومة الآن ملء المناصب الشاغرة، بما في ذلك في البنك المركزي، الذي يديره حاكم مؤقت منذ تموز/ يوليو 2023.
وتُراجع الولايات المتحدة ملفات عدد قليل من المرشحين لهذا المنصب، وفقًا لثلاثة مصادر لبنانية مطلعة على القضية، ودبلوماسي غربي، ومسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أفاد مصدران لبنانيان ومسؤول في إدارة ترامب للوكالة بأن مسؤولين أمريكيين التقوا ببعض المرشحين المحتملين في واشنطن وفي السفارة الأمريكية في لبنان.
وأضافت المصادر اللبنانية، التي أُطلعت على تفاصيل الاجتماعات، أن المسؤولين الأمريكيين طرحوا على المرشحين أسئلة، شملت كيفية مكافحة "تمويل الإرهاب" عبر النظام المصرفي اللبناني، وما إذا كانوا مستعدين لمواجهة حزب الله.
وقال مسؤول إدارة ترامب إن الاجتماعات جزء من "الدبلوماسية الاعتيادية"، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة تُوضح للحكومة اللبنانية توجيهاتها بشأن مؤهلات المرشحين.
وأوضح المسؤول أن "المبادئ التوجيهية هي: لا لحزب الله، ولا لأي شخص متورط في الفساد. هذا أمر ضروري من منظور اقتصادي". وأضاف المسؤول "إنك تحتاج إلى شخص يقوم بتنفيذ الإصلاح، ويطالب بالإصلاح، ويرفض النظر في الاتجاه الآخر عندما يحاول الناس الاستمرار في العمل كالمعتاد في لبنان".