استئناف مفاوضات القاهرة بشأن غزة ونتنياهو يتمسك بتنازلات من حماس
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
ذكرت وسائل إعلام مصرية أن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستستأنف في القاهرة اليوم الاثنين بعد انتهاء اليوم الأول بمشاركة مصر والولايات المتحدة وقطر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر رفيع المستوى لم تسمه أن مفاوضات اليوم الأول من المباحثات بالقاهرة، بمشاركة الوسطاء وحركة حماس "انتهت، ومن المنتظر استئنافها الاثنين"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ولم توفد إسرائيل فريقها للتفاوض يوم أمس الأحد للمشاركة في مفاوضات القاهرة، ففي اللحظات الأخيرة أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يوفد وفد التفاوض للقاهرة إلا إذا قدمت حماس قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها.
في حين ترى حماس أن تقديم أي تفاصيل أو معلومات بشأن الأسرى لديها لن يكون دون ثمن يجب أن تدفعه إسرائيل على صعيد التخفيف من معاناة أهل قطاع غزة ووقف إطلاق النار.
على الرغم مما تبديه القاهرة من تفاؤل بقرب التوصل لاتفاق قبل حلول شهر رمضان، فإن المحادثات توصف على نطاق واسع بأنها متعثرة، في ظل وجود فجوات واسعة.
نتنياهو، الذي يرى 53% من الإسرائيليين أن البقاء السياسي يدفعه لإطالة أمد الحرب، طالب مساء أمس مجددا حركة حماس بتقديم تنازلات قبل إجراء مزيد من المفاوضات.
وقال في كلمة له في تل أبيب مساء الأحد "إننا نبذل جهودا كبيرة لتحقيق النجاح، ولكن هناك شيئا واحدا واضحا بالنسبة لكم، لن نذعن لمطالب حماس الوهمية"، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان سيكون هناك إطار قوي للتوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة.
وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر في مجلس الحرب أن طلب إسرائيل أسماء المحتجزين الأحياء ليس رسميا ولم يقر في المجلس. في حين ذكرت قناة "كان" أن المجلس لم يوافق على التقدم بهذا الطلب للمضي قدما في المفاوضات.
كما نقلت قناة كان عن مسؤول مشارك في المفاوضات قوله إن "هذه خطوة غير ضرورية تجعل من الصعب دفع المفاوضات إلى الأمام".
وموقف نتنياهو من المفاوضات عززه موقف شريكه في الائتلاف الحاكم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير حين كشف أنه أوقف اتفاق إطار لإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين في غزة.
واعتبر بن غفير أن مواصلة الضغط على حماس بالحرب ومنع دخول المساعدات سيدفعها للإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
وحول الخلاف الإسرائيلي بشأن المفاوضات ومحاولة عرقلتها من قبل نتنياهو وأعضاء حكومته، عبر عنه منسق الأسرى والمفقودين السابق يارون بلوم في تصريحاته لموقع ريشت بيت الإسرائيلي، إذ اعتبر أن رفض حماس "تقديم أسماء المختطفين الأحياء" أمر متوقع، ولا يمكن الحصول عليه.
وأشار بلوم إلى أن مطالب إسرائيل محاولة "لتحويل النظر من غزة إلى الأقصى"، مطالبا الحكومة ووزراءها بأن "يخففوا من التصريحات غير الضرورية حول الأقصى"، لأن هذا يؤثر على المفاوضات.
إصرار على المطالب
على الجانب الآخر، نقلت قناة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤول دبلوماسي كبير أن حماس تريد من إسرائيل الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.
وأشار المصدر إلى أنه من المستبعد للغاية التوصل إلى اتفاق كما أوضحت قناة كان الإسرائيلية أن إسرائيل وبعد الحوار مع الوسطاء تقدر أن قيادة حماس في غزة منخرطة في المفاوضات بشأن الصفقة، أي أن الإجابات التي قدمها كبار مسؤولي حماس في اجتماعاتهم تستند أيضا إلى موقف حماس في غزة.
في السياق ذاته، كان مصدر قيادي في حماس قد ذكر للجزيرة أمس الأحد أن الحركة تعمل "لعودة شعبنا للمناطق التي هجروا منها وخاصة بالشمال وانسحاب كامل للاحتلال".
وأكد المصدر أن وفد الحركة في القاهرة لا يعنيه "وصول أو عدم وصول وفد الاحتلال"، منوها إلى أن إسرائيل تدير المعارك الميدانية والتفاوضية بارتباك وتخبط وعشوائية.
وشدد المصدر المسؤول في تصريحاته للجزيرة على أن حماس لم تعلن عن مواعيد محددة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
ووفق إعلام عبري ودولي يسعى الوسطاء حاليا لتقليل مساحات الخلاف بين الطرفين حول تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وهوية المعتقلين من الجانبين المزمع الإفراج عنهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إطلاق النار إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟
غزةـ يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قطع إمدادات الغذاء والوقود عن قطاع غزة ورقة ضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بهدف دفعها للاستجابة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المزيد من الأسرى، والتهرب من التزامه بتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق وصولا لوقف إطلاق النار بشكل دائم.
وفي الوقت الذي لاقت إجراءات نتنياهو رفضا من قبل حركة حماس التي دعت الوسطاء للضغط عليه لتنفيذ مراحل الاتفاق بكل تفاصيله، إلا أن ذلك يفتح التساؤل حول خياراتها للتعامل مع تهديدات الحكومة الإسرائيلية لفرض المزيد من العقوبات ضد غزة.
سحب الذرائعومع تواتر الأخبار التي يتداولها الإعلام العبري عن أن إسرائيل تبحث إمكانية وقف إمداد غزة بالمياه كجزء من إجراءات إضافية ضد القطاع، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن حركته وقعت اتفاقا واضحا من 3 مراحل.
وأضاف أن الحركة التزمت بتنفيذ جميع بنود المرحلة الأولى، في الوقت الذي تهربت فيه حكومة الاحتلال من الالتزام بالبروتوكول الإنساني، وأخلّت بمواعيد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولم تسمح بتوفير الاحتياجات الأساسية لتيسير الحياة في قطاع غزة.
إعلانوأوضح مرداوي، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس ملتزمة بتطبيق الاتفاق الذي رعاه الوسطاء بكل مراحله والذي يقوم على وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح الأسرى.
وطالب الوسطاءَ الضامنين للاتفاق بالضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، ووضع حدا لتهديدات الاحتلال، لأنه من حق الشعب الفلسطيني الوصول لمرحلة من الاستقرار.
وشدد مرداوي على أن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح أيٍّ من أسرى الاحتلال لديها.. إلا من خلال المفاوضات، وكل الشواهد تدلل على أن جميع وسائل القتل التي استخدمتها إسرائيل لن تمكنها من الحصول عليهم دون اتفاق.
اتفاق شاملوأضاف القيادي في حماس: "لن يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا وفق اتفاق شامل، تتم بموجبه صفقة تبادل أسرى ويحقق الاستقرار ويعيد بناء قطاع غزة".
وجدد مرداوي تأكيده على أن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتا على موقفه، ولن يبرر للعدو الإسرائيلي العودة للحرب كونها لن تحقق له شيئا.
وفي السياق ذاته، قال القيادي في حركة حماس مشير المصري إن حركته استجابت بمسؤولية لكل المبادرات التي طرحت بشأن تحمل الكل الفلسطيني مسؤولية إدارة غزة وإعادة الحياة للقطاع الذي دمرته قوات الاحتلال من جديد.
وأوضح المصري، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس خاضت حوارات مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية بهذا الشأن، وقبلت بالطرح المصري لتشكيل لجنة إسناد مجتمعي وذلك من منطلق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
وكشف المصري عن حرص حماس على نزع أي مبرر يتخذه البعض لتعطيل أيٍّ من مراحل الإغاثة والإيواء وصولا إلى إعادة إعمار قطاع غزة.
وأشار القيادي في حركة حماس إلى أنهم معنيون بالتعامل وتعزيز الشراكة مع كل القوى العربية والدولية باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة جمعاء.
إعلانأما على صعيد التحدي العسكري فقال المصري "واثقون أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي بنت نفسها من الصفر ووجّهت ضربة مؤلمة وقاتلة لأقوى قوة في المنطقة، قادرة على أن تستعيد قدراتها وكفاءتها العسكرية والأمنية".
ويعتقد المصري أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يأتي في إطار محاولته البحث عن نصر مزعوم، والهروب من فشله في قطاع غزة، لافتا إلى أن الضفة قادرة كما كل مرة على الخروج من القبضة الأمنية، وإيلام المحتل.
ضغط سياسي وميدانيمن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن حماس تدرك جيدا أن نتنياهو يناور سياسيا ويحاول كسب المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب داخلية، ولا سيما في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها، وبالتالي قد تعتمد الحركة على نهج متعدد الأبعاد يجمع بين التلويح بالتصعيد الميداني، والضغط السياسي، والمناورة التفاوضية لإجبار الاحتلال على العودة إلى الطاولة بشروط أكثر توازنا.
ويعتقد عفيفة، في حديث خاص للجزيرة نت، أن خيارات حماس تكمن بتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية لزيادة الضغط الدولي على الاحتلال، واستثمار ذلك في معركة الرأي العام، بالإضافة إلى تكثيف الدور القطري والمصري لكسر الجمود الحالي.
وذهب عفيفة إلى احتمالية أن تلجأ حماس للتهديد بوقف التفاوض تماما حال استمر التعنت الإسرائيلي، مما قد يشكل ضغطا داخليا على حكومة الاحتلال، خاصة مع تزايد الضغوط عليها من عائلات الأسرى الإسرائيليين.
ورجح الكاتب والمحلل السياسي أن تستغل حماس الانقسامات الإسرائيلية حول استمرار الحرب وملف الأسرى، وتمارس ضغطا على عائلات الأسرى الإسرائيليين للتأثير على القرار السياسي، لأن خيار العودة إلى الحرب الذي يلوّح به الاحتلال لن يحقق أهدافا جديدة رغم خطورته.
إعلان