صدى البلد:
2024-09-30@18:38:47 GMT

نهى زكريا تكتب: سفينة نوح 2024

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

القصص فى القرآن تُقارب الثلث منه، وهذه النسبة الكبيرة تعنى أهمية معرفة الماضى؛ كى نستفيد منه فى الحاضر، ومن القصص التى أتذكَّرها هذه ألأيام هى قصة سيدنا نوح الذى زرع شجراً وانتظر نموه، ثم بعد ذلك قطع خشبه؛ ليبنى سفينة على الأرض، ورغم ذلك لم يُؤمن به قومه لحساباتهم الدنيوية، ونسوا أنه نبى يملك من المعجزات ما لا يعلمون.

هكذا هم البشر مع الذين ينظرون للأمام دائمًا ولا يلتفتون للخلف، وأبرز مثالٍ على ذلك فى عهدنا اليوم، الرئيس السيسى، الذى بدأ حُكمه ببناء بنية تحتية وشيَّد منشآت ومصانع، ومهَّد لها الطرق والكبارى، ليصرخ مَنْ يجهلون ويَعادون الإصلاح والتطور: "هل نأكل طرقًا وكبارى؟"، والإجابة التى لم يعلموها بالطبع، هى أننا سنأكل (من الطرق والكبارى).

هناك مشروع القطار العالمى الذى سيربط بين رأس الحكمة وما حولها، وأيضًا محور الضبعة السريع، وكذا محور الساحل الشمالى، إضافةً إلى ميناء ومطار، والأجمل أنه يوجد مقرٌ للحكومة ومجلس الوزراء فى المنطقة، كل ذلك سيتم افتتاحه خلال عامين.


والحِكمة من رأس الحكمة هى بيع الصحراء بمائة ألف جنيه للمتر بعد تعميرها، بدلاً من بيعها بألف جنيه للمصريين قطعًا، ومن الممكن ألا نستفيد منها فى الحالة الأخيرة.

مَنْ كان يتخيَّل أن هذه المشروعات ستكون سببًا رئيسيًا فى الوصول لمشروعٍ عملاق مثل رأس الحكمة، وأتذكَّر قوله تعالى هنا: "وَفارَ التَّنُّورُ"، بحالة الغليان التى وصل إليها أعداؤنا المنتظرون سقوط مصر، فما كان منهم إلا السباب والشتائم بشكلٍ يُوضح كم الحقد والغل الذى بداخلهم، وبدأوا فى نشر أسطوانتهم القديمة؛ وهى أن مصر تبيع أرضها، والحقيقة هذا كلام يُعتبر دليلاً كافيًا على جهلهم الشديد، والسؤال: لماذا لم يتهم هؤلاء مصر ببيع أرضها عندما أنشأت شركة إعمار الإماراتية أكثر من كمبوند على أرض المحروسة؟!

الحكاية بكل بساطة أن مصر لديها من الخيرات الطبيعية الكثير والكثير، لكنها لا تملك العملة الصعبة للاستثمار، فاتفقت مع الإمارات على "شراكة" وليس الأمر بيعًا وشراءً كما يُروِّج المرجفون فى المدينة، لتكون مصر بالأراضى الصحراوية والإمارات بالتمويل، كما اتفق البلدان على النسبة والمستفيد الأكبر هو مصر، وفى المستقبل سوف يكون هناك فرص عمل للشباب وخير وفير قادم، وكل شىء حدث لمصلحة مصر، أى أنه بشروطها، فالجميع يعلم أن مصر بها أزمة سيولة دولارية، فدفعت الإمارات 35 مليار دولار مساهمةً فى المشروع.

هل هذا يعنى بيعًا، وأننا سنقوم ذات يوم لنجد دولة الإمارات قد زرعت علمها فى رأس الحكمة وطلبت من المصريين فيزا قبل دخولها، إنها حقًا أفكارٌ صبيانية لعقولٍ أصغر!

لقد صرَّحت وكالة "فيتش" بأن اتفاق مصر والإمارات لتطوير مشروع رأس الحكمة سيُخفِّف ضغوط الديون الخارجية على مصر، كما سيُسهل من إمكانية تعديل سعر الصرف، ومؤخراً خفَّضت الوكالة التصنيف الائتمانى لمصر بالعملة الأجنبية على المدى الطويل إلى مستوى "B –" من مستوى "B"، مع منحها نظرة مستقبلية مستقرة، تماشيًا مع التوقعات.    

وأعتقد أن هذا المشروع كان صدمة لها ولباقى الوكالات الشبيهة، كل هذه الحروب وذلك الغضب من مشروعٍ واحدٍ، فماذا لو علم الكارهون والحاقدون أن صندوق قطر للاستثمار QIA ‏سيُوقِّع قريبًا عقود ريفيرا العلمين -اسم المدينة الجديدة- والتى ‏تبدأ من القصر الرئاسى فى العلمين حتى سيدى عبدالرحمن.

وهناك مناقشات بشأن إنشاء منطقة صناعية صينية كبرى على البحر المتوسط؛ لتوفير احتياجات السوق المحلى والتصدير للأسواق الأوروبية والأمريكية، ومقترح تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحلية للبلدين، وآخر بإنشاء فرع لبنك صينى داخل مصر بالتنسيق مع الجهات الصينية المعنية، بما يُسهم فى تيسير حركة التبادل التجارى بين البلدين.

نعم هى بداية قوية للاستثمار فى مصر، وكل ذلك يعود الفضل فيه للرئيس السيسى الذى أعلن فى فترة حكمه الأولى أنه ليس لديه برنامج انتخابى، لكن المفاجأة أن البرنامج كان سفينة نوح 2024.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

عدوان برعاية أمريكية

شرع الجيش الإسرائيلي، اليوم يعمل فى رحاب الحماية الأمريكية، في استخدم كل الأساليب القذرة فى ترويع المدنيين الفلسطينيين، وتهجيرهم وارتكاب المذابح في صفوفهم ليجرى هذا تحت رعاية وحماية الولايات المتحدة الأمريكية. ولقد رأينا مؤخرا كيف تنامت لدى الجيش الإسرائيلى العقيدة الإرهابية لتصبح عقيدته الأصلية فى القتل والترويع واستهداف المدنيين الفلسطينيين. وهى الجرثومة التي تنامت لدى"نتنياهو" كرئيس للوزراء منذ عام 1996 لتصبح عقيدته، ويتزامن هذا مع صعود التيارات الدينية المتطرفة، وظهور الجيش الإسرائيلى كأسوأ جيش فى العالم حيث قام بقتل المدنيين، واستخدم سلاح التجويع، وقام بالتمثيل بالجثامين، وارتكاب المذابح ليل نهار على مرأى من العالم كله.

لم يكن غريبا أن رأينا هذا الجيش يعمل تحت الرعاية الأمريكية، فهى الضامن والسند والمدافع عنه، وظهر هذا فى التداعيات الأخيرة مع فتح جبهة صراع جديدة مع حزب الله فى لبنان، وهو أمر جد خطير يؤدي بالقطع إلى تأزيم الموقف. ومن ثم بات من الضرورى اليوم وقف التصعيد الحادث فى الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وهو الصراع الذى جعل المنطقة تعيش فوق سطح صفيح ساخن منذ السابع من أكتوبر الماضى. كما بات من الضروري وقف إسرائيل لعدوانها على غزة، وهو العدوان غير المسبوق، والذي يغذى بنية الصراع والتصعيد فى المنطقة. ويحدث هذا فى ظل توجهات اليمين الإسرائيلي الحاكم بزعامة " نتنياهو" الذى يسعى لإشعال الحرائق عمدا فى المنطقة لاعتبارات سياسية داخلية تصب فى صالحه، ومن أجل تحقيق بغيته فى تصفية القضية الفلسطينية، وذلك بوضع العراقيل والعقبات أمام أى مساعٍ تُبذل من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار.

وهذا ما شهدناه اليوم مع فتح جبهة جديدة فى لبنان الذى يواجه تحديات كثيرة، ولا يتحمل اندلاع حرب جديدة. ولقد رأينا كيف تواطأت الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل. وبدلا من أن تعلي صوت الحكمة والعقل وتتحرك بفاعلية لنزع فتيل الأزمة قبل أن تنفجر وتصعب السيطرة عليها تماهت مع إسرائيل فى الرغبة المحمومة فى تصعيد الموقف وتفجيره فى المنطقة من خلال وضع المزيد من العقبات أمام محاولة الوصول إلى إنهاء الاحتلال، والبدء فى إطلاق مسار المفاوضات، الذى يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية. ويجرى هذا فى إطار حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد لوقف الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

بيد أن إسرائيل اتخذت منحى آخر من شأنه أن يُشعل الصراع فى المنطقة أكثر وأكثر عندما بادرت وفتحت جبهة جديدة فى لبنان، وعمدت إلى إشعال الموقف والتصعيد مع حزب الله، وهو ما رأيناه عندما جرى تفجير أجهزة الاتصال، واغتيال عدد من قادة الحزب، وتبادل القصف الصاروخى بين قوات الاحتلال وحزب الله، الأمر الذى فاقم الموقف وبات ينذر بمخاطر اندلاع حرب شاملة، حرب إذا وقعت ستكون لها تداعيات خطيرة، ليس على السلم والأمن فى المنطقة وحسب وإنما أيضا على لبنان تحديدا الذى يواجه الآن الكثير من التحديات، ولن يكون بمقدوره تحمل اندلاع شرارة حرب جديدة.

مقالات مشابهة

  • الظلم ظُلمات
  • السوبر الإفريقى زمالكاوى
  • الحكمة منى عطا الله تعلن اعتزالها رسميا بسبب ظلم لجنة الحكام
  • تواصل منافسات بطولة القدم بجامعة الحكمة بذمار
  • شيخة الجابري تكتب: خيرات الشارقة حدائق مورِقة
  • سفينة إسرائيلية تعترض طائرات مسيرة وصاروخ باليستي أطلق من العراق ولبنان
  • عدوان برعاية أمريكية
  • مرسين.. “سفينة الخير” التركية تنطلق نحو الصومال
  • «القاهرة الإخبارية»: سفينة حربية تعترض مسيرة في البحر الأحمر
  • ميناء دمياط يتداول 34 سفينة للحاويات والبضائع العامة