قال خبراء ومحللون إن التسجيل الصوتي الذي نشرته هيئة البث الإسرائيلية والذي يظهر قتل الجنود الإسرائيليين لأسيرين في قطاع غزة يكشف الفوضى العملياتية التي يعيشها جيش الاحتلال، ويزيد من الصدع السياسي الذي تعيشه إسرائيل بسبب مسألة الأسرى.

وكانت هيئة البث قد نشرت تسجيلا صوتيا للأسيرين (آلون، يوتان) وهما يصرخان من داخل أحد البيوت ويطالبان جنود الاحتلال بعدم إطلاق النار عليهما وإنقاذهما، مشيرة إلى أنهما قتلا في النهاية بعد 65 يوما في الأسر.

وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن هذا التسجيل يؤكد وجود فوضى في العمليات، وعدم فاعلية لمنظومة القيادة والسيطرة الإسرائيلية، "خصوصا وأنه تم قتل 3 أسرى في وقت سابق وهم يحاولون الاستنجاد بالجنود ويرفعون الراية البيضاء ويتحدثون بالعبرية".

فشل متجذر ومتسلسل

ووفقا للدويري، فإن هذا التسجيل "يكشف فشلا متجذرا ومتسلسلا داخل الجيش الإسرائيلي، ويؤكد عدم قدرته على استعادة الأسرى بالقوة، رغم وجود عقيدة قتل الأسرى عن عمد".

وحاليا -يضيف الخبير العسكري- ليس معروفا عدد الأحياء من الأسرى ولا أسماؤهم، والثابت أنه تمت استعادة 110 منهم عبر المفاوضات و3 عن طريق الجيش تبين لاحقا أنهم كانوا لدى إحدى العائلات ولم يكونوا لدى المقاومة".

وبناء على ذلك، فإن هذا التسجيل -والحديث للدويري- "دليل على أنه لن يتمكن من القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طالما أنه عاجز عن تحقيق الهدف الأدنى المتمثل في استعادة الأسرى بالقوة".

الرأي نفسه ذهب إليه المحلل السياسي ساري عرابي بقوله إن نشر هذا التسجيل يتزامن مع تزايد انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من داخل مجلس الحرب بعد مطالبته بقائمة تضم أسماء الأسرى الأحياء من حركة حماس دون الاتفاق على هذا الأمر مع أعضاء المجلس.

ويعيش مجلس الحرب خلافا متزايدا بسبب موقف أعضائه من صفقة التبادل المحتملة، كما يقول عرابي، مضيفا "هذا التسجيل يشير إلى الفشل العلمياتي داخل جيش الاحتلال، ولا يمكن اعتباره موجها ضد حركة حماس بقدر ما هو موجه ضد نتنياهو".

تأكيد للخطر

إلى جانب ذلك، فإن هذا التسجيل "يعتبر محاولة لتأكيد الخطر الذي يهدد حياة من تبقى من الأسرى والقول إنه لا سبيل لإنقاذهم بالقوة"، حسب عرابي الذي قال إنه يرى التسجيل محاولة للدفع باتجاه صفقة تبادل.

وأضاف عرابي أن قضية الأسرى "كانت متراجعة داخل المجتمع الإسرائيلي، لكن حاليا هناك شريحة متنامية تطالب باستعادة الأسرى مع تزايد السجال السياسي الذي تم احتواؤه في أول المعارك".

ومع طول أمد الحرب وانكشاف أكاذيب نتنياهو -يقول عرابي- "بدأت هذه الشريحة تتسع ومعها اتسعت أيضا شريحة منتقدي نتنياهو والمطالبين بإجراء انتخابات مبكرة".

وفي السياق، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، إن التسجيل يعكس الفوضى والارتباك الذي يعيشه جيش الاحتلال وعدم وضوح أهدافه الحقيقية من هذه الحرب.

وأضاف مصطفى "الأهم من ذلك أن هناك ثقافة داخل الجيش الإسرائيلي تسوغ له إطلاق النار على أي فلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية من منطلق التحييد"، مضيفا "إنها ثقافة إسرائيلية عنصرية تعكس الارتباك والخوف من كل ما هو غير إسرائيلي".

ومن الناحية السياسية -يقول مصطفى- فإن هذه التسجيلات تؤثر على المجتمع الإسرائيلي لأنها تنزع ثقته في قدرة الجيش على استعادة الأسرى من خلال الحرب.

وأضاف "تاريخيا كان هناك تفاخر بقدرة الجيش على استعادة الأسرى عبر الحرب لكن هذا الأمر فشل تماما".

كما أن هذا التسجيل -حسب مصطفى- "ينسجم مع تصاعد الضغط الداخلي من أجل الذهاب لصفقة تبادل كحل وحيد لاستعادة الأسرى، هذا الفيديو يزيد الشكوك في قدرة الجيش على استعادة الأسرى".

وأعرب ذوو الأسيرين عن أسفهم وحزنهم لمقتلهما على يد الجيش، فيما قال والد الأسير المقتول آلون إن إذاعة هذه التسجيلات تسبب لهم إرهابا نفسيا.

وتم الكشف عن هذا التسجيل بعد 3 أيام من مقتل الأسيرين، حسب هيئة البث الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على استعادة الأسرى جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

“إسرائيل” تغرق برسائل الجيش لإيقاف حرب غزة

يمانيون

شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في الكيان الصهيوني في الأصوات الداعية إلى وقف الحرب في غزة والتوصل إلى صفقة تبادل جديدة لاستعادة الأسرى في القطاع، حتى لو كان الثمن هو إنهاء القتال، كما عبّر جنود يخدمون حاليًّا وسابقًا في وحدات مختلفة من الجيش “الإسرائيلي”، إلى جانب مسؤولين في أجهزة أمنية أخرى مثل “الموساد”، عن دعمهم لما يُعرف بـ”رسالة الطيارين”، والتي تدعو بوضوح لإتمام صفقة التبادل، وفقًا لما نقلته محللة الشؤون العسكرية في هيئة البث الرسمية “كان” كارميلا مناشِه.

وأشارت المحللة إلى رسالة نُشرت، صباح أمس (الاثنين)، وقّعها أكثر من 1,600 جندي من جنود الاحتياط والسابقين في وحدة المظليين، عبّروا من خلالها عن موقف مماثل. لاحقًا، انضمّت مجموعات أخرى من خريجي وحدة “8200”، برنامج “تلبيوت”، ووحدات النخبة مثل “شلداغ”، بالإضافة إلى نحو 1,500 من مقاتلي سلاح المدرعات، ومسؤولين سابقين في “الموساد” من بينهم رؤساء أقسام ونواب رؤساء، وجميعهم وقّعوا على رسائل تدعو لوقف القتال.

احتجاج واسع النطاق داخل المؤسسة الأمنية
ليئور زيلر، ضابط احتياط برتبة رائد وأحد الموقّعين على الرسالة، قال في مقابلة إذاعية: “وقّعت دون تردد لأنّ رد فعل الجيش بدا غير متناسب. توقيعنا لا يحمل أي دلالة سياسية، إنّه نابع من رغبة حقيقية في استعادة “المختطفين” (الأسرى). لو لم يهددنا الجيش، لكان الوضع مختلفًا. أنا أحاول التأثير كـ”مواطن” (مستوطن)، وسأعود للخدمة إن اُستدعيت”.

سلاح البحرية ينضم للحملة
في أعقاب نشر “رسالة الطيارين”، بدأ ضباط في سلاح البحرية بجمع تواقيع على عريضة مشابهة، وقد وُجهت الرسالة إلى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وأعضاء الكنيست، وقيادة الجيش، و”الجمهور الإسرائيلي”، وجاء فيها: “أهداف الحرب – استعادة “المختطفين” (الأسرى) واستعادة الأمن – لم تتحقق. نحن نحمِّل العبء، لكن المسؤولية عليكم. أوقفوا القتال”.

شعبة الاستخبارات العسكرية أيضًا
ضباط احتياط وعناصر نشطون وسابقون في وحدات جمع المعلومات التابعة لشعبة الاستخبارات (أمان) وقّعوا أيضًا على رسالة احتجاج، جاء فيها: “نحن نعتقد أنّ “الحرب” (العدوان) في هذه المرحلة تخدم مصالح سياسية وشخصية وليس أهدافًا أمنية. استمرار القتال لن يحقق أيًّا من أهدافه المُعلنة، بل سيؤدي إلى وفاة “مختطفين” (أسرى) وجنود و”مدنيين” (مستوطنين). كما نشعر بقلق من تآكل حافز جنود الاحتياط وارتفاع نسب الغياب، وهي ظاهرة مقلقة للغاية”.

رسالة من عناصر سابقين في “الموساد”
نحو 250 عنصرًا سابقًا في جهاز “الموساد”، من بينهم 3 رؤساء سابقين، أصدروا بيان دعم لرسالة الطيارين، عبروا فيه عن دعمهم الكامل لرسالة الطيارين التي تعكس قلقهم العميق على مستقبل الكيان. ودعوا للتوصل فورًا إلى اتفاق يُعيد جميع الأسرى الـ59، حتى ولو كان الثمن هو وقف القتال.

مظليون ومشاة سابقون: هذه ليست دعوة للعصيان
نحو 1,500 مقاتل ومُقدّم سابق في وحدة المظليين نشروا عريضة دعوا فيها إلى صفقة تبادل ووقف الحرب، مؤكدين: “لقد خدمنا سنوات طويلة، ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي. دعوتنا ليست للجيش أو قيادته، وليست عصيانًا. إنها دعوة لإنقاذ الأرواح. كما أثبت التاريخ، لا شيء يعيد “المختطفين” (الأسرى) سوى اتفاق”.

سلاح المدرعات ينضم أيضًا
في رسالة وقّعها حوالي 1,500 من جنود سلاح المدرعات السابقين، عبّروا عن دعمهم الكامل لرسالة الطيارين، وعن قناعتهم بأن على الحكومة “الإسرائيلية” أن تفعل كل ما بوسعها لإعادة الأسرى الصهاينة، حتى لو كان الثمن وقف القتال، معتبرين أنَّ هذا ليس عصيانًا بل تعبيرًا شرعيًا عن رأي مستوطنين لا يخدمون حاليًا في الجيش.

الجامعات تدخل الخط
نحو 2,000 من أعضاء الهيئة التدريسية في مؤسسات التعليم العالي وقّعوا على عريضة دعم لرسالة الطيارين، جاء فيها: “في هذه المرحلة، الحرب تخدم مصالح سياسية وشخصية، لا أمنية”.

“رسالة الطيارين” التي أشعلت الجدل
قبل أسبوع، كشفت قناة “كان” عن رسالة أثارت زلزالًا في قيادة سلاح الجو، وقّعها عدد من الطيارين يدعون فيها لوقف القتال في غزة. أكدوا فيها أنّ الحرب الحالية تخدم مصالح سياسية لا أمنية، واستمرارها سيؤدي إلى مقتل أسرى وجنود ومستوطنين، ويُضعف دافعية جنود الاحتياط. ورغم أنّ الرسالة لا تتضمن تهديدًا بالعصيان، إلّا أنّ قائد القوات الجوية تومر بار حذّر الموقّعين من أنّهم لن يُسمح لهم بمواصلة الخدمة في سلاح الجو.

جهاز “الشاباك” أيضًا: “القطيعة مع الجمهور تتعمق”
كذلك، انضم عناصر سابقون في جهاز الأمن العام “الشاباك” للاحتجاج، وكتبوا: “رسائل زملائنا من الطيارين، و”الموساد”، وسلاح المدرعات تعكس أزمة ثقة عميقة في الحكومة الحالية. حكومة الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر تتجاهل المصلحة الوطنية لصالح حسابات ائتلافية ضيقة، فقدت ثقة “الجمهور” وتسللت عناصر خارجية إلى مركز اتخاذ القرار، وطرد المحتجين من الاحتياط لن يُعيد الثقة، بل العكس تمامًا”.

رسالة من جنود وحدة المتحدث باسم الجيش
جنود حاليون وسابقون في وحدة المتحدث باسم الجيش وقعوا أيضًا على رسالة طالبوا فيها بإعادة الأسرى فورًا ووقف الحرب، معتبرين أنَّ وقف القتال ليس تنازلًا بل ضرورة، لأن الحرب اليوم لا تخدم إلّا المصالح السياسية والشخصية، واستمرارها يعني موت المزيد من الأسرى والجنود والمستوطنين. وأضافوا في ختام الرسالة: “أوقفوا الحرب وأعيدوا “المختطفين” (الأسرى) الآن. كل يوم تأخير يُهدد حياتهم”.

نتنياهو يرد بعنف: “حفنة من الأعشاب الضارة”
نتنياهو هاجم الرسائل التي صدرت عن جنود الاحتياط، قائلًا: “”الجمهور” (المستوطنون) لم يعد يصدق هذه الدعاية. هذه الرسائل لم تُكتب باسم جنودنا، بل كُتبت من قبل حفنة صغيرة من الأعشاب الضارة، تُموَّل من جمعيات أجنبية هدفها إسقاط حكومة اليمين. هم مجموعة متقاعدين صغيرة، ضوضائية، فوضوية ومنفصلة عن الواقع – ومعظمهم لا يخدم منذ سنوات”.

وأضاف: “هؤلاء الأعشاب الضارة يحاولون إضعاف “إسرائيل” والجيش، ويبعثون برسائل ضعف لأعدائنا، ولن نسمح لهم بذلك. “المواطنون” (المستوطنون) فهموا الدرس، العصيان هو عصيان مهما كان اسمه. كل من يحرّض على العصيان سيُطرد فورًا”.
* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: 1652 شهيدا و4391 مصابا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية
  • تمرد داخل جيش الاحتلال| جنود يحتجون ويطالبون بوقف الحرب.. وخبير: الأسرى ورقة غزة الأقوى
  • فتح تستنكر الصمت الدولي حيال الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين
  • توتر داخل جيش الاحتلال.. قادة وجنود احتياط يطالبون بوقف الحرب وعودة الأسرى
  • تقرير يكشف عن الخسائر “الإسرائيلية” في الحرب على غزة ولبنان
  • تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى
  • “إسرائيل” تغرق برسائل الجيش لإيقاف حرب غزة
  • تمرد في الجيش الإسرائيلي.. مئات الجنود يوقعون عرائض ضد استمرار الحرب في غزة
  • اتساع نطاق الاحتجاجات داخل الكيان ورئيس أركان العدو يحذر حكومة نتنياهو من وجود نقص كبير في الجيش
  • "صحة غزة": 1613 شهيدًا و4233 مصابًا منذ استئناف العمليات الإسرائيلية