خرجت مليشيا الحوثي عن صمتها، وربطت فتح الطرقات المُغلقة منذ تسع سنوات أمام اليمنيين بـ"الجاسوسية لأمريكا"، قبل أن تشترط مقابل موافقتها على فتح خط (مأرب - صنعاء) فقط، الشراكة بإدارة محافظة مأرب، وتقاسم ثروتها النفطية والغازية والكهرباء، وتحرير أسراها، فضلاً عن تصديرها "السياسي" قضية غزة إلى واجهة المشهد، ضمن أغرب اشتراطات تعجيزية جسّدت حقيقة الاتجار الحوثي بالملف الإنساني اليمني.

أطلق ناشطون، الأيام الماضية، حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبة جميع الأطراف المتصارعة بفتح الطرقات المغلقة، يأتي في مقدمتها خط (مأرب - صنعاء)، جراء ما يتكبده المغتربون العائدون من السعودية على الخط الصحراوي البديل من معاناة وعمليات تقطع.

الحملة التي تفاعل معها جميع اليمنيين، جراء ما يتكبدونه من معاناة طيلة سنوات الحرب التسع، استعرضت صور معاناة المسافرين على الطريق الصحراوي، بالإضافة إلى الألغام المزروعة عشوائياً، وجرائم التقطع والسلب والنهب للمسافرين، حد تعرض بعضهم للقتل في ظل غياب شبه كلي لدور الأجهزة الأمنية.

الحملة لقيت تجاوباً حكومياً واسعاً، ومبادرات عدة من جانب واحد، حيث أطلق محافظ محافظة مأرب وعضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة، الخميس، مبادرة فتح طريق خط (مأرب- صنعاء) من جانب واحد.

المبادرة الحكومية فضحت مزايدات مليشيا الحوثي وأحرجتها كثيراً، لتسارع بمنع المسافرين من العبور عبر نقطة التفتيش التابعة لها بعد عبورهم من نقطة تفتيش الحكومة الشرعية، قبل أن تشن مساء الجمعة الماضية قصفا مدفعيا على الأخيرة مخلفة ضحايا وخسائر مادية.

ردود الفعل السياسية جاءت سريعاً هي الأخرى، وأخذت في فضح التضليل الحوثي لسنوات عديدة ماضية باستعداد المليشيا المبادرة بفتح هذه الطرقات من طرفها، وتبريرها أن التعنّت يأتي من الأطراف الأخرى.

النائب في برلمان صنعاء الخاضع لمليشيا الحوثي أحمد سيف حاشد، صوّر هذا التضليل في تغريدة على موقع (إكس)، بالقول: "لقد سمعت خطابا سابقا في عام أسبق أن سلطة صنعاء سوف تفتح جميع الطرق من طرف واحد، واتضح أنها كانت تكذب؛ ولذلك لم أعد أصدقها فيما يخص استعدادها لفتح الطرقات".

ويضيف حاشد: "الكذب يسقط المصداقية وينال منها"، مختتما: و"حبل الكذب قصير".

قيادات مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب)، واجهت التعرية الشعبية والرسمية والحقوقية لاكاذيبها، باطلاق تضليلات وشروط تعجيزية وأكاذيب جديدة، انطلاقاً من (اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون)، زاعمة ان فتح الطرقات يأتي لغرض "التخابر لصالح الولايات المتحدة الأمريكية".

إطلاق الأسرى

القيادي البارز لدى المليشيا ورئيس ما تسمى اللجنة الثورية، محمد علي الحوثي، ظهر بتغريدة مطولة ملؤها مغالطات مطالب تعجيزية لا صلة لها بالمبادرة قال "يستميتون (الحكومة الشرعية والشعب اليمني) لاقناع أنفسهم أننا نحاصرهم وهم بوابة عبور ما يتم استيراده إلينا".

ويربط القيادي الحوثي (وهو من عائلة زعيم المليشيا) فتح طريق مأرب بمطالب أخرى لا علاقة لها بالأمر، حتى إنه والكثير من القيادات والناشطين التابعين للجماعة اعتبروا فتح هذه الطرقات وتخفيف المعاناة عن اليمنيين "تخابرا مع أمريكا".

وخاطب مشايخ مأرب: "الاخوة مشائخ مأرب الأحرار نريد التأكد من فتح الخطوط بخطوتين الأولى إخراج من في السجون- يقصد مقاتليهم الذين أسرتهم قوات الجيش في جبهات مأرب". واعمل انه "تم القبض عليهم سابقا من النقاط الأمنية والعسكرية وهم مسافرين أو عائدين إلى اليمن"، وهو ما اعتبره مصدر حكومي تضليلا ومغالطات يُراد منها حرف مسار المطالب الشعبية.

فيما المطلب الثاني "توقيع ميثاق بأن لا يتم القبض على احد عابرا من النقاط، وعدم القبض على اي مواطن من أبناء مأرب"، يقصد من الذين ينحدرون من المديريات الخاضعة لسيطرة جماعته، وهو التبرير الذي نفى صحته ذات المصدر الحكومي خلال حديثه لوكالة خبر.

وفضح القيادي الحوثي نفسه في هذا التضليل والمزايدة السياسية بمطالبة السماح لأبناء مأرب المتواجدين في مناطق سيطرة المليشيا بالانتقال إلى مناطق سيطرة الحكومة للمشاركة في المسيرات المساندة لغزة. ومغزى ذلك تقديم المليشيا على أنها الوحيدة صاحبة الهم الإسلامي والفلسطيني، وهو حديث لا صلة له بذلك أو معاناة المواطنين المسافرين عبر هذا الطريق.

إدارة مشتركة لمأرب

القيادي الحوثي البارز علي القحوم، كان أكثر وضوحاً وصراحة بطرحه مطالب المليشيا مقابل فتحها الطرقات من جانبها. ذلك ما أفصح عنه في تغريدة له على موقع (إكس) وان حملت مغالطات وتسويقا إعلاميا بات مفضوحا.

وذكر القحوم أن هناك مشاورات تأتي في سياق ما أسماها "مبادرة السيد القائد لمأرب"- يقصد زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، والتي قال إنها تضمنت "فتح الطرقات وإطلاق الأسرى والمعتقلين والإدارة المشتركة للسلطة المحلية والثروات النفطية والغازية والكهرباء وحصص المحافظات من هذه الثروة".

هذه هي حقيقة المطالب الحوثية من وراء رفض سماحها فتح الطرقات، التي ذهب القحوم في مبادرة "زعيمه" أنها شملت ما اسمته "الوقوف ضد التحديات والمخاطر والمشروع الاستعماري الخارجي والحفاظ على الوحدة اليمنية والثوابت والمكتسبات الوطنية والقواسم المشتركة والتطلع للمستقبل".

مماطلة وكذب

أمّا رئيس لجنة الأسرى للمليشيا عبد القادر المرتضى، فقد كان فاضحا لسر جماعته وتعنّتها بعدم السماح بفتح الطرقات من جانبها.

جاء ذلك في تغريدة له على حسابه في موقع (إكس)، أكد فيها أن "المرتزقة في مأرب -يقصد الحكومة- لم يلتزموا بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى الأخير رغم توقيعهم عليه في مقر الأمم المتحدة في جنيف".

لافتا إلى أن "الاتفاق يضمن لهم -اي للحكومة- الإفراج عن 700 أسير من أسراهم، ومضى على توقيعه عام كامل ولم ينفذ بسبب تعنتهم ومماطلتهم وكذبهم..!، فكيف يمكن أن يلتزموا بفتح الطرق وتأمينها..؟!". حد قوله.

ويضيف المرتضى: "من سيضمن أنهم لن يقوموا باعتقال المسافرين والزج بهم في السجون كما فعلوا خلال الأعوام السابقة؟ خصوصاً وأنهم لم يقوموا حتى الآن بالإفراج عن معتقل واحد ممن تم اختطافهم وسجنهم بسبب ألقابهم، ومناطقهم، وانتماءاتهم الحزبية، والمذهبية..!!".

"جواسيس أمريكا"

المصدر الحكومي الذي تحدث إلى وكالة خبر، أشار إلى أن قيادات المليشيا الحوثية ربطت في جميع تغريداتها على حساباتها الرسمية في منصات التواصل الاجتماعي، موافقتها على فتح الطرقات من جانبها بحزمة اشتراطات أخرى، في تأكيد على استمرارها باستغلال الملفات الانسانية لتحقيق مكاسب خاصة.

ذلك ما يتفق معه د. محمد جميح، في تغريدة له على موقع (إكس)، تعليقاً على الاشتراطات الحوثية.

ويؤكد جميح: "رَبط الحوثي فتح طريق مأرب صنعاء بملف الأسرى والمعتقلين، ثم عاد واقترح طريقاً آخر شديد الوعورة!"، مضيفاً بسخرية: "أخيراً، رفض فتح الطريق لأنه سيسهل دخول "جواسيس أمريكا" الذين سيشغلونه عن فك حصار غزة!".

ويرى المصدر الحكومي، أن تنصّل مليشيا الحوثي من مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية تجاه المواطنين، سبق ونهجته في اتفاقات سابقة عديدة أبرزها اتفاق ستوكهولم بإيقاف استكمال تحرير محافظة وموانئ الحديدة، ودفع مرتبات الموظفين المتواجدين في مناطق سيطرتها، وفتح المعابر في تعز والضالع والحديدة وتبادل الأسرى وغيرها.

وتبع المبادرة الحكومية في مأرب سلسلة مبادرات في تعز والساحل الغربي، جاءت امتداداً لمبادرات سابقة أخرى، قابلت المليشيا الحوثية جميعها بتلكؤ ومغالطات مماثلة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی فتح الطرقات الطرقات من فی تغریدة

إقرأ أيضاً:

تقرير استخباراتي غربي يكشف تورط مليشيا الحوثي بدعم حركة "الشباب" و "داعش" والشراكة بعمليات قرصنة

كشف تقرير استخباراتي غربي، عن تقديم مليشيا الحوثي الإرهابية الدعم المالي واللوجستي والعسكري لفصائل إرهابية، والشراكة في عمليات قرصنة، وسط تحذيرات من استغلال الحوثيين تحالفات واسعة مع الجماعات الإرهابية لتوسيع قدراتهم العملياتية إلى ما هو أبعد من الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.

وذكر تقرير استخباراتي نشرته شركة "Seahawk Maritime Intelligence"، أن مليشيا الحوثي الارهابية تقدم الدعم المالي واللوجستي والعسكري لفصيلي الشباب وداعش العاملين داخل الصومال.

وجاء في التقرير، الذي يتضمن تفاصيل زيادة الدعم المالي وتوريد الأسلحة بين المجموعتين، أن "اجتماعا عقد مؤخرا في 29 أكتوبر 2024 في مقر اليوكامير، وأكد تورط الحوثيين المباشر في تنسيق الموارد والأصول العسكرية لهذه المجموعات".

المعلومات الاستخباراتية التي استشهد بها التقرير، أكدت أن الحوثيين، بالشراكة مع حركة الشباب والقراصنة الصوماليين، أعادوا تنشيط عمليات القرصنة على طول ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر والمحيط الهندي.

ووفقاً للتقرير، يسمح هذا التحالف الذي وصفه بـ"الاستراتيجي" للحوثيين بفرض سيطرتهم على طرق الشحن، بينما يقومون بتمويل عملياتهم من خلال عائدات القرصنة غير المشروعة وتهريب الأسلحة.

وحذر التقرير، من أن التواجد الحوثي المتزايد في الصومال يشير إلى تصعيد استراتيجي يشكل تهديدات فورية وطويلة الأمد للاستقرار والأمن الإقليميين.

مشيرا في الوقت ذاته الى أن توازي مصالح الحوثيين وحركة الشباب وداعش تدعم جبهة منسقة على استعداد لتعطيل التجارة البحرية وتعزيز القدرات المسلحة المحلية وتحدي القوات الدولية.

وحذرت معلومات استخباراتية صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أن مليشيا الحوثي توسع قدراتها العملياتية إلى ما هو أبعد من الأراضي الخاضعة لسيطرتها من خلال سلسلة من التحالفات التي تشمل الآن تنظيم القاعدة، وحركة الشباب، والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وحماس.

وحسب التقرير، يتزايد التهديد الذي يشكله المتمردون الحوثيون في اليمن على الممرات الملاحية العالمية بشكل كبير بفضل شبكة متنوعة بشكل متزايد من التحالفات السياسية والموردين العسكريين وشبكات الدعم المالي التي تمتد الآن من خلال منظمات إرهابية متعددة.

وكشف أن التحالفات الاستراتيجية مع جماعة القاعدة الإرهابية في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب في الصومال تعمل على توسيع قدرة الحوثيين على ضرب السفن إلى ما هو أبعد من الهجمات السابقة والتي وصلت الآن إلى مستوى من المخاطر "لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية".

وكانت انفردت وكالة "خبر" بعدة تقارير، كشفت مدى عمق التحالفات بين مليشيا الحوثي والجماعات والتنظيمات الإرهابية، وتنفيذ أنشطة مشتركة في البر والبحر.

ويؤكد تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، الذي تم تداوله بين أجهزة الاستخبارات الحكومية من قبل مجلس الأمن الدولي ولكن لم يتم الإعلان عنه بعد، أيضا المعلومات الاستخباراتية الأخيرة التي تشير إلى أن الحوثيين يعززون علاقاتهم مع جماعة القاعدة الإرهابية في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب في الصومال.

وبحسب التقرير، فقد استفاد الحوثيون من التدريب والمساعدة الفنية التي قدمها فيلق القدس، الذراع العملياتي الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وكذلك حزب الله والجماعات الموالية لإيران في العراق.

وتمتد الشبكات المالية الآن عبر مناطق قانونية متعددة بما في ذلك جيبوتي وإيران وتركيا باستخدام العديد من البنوك والشركات الوهمية والوسطاء الماليين وشركات الشحن.

للمزيد..

صحيفة بريطانية تكشف عن "شراكة وثيقة" بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن
انفراد- بتوجيه من طهران.. مليشيا الحوثي تزود تنظيم القاعدة بمُسيَّرات إيرانية وألغام وعبوات ناسفة
مأرب.. القاعدة يصفي احد قياداته الرافضين لتحالف التنظيم مع مليشيا الحوثي

انفراد- تحالف الحوثي والقاعدة.. خمس محافظات يمنية محررة على موعد مع الفوضى والإرهاب
القاعدة يصعّد أعماله الإرهابية في أبين ضمن اتفاقية التنظيم مع الحوثيين
انفراد- انشقاق 35 عنصراً من القاعدة والفرار إلى جهة مجهولة بعد اتفاقيات مع الحوثيين والتنظيمان في بحث مستمر عنهم

مليشيا الحوثي تستكمل الإفراج عن 32 عنصراً من تنظيم القاعدة تزامناً مع أعمال إرهابية في أبين
انفراد- تحالف الحوثيين والقاعدة.. اجتماعات واتفاقيات
انفراد- تحالف الحوثيين والقاعدة (تعيينات في مناصب عسكرية)

مقالات مشابهة

  • الإفراج عن موظفة في منظمة أممية من سجون مليشيا الحوثي بعد خمسة أشهر على اختطافها مع زوجها وأوالادها
  • مليشيا الحوثي تواصل إيقاف صرف مكافآت موظفي مستشفى الثورة بإب
  • لوكاشينكو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام بشرط واحد
  • إب.. مليشيا الحوثي تواصل تأجيج صراع محلي بالشعر
  • منظمة دولية تتلقى الأوامر من مليشيا الحوثي وتتجاهل اختطاف أحد مديريها و3 من موظفيها
  • مليشيا الحوثي تعلن صرف ‘‘معاشات’’ هذه الفئة في مناطق سيطرتها
  • تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن
  • تقرير استخباراتي غربي يكشف تورط مليشيا الحوثي بدعم حركة "الشباب" و "داعش" والشراكة بعمليات قرصنة
  • التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير
  • مليشيا الحوثي تجدد قصفها المدفعي على السكان والأعيان المدنية غربي تعز