كيف أثرت حرب السودان على القطاع الزراعي في البلاد؟
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
الخرطوم – تلقي الحرب بظلال قاتمة على كافة القطاعات الحيوية في السودان بعد تدمير هائل أصاب البنية التحتية والمصانع والمؤسسات الحكومية والخاصة لاسيما في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان (غرب) والجزيرة (وسط)، الأكثر تأثر بالمعارك الدائرة على مدى 11 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكغيره من القطاعات الاقتصادية المهمة، تأثر القطاع الزراعي في السودان بتداعيات الحرب.
ويعد هذا القطاع المنتج الوحيد في البلاد، لكن امتداد القتال إلى ولاية الجزيرة -التي تحتضن أكبر المشروعات الزراعية في السودان- من شأنه خلق ارتدادات كبرى على الوضع خلال الأشهر المقبلة.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 80% من القوة العاملة في السودان تنشط في قطاع الزراعة والرعي، الذي يساهم بـ32.7% من إجمالي الناتج المحلي.
وتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد السوداني بنسبة 18.3% بسبب الحرب، التي دمرت القاعدة الصناعية وأوقفت النشاط الاقتصادي بما في ذلك الخدمات التجارية والمالية وتآكل قدرة الدولة.
وبحسب تقديرات رسمية حصلت عليها الجزيرة نت، فإن حوالي 14 مليون فدان تمت زراعتها بالذرة والدخن، و300 ألف فدان زرعت بالقمح في مختلف أنحاء السودان.
الفجوة الغذائيةويقر وزير الزراعة والغابات السوداني أبو بكر البشرى، في حديث للجزيرة نت، بأن الوضع تأثر بفعل الحرب، ومع ذلك يتوقع أن يغطي الإنتاج الفجوة الغذائية، ويستدرك بالقول "إذا لم يحدث ذلك فنحن منفتحون على الاستيراد لضمان الأمن الغذائي".
ويحتاج السودان إلى ما بين 5.5 و6 ملايين طن من الحبوب لتغطية احتياجاته الغذائية، وهو ما يصعب توفيره بسبب الحرب المستعرة، التي أحدثت فجوة غذائية واسعة دفعت بوكالات الأمم المتحدة لإطلاق نداءات تتحدث عن تعرض ما لا يقل عن 18 مليون سوداني لخطر الجوع الشديد.
ويؤكد البشرى أن عجلة الإنتاج مستمرة ولم تتوقف منذ اليوم الأول للحرب حيث تمت زراعة الموسم الصيفي في عدد من الولايات بنحو جيد وفقا للخطة التأشيرية، كما يقول، بينما تعذر الأمر في ولايات دارفور الخمس وولايتي غرب وجنوب كردفان، وهي التي امتدت إليها المعارك المسلحة.
وتبلغ المساحة المقدرة لزراعة الموسم الصيفي في هذه الولايات حوالي 12 مليون فدان، جميعها لم تزرع بسبب القتال وعدم توفر العمالة.
ويصعب -بحسب الوزير- تقديم أرقام قاطعة بشأن الإنتاج، حيث تجرى في العادة عمليات تقديرية بعد الحصاد، لكن العملية ذاتها تأخرت الآن بسبب الأوضاع الأمنية في ولاية الجزيرة، ويضيف أن "اللجان تجوب الآن الولايات لتقدير الإنتاجية، ولن نستطيع الحديث عنها قبل الحصول على تقاريرها".
ويتابع الوزير "ننتظر هذه النتائج لمعرفة حجم الإنتاج لهذا العام.. نحن متفائلون وبدأنا زراعة الموسم الشتوي".
ويؤكد أن المساحات المطلوبة تمت زراعتها باستثناء ولاية الجزيرة التي كان يفترض أن تزرع حوالي 350 ألف فدان قمح لكن لم تكتمل سوى زراعة 220 ألف فدان، بينما لم تتأثر المساحات التي تزرع القمح في الولايات الشمالية وحلفا الجديدة شرقا والنيل الأبيض جنوبا.
أبو بكر البشرى: عجلة الإنتاج مستمرة ولم تتوقف منذ اليوم الأول للحرب (مواقع التواصل الاجتماعي) خسائروبشأن الخسائر التي ألحقتها الحرب بالقطاع الزراعي، يقول وزير الزراعة "نحن لسنا في مرحلة تقييم الخسائر.. بالتأكيد حدثت وكانت كبيرة جدا في ولاية الجزيرة، والدولة تعمل على تقييم كل الخسائر".
وتحدث وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، في مؤتمر صحفي قبل أيام ببورتسودان، عن تراجع الإيرادات بسبب توقف المصانع، في وقت تأثرت فيه الصادرات إلى حد كبير خصوصا من الولايات الغربية.
ويردف "الإنتاج في كثير من المشروعات تعطّل، والنقل حتى بعد الإنتاج تعطل". وتوقع الوزير أن تبلغ خسائر الحرب 200 مليار دولار.
والمؤكد أن أجزاء واسعة من الأراضي الزراعية تأثّرت بالقتال المتصاعد، كما لم يتمكن آلاف المزارعين من الحصاد بسبب انعدام الأمن وعدم توفّر التمويل.
وبحسب مسؤول في غرفة الصمغ العربي، فإن صادرات الصمغ تقلصت من 120 ألف طن سنويا إلى أقل من 40 ألف طن، كما توقّفت الشركات خوفا على رؤوس الأموال، في وقت يعاني فيه المزارعون من كساد المحصول بعد الإحجام عن الشراء.
وتتحدث تقديرات لمختصين في الشأن الاقتصادي عن تدمير 65% من قطاع الزراعة في السودان، في حين دُمّر القطاع الصناعي بنسبة 75%، والقطاع الخدمي بنسبة 70%.
ويؤكد الخبير الاقتصادي عبد العظيم المهل تأثر الوضع الزراعي بالحرب بصورة كبيرة لا سيما بعد دخول قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة وقراها ورئاسة المشروع، حيث نهبت مدخلات الإنتاج من أسمدة ومبيدات وآليات وحاصدات وتلف 80% من المشروع خاصة العروة الشتوية التي تأثرت بالانفلات الأمني ومهاجمة القرى بنحو أعاق قدرة المزارعين على الوصول للأرض وفلاحتها.
وقال المهل للجزيرة نت إن رئاسة المشروع نُهبت بشكل كامل ونزح الموظفون والعمال وإدارة المشروع إلى خارج الولاية وتلفت قنوات الري وجفت تماما.
وفي ولايات دارفور وجنوب كردفان وولاية الخرطوم وغيرها، تأثرت مساحات زراعية واسعة، وتعطل تبعا لذلك 70% من إنتاج الصمغ والقطن وغيرهما من المنتجات.
نقص التمويلوبحسب المهل، فإن الزراعة في الولايات الأخرى تأثرت بنقص التمويل، وانعدام مدخلات الإنتاج ووسائل الحركة، ومن الجانب الآخر تأثر قطاع الثروة الحيوانية خاصة في ولايات دارفور وكردفان والجزيرة وغيرها، كما توقف الصادرات بصورة شبه تامة.
وقال المهل "إذا لم يتم إنقاذ الموسم الزراعي في ولاية الجزيرة وإنقاذ حصاد القمح ستحدث فجوة غذائية يتأثر بها أكثر من 20 مليون سوداني".
من جهته، يتحدث المحلل الاقتصادي هيثم فتحي للجزيرة نت عن دراسات عديدة أظهرت انخفاض قطاع الأغذية الزراعية بنسبة 22%، ويمثل هذا القطاع 33% من الناتج المحلي الإجمالي، مع خسائر تُقدّر بـ2.2 مليار دولار بنهاية العام.
ويرى أن الزراعة هي الفرصة المتاحة للنهوض بالاقتصاد السوداني مستقبلاً بعد توقف الحرب.
ويشير فتحي إلى أن قوات الدعم السريع اجتاحت إحدى كبرى المناطق التي تشتهر بالزراعة، وغادر غالب المزارعين والموظفين تلك المناطق مما أثرت على الإنتاج الزراعي.
وقال إن الحرب أثرت سلبا على القطاع الزراعي الذي يوفّر 80% من الوظائف في السودان، كما تعطلت سلاسل التوريد المتمركزة في العاصمة، ونهبت مستودعات المدخلات الزراعية مثل الأسمدة والبذور والمبيدات.
وأضاف أن "الحرب أثرت بصورة كبيرة على القطاع الزراعي بسبب عدم توفر الأمن وتأخر وصول المدخلات الزراعية من أسمدة وغيرها من المدخلات الزراعية، مما يشكل تهديدا مباشرا للأمن الغذائي في البلاد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القطاع الزراعی ولایة الجزیرة فی السودان
إقرأ أيضاً:
رئيس الإدارة المركزية للري بالدقهلية: جهود التطهير ساعدت في زيادة حجم الإنتاج الزراعي
كتب - نشأت علي:
قال المهندس عبد الفتاح الباز، رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بالدقهلية، إن قانون الموارد المائية والري الجديد ساعد وزارة الري في القيام بدورها في توزيع مياه الري والصرف الزراعي لمختلف المناطق.
جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، برئاسة النائب هشام الحصري، رئيس اللجنة، لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة المقدمة من النواب بشأن ملف الري والصرف.
وأضاف الباز أن الإدارة لا تدخر جهدًا في تطهير مجاري الري ونزع الحشائش وأعمال الصرف والصرف المغطى ومحطات الرفع والخلط.
وتابع الباز بأن تلك الجهود أثمرت على أرض الواقع في الموسم الزراعي الأخير، حيث لم نتلقَ أي شكاوى بشأن مياه الري أو الصرف الزراعي، مما كان له أثر في زيادة مساحة الأرز بالدقهلية، لتصل إلى نحو ٤٠ في المائة من حجم إنتاج الأرز.
وأشار رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بالدقهلية إلى أن ذلك يؤكد نجاح منظومة الري وجهود التطهير المستمرة، متابعًا بأن هدف الوزارة من أعمال الري والصرف هو الاستغلال الأمثل لكل نقطة ماء لتحقيق التوسع الزراعي.
كما استعرض الباز ضوابط تغطيات الصرف، وفقًا للقرار الوزاري بوضع ضوابط محددة لتنفيذ التغطيات، موضحًا أن هناك تغطيات تسببت في مشكلات، وتمت إزالة بعضها لأنها تتسبب في انسداد المجاري المائية.
المهندس عبد الفتاح الباز الإدارة المركزية للري بالدقهلية قانون الموارد المائية والري وزارة الري مياه الري والصرف الزراعي الإنتاج الزراعيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: وزير النقل يدعو الأفارقة للاطلاع على تجربة مصر الرائدة والاستفادة منها الأخبار المتعلقة وزارة الري: إطلاق حملة "على القد" للتوعية بترشيد المياه والحفاظ عليها أخبار متحدث الري: أسبوع القاهرة للمياه ناقش أبرز التحديات والمخاطر التي أخبار وزارة الري والمعهد الدولي لإدارة المياه يبحثان دعم مبادرة تعزيز التكيف أخبار نشرة التوك شو| الحكومة تعلن عن حزمة من الإعفاءات التحفيزية.. وناج أخبار أخبار مصر مدبولي يصدر قرارا بإعادة تشكيل لجنة متابعة تداول السكر برئاسة وزير منذ 14 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير النقل يدعو الأفارقة للاطلاع على تجربة مصر الرائدة والاستفادة منها منذ 17 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس الإدارة المركزية للري بالدقهلية: جهود التطهير ساعدت في زيادة منذ 24 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر قرار جمهوري بتعيين المستشارة أمل عمار رئيسًا للقومي للمرأة منذ 32 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر غلق محل حلويات شهير في 6 أكتوبر- صور منذ 39 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر بالصور.. محافظة الجيزة تغلق كيانات تعليمية "سودانية ويمنية" لإدارتها منذ 44 دقيقة قراءة المزيدإعلان
أخبار مهرجان الجونة
المزيد أخبار مهرجان الجونة بإطلالة شتوية.. أحدث ظهور لـ حلا شيحة في الجونة داخل البحر أخبار مهرجان الجونة ختام "سيني جونة للمواهب الناشئة" في النسخة السابعة لمهرجان الجونة أخبار مهرجان الجونة منتج "الفستان الأبيض" لـ"مصراوي": قصة الفيلم مختلفة وسعدت بمشاركته أخبار مهرجان الجونة طلاب أكاديمية MBC ونجوم السعودية يشاركون في نشاطات وفعاليات على هامش أخبار مهرجان الجونة يسرا لـ"مصراوي": "الجونة السينمائي" خلية نحل وتربطني صداقة كبيرة بـإعلان
أخباررئيس الإدارة المركزية للري بالدقهلية: جهود التطهير ساعدت في زيادة حجم الإنتاج الزراعي
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك ترامب VS هاريس.. تغطية خاصة لأهم انتخابات رئاسية في أمريكا (لحظة بلحظة) * شعبة الدخان: ارتفاع أسعار السجائر الكيلوبترا.. وهذا السعر الجديد * مصر والانتخابات الأمريكية.. مَن الأقرب لسياسات القاهرة: ترامب أم هاريس؟ المراهنة الكبرى.. بالأرقام| كيف راهن الأمريكيون بأموالهم على المرشحين للانتخابات الأمريكية؟ 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك