كارثة روبيمار.. مأساة بيئية وإنسانية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
على ضفاف البحر الأحمر، تتكشف فصول مأساة حزينة، فالسفينة "روبيمار"، التي كانت يومًا ما مفخرة البحار، ترقد الآن في قاع البحر، ضحية للهجوم الحوثي الغادر، تاركةً وراءها ظلالا داكنة من الدمار الذي قد يعيد رسم مستقبل الحياة البحرية نحو الأسوأ.
وتحتوي السفينة الغارقة على حمولة تقدر بـ41,000 طن من المواد الكيميائية الخطيرة، بما في ذلك الفسفات والنيتروجين وأبو كاسيوم، التي تهدد بإطلاق أحماض الكبريتيك والنيتريك السامة في مياه البحر الأحمر الصافية.
ولهذا فإن تأثيراتها البيئية المدمرة لا تقتصر على الشواطئ القريبة فحسب، بل قد تمتد لتشمل دولا مجاورة، مثل: إريتريا وجيبوتي، مهددة بذلك التنوع البيولوجي الغني الذي يعج به البحر الأحمر.
ويرى الدكتور خالد النجار أستاذ الجغرافيا السياسية ورئيس مركز الدراسات البيئة أن المواد الكيميائية التي استقرت الآن في أعماق البحر، تنتظر مصيرها المحتوم لتذوب في الماء وتتحول إلى مستحلب خطير، مما ينذر بكارثة بيئية قد تفوق في تأثيرها حوادث التسرب النفطي السابقة بعشرة أضعاف.
ويحذر الدكتور النجار في حديثه لنيوزيمن، من التداعيات الكارثية التي لا تقتصر على البيئة البحرية وحدها، بل تمتد لتشمل الحياة البشرية أيضًا، موضحا أن حوالي 126,000 صياد يواجهون خطر فقدان مصدر رزقهم، وما يقرب من 850,000 طن من المخزون السمكي اليمني مهدد بالزوال.
التيارات المائية والرياح تلعب دورًا حاسمًا في تشتت هذه الملوثات، مما يزيد من تعقيد مهمة السيطرة على الوضع وفقا لما ذكره الدكتور النجار.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، يتعلق الأمل بأن تظل هذه المواد السامة محتجزة داخل السفينة لتجنب كارثة أكبر، لكن، ومع كل يوم يمر، تتعاظم المخاوف من أن تصبح هذه الكارثة حقيقة مؤلمة تؤثر على الحياة في البحر الأحمر وما وراءه لسنوات قادمة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
خبير: المد والجزر في البحر الأحمر ينقي المياه ويعزز جاذبية الشواطئ
تشهد شواطئ البحر الأحمر يوميًا ظاهرتي المد والجزر، حيث يتغير مستوى المياه بانتظام، ما يثير اهتمام رواد الشواطئ والسياح الذين يلاحظون التغيرات ويعبرون عنها بعبارات مثل "البحر مرتفع" أو "البحر منخفض". وتُعد هذه الظاهرة الطبيعية جزءًا من ديناميكية المحيطات، حيث تحدث نتيجة تأثير جاذبية القمر والشمس بالتزامن مع دوران الأرض، مما يؤدي إلى تذبذب مستويات المياه خلال اليوم.
فوائد المد والجزر على البيئة والسياحة
بحسب الدكتور أحمد غلاب، الخبير في علوم البحار بمحميات البحر الأحمر، فإن ظاهرة المد، والتي تعني ارتفاع مستوى المياه، قد تصل أحيانًا إلى أكثر من مترين، ما يجعلها بيئة مثالية لممارسة الرياضات البحرية مثل الكايت سيرف والتزلج على الماء. من الناحية البيئية، يسهم المد في تنظيف مياه البحر، حيث يعمل على دفع الشوائب بعيدًا عن الشواطئ، مما يساعد في الحفاظ على نقاء المياه وزيادة جاذبية المواقع السياحية.
وأشار غلاب إلى أن هناك أنماطًا مختلفة للمد والجزر، حيث تشهد بعض المناطق مدين وجزرين يوميًا، بينما تحدث الظاهرة بوتيرة أقل في أماكن أخرى، وذلك وفقًا لموقع الشمس والقمر، والتضاريس الساحلية، وعمق المياه القريب من الشاطئ.
تأثيرات المد والجزر على السياحة في البحر الأحمرتشهد الشواطئ العامة في مدينة الغردقة، التي تضم ثلاثة مواقع رئيسية، إقبالًا كبيرًا من الزوار منذ ساعات الصباح الأولى. وتبرز ظاهرة المد والجزر بشكل واضح في هذه الشواطئ، حيث تتغير مساحة الشاطئ المكشوفة وفقًا لدورة الظاهرة الطبيعية.
وتتراوح أسعار دخول الشواطئ من 20 إلى 50 جنيهًا، مع تزايد الإقبال السياحي، خاصة في ظل ارتفاع معدلات إشغال الفنادق خلال المواسم السياحية. كما شهدت الرحلات البحرية انتعاشًا ملحوظًا، حيث يحرص السياح على زيارة مواقع الغوص والسنوركلينج للاستمتاع بجمال الشعاب المرجانية والتنوع البحري الفريد الذي يميز البحر الأحمر كوجهة سياحية عالمية.
البحر الأحمر.. وجهة سياحية متجددة بفضل الظواهر الطبيعيةلا تقتصر أهمية المد والجزر على تأثيرها البيئي، بل تمتد لتكون عنصرًا جاذبًا للسياحة البحرية. ويحرص العديد من السياح، سواء من داخل مصر أو خارجها، على استكشاف هذه الظاهرة الطبيعية والاستمتاع بتأثيراتها الفريدة على تجربة الشاطئ والأنشطة المائية. ومع استمرار ازدهار قطاع السياحة في البحر الأحمر، تبقى هذه الظاهرة عاملًا طبيعيًا يعزز من جمال وسحر المنطقة، مما يجعلها وجهة سياحية لا مثيل لها.