على ضفاف البحر الأحمر، تتكشف فصول مأساة حزينة، فالسفينة "روبيمار"، التي كانت يومًا ما مفخرة البحار، ترقد الآن في قاع البحر، ضحية للهجوم الحوثي الغادر، تاركةً وراءها ظلالا داكنة من الدمار الذي قد يعيد رسم مستقبل الحياة البحرية نحو الأسوأ.

وتحتوي السفينة الغارقة على حمولة تقدر بـ41,000 طن من المواد الكيميائية الخطيرة، بما في ذلك الفسفات والنيتروجين وأبو كاسيوم، التي تهدد بإطلاق أحماض الكبريتيك والنيتريك السامة في مياه البحر الأحمر الصافية.

ولهذا فإن تأثيراتها البيئية المدمرة لا تقتصر على الشواطئ القريبة فحسب، بل قد تمتد لتشمل دولا مجاورة، مثل: إريتريا وجيبوتي، مهددة بذلك التنوع البيولوجي الغني الذي يعج به البحر الأحمر.

ويرى الدكتور خالد النجار أستاذ الجغرافيا السياسية ورئيس مركز الدراسات البيئة أن المواد الكيميائية التي استقرت الآن في أعماق البحر، تنتظر مصيرها المحتوم لتذوب في الماء وتتحول إلى مستحلب خطير، مما ينذر بكارثة بيئية قد تفوق في تأثيرها حوادث التسرب النفطي السابقة بعشرة أضعاف.

ويحذر الدكتور النجار في حديثه لنيوزيمن، من التداعيات الكارثية التي لا تقتصر على البيئة البحرية وحدها، بل تمتد لتشمل الحياة البشرية أيضًا، موضحا أن حوالي 126,000 صياد يواجهون خطر فقدان مصدر رزقهم، وما يقرب من 850,000 طن من المخزون السمكي اليمني مهدد بالزوال.

التيارات المائية والرياح تلعب دورًا حاسمًا في تشتت هذه الملوثات، مما يزيد من تعقيد مهمة السيطرة على الوضع وفقا لما ذكره الدكتور النجار.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، يتعلق الأمل بأن تظل هذه المواد السامة محتجزة داخل السفينة لتجنب كارثة أكبر، لكن، ومع كل يوم يمر، تتعاظم المخاوف من أن تصبح هذه الكارثة حقيقة مؤلمة تؤثر على الحياة في البحر الأحمر وما وراءه لسنوات قادمة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

حملة مكبرة لإزالة المخالفات والعشوائيات بالبحر الأحمر

تستعد محافظة البحر الأحمر، لشن حملة مكبرة في شوارع منطقة زرزارة العشوائية، لإزالة المخالفات التي تعوق عملية التطوير، فضلا عن فتح الشوارع المغلقة لاستكمال عملية التجميل ورفع كفاءة.


في هذا السياق صرح محمد سليم، رئيس حي الشرق، بأن هذه الأعمال تأتى فى إطار الطفرة التي تشهدها مدينة الغردقة من تطوير ورفع كفاءة الطرق بمختلف الأنحاء لتيسير وسهولة الحركة المرورية وتحسين الصورة البصرية، مشيرا إلى أن هناك خطة شاملة للارتقاء بالطرق الرئيسية والفرعية بنطاق الحى، بما يسهم فى تحسين المظهر الجمالي والحضاري للغردقة باكملها. 

من جانبه قدم محافظ البحر الأحمر، الشكر للقيادة السياسية ولرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، على الثقة، متعهدًا بالعمل على تنفيذ توجيهات الدولة، واستكمال المخطط الإستراتيجي الجديد ومشروعات التطوير بمدن المحافظة، لافتاً إلى أنه يتصدر أولوياته خدمة المواطنين والعمل على تيسير تقديم الخدمات بالشكل الحضاري واللائق، وضبط الأسواق والأسعار ، كما وجه الشكر لأهالي المحافظة لتعاونهم الكبير، وحرص ايضاً على توجيه الشكر لكل الجهات والأجهزة التنفيذية والأمنية والرقابية بالمحافظة على جهودهم الكبيرة.

تولى اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، حقيبة المحافظة في نهاية عام 2019، وحقق عدة نجاحات في مختلف القطاعات أبرزها، في مجال السياحة، وحصلت مدينة الغردقة في عهده على أفضل ثالث وجهة سياحية في العالم، لما شهدته المدينة من تطوير في المطارات والطرق ومشروعات التنمية ضمن المشروعات القومية الكبرى التي نفذتها الدولة في مدن المحافظة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

مقالات مشابهة

  • رئيسا مصر والصومال يؤكدان رفض الإجراءات الأحادية في القرن الأفريقي
  • حملة مكبرة لإزالة المخالفات والعشوائيات بالبحر الأحمر
  • كارثة بيئية جديدة تهدد النازحين في غزة.. الجرب يتفشى دون علاج
  • الحوثي: هاجمنا 162 سفينة خلال 30 أسبوعاً
  • بعد كارثة المناظرة.. بايدن يواجه خطر قطع "شريان الحياة"
  • مدبولي: إيرادات قناة السويس انخفضت بشكل حاد بسبب أزمة البحر الأحمر
  • بيئة واسط تكشف عن كارثة بيئية في مواقع طمر النفايات
  • "الحياة الفطرية" يعتمد بروتكول خطة استجابة لتقييم تفشي نجم البحر ذي التاج الشوكي
  • “ طحالب صحراوية” قادرة على استيطان المريخ
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية فشلت في البحر الأحمر