RT Arabic:
2024-07-09@11:32:03 GMT

رحلة الدبلوماسي الصيني تشبه المشي على حبل مشدود

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

رحلة الدبلوماسي الصيني تشبه المشي على حبل مشدود

سوف يجسّ مبعوث صيني مكلّف بمهمة خاصة نبضَ روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي بخصوص تسوية. حول ذلك، كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا":

من المقرر أن يزور ممثل الصين الخاص لأوراسيا، لي هوي، موسكو في 3 مارس. وكما ذكرت وزارة الخارجية الصينية، فإن مهمته فتح الطريق أمام مفاوضات بشأن أوكرانيا. وهذه هي الجولة الثانية من مهمة لي الدبلوماسية، فقد جرت الأولى في مايو 2023.

ولم تحقق النجاح المرجو.

وبحسب الأستاذ في جامعة ألباني (بالولايات المتحدة الأمريكية)، تشنغ تشن، "الصين هي القوة الكبرى الوحيدة التي يمكنها ممارسة ضغط كبير على روسيا. ففي نهاية المطاف، تعد بكين الشريك الاستراتيجي الأكثر أهمية لموسكو، على الرغم من أنها ليست حليفًا رسميًا لها. ومع ذلك، امتنعت الصين عن تشجيع روسيا على تقديم تنازلات لإنهاء الصراع مع أوكرانيا. ففي نهاية المطاف، تنظر الصين إلى علاقاتها مع روسيا في سياق التوترات مع واشنطن". و "من المؤكد أن الغرب وأوكرانيا يرغبان في أن تفعل الصين المزيد. لكنها لن تفعل ذلك إلا عندما تشعر أن ذلك في مصلحتها".

و"مقارنة بالعام الماضي، تغير الاتجاه في أوكرانيا. النقطة المهمة هنا ليست فشل هجومها المضاد فحسب، بل وحقيقة أن المساعدات الغربية لكييف بدأت تتراجع. وفي الوقت نفسه، لم تسحق العقوبات الغربية الاقتصاد الروسي. وكل هذا يجعل من الممكن للصين أن تلعب دورًا قياديًا في التسوية السياسية للصراع في أوكرانيا".

وفي الصدد، قال كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أندريه أوستروفسكي، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "بالتأكيد، لن يحقق لي هوي أي شيء في كييف. موقف أوكرانيا معروف، وهو القتال حتى النهاية المريرة. أما موقف أعضاء الاتحاد الأوروبي فمختلف. من الصعب التنبؤ بنتيجة المهمة. على الأرجح تلقى ببساطة أمرًا لمعرفة ما يحدث في أوروبا".

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي حلف الناتو

إقرأ أيضاً:

المبادئ الصينية للتعايش السلمي.. 70 عاما من الجهود المعززة للسلام

 

 

◄ مبادئ الحكمة الصينية أسهمت في تقديم نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين مختلف الدول والشعوب

◄ الصين تُعلي مبدأي العدالة والإنصاف حتى لا تنتصر سياسة القوة على القانون وكي لا يتمكن صاحب العضلات من احتكار القرار الدولي

◄ العلاقات العمانية الصينية تشهد تطورا وتقدما مستمرا في مختلف المجالات أملا في تحقيق تطلعات الشعبين الصديقين

الدكتور خالد السعيدي *

قبل سبعين عاما، وتحديدا في الثامن والعشرين من يونيو عام 1954، وبعد أن عانى العالم من ويلات حربين عالميتين، أعلنت القيادة الصينية 5 مبادئ للتعايش السلمي بين مختلف شعوب العالم، والتي تهدف إلى العمل سويا لبناء مجتمعات مستقلة ومستقرة ومتعاونة، وتمثلت تلك المبادئ الخمسة في: الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، عدم الاعتداء، عدم التدخل في الشؤون الداخلية، المساواة والمنفعة المتبادلة، التعايش السلمي.

ومنذ إعلان تلك المبادئ الخمسة في البيان المشترك الذي أصدره رئيس جمهورية الصين الشعبية، تشو إن لاي، ورئيس الوزراء الهندي، جواهر لال نهروا، عام 1954، تم اعتماد تلك المبادئ في العديد من الإعلانات والاتفاقات الدولية والإقليمية، وحظيت بقبول واسع كأعراف دولية للعلاقات بين الدول، كما إن تلك المبادئ مثلت روحا وجوهرا لمبادئ العشرة لمؤتمر "باندونغ" عام 1955، والذي ضم تجمع دول عدم الانحياز والدول حديثة الاستقلال، كما إن تلك المبادئ ساهمت على مدى السنوات التالية لإعلانها في تعزيز قوة السلام وتحقيق التطلع إلى الاستقلال والاعتماد على النفس، ومع مرور الزمن أصبحت تلك المبادئ تمثل المعيار الأساسي للعلاقات بين الدول وفقا لأحكام وقواعد القانون الدولي والأعراف القانونية الدولية.

وتتجلى الحكمة الصينية في تلك المبادئ التي ساهمت مُساهمة فاعلة في تقديم نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين مختلف الدول والشعوب، بغض النظر عن حجمها أو معتقداتها أو انتماءاتها الإثنية أو العرقية أو الدينية، فتلك المبادئ تمثل مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وجوهرا لسيادة القانون الدولي وأساسا للعلاقات المتبادلة بين الدول القائمة على التعاون والتعايش والاحترام المتبادل وتبادل المنافع، بهدف تقدم البشرية وتوجيه الجهود نحو الاستقرار، بهدف التفرغ للإنتاج والبحث عما يسعد الإنسان ويحقق طموحه المشروع.

وفي 28 يونيو 2024، سعدت مع ممثلي أكثر من 100 دولة بالحضور والاستماع إلى كلمة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، بمناسبة إحياء الذكرى السبعين لإعلان المبادئ الخمسة، حيث تضمنت تلك الكلمة العديد من المبادرات الإنسانية الهادفة إلى تعزيز العلاقات بين الدول والمجتمعات ومد جسور التعاون وتبادل المنافع ومنها: تقديم 1000 منحة دراسية سنوية في إطار منحة التفوق الدراسية للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، و100,000 منحة للدراسة والتدريب لدول الجنوب العالمي خلال الخمس سنوات المقبلة، وإطلاق برنامج رواد الشباب ومواصلة تفعيل دور صندوق الصين والأمم المتحدة للسلام والتنمية وصندوق التنمية العالمية.

كما تضمنت كلمة فخامة الرئيس الصيني رؤية شاملة لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول، من خلال دعوته إلى مشاركة الدول كافة بغض النظر عن حجمها أو ثروتها أو قوتها في بناء المستقبل، وأن تعمل يدا بيد على مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المشترك وبناء عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والشمول. كما دعا الرئيس الصيني كافة أطراف المجتمع الدولي إلى النظر إلى مستقبل البشرية ورفاهية الشعوب بعين الاعتبار، مشددا على التمسك بمبدأ المساواة والمنافع المتبادلة والتعايش السلمي، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والتعاون في بناء الحزام والطريق بجودة عالية بما يزيد من المصالح المشتركة لشعوب العالم، مؤكدا: "إننا أمام مستقبل يستحق التطلع إليه، وتحديات يجب مواجهتها، نحن أمام خيار تاريخي بين السلام والحرب، وبين الازدهار والركود، وبين التضامن والمواجهة، نحتاج بشكل أكثر من أي وقت مضى إلى تكريس روح المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وبذل جهود دؤوبة لتحقيق الهدف السامي المتمثل في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية".

كما شدد الرئيس الصيني على أهمية الالتزام بمبدأ العدالة والإنصاف حتى لا تنتصر سياسة القوة على القانون، وحتى لا يتمكن صاحب العضلات من احتكار القرار الدولي ويصبح العالم بمثابة غابة يفترس فيها القوي الضعيف، مبينا أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال العودة إلى مقاصد ومبادئ الأمم المتحدة وتعزيز مصداقيتها بدلاً من إضعافها والعمل على تحقيق مفهوم الحوكمة العالمية المتسمة بالتشاور والتعاون و النفع للجميع،  وتنفيذ تعددية الأطراف الحقيقية ومشاركة جميع الدول في صياغة القواعد الدولية للعلاقات بين الدول والحفاظ عليها.

وحول علاقة الصين مع كافة دول العالم، أكد فخامة الرئيس الصيني أن بلاده تسعى بنشاط إلى توسيع علاقات الشراكة العالمية المتسمة بالمساواة والانفتاح والتعاون، وتعمل على توسيع القواسم المشتركة للمصالح مع دول العالم، وأن تعزز التنسيق والتفاعل الإيجابي مع الدول الكبيرة، مع الدفع نحو تشكيل معادلة للعلاقات بين الدول تتميز بالتعايش السلمي والاستقرار العام والتنمية المتوازنة.

واختتم الرئيس الصيني كلمته بحكمة صينية لأحد رواد الثورة الصينية تقول: "طريق التاريخ ليس ممهدا بجميع أقسامه، وتكتنفه في بعض الأحيان صعوبات وعقبات لا يمكن تجاوزها إلا بالروح البطولية".

وباعتباري مواطنا عمانيا ينتمي إلى حضارة ضاربة في أعماق التاريخ، أتفهم وأقدر منطلقات الفلسفة والحكمة الصينية ذات الحضارة والتاريخ الممتد لآلاف السنين، إذ لم يسجل التاريخ قديما وحديثا أن جمهورية الصين الشعبية اعتدت على أي من جيرانها، كما أن الأسطول البحري الصيني الذي جاب المحيطات وزار العديد من الدول ومنها سلطنة عمان لأربع مرات قبل أكثر من 600 سنة بقيادة البحار الصيني المسلم، تشنج خه، حمل رسائل السلام والمحبة وسعى إلى تبادل المنافع من خلال تصدير البضائع الصينية واستيراد البضائع من الدول التي يزور موائنها، كما إن البحار العماني أبو عبدلله الصحاري الذي زار الصين قبل أكثر من 1200 عام على رأس أسطول عماني كان يحمل معه إلى جانب البضائع التجارية نموذجا للأخلاق العمانية الأصلية، حتى لقبه الامبراطور الصيني بسفير الأخلاق الحميدة، و يوجد له حتى الآن نصب تذكاري في مقاطعة جوانزو بمدينة كانتون الساحلية، كما يوجد للبحار الصيني نصب تذكاري بمحافظة ظفار بمنطقة الدهاريز.

وفي السنوات الأخيرة، تشهد العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية تطورًا ملحوظًا وتقدمًا مستمرًا في مختلف المجالات، سواء الصناعية أو التجارية أو الثقافية، أملا في تحقيق تطلعات الشعبين الصديقين.

ودائما ما تنظر الصين إلى سلطنة عمان باعتبارها شريكًا مهمًا في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، كما أن الصين تعد أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان وأكبر وجهة لتصدير النفط الخام، وأيضا اتسعت دائرة التعاون لتشمل مجالات التصنيع والتعدين والطاقة الجديدة والاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

ويؤكد هذا التعاون والعلاقات القوية بين البلدين، ما تتمتع به سلطنة عمان من سياسة داعمة لجهود السلام والاستقرار في العالم كله، إلى جانب ما تميزت به من موقع فريد وجغرافية وثروات طبيعية متنوعة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تساهم في جذب العديد من الاستثمارات خاصة في قطاع الطاقة النظيفة واللوجيستيات.

 

* رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة العمانية الصينية

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني يدعو إلى «تهيئة الظروف» لحوار بين كييف وموسكو
  • المجر: هذه الأطراف يمكنها الضغط روسيا وأوكرانيا لدفعهما نحو محادثات سلام
  • عطاف يوقّع على سجل التعازي إثر وفاة سفير روسيا لدى الجزائر
  • المبادئ الصينية للتعايش السلمي.. 70 عاما من الجهود المعززة للسلام
  • السلطات الصينية: نواصل جهود الإنقاذ لمنع اختراق سد محافظة "هوارونج"
  • الرئيس الصيني يدعو المجتمع الدولي لدعم استئناف المفاوضات حول أزمة أوكرانيا
  • الرئيس الصيني يدعو لحوار مباشر بين روسيا وأوكرانيا
  • الرئيس الصيني: على المجتمع الدولي تهيئة الظروف للحوار المباشر بين روسيا وأوكرانيا
  • بعد لقائه بوتين.. أوروبان يصل الصين في "مهمة سلام"
  • 3.22 تريليون دولار احتياطيات الصين من النقد الأجنبي بنهاية يونيو