مقاطع فيديو التقطتها طائرات دون طيار تظهر مستوى جديدا من الرعب للصراع في غزة، في معركة بدائية من أجل البقاء. ديفيد إيغناتيوس – واشنطن بوست
بعيدًا عن الكاميرا فقد حدث الأسوأ؛ قبل فجر الخميس الفائت، تدافع حشد من أهالي غزة للحصول على الغذاء بعد أشهر من الجوع والحرمان، ليتم سحق بعضهم تحت عجلات الشاحنات، بينما فتحت القوات الإسرائيلية النار لتدمر أي بقايا للحياة المنظمة في غزة.
قال بايدن يوم الجمعة إن الولايات المتحدة ارتأت أن تسقط المساعدات جواً للفلسطينيين، حيث وقع الأبرياء في حرب رهيبة غير قادرين على إطعام أسرهم، وقد رأيت الرد عندما حاولوا الحصول على المساعدات. ستكون عمليات الإنزال الجوي الأمريكية هي التدخل الأمريكي الأكثر دراماتيكية حتى الآن في غزة. ويقول المسؤولون إن الإدارة ستحاول إغراق المنطقة بمساعدة جوية وبرية وبحرية.
ترى إدارة بايدن في هذا الحادث خلاصة لما حدث من خطأ في غزة. قال لي مسؤول كبير في الإدارة: "ليس لدى إسرائيل خطة" للحفاظ على النظام. وقد "رفض" المسؤولون الإسرائيليون التحذيرات الأمريكية بشأن خططهم المشوشة "لليوم التالي". لكن هذه الأحداث الأخيرة تشير إلى أن خطة إسرائيل المعلنة للسيطرة الفضفاضة على غزة من قبل العشائر والقادة المحليين هي خطة جوفاء في جوهرها.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إن الحكم المستقبلي في غزة يجب أن يكون "إدارة مدنية من قبل مجموعات محلية" غير تابعة لحماس. ولكن كما كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك يوم الجمعة في مجلة فورين أفيرز: "من الناحية العملية، فإن هذا يعني تمكين عدد من العائلات ذات النفوذ في غزة، وبعضها متورط في الجريمة المنظمة".
وكما هو الحال في كل نقطة من هذا الصراع، كان هناك خلاف فوري حول من يتحمل المسؤولية عن مذبحة شاحنة الغذاء. واتهم الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بارتكاب مذبحة ضد المدنيين، لكن إسرائيل نفت أن يكون لقواتها أي دور. ووفقا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا يوم الجمعة مع قادة قوات الدفاع الإسرائيلية، فتحت القوات الإسرائيلية عند نقطة تفتيش في الجزء الخلفي من القافلة النار وقتلت حوالي 10 أشخاص.
يمكن أن تتغير الصورة مع استمرار ظهور التفاصيل، ولكن يبدو أن سبب معظم الوفيات كان الذعر الشديد. لقد تم قصف المدنيين الفلسطينيين لإخراجهم من منازلهم، ودفعوا إلى مخيمات اللاجئين، وحرموا من الغذاء والصرف الصحي، والآن هذا التمسك بالشاحنات في كفاحهم من أجل البقاء، بينما تختبئ حماس تحت الأرض، وتحمي إسرائيل قواتها ولكن ليس السكان المدنيين.
إن خلفية مأساة يوم الخميس هي دراسة حالة لإدارة إسرائيل المعيبة للغاية لهذه الحرب. وبعد الأشهر الأولى من القتال الوحشي، بدأت المساعدات الإنسانية أخيراً تتدفق بسلاسة في أوائل هذا العام، حيث قامت أكثر من 200 شاحنة يومياً بتوزيع المساعدات، وفقاً لمسؤولين أميركيين. ولكن في أواخر يناير، طلب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير من الشرطة السماح للمتظاهرين بإغلاق المعبر الحدودي الرئيسي في كيرم شالوم احتجاجاً على رفض حماس إطلاق سراح جميع الرهائن.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه مع إغلاق المعبر، بدأ الذعر ينتشر. وسرعان ما أصبحت الإمدادات الغذائية في غزة نادرة، مما أدى إلى اكتنازها ونهبها. وتعرض عمال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة لهجوم من قبل عصابات مسلحة أثناء محاولتهم إدخال شاحنات إلى غزة. وكانت الشاحنات مصحوبة بشرطة غزة. لكن الشرطة كانت تابعة لحماس، وبعد أن بدأت إسرائيل في استهدافهم بطائرات بدون طيار، كما أخبرني المسؤولون الأمريكيون، تراجعت الشرطة.
قال مسؤولون أمريكيون إن المقاولين في غزة نشروا إشعارا بالتسليم المقرر على فيسبوك. ولهذا السبب تجمع مئات الفلسطينيين قبل فجر الخميس لينتزعوا نصيبهم مما سيأتي. امتد خط 30 شاحنة لمسافة كيلومتر واحد. وبينما كان الفلسطينيون يتسابقون إلى جانب الشاحنات في الظلام، بدأ الرعب.
عند مشاهدة لقطات التدافع من أجل الغذاء، من الصعب ألا نستنتج أن هناك حكم غوغائي في غزة، وتجد إسرائيل الآن على حدودها نسخة من مقديشو في الصومال.
وعندما بدأت هذه الحرب في السابع من أكتوبر، قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها مساعدة الإسرائيليين، ولكن يجب أن يجبروهم الآن أن يصبحوا المنقذين.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: إيتمار بن غفير بنيامين نتنياهو جو بايدن حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية هجمات إسرائيلية فی غزة
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عثمان يكتب: نعم .. ولكن
• نعم أعوان الميليشيا السياسيين جرًَموا، بصريح العبارة، التعاون مع الجيش، ولم يجرموا التعاون مع الميليشيا. وجرَّموا مقاومة المواطنين للميليشيا عندما تعتدي عليهم، ولم يجرموا “مقاومة” المتعاونين مع الميليشيا للجيش عندما يهجم على الميليشيا.
• نعم تحدثوا كثيراً عن أذى يصيب المواطنين بشبهة التعاون مع الميليشيا، وامتنعوا تماماً عن الحديث عن أي أذى أصاب المواطنين من الميليشيا بشبهة الانتماء السياسي أو العسكري أو الجهوي أو القبلي.
• نعم ظلوا منذ بداية التمرد يمتنعون تماماً عن الحديث عن الأذى الذي يصيب المواطنين من المتعاونين مع الميليشيا الذين يدلونها على أقصر طرق الأذى، ويشاركونها في إيقاعه بالضحايا الذين يعدون بعشرات الآلاف.
•نعم امتنعوا عن التعليق على فيديوهات الأسرى الذين كانوا على حافة الموت جوعاً وتعذيباً، وامتنعوا عن التعليق على تدمير الميليشيا لمحول كهرباء رئيسي في سد مروي.
• نعم طبيعي، بحكم الزمالة، أن يكون انفعال أعوان الميليشيا السياسيين بأي أذى يصيب زملاءهم المتعاونين في الميدان كبيراً.
• نعم كل حملاتهم الإعلامية تكون جزءاً من حملات الميليشيا ولذات الأهداف، ولا يقومون بحملة ضد الميليشيا، ولا يشتركون في حملة قائمة ضدها.
• نعم أصابهم الخرس يوم تحرير مدني، وكانوا تماماً كالميليشيا، ينتظرون أي أخطاء تعيد لهم النطق، وتخفف عنهم وقع الاحتفالات التي مست كبرياءهم السياسي.
• نعم سعوا بكل الطرق أن تشمل حصانة المدنيين الميليشيا وأعوانها، وتساهلوا في حصانة المدنيين من عدوان الميليشيا.
• نعم لا يملكون، بسبب كل هذا وغيره، أهلية محاضرة الآخرين في رفض التجاوزات.
• لكــــــــــن:
• التجاوزات مدانة، والتشديد على عدم تكرارها، وعلى المحاسبة على ما وقع منها واجب، ويجب ألا يؤثر استهبال هؤلاء المستهبلين على التمسك بهذا المبدأ.
• كما هو متوقع أصدر الجيش بياناً يدين التجاوزات الفردية التي حدثت، ويؤكد على تقيده الصارم بالقانون الدولي، وحرصه على محاسبة كل من يتورط في التجاوزات، وهذا هو المرجو منه.
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب