RT Arabic:
2024-11-27@07:35:21 GMT

الجحيم على الأرض

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

الجحيم على الأرض

مقاطع فيديو التقطتها طائرات دون طيار تظهر مستوى جديدا من الرعب للصراع في غزة، في معركة بدائية من أجل البقاء. ديفيد إيغناتيوس – واشنطن بوست

بعيدًا عن الكاميرا فقد حدث الأسوأ؛ قبل فجر الخميس الفائت، تدافع حشد من أهالي غزة للحصول على الغذاء بعد أشهر من الجوع والحرمان، ليتم سحق بعضهم تحت عجلات الشاحنات، بينما فتحت القوات الإسرائيلية النار لتدمر أي بقايا للحياة المنظمة في غزة.

وفقًا لمسؤولين أمريكيين. كان للفوضى التي حدثت قبل الفجر خسائر مروعة. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 100 فلسطيني قتلوا وأصيب 700 آخرون عندما تحركت قافلة المساعدات باتجاه مدينة غزة.

قال بايدن يوم الجمعة إن الولايات المتحدة ارتأت أن تسقط المساعدات جواً للفلسطينيين، حيث وقع الأبرياء في حرب رهيبة غير قادرين على إطعام أسرهم، وقد رأيت الرد عندما حاولوا الحصول على المساعدات. ستكون عمليات الإنزال الجوي الأمريكية هي التدخل الأمريكي الأكثر دراماتيكية حتى الآن في غزة. ويقول المسؤولون إن الإدارة ستحاول إغراق المنطقة بمساعدة جوية وبرية وبحرية.

ترى إدارة بايدن في هذا الحادث خلاصة لما حدث من خطأ في غزة. قال لي مسؤول كبير في الإدارة: "ليس لدى إسرائيل خطة" للحفاظ على النظام. وقد "رفض" المسؤولون الإسرائيليون التحذيرات الأمريكية بشأن خططهم المشوشة "لليوم التالي". لكن هذه الأحداث الأخيرة تشير إلى أن خطة إسرائيل المعلنة للسيطرة الفضفاضة على غزة من قبل العشائر والقادة المحليين هي خطة جوفاء في جوهرها.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إن الحكم المستقبلي في غزة يجب أن يكون "إدارة مدنية من قبل مجموعات محلية" غير تابعة لحماس. ولكن كما كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك يوم الجمعة في مجلة فورين أفيرز: "من الناحية العملية، فإن هذا يعني تمكين عدد من العائلات ذات النفوذ في غزة، وبعضها متورط في الجريمة المنظمة".

وكما هو الحال في كل نقطة من هذا الصراع، كان هناك خلاف فوري حول من يتحمل المسؤولية عن مذبحة شاحنة الغذاء. واتهم الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بارتكاب مذبحة ضد المدنيين، لكن إسرائيل نفت أن يكون لقواتها أي دور. ووفقا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا يوم الجمعة مع قادة قوات الدفاع الإسرائيلية، فتحت القوات الإسرائيلية عند نقطة تفتيش في الجزء الخلفي من القافلة النار وقتلت حوالي 10 أشخاص.

يمكن أن تتغير الصورة مع استمرار ظهور التفاصيل، ولكن يبدو أن سبب معظم الوفيات كان الذعر الشديد. لقد تم قصف المدنيين الفلسطينيين لإخراجهم من منازلهم، ودفعوا إلى مخيمات اللاجئين، وحرموا من الغذاء والصرف الصحي، والآن هذا التمسك بالشاحنات في كفاحهم من أجل البقاء، بينما تختبئ حماس تحت الأرض، وتحمي إسرائيل قواتها ولكن ليس السكان المدنيين.

إن خلفية مأساة يوم الخميس هي دراسة حالة لإدارة إسرائيل المعيبة للغاية لهذه الحرب. وبعد الأشهر الأولى من القتال الوحشي، بدأت المساعدات الإنسانية أخيراً تتدفق بسلاسة في أوائل هذا العام، حيث قامت أكثر من 200 شاحنة يومياً بتوزيع المساعدات، وفقاً لمسؤولين أميركيين. ولكن في أواخر يناير، طلب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير من الشرطة السماح للمتظاهرين بإغلاق المعبر الحدودي الرئيسي في كيرم شالوم احتجاجاً على رفض حماس إطلاق سراح جميع الرهائن.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه مع إغلاق المعبر، بدأ الذعر ينتشر. وسرعان ما أصبحت الإمدادات الغذائية في غزة نادرة، مما أدى إلى اكتنازها ونهبها. وتعرض عمال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة لهجوم من قبل عصابات مسلحة أثناء محاولتهم إدخال شاحنات إلى غزة. وكانت الشاحنات مصحوبة بشرطة غزة. لكن الشرطة كانت تابعة لحماس، وبعد أن بدأت إسرائيل في استهدافهم بطائرات بدون طيار، كما أخبرني المسؤولون الأمريكيون، تراجعت الشرطة.

قال مسؤولون أمريكيون إن المقاولين في غزة نشروا إشعارا بالتسليم المقرر على فيسبوك. ولهذا السبب تجمع مئات الفلسطينيين قبل فجر الخميس لينتزعوا نصيبهم مما سيأتي. امتد خط 30 شاحنة لمسافة كيلومتر واحد. وبينما كان الفلسطينيون يتسابقون إلى جانب الشاحنات في الظلام، بدأ الرعب.

عند مشاهدة لقطات التدافع من أجل الغذاء، من الصعب ألا نستنتج أن هناك حكم غوغائي في غزة، وتجد إسرائيل الآن على حدودها نسخة من مقديشو في الصومال.

وعندما بدأت هذه الحرب في السابع من أكتوبر، قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها مساعدة الإسرائيليين، ولكن يجب أن يجبروهم الآن أن يصبحوا المنقذين.

المصدر: واشنطن بوست

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إيتمار بن غفير بنيامين نتنياهو جو بايدن حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية هجمات إسرائيلية فی غزة

إقرأ أيضاً:

"إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ203 على التوالي

غزة - صفا

تواصل القوات الإسرائيلية، يوم الإثنين، احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ203 على التوالي.

ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة.

وقال متحدث المنظمة الأممية طارق يساريفيتش إن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة".

وشدد يساريفيتش على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي.

وأشار المكتب إلى أن شبح المجاعة يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خاصة بين الأطفال، حيث بات 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة. 

وكانت وزارة الصحة قالت، إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.

وفي السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا همجياً على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل إيصال المساعدات للمحاصرين بشمال غزة
  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ205 على التوالي
  • حرب الإبادة.. إسرائيل تواصل عدوانها على غزة وغرق خيام «خان يونس»
  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ204 على التوالي
  • قلعة شمع.. حيث تسقط أساطير إسرائيل أمام صمود التاريخ
  • أبو الغيط في منتدى حوارات روما المتوسطية: إسرائيل تريد ابتلاع كل الأرض الفلسطينية
  • مسؤولون لأكسيوس: إسرائيل ولبنان على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
  • مسئولون لأكسيوس: إسرائيل ولبنان على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ203 على التوالي
  • حي الجحيم.. كيف التهمت النيران المنازل في قلب مانيلا؟