عرف السودانيون عن البشير توقيره لقادة القوات المسلحة وكبار ضباطها المعاشيين. كان يهتم بأوضاعهم المعيشية وظروفهم الصحية وأسرهم .

أقنع البشير النميري بالعودة للسودان وأكرمه ، وكان يُشركه في افتتاح المشروعات الكبري التي ابتدرها . وكذلك كان يفعل مع سوار الدهب عليهم رحمة الله . ورأيناه معهم وهم يفتتحون ضخ البترول .

كان الرجل يعرف قدر الرجال وينزلهم منازلهم . ما كان يخاف لأن المعارضين كانوا يكيدون لنميري ويحرضون ضده .

وأعلم أن وفدين من وجوه المجتمع سبق أن التقوا بالبرهان مطالبين بإطلاق سراح البشير وإنزاله منزلته . قال البرهان لأحد الوفدين إن انقلاباً سيقع في اليوم التالي إذا أطلق البشير !!!. هذا كان قبل الحرب الحالية .

وخلال الحرب عانى البشير ونائبه الفريق بكري والفريق عبدالرحيم واللواء الخنجر والعميد يوسف عبد الفتاح ؛ عانوا الأمرين. كانوا يأكلون البليلة مثلهم مثل بقية المحاصرين . وشاركوهم انقطاع الماء والكهرباء وكل المضايقات الأخرى بصبر يليق بالرجال القادة . لم يتضايقوا ولم يتذمروا .

وقد تعرض القسم الذي يسجن فيه البشير ورفاقه للقصف مرتين خلال هذه الحرب . ورغم ذلك أبقوهم في السلاح الطبي إلى هذا اليوم . هذا علماً أن البشير وبعض رفاقه في أواخر السبعينات وربما بداية الثمانينات من أعمارهم .

ثمة شائعة أنه جرى نقل البشير ورفاقه إلى مروي . وهذه فرية لا أساس لها البتّةَ .
هذا علماً أن القصف استؤنف اليوم على السلاح الطبي .

بحوزتي التقرير الطبي الذي يشرح بوضوح الحالة الطبية للبشير ورفاقه الصادر من مستشفى علياء ؛ بتوقيع الاول طبيب / عزمي الشيخ عبد الغني قرشي . وهو بالرقم :م ع ت م ط / سري
بتاريخ 22 فبراير 2024 ( أي قبل أحد عشر يوماً .يفيد هذا التاريخ أن الطبيب الذي يشرف على العلاج دكتور سامر حسب الرسول غادر المستشفى بعد الحصار الذي عانى منه عشرة شهور .
يقول التقرير الطبي أن المستشفى يخلي مسؤوليته أمام الله وأمام مسؤوليته المهنية نظراً للحالة السيئة التي يعاني منها هؤلاء القادة الكبار .

يقيني أن البشير ما كان سيسلمكم الحكم بتلك السهولة لو كان حريصاً عليه . ويقيني ، بل معلوماتي ، أن البشير منع مناصريه في الجيش من القيام بانقلاب مضاد عشية تسلم البرهان للحكم .
ولو أن الإنقلابات تبيح كل هذا التّشفي في البشير لكان البرهان من المسجونين . فقد شارك باعترافه في انقلاب البعثيين . ولو كانت الجريرة انقلابات لوجب محاكمة كل الأحياء الذين شاركوا في انقلابات منذ السبعينات ؛ فالعدالة لا تتجزأ
ولنتذكر : ” أن الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان ”
‏Injustice anywhere is a threat
‏to justice everywhere
ولنتذكر : ” أن تأخير العدالة نكران للعدالة ” Justice delayed , justice denied .
يقول فقهاء القانون الدستوري إن للمحاكمات والعدالة سياق اجتماعي لا تخرج عنه ، وهو الذي يضمن قبولها اجتماعياً ودوامها .
وإن مما يرعاه المجتمع السوداني قيم توقير الكبير والوفاء للقادة والزعماء الذين قادوه .
وللحقيقة فقد كان البشير باني نهضة الجيش عبر التصنيع الحربي وسد حاجته من الذخائر والعتاد حتى أصبح يصدرها . وهو الذي بنى للضباط المساكن وشيد للعسكر المستشفيات في كل مدينة . وكان رفيقاً بكبارهم مُجِلّاً لهم . ” وهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان ”
فالواجب المُلِح العاجل ليس فقط اطلاق سراح البشير ورفاقه ، بل تكريمهم .
أما هذا الاستهداف والتشفي فلا يليق بمن وضع نفسه في قيادة جيش عظيم .
ها قد بلّغت ، اللهم فاشهد .
????السفير عبد الله الأزرق
———————————
3 مارس 2024

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

استمع: بيان الانقلاب الذي سجلته المليشيا بصوت عماد عبد الرحيم (كادر حزب الأمة )

*بيان الانقلاب الذي سجلته المليشيا بصوت عماد عبد الرحيم (كادر حزب الأمة القومي المعروف) ونسبته إلى المتحدث الرسمي للمليشيا، الرائد نجم الدين عبد الله، وحاول يوسف عزت بثه في الإذاعة القومية وفشل بعد بداية الحرب وفشل،

ومع ذلك ما زال هناك من يكابرون ويتهمون الجيش بابتدار الحرب.. عماد عبد الرحيم هرب بعد بداية الحرب إلى القضارف وتسلل منها إلى مصر حيث يقيم حالياً،

وكل زملائه في الإذاعة والتلفزيون يعرفون صوته وقد اعترف لبعض أصدقائه بأنه سجل البيان طوعاً لأنه يقف ضد الكيزان ويكرههم مع أنه عمل معهم لسنوات طويلة في الإذاعة والتلفزيون كما عمل في مكتب الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي مسئولاً عن الإعلام على أيام الإنقاذ.*
الرشيد محمد ابراهيم الرشيد الرشيد محمد ابراهيم الرشيد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • استمع: بيان الانقلاب الذي سجلته المليشيا بصوت عماد عبد الرحيم (كادر حزب الأمة )
  • 70 من كوادر الاحتياط في القسم الطبي بجيش الاحتلال يطالبون بوقف الحرب في غزة
  • الحرب في عامها الثالث.. ما الثمن الذي دفعه السودان وما سيناريوهات المستقبل؟
  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال أحد عناصر الرضوان في حزب الله بغارة جنوبي لبنان
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • إسرائيل تتحدث عن اغتيال قيادي بحزب الله بقصف سيارة بجنوب لبنان
  • دهشة مُستحقة حول معركة القادسية في القصر الجمهوري..!
  • من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه