تشارك وزارة الثقافة في مؤتمر "ليب 24"، الذي يقام اليوم الإثنين وحتى 7 مارس 2024م، في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم شمال مدينة الرياض، تحت شعار "آفاق جديدة"، وذلك بوصفها الراعي الماسي للمؤتمر حيث ستعرض في جناحها المخصص جانباً من جهودها في الحفاظ على ثقافة المملكة بأحدث الطرق التقنية.

وتتمثل مشاركة الوزارة، بجناح يستضيف بيئة رقمية تسمح للمستخدمين بتجربة العديد من الأنشطة والمعالم الثقافية حول المملكة، كما يستعرض الجناح مناطق الجذب الثقافية مثل مسيرة التاريخ، والقطاعات المخصصة للموسيقى، والفن، والتاريخ، والحرف اليدوية.


ويعرض الجناح خلال مشاركته 10 تقنيات حديثة تحاكي الذكاء الاصطناعي وتقدم مزيجاً من العروض الثقافية والابتكار الرقمي، وتشتمل على صندوق هولوغرام ثلاثي الأبعاد شفاف يظهر أشكال ثلاثية الأبعاد للزوار، إضافةً إلى شاشات كروية تُظهر محتوى تفاعلي، وجولات افتراضية للزائر للاستمتاع بالأماكن الثقافية والتراثية في المملكة.

يذكر أن وزارة الثقافة تهدف من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز استخدام الوزارة للتقنيات الحديثة والخدمات الذكية عالية المستوى، والتعريف بثقافة المملكة المتنوعة محلياً وإقليمياً وعالمياً.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: وزارة الثقافة مؤتمر ليب

إقرأ أيضاً:

الهبوت بين الوظيفة الاجتماعية والصناعة الثقافية

تمثّل الأحداث والوقائع في المجتمع مادة خصبة للباحث في الدراسات الثقافية، من خلال رصد بعض التحولات الاجتماعية وتطورها من الحالة العابرة إلى الظاهرة التي تصبح عُرفا اجتماعيا لا يمكن التنازل عنه إلا باتباع ظاهرة أخرى تحل محل الأولى أو تتطور عنها، فخلال الأيام الماضية أقيمت مسابقة لشاعر الهبوت بتنظيم من مجلس ظفار الثقافي للتراث والإبداع (قيد الإشهار)، وقد حظيت المسابقة بمتابعة جماهيرية على نطاق واسع في محافظة ظفار، وامتد صيتها إلى محافظة المهرة في الجمهورية اليمنية الشقيقة نظرا لمشاركة متسابقين يمنيين في الفعالية. وقبل البحث في مفهوم صناعة الثقافة، لا بد من التعريف بفن الهبوت، وهو فن حماسي ينتشر في محافظة ظفار وفي بعض المناطق اليمنية، و(الهبوت) لفظة من الدارجة الظفارية مشتقة من كلمة (هِبُوت) في اللغة الشحرية وتعني القصيدة، وهب الرجل بمعنى أنشد أو نظم القصيد. يُؤدى فن الهبوت باللغة العربية إذ ينظم الشاعر قصيدته المكونة من أربعة أبيات ثم يلقنها للمرددين الذي ينتظمون في صفوف متتابعة أثناء دخولهم لميدان الاحتفال، ثم يتحلقون في صف نصف دائري في مقابلة الفريق الآخر الذي يرحب بقدوم الشاعر والمرددين معه.

يمثل فن الهبوت إعلان القبيلة لمشاركتها في المناسبات الاجتماعية كالأعراس وحفلات شفاء المرضى وعودة المسافرين، وفي السابق تقام لمناسبات الختان. تتضمن قصائد الهبوت الاعتزاز بالقبيلة ومنافسة القبائل الأخرى بذكر المناقب التي تميزها عن غيرها واجترار الأحداث التاريخية في المنطقة، بمعنى أن فن الهبوت فن قبلي بامتياز، ومناسبة لظهور شعراء ارتبط ظهورهم وشهرتهم بهذا الفن. أسهم فن الهبوت في الماضي في عقد المصالحات القبلية وتكوين الأحلاف وإشاعة التفاهم بين المكونات القبلية في المحافظة، وربما تضاف هذه القيمة إلى سجل الهبوت.

وقبل العودة إلى المسابقة المذكورة، أريد أن أستبق القارئ لأبيّن أنني لست بصدد تقييم المسابقة بقدر ما هي محاولة لدراسة الحالة وكيفية تطوير المفردات الثقافية وتحويلها إلى صناعة ثقافية، فقد جرت التحضيرات للمسابقة منذ شهر مايو الماضي، ووضعت اللجنة المنظمة شروط المسابقة، واختارت المحكمين من الشعراء في التصفيات الأولية، قبل أن تمنح الجمهور حق التصويت للمتسابقين عبر الرسائل النصية، إذ وفرت شركات الاتصالات العاملة في سلطنة عمان فرصة لمشتركيها في التصويت. هنا بالتحديد خرج التقييم من إطاره الفني في اكتشاف المواهب الشابة والاهتمام بفن الهبوت، إلى ساحات التواصل الاجتماعي، حيث ذهبت كل قبيلة تدعو إلى التصويت لأبنائها المشاركين في المسابقة، فتم التحشيد وإثارة الرأي العام عبر شراء الأصوات وتحميل المصوتين أعباء مالية استجابة لنداء (الفزعة) لمساندة أبناء قبائلهم.

كان بالإمكان إقامة المسابقة دون ضجيج أو ردود أفعال غير مرغوبة كما حدث لاحقا، لو أن لجنة التحكيم اتّبعت آلية ممنهجة ومُحكّمة بعيدا عن التصويت الجماهيري الذي يقلل عادة من موهبة الشاعر وإبداعه، نقول لو لم يشترك الجمهور في التصويت لما حدث الضجيج وردود الأفعال التي لا أجد داعيا لسردها هنا.

إذن ما العلاقة بين مسابقة فن الهبوت وبين صناعة الثقافة؟ تحضر الإجابة في كتاب «النظرية الثقافية والثقافة الشعبية» للكاتب البريطاني جون ستوري (74 عاما) بترجمة صالح أبو أصبع وفاروق منصور، وصدرت الترجمة العربية للكتاب سنة 2014 عن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حيث يخبرنا ستوري بأن مصطلح صناعة الثقافة قد وُلِد في مدرسة فرانكفورت سنة 1944 على يدي ثيودور أدورنو (1903-1969) وماكس هوركهايمر (1895-1973) «للتعبير عن منتجات الثقافة الجماهيرية وعملياتها»، وبما أنها كذلك فإنها «لا تشجع الجماهير على التفكير فيما وراء حدود الحاضر»، بل إن صناعة الثقافة تحاول تسطيح الأدب والفن والذوق عبر التقليل من قيمة الثقافة الرفيعة لأنها تشكّل بُعدا آخر للواقع، وتسعى إلى تحقيق القيمة المالية على حساب الثقافة الأصلية وتحرمها من وظيفتها النقدية، إذ يطغى تسليع الثقافة والمتاجرة بها، كما يقول مؤلف كتاب النظرية الثقافية، وهذا ما يمكن إسقاطه على المسابقات التي تعتمد على العناصر الثقافية في صناعة محتواها ثم يتم تسويق المنتج بواسطة شركات الاتصالات التي يمثل لها التصويت والمنافسة سواء على مستوى المكونات الاجتماعية القبلية، أو عن طريق التنافس بين الدول، كما شاهدنا ذلك في الكثير من المسابقات التي تربح أكثر من الجوائز التي تمنحها للفائز.

إن مسابقة شاعر الهبوت تُعلمنا أن الثقافة منجم لكل صناعة محتوى، ويمكن الاعتماد عليها في ابتكار أساليب حديثة بغية الاهتمام بالعناصر الثقافية ونقلها إلى الأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة: اشراك الشباب وأولوية الوزارة في كل الفعاليات الثقافية
  • وزير الثقافة: بناء الإنسان على رأس الأولويات.. وهدفنا تعزيز مكانة مصر إقليميا ودوليا وعودة الفعاليات المتوقفة منذ سنوات (حوار)
  • تحقق المنطقة الثقافية تحولاً جذريًا في المشهد الفني في أبوظبي
  • عاجل | 18658 قضية خطأ طبي في المملكة خلال عام
  • الهبوت بين الوظيفة الاجتماعية والصناعة الثقافية
  • وزير الثقافة يبحث مع رئيس جامعة حلوان سبل التعاون المشترك
  • بحث آفاق التعاون المستقبلي بين وزارة الثقافة وجامعة حلوان
  • وزير الثقافة: نسعى للتعاون مع الجامعات لدعم المواهب والمبدعين
  • طلبة “تعليم الرياض” يحققون 19 مركزًا متقدمًا في “مسابقة المهارات الثقافية”
  • “تعليم نجران” يحقق المركز الأول على مستوى مناطق المملكة في مسار القصة القصيرة في مسابقة “المهارات الثقافية”