الجديد برس:

أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، الأحد، باستشهاد 15 طفلاً، نتيجة سوء التغذية والجفاف، في مستشفى كمال عدوان، شمالي قطاع غزة.

وأعرب القدرة عن خشيته على حياة 6 أطفال يعانون من سوء التغذية والجفاف والموجودين في العناية المركزة بمستشفى عدوان، نتيجة توقف المولد الكهربائي، والأوكسجين، إضافةً إلى ضعف الإمكانيات الطبية في المستشفى المنهار أصلاً.

من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إنه “من المرجح أن يكون هناك المزيد من الأطفال في شمال القطاع غير قادرين على الحصول على الرعاية الصحية على الإطلاق”.

كما أكدت أن النقص الواسع النطاق في الطعام المغذي والمياه النظيفة، والخدمات الطبية، هو نتيجة مباشرة للعوائق التي تحول دون وصول المساعدات”.

وأوضحت “اليونيسف” أن المخاطر المتعددة التي تواجه العمليات الإنسانية للأمم المتحدة، تؤثر على الأطفال والأمهات، وتعيق قدرتهن على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، وخصوصاً في شمالي قطاع غزة، مردفةً: “الناس جياع ومرهقون ويعانون من الصدمة.. وكثيرون يتشبثون بالحياة”.

الاحتلال يتعمد إنزال المساعدات جواً لتمديد المجاعة

وفي السياق نفسه، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن المجاعة تتعمق في قطاع غزة، موضحاً أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات “غير مجدية”، مؤكداً أن “عملية إنزال المساعدات جواً والتعامي عن إدخالها من المعابر البرية يعد التفافاً على الحلول الجذرية”.

ورأى أن عمليات إنزال المساعدات جواً “طريقة استعراضية وغير مُجدية”، وأن هذه الطريقة “تتماهى مع سياسة الاحتلال بتعزيز التجويع وشراء الوقت وتمديد المجاعة”.

وأوضح أن “عمليات الإسقاط الجوي صعبة للغاية في بيئة مزدحمة مثل قطاع غزة”، وأن “المساعدات عرضة للتلف وللوقوع في البحر”، مشيراً إلى أن سياسة إغلاق المعابر البرية أمام قوافل المساعدات الإغاثية والتموينية والغذائية تعد جريمة حرب.

وأشار المكتب إلى أن هناك مليونين و400 ألف فلسطيني يعانون من النقص الحاد في الغذاء وخصوصاً في شمالي قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في تقريرها الإحصائي اليومي، أن عدد الضحايا من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم 149 على قطاع غزة ارتفع إلى 30410 شهداء  و71700 جريح.

وأفادت الوزارة بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية، 9 مجازر ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 90 شهيداً و177 إصابة.

“الأورومتوسطي”: الدبابات الإسرائيلية دهست عشرات الفلسطينيين عمداً وهم أحياء

وفي سياق متصل، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تكرار حوادث قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدنيين فلسطينيين دهساً تحت جنازير دبابات الجيش الإسرائيلي بشكل متعمد، وهم لا يزالون أحياء.

كما دان المرصد أيضاً قيام جنود الاحتلال بتدمير الممتلكات المدنية في إطار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

ووثق “الأورومتوسطي” قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل شاب فلسطيني دهساً وبشكل متعمد في حي الزيتون بمدينة غزة في29 فبراير الماضي، واطلع على عدة صور للشاب الضحية مع إفادات لشهود بأن جيش الاحتلال اعتقل الضحية، وقيد يديه بقيود بلاستيكية، وأخضعه للتحقيق قبل دهسه بآلية مدرعة. وبحسب الإفادات فقد تم الدهس من النصف السفلي ثم العلوي للضحية.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بسبب سوء التغذية.. مستشفى أصدقاء المريض بغزة يدق ناقوس الخطر

غزة- تشعر أسماء عبد العال بالقلق الشديد على طفلتها أفنان، التي تتلقى العلاج منذ 6 أيام في مستشفى "أصدقاء المريض" غربي مدينة غزة، من دون أن تستجيب للعلاج.

وتعاني الطفلة مضاعفات سوء تغذية حاد، إذ لا يزيد وزنها عن 3 كيلوغرامات، رغم أن عمرها يبلغ سنة و9 شهور. ولا تتناول سوى الحليب، إذ تحُول سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل بحق منطقة شمال قطاع غزة من دون إمكانية تناولها أصنافا متعددة من الطعام.

ويتخصص مستشفى "أصدقاء المريض" في علاج حالات سوء التغذية الحاد لدى لأطفال، بدعم من منظمة الصحة العالمية.

طفل في شمال غزة مريض بسبب سوء تغذية حاد (الجزيرة) شبح المجاعة

وتقول والدة أفنان للجزيرة نت إنها كانت تطعمها -إلى جانب الحليب- خضروات مسلوقة، وبعض الفواكه، لكنها توقفت عن ذلك، بعد عودة شبح المجاعة الذي ألقى بظلاله الكئيبة على شمالي القطاع. ويؤكد السكان أن الأطعمة المتوفرة في الأسواق لا تزيد عن الطحين، وبعض أصناف الأغذية المُعلّبة فقط، والتي يخشون أن تنفد قريبا.

وعادت إسرائيل لتشديد إجراءات الحصار على شمالي القطاع مجددا، بعد فترة تخفيف قبل أشهر، مما يثير مخاوف السكان من حدوث مجاعة حقيقية. وأدى إغلاق المعابر، ومنع إدخال البضائع والمواد الغذائية، إلى شحّها في الأسواق وارتفاع أسعارها بشكل كبير.

وتُقيم أسماء مع طفلتها في مركز إيواء بعد هدم منزلهم، وتعاني الأمرين في توفير الطعام والشراب، كما تؤكد. وتكمن مشكلة أفنان في عدم مقدرة الأطباء على تشخيص حالتها بدقة ومعرفة سبب عدم استفادتها من الطعام، نظرا لانهيار المنظومة الصحية في شمالي القطاع بفعل إجراءات الاحتلال.

ورغم اقتصار طعامها على الحليب، فإنه يزيد من متاعبها إذ يتسبب في انتفاخ بطنها بشكل كبير. وفي بعض الأحيان يضطر الأطباء إلى إدخال أنبوب في معدتها وسحب ما تناولته لإنقاذ حياتها. وترى الأم أن الحل الوحيد لإنقاذ حياة ابنتها هو وقف الحرب الإسرائيلية مما سيمكّن الأطباء من تشخيص حالتها وتقديم العلاج اللازم لها، أو نقلها للعلاج في الخارج.

انهيار المنظومة الصحية يمنع تشخيص حالة بعض الأطفال الذين لا يستفيدون من تناول الطعام (الجزيرة) معاناة مضاعفة

ولا تقتصر معاناة الأم أسماء على طفلتها أفنان التي تتضور جوعا، فابنها الآخر "عميد" يعاني مرض الكلى، ويحتاج إلى مياه نظيفة وعذبة يتعذر الحصول عليها. وقبل الحرب، كانت تسقي ابنها من المياه المعدنية المعلبة، كونها نظيفة وخالية من الأملاح التي تزيد في مياه قطاع غزة، بنسب كبيرة عن تلك الموصى بها عالميا.

وتوضح "ابني بعد أن يشرب يتعب ويتوجع ويؤشر على بطنه وعلى خاصرتيه، لا توجد مياه معدنية، والماء الذي نشربه سيئ ومالح، وغير نظيف".

وقطع الاحتلال -منذ الأسبوع الأول للحرب- إمدادات المياه عن قطاع غزة، كما تسبب قطع الوقود في توقف غالبية محطات تحلية المياه عن العمل، وعمل ما تبقى منها بشكل جزئي.

وتبدو مشكلة هداية التيّان مع طفلها يوسف (عمره سنتان) أعقد من سابقتها، كونه يعاني سوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى مرض التهاب الكبد الوبائي "أ" الفيروسي الذي يعتمد في علاجه على درجة مناعة الجسد للفيروس، ويوصي الأطباء -خلاله- بتناول المريض الأطعمة "الصديقة" للكبد، التي لا تتوفر في غزة.

ويحتاج مرضاه إلى تغذية خاصة غير متوفرة في غزة، وهو ما تسبب في تدهور حالة يوسف الصحية، وإصابته بفشل كبدي "مؤقت". وتقول التيّان -للجزيرة نت- إن سبب حالة طفلها هو سوء التغذية، وأنواع الأكل السيئ، وخاصة المعلبات الموجودة في الأسواق والتي تضر الكبد.

وأخبرها الأطباء أن طفلها مُصاب بدرجة متقدمة من المرض، ويحتاج فترة 6 شهور كي يشفى، كما يجب إجراء فحص وظائف الكبد له كل يومين. وتقول إنها لا تجد الأطعمة المناسبة والضرورية لعلاج ابنها، وتكتفي بسقيه الحليب. وتضيف أن "المتوفر هو النشويات، والمعلبات، وهي مضرة للكبد، فالأطعمة المفيدة غير متوفرة".

الأم سجى تستعد لمغادرة المستشفى بعد استجابة ابنها محمد للعلاج (الجزيرة) المُرضعات وسوء التغذية

وتبدو سجى أبو حليمة أحسن حالا من سابقاتها، إذ تستعد لمغادرة المستشفى بعدما استجاب طفلها محمد (3 شهور) للعلاج، لكن حالتها تكشف عن المعاناة التي تتكبدها النساء المرضعات. وذكرت للجزيرة نت أنها تقيم في المستشفى منذ أسبوع، وتكلل علاج ابنها بالنجاح، بعدما استجاب لنوعين من الحليب خصصهما له الأطباء.

ونقلت الأم طفلها للمستشفى بعد إصابته بسوء تغذية حاد، وانخفاض كبير في الوزن. وترى أن مشكلة طفلها الصحية بدأت منذ إصابتها هي بسوء التغذية جراء عدم توفر أصناف الطعام المتنوعة، واقتصارها على الخبز والمعلبات، إذ لم تعد قادرة على إرضاعه.

وتضيف أن "محمد فَطَمَ نفسه، إذ لم يعد يُقبل على الرضاعة الطبيعية، لأنه لا يجد حليب.. حزنت جدا لذلك، هذا ابني البِكر". وتشير أبو حليمة إلى معاناة الأمهات المُرضعات قائلة "لا نأكل إلا المُعلبات، لا خضر ولا لحوم، ولا فواكه، حتى أن الأطفال يصابون بنزلات معوية ربما بسبب حليب الأمهات".

الطبيب سعيد صلاح يحذر من تعرض جميع سكان شمال غزة لسوء التغذية (الجزيرة)

ويُحذر الطبيب سعيد صلاح، استشاري أمراض طب الأطفال وحديثي الولادة، والمشرف على مستشفى "أصدقاء المريض"، من خطورة سوء التغذية للسكان عامة، خاصة الأطفال منهم، في شمالي قطاع غزة.

ويستقبل المستشفى ما بين 30 إلى 50 حالة يوميا، حسب الطبيب صلاح. ويقول للجزيرة نت إن عدد المصابين بسوء التغذية كبير جدا، وإنهم يقيّمون الحالات التي تأتيهم، بعضها يحتاج إلى دخول (مبيت) وبعضها تتم معالجتها بدون الاضطرار لذلك.

ويضيف أن الناس فقدوا كل عناصر التغذية، من بروتين، ودهون، وفيتامينات، ومقويات، ويقتصر كل الموجود على نشويات، مما قد يسبب كارثة لهم.

وباعتقاده، فإن جميع الأطفال في شمالي القطاع (نحو 300 ألف طفل)، يعانون سوء التغذية، ولكن بدرجات مختلفة.

ورأى أن الحل الأسهل والأنجع لمعالجة أزمة سوء التغذية هو وقف الحرب، كونها نابعة عن قرار سياسي إسرائيلي، وليست بفعل ظاهرة طبيعية.

مقالات مشابهة

  • حرب غزة …ارتفاع عدد الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي إلى 37953
  • استشهاد 33 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة بغزة
  • استشهاد 17 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • في تواصل القصف إسرائيلي على قطاع غزة استشهاد 17 فلسطينياً
  • استشهاد 8672 طالبًا وتدمير 353 مدرسة وجامعة في عدوان الاحتلال
  • بسبب سوء التغذية.. مستشفى أصدقاء المريض بغزة يدق ناقوس الخطر
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي وحشي على مناطق بغزة
  • الاحتلال يكثف قصف خان يونس وتقارير إسرائيلية عن حدث صعب بغزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع إلى 37900
  • تواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع يرفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 37900