بطاطس فاسدة.. طعام أطفال غزة «المحظوظين» للعيش
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
لم يجد الأطفال الفلسطينيون «المحظوظون» في شمالي قطاع غزة سوى البطاطس الفاسدة وقشورها لتناولها للبقاء على قيد الحياة، نتيجة شح الطعام في ظل الحصار الإسرائيلي والحرب المستمرة على القطاع.
وأمام حاوية كبيرة، ينشغل الأطفال بالتقاط البطاطس وقشورها، ثم يضعونها في أكياس بلاستيكية استعدادًا لطهيها في مركز إيوائهم في شمال القطاع.
وتشكل تلك البطاطس الفاسدة وقشورها كنزًا ثمينًا للأطفال، فهم يعتبرونها مصدرًا للطعام في ظل عدم تناولهم لأي وجبة لساعات طويلة.
تلك الصورة المأساوية تجسد الواقع القاسي الذي يعيشه سكان قطاع غزة، حيث يجدون أنفسهم محاصرين بين جدران الحصار ونقص الموارد الغذائية، في ظل الحرب التي فرضت عليهم ظروفاً صعبة ومريرة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ولا يدري هؤلاء الأطفال ما الآثار الصحية الخطيرة التي قد تنجم عن تناول الطعام الفاسد، فقد يتعرضون لأمراض مثل التسمم الغذائي والإسهال الشديد.
ولم يكن الطفل الفلسطيني سعيد فتحي (11 عامًا) يتوقع يومًا أن يضطر للجوء إلى حاويات القمامة، لكن الجوع الذي فرض عليه دفعه لفعل ذلك.
وبعد أن ينتهي فتحي من جمع البطاطس العفنة وقشورها، سيذهب لتناولها على الفور مع عائلته.
ويحلم الطفل الفلسطيني فتحي بأن يتناول وجبة دسمة طعمها جيد تشبع جوعه الشديد الذي يعاني منه منذ أشهر.
ويسعى فتحي جاهدًا لإطعام إخوته الثلاثة الذين يبكون من الجوع، والذين نزحوا معهم برفقة أبويه إلى منطقة جباليا شمالي قطاع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية.
ولم يكن لدى الطفل الفلسطيني خيار آخر سوى اللجوء إلى تلك الحاوية للبحث عن الطعام، لإسكان جوعه وجوع إخوته.
ويقول فتحي لمراسل، للأناضول وهو يقف بالقرب من حاوية القمامة التي سكبت فيها البطاطس الفاسدة: «جئنا هنا لجمع البطاطس الفاسدة وقشورها، لنأكلها في ظل شح الطعام في شمال قطاع غزة».
ويضيف: «اضطررنا لأكل البطاطس الفاسدة دون الخبز لنسد جوعنا الذي نعاني منه أنا وعائلتي منذ أيام فلا طعام شمال غزة».
ويتابع: «إخوتي ينامون جوعى ويبكون طوال الليل، يريدون الطعام. ماذا نفعل في هذا الحال؟».
ويشير إلى أنهم يعانون من نقص الطحين والشعير وسط الحصار الإسرائيلي على شمال قطاع غزة في ظل الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويتمنى فتحي أن يتناول وجبة دسمة والخبز الساخن ليشبع جوعه الذي يعاني منه منذ أشهر.
بجانبه، كانت تتمنى الطفلة الفلسطينية نرمين عبد الصمد (12 عامًا) أن تكون جالسة على مقعد الدراسة وتنشغل في التعليم في هذه الأوقات.
كما كانت تحلم الطفلة نرمين، باللعب واللهو مثل أقرانها في دول العالم، حيث يمكن للأطفال الآخرين الاستمتاع بطفولتهم بلا قيود، بدلاً من البحث اليائس عن الطعام في حاويات القمامة في ظل شحه في شمال قطاع غزة.
وتقول للأناضول: «الوضع في مدارس النزوح صعب للغاية ومأساوي، نأكل البطاطس ولا يوجد خبز لنأكله».
وتضيف: «تناولنا طعام الحيوانات واليوم نفد ولا يمكن لنا تناول شيء في باقي الأيام».
وتابعت: «حرمونا من حقنا في الطفولة والتعليم واللعب، وأصبحنا مشردين في الشوارع».
ولفتت إلى أنه «شمال قطاع غزة لم يبق طعام نادرًا ما نجده، ولا يوجد لدينا الفرصة للعب والترفيه بعد تعبنا من الحروب».
وبسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ السابع من أكتوبر، اضطر سكان محافظة غزة ومدينة غزة إلى اللجوء إلى تناول أعلاف الحيوانات بعد نفاد مخزون القمح والدقيق.
ومنذ بدء حربها المدمرة على القطاع منذ نحو 5 أشهر، قطع الاحتلال إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعا إنسانية كارثية.
وتفرض إسرائيل حصارا خانقا على مدينة غزة وشمال القطاع، وتمنع وصول أي مساعدات غذائية إلى سكان هذه المناطق، ما أدى لنفاد كل ما يملكونه من طعام ومياه صالحة للشرب.
ودخلت المساعدات الإنسانية لمناطق شمال غزة، لأول مرة، خلال الهدنة الإنسانية التي بدأت في 24 نوفمبر الماضي، واستمرت لمدة أسبوع.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الأطفال الفلسطينيون البطاطس الفاسدة الحصار الإسرائيلي شمال قطاع غزة فی شمال
إقرأ أيضاً:
بين القصف والبرد.. مأساة أطفال غزة لا تنتهي
في عالمنا الذي يعج بالتكنولوجيا والرفاهية، يعيش أطفال غزة واقعًا مختلفًا تمامًا.. واقعًا مليئًا بالصعاب والمعاناة، حيث تطحنهم الحياة القاسية وتسرق منهم براءة الطفولة.
بينما يرقص العالم على أنغام الاحتفالات بقدوم عام جديد بين الأضواء وأصوات الألعاب النارية، يعيش أطفال غزة في ظلام دامس يصرخون من الألم والبرد، يواجهون قسوة الحرب والشتاء القارس، مطالبين العالم أن ينظر إليهم.
وبين أنقاض منازلهم المدمرة وبقايا ذكرياتهم المحطمة، يتشبث أطفال غزة بحلم خافت في غدٍ أفضل، في ظل واقع قاسٍ يسرق منهم طفولتهم ويحمل كاهلهم أعباء تفوق قدرتهم.
الاحتلال يقصف خياما تؤوي نازحينالمشهد يتكرر بعد كل غارة يشنها الاحتلال على قطاع غزة، ولا سيما عندما يستهدف النازحين. قصف الاحتلال خياما تؤوي نازحين في القطاع أسفر عن شهداء ومصابين في موقع اعتقد النازحون إليه أنه بمنأى عن الاستهداف.
منظر المجازر يتجدد في سجل حافل من المذابح التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تستهدف نيرانه أشكال الحياة كافة.
أينما تجد أحياء يتنفسون وأبرياء يحاولون العيش في واقع أقل ما يوصف بأنه مأساوي في غزة، تجد فوهات مدافع الاحتلال وبنادقه وهي تحصد الأرواح حتى ولو صغار لجأوا إلى خيام واهية لا تصمد أمام أدراج الرياح.
واليوم، لقي 7 رضع حتفهم في قطاع غزة جراء البرد القارس الذي ضرب المنطقة خلال الأيام الماضية، وتسببت موجة الصقيع الشديدة في انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد وفيات الأطفال بين النازحين؛ بسبب موجات البرد القارس والصقيع، ليصل العدد إلى سبع حالات خلال أسبوع واحد.
غزة تحت وطأة البرد.. وفاة 7 رضع خلال أسبوع واحد جراء الموجة الباردةمحلل سياسي: تصريحات ترامب المتناقضة حول غزة تثير القلق
وهناك أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و21 يومًا، إضافة إلى وفاة ممرض في خيمته بمواصي خان يونس، وفق وسائل الإعلام الفلسطينية.
وسبق أن حذرت الأمم المتحدة من المخاطر التي يشكلها البرد على حياة الأطفال، في وقت يعاني فيه النازحون من ظروف مأساوية داخل الخيام المتهالكة التي لا توفر الحماية الكافية، كما تتوقع الأرصاد الجوية استمرار الصقيع والأمطار الغزيرة، وهو ما يزيد من معاناتهم.
وكرر المكتب الإعلامي في غزة دعوته إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى التدخل الفوري للضغط على الاحتلال لوقف جرائم الإبادة الجماعية، كما طالب بتوفير مساعدات أساسية تشمل المأوى والغذاء والدواء لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم من برد الشتاء القارس.