أوقاف الفيوم تعقد ندوات دعوية بعنوان "التوبة النصوح"
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
عقدت أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة عدد من الندوات بعنوان "التوبة النصوح" وذلك بعدد من المساجد الكبرى بادارات الأوقاف الفرعية.
يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف الفيوم العلمي والدعوي والتثقيفي، وضمن جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير والتصدي للفكر المنحرف وتوعية الشباب.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي مدير مديرية أوقاف الفيوم، وعدد من مديري إدارات الأوقاف الفرعية، ونخبة من الأئمة والقراء والعلماء المميزين، وذلك في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية الأوقاف، وضمن خطة العمل خلال شهر شعبان المبارك.
العلماء: التوبة التامة تكون بالاقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة اليهوخلال هذه اللقاءات أكد العلماء بأن التوبة التامة تكون بالإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه ورد المظالم والحقوق إلى أصحابها، يقولون: التوبة التامة هي التي تقوم على ترك السيئات وفعل الحسنات، حيث يقول سبحانه: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ"، أما التوبة النصوح فهي التي تصل بالقلب إلى بغض المعصية، ويقولون: لمن ترك الذنوب والمعاصي والسيئات خشية العقاب صاحب توبة، ولمن تركها بغية الأجر والثواب صاحب إنابة، ولمن تركها حياء من الله (عز وجل) واستجابة لأمره سبحانه وتعالى صاحب أوبة، يقول الحق سبحانه: "فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا"، ويقول في حق سيدنا أيوب (عليه السلام): "نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ".
ولفت العلماء الأنظار إلى أنه ليس شرطًا أن يكون الاستغفار من ذنب، فأنت إذا صليت وشعرت أنك لم تؤدِّ الصلاة كما ينبغي، قلت استغفر الله، فقد يكون الاستغفار عن نقص الكمال، فأنت تستغفر الله لأنك تستشعر أنك ما عبدت الله حق عبادته، فأنت تستغفر عن تقصيرك في جنب الله، وفي هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً".
وأشاروا إلى أنه إذا لزم العبد الاستغفار لحقته بشرى نبينا (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول: "مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"، ويقول الحق سبحانه: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"، ويقول سبحانه: "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ"، ويقول سبحانه: "لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".
وأوضح العلماء أن الاستغفار المنشود الحقيقي هو الذي يكون باللسان والقلب والجوارح في آن واحد، فمن كان يؤذي الناس بيده أو بلسانه فلا يكفي أن يقول (أستغفر الله العظيم) وهو لا يزال يؤذي الناس، بل يستسمحهم فيما كان منه من أذى في حقهم، والإنسان الذي لا يواظب على الصلاة في أوقاتها فلا يكفي أن يقول (أستغفر الله) وهو لا يزال مقصرًا في الصلاة، وكذا الذي يقول (أستغفر الله) وهو لا يخرج زكاة ماله، فاستغفاره الحقيقي يكون بإخراج زكاة المال، والذي يأكل الحرام غشًا أو استغلالًا أو حرامًا لا يكفي أن يقول (أستغفر الله) وهو لا يزال يغش ويستغل ويحتكر، فالاستغفار الحقيقي إقلاع عن الذنب، وطلب المغفرة لما مضى، والندم على ما كان، وعزم على عدم العود، ورد المظالم إلى أصحابها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أوقاف التوبة التوبة النصوح الفيوم الأوقاف بوابة الوفد جريدة الوفد أستغفر الله وهو لا
إقرأ أيضاً:
هل الصدقة تُقبل من شخص لا يُصلي؟.. وهل تجزء عن الصلاة الفائتة مع التوبة
يتساءل كثير من الناس عن مصير صدقاتهم وصيامهم رغم تركهم للصلاة، وهل يمكن أن تُغني تلك الأعمال الصالحة عن أداء الفريضة؟.
والجواب كما يقول الفقهاء أن الصلاة والصيام من أركان الإسلام الأساسية، ولا يُمكن لأي عمل آخر أن يعوّض عن تركهما، فالصلاة هي عماد الدين، من أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين.
والصلاة هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد باقي عمله، وبالتالي لا تنفع الصدقة ولا يغني الصيام عن ترك الصلاة، لأن الأركان لا يُعوضها شيء من السنن أو التطوعات.
أما أصحاب الأعذار فحُكمهم مختلف، لكن من يتكاسل عن الصلاة أو الصيام دون عذر شرعي، سواء لأنه لم يعتد عليهما أو لانشغاله، فإن تبرعاته وأعمال الخير لا تُغني عن أداء الفريضة.
أما من يترك الصلاة أو الصيام جحدًا وإنكارًا لفريضتهما، فإنه يكون قد خرج من الملة، ومهما قدَّم من صدقات أو أعمال خير، فإنها لا تنفعه، كما جاء في سؤال السيدة عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الجاهلية الذين كانوا يفعلون الخير دون إيمان، فأنزل الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}.
فالقاعدة واضحة: لا تُقبل الصدقة بلا صلاة، ولا يُغني التبرع عن أداء الزكاة، ولا تقوم السنن مقام الفرائض. الصلاة الفائتة يجب قضاؤها، ولا تُعفى بصدقة أو نافلة.