الجفاف في «رئة الأرض» مرشح للاستمرار
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةفي خضم موجة جفاف تجتاح منطقة الأمازون بشمال البرازيل منذ نحو عام، تتصاعد التحذيرات، من إمكانية تواصل الأزمة لفترة تفوق ما هو متوقع، بما يفاقم المخاطر المُحدقة بتلك المنطقة، التي تشكل نحو 60% من بقعةٍ تضم غابات مطيرة تحمل الاسم نفسه، وتُعرف عالمياً بـ «رئة الأرض».
فهذه الموجة الناجمة عن تغير المناخ وما نتج عنه من تبعات تشمل ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة وتراجعاً حاداً لمعدل هطول الأمطار، تشكل تهديداً جسيماً لغابات الأمازون التي تمتد على مساحة ملايين الكيلومترات المربعة في قارة أميركا الجنوبية، وتضطلع بدور حيوي في حماية كوكبنا، بفعل قدرتها على امتصاص جانب لا يُستهان به، من الغازات المُسببة للاحتباس الحراري.
ويحذر العلماء من أن الجفاف الذي يضرب «الأمازون البرازيلية»، مرشح للاستمرار لفترة أطول، في ظل توقعات بأن يتواصل الانخفاض الحالي في معدلات هطول الأمطار حتى شهر أبريل المقبل على الأقل. وتشير دراسات علمية إلى أن تلك الموجة، أفقدت المنطقة خلال عام 2023 وحده، ما يُقدر بـ 3.33 مليون هكتار من المياه السطحية، وذلك في أماكن لا تبعد سوى 50 كيلومتراً تقريباً، من مناطق حضرية وقرى تقطنها تجمعات من السكان الأصليين في البرازيل.
وشدد الخبير في مجال الاستشعار عن بُعد في معهد «الأمازون للبيئة والسكان» كارلوس سوزا، على ضرورة مراقبة التحولات التي تطرأ على ما يُعرف بـ«البيئات المائية»، التي قال إنها تتأثر بموجات الجفاف قبل غيرها، مشيراً إلى أن النظم البيئية من هذا النوع، يمكن أن تدق ناقوس الخطر، قبل وصول تدهور غابات الأمازون إلى نقطة اللاعودة، بما ينذر بتحولها إلى منطقة تكسوها أعشاب السافانا.
وقد تبلغ غابات الأمازون هذه المرحلة، إذا فقدت ما بين 20% إلى 25% من مساحتها الأصلية، وهو ما يقول العلماء إنه بات يمثل «فرضية معقولة وقابلة للحدوث»، مع أزمة الجفاف الحالية، التي كان من بين عوامل تفاقم حدتها؛ ظاهرة التذبذب الجنوبي أو «النينيو»، بما يصاحبها من ارتفاع حاد في درجات الحرارة.
ويقول خبراء المناخ، إن تلك الظاهرة التي تحدث بشكل دوري كل بضعة أعوام، بدأت في هذه المرة مبكراً عن الموعد الذي كان متوقعا لها. فبعدما كانت تقديرات العلماء تشير إلى أنه لن يتسنى رصدها قبل حلول يناير من العام الجاري، بدا واضحاً أنها بدأت في سبتمبر 2023، وهو ما يُعزى بشكل كبير، كما قالوا في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمجلة «إيوس» المعنية بالشؤون العلمية، إلى ارتفاع درجة حرارة المياه في المحيط الأطلسي، على نحو غير معتاد على مدار الشهور الماضية.
ويؤكد الخبراء، أن الانتهاء المتوقع لظاهرة «النينيو» بحلول أبريل، لا يعني أن معدلات هطول الأمطار على غابات الأمازون ستعود إلى طبيعتها في الشهر التالي لذلك مباشرة، مشيرين إلى أن التغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة تستغرق وقتاً، وتبدأ عادة في المحيطات، قبل أن تمتد إلى اليابسة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجفاف البرازيل الغابات المناخ الأمطار غابات الأمازون إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل ألغت تونس ذبح الأضحية بسبب الجفاف؟ .. ديوان الإفتاء يجيب
سرايا - نفت تونس، الثلاثاء، ما يروج من أنباء بخصوص إلغاء ذبح الأضحية في عيد الأضحى لهذا العام، فيما قال ديوان الإفتاء التونسي، في بيان، إنّ: "الديوان ينفي كل ما يروج من أخبار بخصوص إلغاء شعيرة الأضحية".
ولفت ديوان الافتاء إلى منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عام 2023، بكون: "ذبح الأضحية شعيرة وسنّة مؤكّدة".
وشدد الديوان، في ذلك المنشور، على أنّ: "الأضحية شعيرة من شعائر الله لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمُ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ﴾ (الحج الآية 32)، وأن تقديم الأضحية لله والتقرّب بها إليه من أعظم العبادات وأجلّ الطاعات".
وأضاف آنذاك، أنّ: "الأضحية سنّة مؤكدة داوم على فعلها الرّسول صلّى الله عليه وسلم، ويقوم بها المسلم على قدر الاستطاعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلّانَا".
وفي السياق نفسه، قال مفتي تونس، الشيخ هشام بن محمود، "جوابا عن السؤال الذي طرحته الغرفة الوطنية للقصابين والمتعلق بإمكانية إلغاء عيد الأضحى للمحافظة على الثروة الحيوانية ولارتفاع أسعار الأضاحي، فإنه يجب التذكير بأنّ الأضحية هي شعيرة من شعائر الله لقوله تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمُ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ)".
وأضاف بن محمود، في فتوى على الصفحة الرسمية لديوان الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إنّ تقديم الأضحية لله والتقرّب بها إليه من أعظم العبادات وأجلّ الطاعات. والأضحية هي سنّة مؤكدة داوم على فعلها الرّسول (ص)، ويقوم بها المسلم على قدر الاستطاعة. لقول النبي محمد: “من وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلّانَا”. وقد ذهب الإمامان مالك والشافعي على أنّها من السّنن المؤكدة".
تجدر الإشارة إلى أنه منذ أيام، رجّت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، بجُملة منشورات وتغريدات، مُتسارعة، تشير إلى إلغاء ذبح الأضحية هذا العام. وذلك عقب دعوة ملك المغرب محمد السادس، مواطنيه، في شباط/ فبراير الماضي، إلى التخلّي عن إقامة شعيرة ذبح أضحية العيد هذا العام، إثر التراجع الكبير في أعداد المواشي بسبب جفاف حادّ تشهده المملكة.
من جهتها، أعلنت الرئاسة الجزائرية، الأحد الماضي، أن البلاد تعتزم استيراد ما قد يصل إلى مليون رأس ماشية، وذلك تحسبا لعيد الأضحى المبارك، في ظل ما تعيشه من موجة الجفاف الراهنة.
إلى ذلك، تعيش عدّة دول في شمال إفريقيا، بينها تونس والمغرب والجزائر، على إيقاع موجة جفاف غير مسبوقة، قد أدّت إلى إلحاق أضرار جمّة، مسّت الثروة الحيوانية، ما تسبب في المُقابل بارتفاع كبير في أسعار اللحوم الحمراء.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 440
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 11-03-2025 08:11 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...