الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية تطلق «بودكاست جاهز»
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
دبي (وام)
أخبار ذات صلةأطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، «بودكاست جاهز»، المدونة الصوتية الخاصة بمبادرة «جاهز» لمستقبل المواهب الحكومية، إحدى مبادرات «الهيئة» الاستراتيجية، وأحد المشاريع التحولية التي تسهم في تطوير الموظفين والاستثمار بقدراتهم، وتعزيز جاهزية المواهب الحكومية بمهارات المستقبل.
واعتبرت مريم الزرعوني مدير إدارة تخطيط الموارد البشرية الحكومية في الهيئة، «بودكاست جاهز» إضافة نوعية، وقناة معرفية جديدة تضاف إلى المنصة، لتمكين الموظفين من الاستماع إلى محتوى المنصة التعليمي، على شكل ملفات صوتية.
وأكدت أن فكرة المشروع تقوم على إطلاق سلسلة حلقات بودكاست، ضمن المنصة، وتحويل المحتوى التعليمي المطروح عبرها إلى ملفات صوتية، بدءاً بجلسات «الماستر كلاس» التي تم عقدها في وقت سابق ضمن مبادرة جاهز، وإتاحتها عبر المنصة الرقمية، بحيث يتسنى لموظفي الحكومة المستفيدين الاستماع إليها في أي وقت ومن أي مكان.
وأوضحت أن المشروع يهدف إلى تنويع وسائل تقديم المحتوى الخاص بمنصة «جاهز»، ليناسب جميع المستخدمين وتفضيلاتهم، وتمكينهم من الاستماع إلى جلسات معرفية يقدمها خبراء ومتحدثون عالميون، في موضوعات مختلفة، تركز على مهارات المستقبل، مثل (التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي التوليدي، و«الميتافيرس»، وتعلم الآلة، والتغير المناخي، والريادة في التحول الرقمي الحكومي، والتصميم من أجل المستقبل، والحوسبة السحابية، والتفكير الحاسوبي لتصميم عمليات أفضل، و«الويب 3.0»، وذاكرة بلا حدود للتعلم بشكل أسرع).
وفي المرحلة الأولى من المشروع، تم إتاحة ثلاث حلقات بودكاست عبر منصة «جاهز»، الأولى حول الأمن السيبراني، يتحدث فيها الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني في حكومة الإمارات العربية المتحدة، والثانية عن الريادة في التحول الرقمي، ويتحدث فيها سييم سيكوت، الرئيس التنفيذي السابق لتكنولوجيا المعلومات في حكومة إستونيا، أما الثالثة فهي عن «الميتافيرس» وتستضيف مارك كاريل مدير عام أول والمدير الدولي للابتكار التكنولوجي في Accenture، ولوسي كوبر، رئيسة ابتكار العملاء عبر أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ واليابان في Microsoft.
وفي المرحلة المقبلة، سيتم توفير بقية جلسات «الماستر كلاس» بصيغة بودكاست صوتي، والعمل مع شركاء مبادرة «جاهز» على استضافة خبراء مميزين، لإعداد حلقات بودكاست جديدة، ضمن المهارات المستهدفة في جاهز ومنها (المهارات الرقمية، ومهارات X10، ومهارات الاقتصاد الجديد، ومهارات البيانات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مهارات تستهدف بعض التخصصات المهنية الاستراتيجية).
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بودكاست
إقرأ أيضاً:
السعودية تخلع معطفها القديم
في عالم السياسة، لا شيء يحدث مصادفة، وحين يتغير خطاب بحجم الإعلام السعودي الرسمي، فذلك لا يعد مجرد تعديل في النشرة، بل انقلاب في البوصلة، منذ شهور وأنا أتابع هذا التحول الغريب، جميل في بعضه، مربك في توقيته، ومذهل في إيقاعه المتصاعد، القناة السعودية الأولى، التي اعتادت لعقود أن تتجنب الاقتراب من حدود السياسة الإقليمية المشتعلة، باتت تتكلم كما لو أن داخلها قناة عربية ثائرة أطلق سراحها
في قلب شاشة الإخبارية الرسمية، تقرير عن هتلر العصر نتنياهو بلغة حادة، ويدك الكيان الصهيوني بلغة كانت محظورة في الإعلام الخليجي لعقود، باستثناء الإعلام القطري، واللافت أن هذا الخطاب لا يظهر عرضا، بل هو مستمر منذ أسابيع في هذه القناة تحديدا، التي تعبر بشكل مباشر عن التوجه الرسمي
وفي الوقت ذاته، كانت القناة تبث مقابلات مع معتمرين سودانيين من قلب الحرم المكي، يدعون للبرهان بالنصر، ويشاركهم الدعاء الصحفي السعودي ذاته، المشهد لا يحتمل التأويل، الرسالة واضحة، السعودية اختارت طرفا في الصراع، دون مواربة، ولا لغة رمادية، كما أن وزير الخارجية السوداني قال أن المملكة أبلغتهم أنها ستتكفل بكل احتياجات السودان لمدة ستة أشهر ،،
حتى المعرفات السعودية ذات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين بارزين، لم تعد تغرد خارج السياق الجديد، تحول خطابها بشكل لافت ليواكب التوجه الرسمي، تبنت نبرة دعم واضحة للجيش السوداني، وقبلها انفتاحا كبيرا تجاه السلطة السورية، هذا التحول في المزاج الرقمي يعكس أن التغيير لم يعد مقتصرا على القنوات الرسمية، بل أصبح يشمل الوعي العام الموجه أيضا
منذ متى تفعل السعودية ذلك، منذ متى يتحدث إعلامها بلهجة الجزيرة، دون أن تكون الجزيرة، هناك شيء يتغير، لا في الشاشة فقط، بل في القصر
منذ عام 2011، وأنا أتابع الإعلام السعودي حين أنشأت أول صفحة لي على تويتر،، كما عملت مراسلا لصحيفة الاقتصادية لعام ونصف من صنعاء ، كان الإعلام السعودي أقرب إلى متحف رسميات، لا يعادي ولا يناصر، كان حياديا إلى درجة البرود..
اليوم، لم يعد كذلك
الخطاب تغير
اللهجة تغيرت
كما أن تجربتي المهنية في مجال رصد وتحليل المحتوى، والتي امتدت لست سنوات، تجعلني أقرأ هذا التحول في الخطاب السعودي بدقة، ما يحدث في المنصات الرقمية، خصوصا عبر المعرفات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين وإعلاميين مؤثرين، ليس مجرد تفاعل لحظي، بل هو تحول موجه ومتدرج في المزاج العام، يعكس انسجاما مع التوجه الرسمي الجديد
هذا التغير لم يأت ارتجالا، بل يظهر بوضوح أن هناك إعادة تموضع شاملة في الخطاب، تتجاوز الإعلام الرسمي لتصل إلى وعي الجمهور عبر أدواته اليومية..
قبل أيام، ظهر عيدروس الزبيدي في خطاب تهديدي فج تجاه قبائل حضرموت، خطاب لم يأت من فراغ، بل من أزمة ثقة تتعمق بين مشروعه والمكون القبلي في الشرق، بعدها بأيام فقط، يظهر وزير الدفاع السعودي في لقاء مباشر مع رئيس حلف قبائل حضرموت
الرسالة لا تحتاج إلى محلل استراتيجي
في الملف السوري، الخطاب السعودي أقرب إلى نبض الشعب، منه إلى الخط الرسمي للدولة، أحيانا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين خطاب قناة الجزيرة حين تتحدث عن القضايا الكبرى..
من كان يتوقع أن تتحدث القنوات السعودية بهذا الوضوح عن الغارات والاحتلالات والحق الفلسطيني، بهذا القدر من الحزم والصفاء، ما نراه ليس تغييرا في اللهجة فقط، بل تفكيك كامل للخطاب القديم
قد يقول البعض إن التغير نتيجة ظروف إقليمية بعد السابع من أكتوبر، وآخرون يرونه استجابة لحاجة واستدارة داخلية وخارجية واسعة، لكن مع ذلك، السعودية تغيرت.
من يراقب المشهد بعين أوسع سيدرك أن ما يحدث في الإعلام ليس سوى انعكاس لتحول جذري أعمق في السياسة السعودية مع صعود محمد بن سلمان، فقد نسجت المملكة خلال السنوات الأخيرة علاقة استراتيجية متنامية مع الصين، متجاوزة بذلك النمطية التقليدية التي حصرت توجهاتها لعقود في النفوذ الأمريكي، وكأن واشنطن كانت الخيار الإجباري الوحيد، هذا الانفتاح نحو الشرق أجبر واشنطن على إعادة النظر في تعاملها مع الرياض، بعدما تخلت الأخيرة عن موقع التابع واختارت أن تتصرف كقوة مستقلة وفاعلة في توازنات الإقليم والعالم، وكان اختيار السعودية كمقر للحوار الروسي الأمريكي دليلا واضحا على هذا التحول