التطبيقات الطبية اختراق جديد في تكنولوجيا الصحة الرقمية
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
انطلق تحالف العلاجات الرقمية (Digital Therapeutics Alliance) يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017 من مدينة أرلينغتون بولاية فرجينيا الأميركية بوصفه رابطة تجارية غير ربحية تضم قادة الصناعة وأصحاب المصلحة.
ومن أهداف هذه الرابطة العمل على توعية الجمهور والمهنيين الصحيين وصانعي السياسات بأهمية العلاجات الرقمية، وكسب اعترافهم بها، ودعم البحث والتطوير في مجال العلاجات الرقمية لضمان تقديم حلول فعالة وآمنة للمرضى.
وتستهدف الرابطة أيضا تعزيز الشراكات والتعاون بين الأعضاء لتحسين جودة العلاجات الرقمية وتوفرها، وإنشاء وتطبيق معايير وإرشادات لضمان جودة وفعالية هذه العلاجات، وكذلك العمل على دمج العلاجات الرقمية بشكل فعال ضمن النظم الصحية السائدة في مختلف بلدان العالم.
دور إدارة الغذاء والدواء الأميركيةوافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 2017 على استخدام أول تطبيق رقمي للهاتف الذكي على الإطلاق هو تطبيق "ريسيت" (reSET) باعتباره فعالاً في معالجة الإدمان والاضطرابات الناجمة عن استهلاك المخدرات والكحول والمنشطات. وحتى أواخر عام 2023 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أكثر من 40 علاجا رقميا منها:
لعبة الفيديو "إنديفور آر إكس" (EndeavorRx) التي طورتها شركة "أكيلي" (Akili) والتي بات بالإمكان اعتمادها كوصفة طبية لعلاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. تطبيق "بلوستار" الرقمي (BlueStar) الذي طورته شركة "ولدوك" (WellDoc) لإدارة مرض السكري من النوع الثاني، ويوفر ويساعد على الحفاظ على العادات الصحية. تطبيق "كايا هيلث" (Kaia Health) الذي يقدم عدة طرق ملائمة لتخفيف آلام الظهر بتوفيره مجموعة تمارين للظهر والبطن والساقين وتقنيات للاسترخاء، كوسيلة لتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة.وتعد ألمانيا في طليعة البلدان الأوروبية التي تبنت الرعاية الصحية الرقمية. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أقر البرلمان الألماني تشريع نظام الرعاية الصحية الرقمية، وصادق على استخدام التطبيقات الطبية الرقمية في العلاج.
ويحتفظ المعهد الفدرالي الألماني للأدوية والأجهزة الطبية بسجل خاص بالتطبيقات الصحية الرقمية التي تمت الموافقة عليها، حيث يستطيع الأطباء والمعالجون النفسيون إدراجها ضمن الوصفات الطبية، ويمكن لشركات التأمين تغطيتها، ومن الأمثلة على هذه التطبيقات:
كالميدا (Kalmeda)، وهو تطبيق رقمي يقدم المساعدة العلاجية للمستخدمين الذين يعانون من الطنين في آذانهم. فيليبرا (Velibra)، وهو تطبيق رقمي لعلاج اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب الهلع ورهاب الخلاء واضطراب القلق الاجتماعي، باستخدام طرق العلاج السلوكي المعرفي.يشار إلى العلاجات الرقمية (Digital Therapeutics) اختصارا بالحروف الثلاثة "دي تي إكس" (DTx)، وهي علاجات قائمة على تطبيقات برمجية حاسوبية تم التحقق من صحتها سريريا، ولها موافقات من السلطات الصحية التنظيمية المحلية تماما مثل الأدوية.
ويتم الوصول إلى هذه التطبيقات الرقمية من خلال الهواتف الذكية أو الأجهزة الذكية الأخرى، ويتم وصفها من قبل أخصائي مرخص بمزاولة المهنة.
ويجب التنويه إلى أن العلاجات الرقمية تختلف جوهريا عن التطبيب عن بعد "تيليميديسن" (Telemedicine)، فاستخدامها لا يتطلب سوى إنزال التطبيق العلاجي من متجر "أبل ستور" (Apple Store) أو "غوغل بلاي" (Google Play) أو منصات أخرى مشابهة.
سوق العلاجات الرقميةقدرت شركة "ماركت آند ماركت" (MarketsandMarkets) سوق العلاجات الرقمية العالمي من حيث الإيرادات بنحو 6.1 مليارات دولار عام 2023، وتوقعت أن يصل إلى 21.9 مليار دولار بحلول عام 2028.
وترجع الشركة هذا النمو المرتفع إلى توفر تطبيقات رقمية تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة والاضطرابات الطبية وإدارتها وعلاج بعضها، مما أدى إلى زيادة الاستثمارات في هذا المجال.
ويقسم سوق العلاجات الرقمية إلى أجهزة وبرامج وخدمات، حيث تحظى البرامج والخدمات بالحصة الكبرى.
وتضم العلاجات الرقمية تطبيقات ترتبط بأمراض السكري والسمنة والقلب والأوعية الدموية، والجهاز العصبي المركزي، والجهاز التنفسي، والإقلاع عن التدخين، واضطرابات الجهاز الهضمي، والاكتئاب والقلق إلخ.
وتشير الدراسات إلى أن هذه العلاجات أثبتت فعاليتها في دعم الرعاية الوقائية والتشخيص والعلاج والإدارة وتحسين الحالات الصحية المرتبطة بالأمراض المشار إليها.
مستقبل العلاجات الرقميةويبدو مستقبل تطبيقات الصحة الرقمية واعدا، إذ تصبح أكثر تكاملا مع إدارة الرعاية الصحية يوما بعد يوم. ويتوقع أن يؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والطب الشخصي إلى تصميم تطبيقات أكثر تطورا، مفصلة لاحتياجات كل شخص على حدة.
ومع تزايد التركيز على الرعاية الصحية الوقائية، ستصبح التطبيقات، التي تراقب صحة الإنسان وتشجعه على اتخاذ خيارات صحية لنمط حياته، ذات أهمية متزايدة. ومع استمرار تحسن أمن البيانات والخصوصية، ستزداد ثقة المستخدم بها، وبالتالي سيتسارع اعتمادها.
التحديات التي تواجه البلدان العربيةعلى الرغم من أن بعض البلدان العربية كالإمارات والسعودية وقطر أظهرت اهتماما ملموسا بالتطبيقات الصحية الرقمية، فإن انتشار هذه التطبيقات لا يزال يواجه تحديات في معظم البلدان العربية، تتمثل في غياب التشريعات والقوانين الناظمة لها، وضعف الوعي والثقافة بأهميتها، وكذلك ضعف تكاملها مع الأنظمة الصحية القائمة وخصوصا نظم التأمين الصحي. كما أن ضعف البنية التحتية للإنترنت في البلدان العربية الفقيرة يعد عقبة أساسية أيضا.
وتجدر الإشارة إلى أهمية توفر قاعدة بيانات بالتطبيقات الصحية الرقمية التي تمت الموافقة عليها من قبل السلطات المعنية في كل بلد، مما يسمح بإدراجها ضمن الوصفات الطبية وتغطيتها من قبل شركات التأمين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البلدان العربیة الرعایة الصحیة الصحیة الرقمیة تطبیق رقمی بما فی ذلک وهو تطبیق من خلال
إقرأ أيضاً:
مصر تستعد لإدخال أحدث تقنيات البايو تكنولوجي في مجال الرعاية الصحية
أكد رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل الدكتور أحمد السبكي، أن تكنولوجيا تصنيع الألبومين البشري ومشتقات الدم باستخدام التكنولوجيا الحيوية تمثل مستقبلًا واعدًا في مجال الطب والعلاج، مشيرًا إلى أن الهيئة تسعى بالتعاون مع الجانب الصيني لنقل هذه التكنولوجيا المتطورة إلى مصر، بما يعزز من قدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال الحيوي والاستراتيجي.
جاء ذلك خلال قيام الدكتور أحمد السبكي، بزيارة ميدانية لأكبر مصنع في العالم لإنتاج الألبومين البشري المخلق (المؤتلف Recombinant) ومشتقات الدم باستخدام تقنيات التكنولوجيا الحيوية "البايو تكنولوجي"، وذلك على هامش مشاركته بفعاليات النسخة الـ91 من المعرض الدولي الصيني للأجهزة والمستلزمات الطبية (CMEF).
وخلال الزيارة، السبكي، مع شيانج ووي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "آن رات" الصينية، حيث استعرض الطرفان فرص التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات التصنيع الحيوي وتوطين التكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف رئيس الهيئة أن مجالات التعاون مع مجموعة "آن رات" الصينية تشمل توطين تكنولوجيا التصنيع الحيوي في مصر، إلى جانب تدريب وتأهيل الكوادر الطبية والفنية وتبادل الخبرات في هذا المجال الاستراتيجي، مما يسهم في بناء منظومة صحية مستدامة تعتمد على الابتكار والمعرفة.
ولفت الدكتور السبكي إلى، أن الهيئة تدرس حاليًا توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب الصيني، تمهيدًا لتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وفتح آفاق جديدة لريادة مصر إقليميًا وإفريقيًا في مجال التكنولوجيا الحيوية.
وأضاف السبكي: "سنعمل مع الجهات والهيئات المعنية في مصر على دراسة مدى الاستفادة من المستحضرات الحيوية المخلقة (المؤتلف Recombinant)، بعد استيفاء كافة الشروط والأبحاث العلمية والإكلينيكية المطلوبة، لضمان جودتها ومأمونيتها طبقًا للقواعد والأعراف العلمية في مصر والعالم، وذلك بالتنسيق الكامل مع هيئة الدواء المصرية.
ومن جانبه .. أعرب شيانج ووي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "آن رات" الصينية، عن تطلعه للعمل المشترك مع الجانب المصري لنقل وتوطين صناعة الألبومين المخلق (المؤتلف Recombinant)، ومشتقات الدم، مؤكدًا حرصهم على نقل علوم وتقنيات التكنولوجيا الحيوية إلى الخبراء والمتخصصين من الهيئة العامة للرعاية الصحية، بما ينعكس إيجابًا على تطوير هذا القطاع الحيوي في مصر.
وفي السياق ذاته، أضاف الرئيس التنفيذي لمجموعة "آن رات" الصينية: "ما لمسناه من وضوح في الرؤية المصرية لتطوير قطاع الرعاية الصحية، يعكس إرادة حقيقية للتقدم، ويعزز ثقتهم في قدرة مصر ليس فقط على توطين الصناعات الحيوية، بل أيضًا على التعاون الفعّال في مجالات البحث والتطوير العلمي المشترك".
تُجدر الإشارة إلى أن زيارة الدكتور أحمد السبكي إلى الصين تأتي ضمن برنامج متكامل يشمل لقاءات وجولات ميدانية، ومشاركات دولية تهدف إلى الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في المجالات الطبية والدوائية، وتعزيز مكانة الهيئة العامة للرعاية الصحية كمؤسسة رائدة في تبني النماذج الصحية المتطورة، والتكامل مع التجارب العالمية الناجحة في تحسين جودة الحياة الصحية للمواطن المصري.
ويعد معرض CMEF منصة عالمية مرموقة تضم أحدث ما توصلت إليه الابتكارات والتقنيات الطبية الحديثة، وحضور زائرين من أكثر من 150 دولة حول العالم، لعرض وتبادل أحدث الحلول والاتجاهات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والجراحة الروبوتية، والتشخيص المعملي، والرعاية الصحية الرقمية، والتقنيات الداعمة للبنية التحتية الصحية.