نماذج ملهمة.. "هانم الصعيدية" تقود الميكروباص وتدهس العادات البالية
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
تحدت التقاليد والعادات وبروح المثابرة نزلت لمواجهة معارك الحياة متحدية كل العادات الروتينية ومصممة على النجاح، وأن تشق لها ولأسرتها طريقا في الحياة رغم كل الصعاب ونسيت أنها امرأة ونفضت عن نفسها ثوب المرأة البسيطة ربة المنزل التي ينحصر دورها فحسب في البيت لترتدي ثوب الكفاح والتضحية من أجل أسرتها عازمة أن تكون أب وأم في نفس الوقت، وفي سبيل ذلك قادت معارك الحياة بعدما طفح الكيل بها لتقود قطار الأسرة نحو بر الأمان.
الست هانم من سيدات قنا مركز نجع حمادي، ربة منزل تبلغ من العمر 60 سنة، أرملة تروي لـ"البوابة نيوز" قصتها مع قيادة الميكروباص قائلة: بدأت رحلتي مع قيادة الميكروباص بعدما طفح بي الكيل وأرخى ظلام وقسوة الحياة بسدولها عليّ ولم أجد ملاذا؛ فقد كنت ربة منزل كل دوري في الحياة هو أن أطهي الطعام وأشارك أطفالي كل ما يطلبونه موفرة لهم كل سبل الراحة والأمان لهم معتمدة في ذلك على الله ثم زوجي ثم دوري الذي حاولت جاهدة أن أنفذه على الوجه الصحيح؛ وإذ بي فجأة أجد نفسي في مفترق الطرق وغير قادرة على توفير مطالب أسرتي، فضلا عن زوجي المريض والذي أُصيب بمرض خطير.
واستكملت: كان عليّ أن أعمل حتى أوفر مطالب المنزل وأسرتي وأن أوفر مصاريف علاج زوجي فبحثت عن عمل ولكني لم أجد، حتى قررت أن أبيع السيارة التي كان زوجي يمتلكها وبالفعل قمت ببيعها وبدأت بمشروع شراء محل ملابس وقمت ببيع الملابس الرياضية ولكن ذلك لم ينقذني من غول مصاريف البيت التي لم تنته وأثناء ذلك فوجئت بالكارثة الكبرى وهي وفاة زوجي والتي على إثرها تراكمت الديون عليّ وأصبحت في ظروف قاسية أعاني من المصاريف الضاغطة وفي نفس الوقت هناك ديون على زوجي يجب أن أسددها، وطفح بي الكيل حتى راودتني فكرة أن أبيع المحل واشتري ميكروباص وأكمل ثمنه عن طريق أن أحصل على قرض من البنك، واقترضت المبلغ الباقي من البنك بضمان الميكروباص والبيت كما أضفت إليه ثمن محل الملابس الذي أقلعت فيه عن بيع الملابس الرياضية.
وتابعت: قدت الميكروباص إذ كان لديّ خبرة من قبل بجنون السواقة وعلى إثر ذلك قمت بقيادة الميكروباص رغم أنه كان يمكن أن أستعين بأحد الأشخاص ليقود الميكروباص ولكني رفضت للحفاظ على مالي ومال أولادي وعنها قمت بالقيادة، وواجهتني صعوبات كثيرة وصعبة للغاية وأكثرها صعوبة أنني سيدة تقود ميكروباص بمقارنتي مع الرجال الذين يقودون الميكروباصات، وقد تجلت صعوبة ذلك في كوني سيدة بين وسط جميعة رجال؛ إذ أنني كنت بين الرفض والقبول فهناك من قبلني وأيدني وأثنى عليّ لظروفي القاسية، وهناك من رفضني لكوني امرأة ضعيفة غير قادرة على العمل في تلك المهنة وما بين القبول والرفض تأقلمت مع الوقت مع المهنة.
وأوضحت: ومع التأقلم تجاوزت رفض البعض لي وموافقة الكثير على موقفي وظروفي ساعدوني وكانوا يحملون لي الركاب في الموقف ومع الوقت أصبحت مثلي مثلهم، وتمثلت الصعوبة الثانية في موقف الركاب فمنهم من يضحك ويكمل مع الطريق ومنهم من يندهش للركوب معي ومنهم من يرفض الركوب معي لأني امرأة ومنهم من يتعاطف معي ومنهم من ينظر إليّ بسخرية ويركب ولا يدفع لي ثمن الأجرة، ولن أنسى أحدهم حينما سخر مني قائلا "موديل جديد هه"، وما بين نظرات الدهشة والإعجاب والسخرية أكملت طريقي وتأقلمت مع الركاب وكانوا يجتمعون للركوب معي لدرجة أن هناك من كان يطلبني بالاسم للسفر أو للذهاب للمستشفى، أما الصعوبة الثالثة فتجلت في كوني سيدة؛ إذ أنني أحيانا كنت أبات في الطريق داخل الميكروباص وذلك لصعوبة السفر أثناء الليل ولكني تجاوزت ذلك بثقتي بالله والتزامي بأن يكون معي من الأسلحة ما يحميني ورغم هذه الصعوبات أكملت طريقي لمدة عشر سنوات بدأتها من أسوان حتى مع الوقت تحول مساري لنجع حمادي، وكنت أعمل من السادسة صباحا بعد صلاة الفجر حتى الثانية صباحا من نفس اليوم وأحيانا يوم كامل إذا كان هناك سفر.
وعن أغرب المواقف التي تعرضت لها تقول: رفض مجموعة من السائقين أن أحصل على دوري في تحميل الركاب لدرجة أنهم أنزلوا كل الركاب ولكني بالعقل استطعت أن أظبط موقفي معهم، فضلا عن مساندة بعض سائقي الميكروباص لي، وفي أحد الأيام امتنع رجل كبير في السن تماما عن دفع الأجرة لأني سيدة، ولكني صممت أن أذهب إلى بيته وقررت أخد أولاده حتى يدفع الأجرة ودفع لي الأجرة بعدما هددته؛ إذ خيرته بين دفع الأجرة أو الذهاب إلى قسم الشرطة، ولكنه أعطاني الأجرة لأنه كان على سفر، وعن أحلامها تقول: لدي أولاد منهم من يدرس بالجامعة في أحد كليات القمة؛ حيث منهم من هو بكلية الطب والأخر بكلية الهندسة وأحلم بأن يكملوا دراستهم ليصبح منهم الطبيب والمهندس، فضلا عن ابنتي التي أجهز لها، وأنصح كل من أعاقته الظروف بألا يستسلم وعليه أن يكافح ولا ينظر لجنسه ويحقق النجاح لأن الحياة تستمر وتسير ولا تتوقف عند صعوبة أحد، وليكن مع الله مؤمن به متوكلا عليه وأخيرا إذا وجد أن العادات أو التقاليد ستكسره عليه ألا يخضع لها؛ بل عليه أن يأخذها كأساس يبني عليه حياته، فقد تتغير العادات والتقاليد ولذلك يجب عليك أن تتغير لما هو في صالحك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ميكروباص ومنهم من
إقرأ أيضاً:
خريجات جامعة الإمارات يستعرضن قصص نجاح ملهمة بمهرجان العين للكتاب
العين (وام)
أخبار ذات صلة حفل «كورال العرب».. مسك ختام مهرجان العين للكتاب العين يستعد للأهلي بذكريات «نسخة 2016»شهد مهرجان العين للكتاب 2024، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية عرض قصص نجاح مجموعة من خريجات جامعة الإمارات العربية المتحدة اللاتي استطعن تحقيق نجاحات لافتة في ميادين العمل والإبداع وذلك ندوة عقدت لهذا الغرض.وأكدت الدكتورة منى الساحلي، عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية وآدابها، خلال الندوة أهمية دور جامعة الإمارات في تأهيل الأجيال بالمهارات اللازمة لتحقيق الريادة في مختلف المجالات، مشيدة بجهودها في دعم الطالبات، وتمكينهن ليصبحن رائدات في المجتمع.
وسلّطت الساحلي الضوء على كلّ من الدكتورة فاطمة البريكي، الناقدة والأستاذة الجامعية المتخصصة في علم النقد والبلاغة، وعلياء الكتبي، المديرة التنفيذية لشركة «إنتوي»، المتخصصة في إلهام الأفراد لاكتساب مهارات استثنائية في التداول والتحليل في أسواق المال. بدورها تطرقت البريكي إلى الأثر الإيجابي لجامعة الإمارات، ودورها في دعم مسيرتها العلمية والعملية، مشيدة بالبيئة الأكاديمية والثقافية التي وفرتها الجامعة وساعدتها في تحقيق العديد من النجاحات.
وتحدّثت عن أبرز إنجازاتها في مجال الكتابة والتأليف والتحديات التي واجهتها، وأكدت أن الثقة بالنفس والاجتهاد هما السبيل لتحقيق التميز، وحثت الشباب على تجاوز العقبات ومواصلة السعي لتحقيق أهدافهم.
من جهتها، استعرضت الكتبي في رسالة مرئية مسجلة رحلتها المهنية، ودور جامعة الإمارات في صياغة مسارها والصعوبات التي واجهتها خلال سعيها لتحقيق طموحاتها.. مشيرة إلى أهمية المثابرة في التغلب عليها، وقدمت نصيحة للطالبات، داعية إياهن إلى استغلال الفرص التعليمية التي توفرها الجامعة لبناء مستقبل زاهر ومليء بالإنجازات.
وأشادت المشاركات في ختام الندوة بالدور المحوري الذي يلعبه مركز أبوظبي للغة العربية في تعزيز الحوار الثقافي والاجتماعي من خلال تنظيم ندوات ملهمة تسلط الضوء على نماذج النجاح الإماراتية.