لجريدة عمان:
2024-12-28@06:35:07 GMT

حرب الجوع من أجل الحضارة!!

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

حرب الجوع من أجل الحضارة!!

في بداية الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة كرر رئيس وزراء «دولة» الاحتلال أن الحرب التي تخوضها «إسرائيل» إنما هي «حرب من أجل الحضارة»، وحرب من أجل «النور» في مقابل «الظلام»، وكرر بعض الساسة الغرب في أمريكا وأوروبا في البدايات الأولى للحرب هذه المصطلحات كثيرا حتى إن العالم تذكر سياقات الغزو الأمريكي والبريطاني على العراق في عام 2003 الذي كان «تحت ذريعة الحضارة»، أيضا، وفق ما كان يكرر الرئيس الأمريكي بوش الابن ووفق ما كتب لاحقا الصحفي البريطاني روبرت فيسك في كتابه «الحرب العظمى من أجل الحضارة: غزو الشرق الأوسط» والتي ذكر في سياقها عدة حروب من بينها الحرب على فلسطين عبر التاريخ.

وفي الحقيقة فإن كل الحروب الاستعمارية كانت تتخذ «الحضارة»، و«الديمقراطية»، و«التنوير»، و«الوصاية» ذريعة لها تسوّغ بها موقفها أمام شعوبها، وإلا فإن الشعوب المستعمَرة تعرف بشكل دقيق أهداف المستعمِر مهما تفنن في بناء المصطلحات البراقة.

ولأن الحرب على غزة أحدث الذرائع التي تغنى بها الاحتلال الإسرائيلي حينما أكد مرارا وتكرارا أنها «حرب من أجل الحضارة»، ومن أجل «النور» في مواجهة «الظلام»، وإنهاء «البربرية» فإن أقوى سؤال يمكن أن يوجه للاحتلال الإسرائيلي في هذه اللحظة يتعلق بالسياق الذي يمكن للعالم أجمع -الذي يراقب ما يحدث في غزة- أن يقرأ فيه «حرب التجويع» الذي يستخدمه الاحتلال ضد الفلسطينيين! وفي أي مسار من مسارات «الحضارة» يمكن أن نفهم «الجوع» الذي يفتك بالأطفال الذين تُغتال براءتهم من أجل عيون «الحضارة»؟ هل هذا المسار الحضاري هو مسار السلام؟! أو هو مسار التقارب بين الحضارات؟! أو نوع جديد من أنواع «النور الحضاري» الذي تريد إسرائيل أن يشع في الشرق ويطفئ دياجي الظلام وفلوله!!

تقول إسرائيل إن المدنيين «يسقطون» قتلى على هامش الصراع الحقيقي مع حركة حماس.. وهذا السقوط لو أقنع بعض الغرب في بداية الحرب كيف يمكن أن يقنع عاقلا في هذه اللحظة التي تجاوز فيها عدد «القتلى» خلال هذه الحرب الـ30 ألف شهيد، وكيف يقتنع الغرب، المختطف ذهنيا بسطوة السرديات الإسرائيلية، عملية تجويع أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في حصار خانق جدا، دون طعام أو شراب أو دواء، وفوق ذلك يتزاحمون فوق جثث الشهداء المتآكلة! ويصل الطغيان بالاحتلال إلى أن يستدرج الناس عبر تمرير شاحنة مساعدات حتى إذا ما تجمع الآلاف حول «الطحين» وتدافعوا تقصفهم من كل مكان وترتكب أبشع مجزرة في تاريخ الحروب بعيدا عن أدنى مبدأ من مبادئ الإنسانية.. فعن أي «حضارة» تتحدث إسرائيل، وعن أي فهم لمسارات الدفاع عن النفس يتحدث الغرب!

إن كان ثمة سقوط في هذه الحرب القذرة التي يشنها الاحتلال بدعم غرب فهو السقوط الأخلاقي، والسقوط الحضاري الذي كشف حقيقة «الاحتلال» و«الساسة الغرب» أمام شعوبهم وأمام التاريخ الذي لن يرحمهم مهما ابتدعوا مصطلحات وخدعوا بها السذج والبسطاء من شعوبهم وبعض ضعاف الوعي من العرب مع الأسف الشديد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لماذا يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي النساء والأطفال في الحرب على غزة؟

قالت الإعلامية فيروز مكي، إنه منذ اندلاع حرب غزة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر لعام 2023، كانت النساء والأطفال هم الهدف الأول لآلة القتل الإسرائيلية، والتي مارست حربًا ممنهجة لقتل أكبر عدد ممكن منهم، لتتواصل المعاناة الإنسانية لنساء وأطفال غزة على مدار ما يقرب من 15 شهرًا.

وأضافت مكي، خلال تقديمها برنامج «مطروح للنقاش»، على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أنها أيام قليلة وتكمل حرب غزة 15 شهرًا منذ اندلاع الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع، لافتة إلى أن الهدف من ضرب النساء والأطفال هو أن يضرب الاحتلال المجتمع الفلسطيني ضربة قاسمة في تكوينه الذي تتشكل نواته من الأطفال وتقوم المرأة على رعايتهم.

وتابعت: «وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة والهيئات المختصة في الأمم المتحدة، استشهدت أكثر من 12 ألف امرأة خلال العام الجاري، وهو رقم يلامس ثلث عدد حالات الوفاة في غزة منذ اندلاع الحرب، الأمر الذي يبرهن مخططات قوات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة لاستهداف نساء غزة، وأشارت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان لها، إلى أن هذا الاستنتاج يشير إلى انتهاك ممنهج لمبادئ القانون الإنساني الدولي».

مقالات مشابهة

  • «الجوع والحرب» عقوبتان علي ثورة الشعب؟!
  • تحليل: كيف يمكن للتضليل الإعلامي الذي يمارسه الكرملين أن يخفي سبب تحطم الطائرة الأذربيجانية؟
  • محمد بن راشد: العمارة العربية أثرت الحضارة الإنسانية بتصاميم فريدة
  • جيش الاحتلال انسحب من البلدات التي دخلها في ريف درعا
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • شتاء ثانٍ تحت الحصار الإسرائيلي.. الجوع والبرد يفاقمان أزمة فلسطين مع استمرار الحرب
  • لماذا يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي النساء والأطفال في الحرب على غزة؟
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • تامنصورت المدينة النموذجية التي أبعدوها عن الحضارة بسبب التهميش المتعمد من شركة العمران بجهة مراكش