لجريدة عمان:
2024-11-27@06:18:12 GMT

حرب الجوع من أجل الحضارة!!

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

حرب الجوع من أجل الحضارة!!

في بداية الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة كرر رئيس وزراء «دولة» الاحتلال أن الحرب التي تخوضها «إسرائيل» إنما هي «حرب من أجل الحضارة»، وحرب من أجل «النور» في مقابل «الظلام»، وكرر بعض الساسة الغرب في أمريكا وأوروبا في البدايات الأولى للحرب هذه المصطلحات كثيرا حتى إن العالم تذكر سياقات الغزو الأمريكي والبريطاني على العراق في عام 2003 الذي كان «تحت ذريعة الحضارة»، أيضا، وفق ما كان يكرر الرئيس الأمريكي بوش الابن ووفق ما كتب لاحقا الصحفي البريطاني روبرت فيسك في كتابه «الحرب العظمى من أجل الحضارة: غزو الشرق الأوسط» والتي ذكر في سياقها عدة حروب من بينها الحرب على فلسطين عبر التاريخ.

وفي الحقيقة فإن كل الحروب الاستعمارية كانت تتخذ «الحضارة»، و«الديمقراطية»، و«التنوير»، و«الوصاية» ذريعة لها تسوّغ بها موقفها أمام شعوبها، وإلا فإن الشعوب المستعمَرة تعرف بشكل دقيق أهداف المستعمِر مهما تفنن في بناء المصطلحات البراقة.

ولأن الحرب على غزة أحدث الذرائع التي تغنى بها الاحتلال الإسرائيلي حينما أكد مرارا وتكرارا أنها «حرب من أجل الحضارة»، ومن أجل «النور» في مواجهة «الظلام»، وإنهاء «البربرية» فإن أقوى سؤال يمكن أن يوجه للاحتلال الإسرائيلي في هذه اللحظة يتعلق بالسياق الذي يمكن للعالم أجمع -الذي يراقب ما يحدث في غزة- أن يقرأ فيه «حرب التجويع» الذي يستخدمه الاحتلال ضد الفلسطينيين! وفي أي مسار من مسارات «الحضارة» يمكن أن نفهم «الجوع» الذي يفتك بالأطفال الذين تُغتال براءتهم من أجل عيون «الحضارة»؟ هل هذا المسار الحضاري هو مسار السلام؟! أو هو مسار التقارب بين الحضارات؟! أو نوع جديد من أنواع «النور الحضاري» الذي تريد إسرائيل أن يشع في الشرق ويطفئ دياجي الظلام وفلوله!!

تقول إسرائيل إن المدنيين «يسقطون» قتلى على هامش الصراع الحقيقي مع حركة حماس.. وهذا السقوط لو أقنع بعض الغرب في بداية الحرب كيف يمكن أن يقنع عاقلا في هذه اللحظة التي تجاوز فيها عدد «القتلى» خلال هذه الحرب الـ30 ألف شهيد، وكيف يقتنع الغرب، المختطف ذهنيا بسطوة السرديات الإسرائيلية، عملية تجويع أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في حصار خانق جدا، دون طعام أو شراب أو دواء، وفوق ذلك يتزاحمون فوق جثث الشهداء المتآكلة! ويصل الطغيان بالاحتلال إلى أن يستدرج الناس عبر تمرير شاحنة مساعدات حتى إذا ما تجمع الآلاف حول «الطحين» وتدافعوا تقصفهم من كل مكان وترتكب أبشع مجزرة في تاريخ الحروب بعيدا عن أدنى مبدأ من مبادئ الإنسانية.. فعن أي «حضارة» تتحدث إسرائيل، وعن أي فهم لمسارات الدفاع عن النفس يتحدث الغرب!

إن كان ثمة سقوط في هذه الحرب القذرة التي يشنها الاحتلال بدعم غرب فهو السقوط الأخلاقي، والسقوط الحضاري الذي كشف حقيقة «الاحتلال» و«الساسة الغرب» أمام شعوبهم وأمام التاريخ الذي لن يرحمهم مهما ابتدعوا مصطلحات وخدعوا بها السذج والبسطاء من شعوبهم وبعض ضعاف الوعي من العرب مع الأسف الشديد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من خطورة الأوضاع بالقطاع بسبب الجوع والأمطار

غزة - صفا حذر رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا، من خطورة الأوضاع بسبب الجوع والأمطار. وطالب الشوا، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العدوان وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية، وإنقاذ حياة النازحين خاصة الأطفال وكبار السن. وحذر من غرق المزيد من الخيام مع تعمق المنخفضات الجوية خلال فصل الشتاء. وأشار إلى أن العديد من النازحين عادوا إلى ما تبقّى من أنقاض منازلهم، بسبب غرق خيامهم. وأوضح الشوا أن الاحتلال يتعمد خلق الفوضى بين النازحين في القطاع عبر استخدام عصابات منظمة خارجة على القانون تسرق المساعدات الغذائية. من جانبه، قال مدير الإغاثة الطبية في جنوب قطاع غزة بسام زقوت إن الاوضاع الإنسانية تزداد كارثية. وأوضح أن الجوع والبرد آفتان تقتلان المواطنين في القطاع في هذه المرحلة. وأشار إلى مناشدات من عشرات العائلات النازحة خلال ساعات الليل لإيوائها بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيامها وباتت بلا مأوى. وحذر من ظاهرة خطيرة بدأت تتصاعد وتتمثل بقيام مجموعات منظمة في القطاع بالسيطرة على المساعدات التي تدخل إلى غزة في إطار فوضى عارمة تعمد الاحتلال إحداثها ضمن حرب الإبادة المستمرة.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من خطورة الأوضاع بالقطاع بسبب الجوع والأمطار
  • تحذيرات من خطورة الأوضاع في القطاع بسبب الجوع والأمطار
  • الولايات المتحدة: حددنا الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها بصواريخ أتاكمز
  • "أونروا": إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6 % من حاجة السكان
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • "الأونروا": إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • شتاء قاسٍ وحرب مستمرة.. معاناة الفلسطينيين بين الجوع والقصف
  • كم من الأرواح البريئة كان يمكن إنقاذها لو وافق الجيش على حضور مباحثات جنيف؟