فضيحة "جلهوم الإخوان" في "حاويات التهريب البحري"
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
بعد فشله في الحصول على الجنسية الثانية أو الإقامة المؤقتة، واحتجازه المتكرر في زنازين دولة الملاذ اﻵمن، لجأ الإرهابي الهارب أحمد جلهوم إلى أصدقاء الأمس في عصابات التهريب وأعجبته فكرة الهروب إلى أي دولة أوروبية داخل "حاوية بضائع"، وقيل له: "الموضوع بسيط يا جَلهومتي.. تنام مع كام واحد في حاوية واسعة كبيرة، وكلها كام ساعة تَعب لحد ما يرفعوا الحاوية إلى سطح السفينة، وسوف يصل إليكم من يفتح الباب وتعيشوا كام يوم في رحلة بحرية مُمتعة، وقبل الوصول إلى الشاطئ تختفوا تاني لحد ما تخرج الحاويات من الميناء.
في الرابع من أكتوبر 2023، بدأت رحلة الهروب الثالثة، وسلَّم الإرهابي أحمد جلهوم نفسه لمن تعهدوا بإخفائه مع آخرين داخل حاوية التهريب وصدَّق كل ما يُقال من أساطير عن مهارات المُهربين أصحاب الخبرات العريقة، واتصالاتهم العابرة للقارات التي تفتح أبواب الموانئ على مصراعيها أمام حاويات تهريب "كل شيء وأي شيء.. بشر.. أسلحة ومتفجرات.. طائرات مسيرة.. مخدرات.. إلخ إلخ"، ولا تقف أمامهم أي عراقيل!!
وفي الثاني عشر من يناير 2024، كتب أحمد جلهوم رسالةً باكيةً عبر "الفيسبوك" تكشف بعضًا من كواليس رحلة التهريب القاتلة، وقال: "متخيلتش يوم أني أحبس نفسي بيدي في صندوق بشع فولاذي متين وأرمي نفسي في التهلكة وسط البحر والمحيط.. قبل الرحلة كنت عارف هنعدي بصعوبات وأزمات ولكن لم أتخيل أنها تصل الي الموت البطيء، كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية وكل نفس تتنفسه عذاب وموت". وأضاف: "خمسة وعشرون يومًا متواصلين مستخبي في كونتر شحن في مساحة تحشر فيها جسمك بالعافية.. وبعد أربعة وعشرين ساعة من وجودي داخل الصندوق تعرضنا لأزمة تنفس ونقص أكسجين حاد كادت بسببها تنخلع ضلوعي وصدري وعظامي وكنت أصارع الموت كل ثانية".
حاول "جلهوم" ورفاقه التعرف على موقع الحاوية بعد اطمئنانهم لخروج السفينة من الميناء فاكتشفوا أنهم في القاع الغاطس بين الأمواج المتلاطمة، وهذا المكان يتم إغلاقه تمامًا، ولا يوجد بصيص أمل للخروج منه إلا بعد وصول السفينة إلى بر الأمان، وكان عليهم أن يتعايشوا على التمر والماء ويتقبلوا روائح مخلفات البول وفضلات البراز والقيء المتكرر، وحاصرتهم أصوات ارتطام الحاويات وكأنها قاذفات صواريخ تضرب أركان السفينة.
بعد ساعات طويلة من الخوف والرعب والاقتراب من الموت، قرر جلهوم ورفاقه تسليم أنفسهم لطاقم السفينة وبدأوا في الطرق على جدران الحاوية وحاولوا الخروج من الحاوية بأي طريقة، فلم تتجاوز أصواتهم قاع السفينة المُغلق بإحكام، وتكررت محاولاتهم اليائسة عندما اقتربت السفينة من إحدى المدن والتقط هاتف أحدهم شبكة اتصالات فاستخدم خدمة التجوال في إرسال استغاثة طوارئ إلى شرطة المدينة التي وصلت إليهم بصعوبة قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.
الإرهابي الهارب أحمد جلهوم
وفي الرابع والعشرين من فبراير 2024، كتب "جلهوم" رسالة تشير إلى انتقاله إلى "كامب" في مدينة "أكسفورد" البريطانية، وعندما سأله أصدقاؤه عن مكانه الجديد، قال: "أنا في إنجلترا"، وكشف عن انتقال عدد آخر من الهاربين في "حاويات البضائع" على دفعات متتالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنهم دخلوا "حاويات التهريب"، وكانوا لا يعرفون وجهتهم، "وكل واحد ونصيبه"، بعضهم سلم نفسه في أقرب مدينة هربًا من الموت لأن حاويتهم كانت في القاع، وآخرون واصلوا رحلتهم إلى المحطة الأخيرة في خط سير الشحنات التجارية.
ولم يتردد "جلهوم" في الحديث بكل صراحة عن "تجار الدين اللي تولوا أمر الجماعة وباعوا الجنسيات بآلاف الدولارات"، وأكد أنه يُحذر الشباب من المصير المجهول الذي ينتظر المئات من المغضوب عليهم المشردين في شوارع دولة "الملاذ اﻵمن" بلا أي أوراق ثبوتية بعد انتهاء جوازات سفرهم المصرية وامتناع جماعة "الإخوان" وكيانات المعارضة المزعومة عن تقديم أي مساعدة لكثيرين طلبوا الحماية من ملاحقات الشرطة ومخاطر الترحيل.
كان الإرهابي أحمد محمد علي إبراهيم جلهوم من أهم القيادات الشبابية الإخوانية في اتحاد طلاب جامعة قناة السويس بالإسماعيلية في العام 2012، ثم تصدر الصفوف القيادية في الخلايا العنقودية المسلحة بعد انتهاء عام حكم "الإخوان" اليتيم، وكان يتفاخر في منشوراته عبر "الفيسبوك" بالاشتراك فيما يُسمى "التأسيس الإخواني الجديد" وما تفرع عنه من "خلايا نوعية مسلحة"، وأقر بارتكابه بعضًا من الجرائم الواردة في حيثيات الحكم عليه بالسجن المؤبد في القضية رقم 250 لسنة 2016 جنايات ع كلي الإسماعيلية، وكان يعيش آمنًا مستقرًا في محطة الهروب الأولى، إلى أن تبدلت الأحوال وتم تهريبه إلى محطة الهروب الثانية، وجعلوه شريكًا في إدارة إحدى الشركات السياحية بدولة الملاذ الثاني، ولكن تعرضت مراسلاته للاختراق عدة مرات وتكررت أخطاؤه التي ألحقت أضرارًا كبيرة بأعضاء الجماعة وأصبح مصدر تهديد لكل من يقدم له يد المساعدة!!
وأخيرًا وليس آخرًا، يعلم "جلهوم" علم اليقين أن حديثه عبر "الفيسبوك" عن "تهريب الإرهابيين في حاويات البضائع" إلى دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، يفتح أبواب جهنم على أجنحة التنظيم الإخواني المصري وحلفائهم في دول الملاذ الآمن، ولكنه قرر الانتقام من الجميع بعد أن توهم أنه وصل إلى بر الأمان في الملاذ الجديد.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
محمد الباز: كتاب «شهادات البابا تواضروس» جزءا مهما من الذاكرة الوطنية
قال الكاتب الصحفي محمد الباز، إنّ كتابه «شهادة البابا تواضروس.. الدولة والكنيسة والإرهاب»، جاء ردا على روايات الإخوان المُفبركة التي نشرتها عبر منصاتها المختلفة، موضحا أنّ أول الأسماء التي رغبت في توثيق شهادتها كان البابا تواضروس، الذي رحب بفكرة الإدلاء بالشهادة وتوثيقها.
ثورة 30 يونيو هي ثورة المصريينوأضاف الباز خلال ندوة لمناقشة كتابه في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أنّ ثورة 30 يونيو هي ثورة المصريين جميعا، وأنّه حصل على تفاصيل كثيرة وجديدة داخل الكتاب من البابا تواضروس حول الفترة العصيبة التي عاشاتها مصر أثناء تولي جماعة الإخوان الحكم إلى ما بعد إزاحتهم عقب ثورة 30 يونيو.
الإخوان ليسوا أهل ثقةوأكمل أنّ الإخوان ليسوا أهل ثقة، وفشلوا في طمأنة الأقباط خلال فترة تولي حكمهم بفضل سوابقهم السيئة في حرق الكنائس والتعدي على الأقباط ومضايقتهم في أماكن متعددة من الجمهورية.
وأوضح أنّ أهمية الكتاب تكمن في كونه جزءا من الذاكرة الوطنية ومرجع مهما لتوثيق فترة عصيبة وصعبة من تاريخ مصر، رصدت جرائم وفظائع الإخوان التي لا تنسى، لافتا إلى أنّ الكتاب لستعرض تفاصيل حياة البابا تواضروس منذ نشأته حتى توليه كرسي البابوية.