الرئيس الموريتاني: فرص كبيرة لتعزيز التعاون مع قطر في قطاع الغاز والطاقات المتجددة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أكد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، أن هناك فرصا كبيرة لتعزيز التعاون بين دولة قطر وموريتانيا في قطاع الغاز والطاقات المتجددة.
وأعرب الرئيس الموريتاني، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ على هامش أعمال القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز المنعقد بالجزائر، عن أمله في تعزيز العلاقات بين دولة قطر وبلاده في مختلف المجالات، لا سيما في قطاع الطاقة.
وأشار إلى وجود شراكة بين قطر للطاقة والشركة الموريتانية للمحروقات في مجال الاستكشاف، مضيفا أن قطر للطاقة كانت متواجدة على مستوى /المقطع س 10/ من الحوض الساحلي في موريتانيا في شراكة مع شركة شل والشركة الموريتانية للمحروقات، وقام التجمع في شهر سبتمبر الماضي بحفر بئر /بانا كوتا/ الاستكشافي، ونظرا لعدم اكتشاف محروقات بالبئر قرر التجمع التخلي عن المقطع، إلا أن الفرص المتاحة للتعاون كبيرة في مجالات الغاز والطاقات المتجددة، وسنواصل مع دولة قطر دراسة تلك الفرص.
وفيما يتعلق بأهداف منتدى الدول المصدرة للغاز، قال فخامته إن المنتدى الذي تمتلك دوله مجتمعة 72 بالمئة من إجمالي احتياطي الغاز في العالم، يهدف إلى الترويج للغاز كوقود أساسي وجزء من حل إشكالية التحول في الطاقة، مع التأكيد على حق الدول المنتجة في ممارسة سيادتها في استغلال مواردها، مشيرا إلى أن المنتدى سعى منذ تأسيسه عام 2001 إلى خلق إطار فعال لمناقشة واتخاذ قرارات استراتيجية تضمن للدول الأعضاء حقها السيادي في استغلال موارد الغاز والإسهام في تمكين الغاز من لعب دوره المحوري في قطاع الطاقة العالمي بوصفه وقودا قليل الانبعاثات الكربونية.
وأشار فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني، إلى أن التوصيات المتكررة والمواقف المعلنة للمنتدى في مختلف المحافل الدولية مكنت من إيصال صوت الدول الأعضاء والاعتراف الدولي بضرورة الاستفادة من المميزات الإيجابية للغاز في ظل تحدي التحول في الطاقة.
وحول موعد انضمام موريتانيا إلى منتدى الدول المصدرة للغاز بشكل دائم، قال فخامته: “انضمت موريتانيا إلى المنتدى كعضو مراقب في شهر أكتوبر من العام الماضي، وهي خطوة اتخذناها في ظل التحضير لبدء التصدير الفعلي للغاز المسال من حقل /السلحفاة احميم الكبير/ مع نهاية العام الجاري، ونحن نعتمد في سياساتنا المرتبطة بالغاز على استراتيجية للطاقة مندمجة تهدف إلى منح بلادنا موقعا معتبرا على خارطة الدول المنتجة والمصدرة للطاقات والمعادن منخفضة الكربون”.
وأضاف أن رؤية بلاده في مرحلتها الأولى تهدف إلى استغلال الموارد الغازية من أجل إنتاج طاقة منخفضة الكربون وذات موثوقية تضمن الولوج الشامل إلى الطاقة لكافة المواطنين والإسهام في تسريع وتيرة النمو.
وشدد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، على أهمية الدور المحوري الذي يجب أن يلعبه الغاز في تحقيق التحول في الطاقة بشكل تدريجي ومنظم وعادل، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل في إطار المنتدى على تحقيق هذه الرؤية المشتركة سواء كعضو مراقب أو حينما تكتمل الشروط لانتقالها إلى عضوية دائمة.
وردا على سؤال حول أبرز التحديات التي تواجهها صناعة الغاز في العالم، أكد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية أن تسارع وتيرة التحول في مجال الطاقة والإدراك المتزايد لمشاكل تغيرات المناخ أثرا بشكل جذري على صناعة الغاز في العالم بصورة عامة وعلى عمليات الاستكشاف بصورة خاصة، حيث فرضت هذه العوامل على الدول اعتماد نماذج جديدة.
وأضاف فخامة الرئيس الموريتاني، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن معوقات الوصول إلى تمويل معقول التكلفة تبقى من أهم التحديات التي تواجه بعض الدول المنتجة للغاز، حيث تحد من جاذبية وتنافسية الاستثمار في مجال الغاز.
وأشار إلى أن الموارد الموجهة حاليا لتطوير الطاقات النظيفة لن تسمح بإنتاج القدر الكافي من الطاقة لسد الطلب العالمي المتنامي، مشيرا إلى أن الحاجة ستظل كبيرة لاستثمارات ضخمة في مجال الغاز، لسد النقص المتزايد مع زيادة النمو العالمي. وقال: نحن في موريتانيا نعمل على تذليل هذه الصعاب لتسريع استغلال مواردنا الغازية ودمج قطاع الطاقة في الاقتصاد الوطني.
وفيما يتعلق بإمدادات الطاقة وأمنها والمتغيرات التي تؤثر بشكل كبير على صناعة الغاز والإجراءات التي يمكن اتخاذها لمواجهة تحديات صناعة الغاز، قال فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني إن تقلبات السوق العالمية للطاقة والتوترات في مناطق إنتاج الطاقة تشكل خطرا كبيرا على أمن الطاقة في مختلف البلدان، حيث تتأثر سلاسل الإمداد وترتفع التكلفة، مشيرا إلى أن التعاون الإقليمي والعالمي يعتبر أساسيا للتقليل من تأثير العوامل الخارجية ولإيجاد حلول مستديمة لتأمين سلاسل الإمداد.
وأضاف فخامته، في حواره مع /قنا/: نعمل من خلال المنظمات الدولية والشركاء الاقتصاديين على خلق أطر مستديمة لمعالجة هذه التحديات عن طريق شراكات استراتيجية في مجالات إنتاج وتصدير الطاقة منخفضة الكربون.
وحول أبرز المشاريع التي تعمل عليها موريتانيا لتعزيز مكانتها في صناعة الغاز، قال فخامة الرئيس الموريتاني: بالإضافة إلى الموارد الغازية التي تقارب 50 ترليون قدم مكعبة من الغاز قليل الكربون وذي الجودة العالية على مستوى حقلي /السلحفاة/ و/بيرالله/، فإن موريتانيا تتمتع بموارد معتبرة من الطاقات المتجددة كالطاقة الهوائية والإشعاع الشمسي الذي يتراوح بين 2000 إلى 2300 كيلووات ساعة للمتر المربع سنويا، ويمثل قرب بلادنا من الأسواق الدولية عاملا مساعدا على توريد الطاقة لأوروبا.
وأضاف: علاوة على هذا فإن مجال الهيدروجين الأخضر يعتبر بالنسبة لنا مجالا واعدا نظرا للإمكانيات المعتبرة التي تتمتع بها بلادنا، فهي من الدول القليلة التي تتمتع بالعديد من المزايا التكاملية في وقت واحد ولديها مقدرات هامة من الطاقة الشمسية والهوائية، كما تتوفر بها المياه والمساحات الشاسعة قليلة الكثافة السكانية، فضلا عن القرب من الأسواق الدولية الكبرى.
وأشار فخامته إلى أن موريتانيا وقعت أربع مذكرات متعلقة بمشاريع الهدروجين الأخضر بقدرة إجمالية تصل إلى 85 جيجاوات، وهناك العديد من الشركات الراغبة في التوقيع، وهو ما يبرهن على ثقة المستثمرين في مناخ الاستثمار في بلاده ونوعية الإمكانات المتميزة التي تتوفر فيها، مؤكدا أن موريتانيا تعمل حاليا على إعداد قانون خاص بالهيدروجين الأخضر سيتم تقديمه إلى البرلمان في دورته المقبلة.
وفي ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، شدد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية على أن بلاده تبذل جهودا كبيرة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية.
وقال فخامته: “القضية الفلسطينية بالنسبة لنا مسألة مظلومية شعب ومقدسات أمة ونصرة الأشقاء هي في وجدان الموريتانيين قضية مقدسة.. أدنا منذ اللحظة الأولى وبالقوة اللازمة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة ممنهجة وجرائم ضد الإنسانية.. كما عملنا ونعمل مع إخواننا في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومع مختلف شركائنا لحمل المجتمع الدولي على الضغط لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والعمل على قيام حل الدولتين على نحو يضمن للشعب الفلسطيني قيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية طبقا لقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية، وسنظل نبذل الجهود في هذا السبيل إحقاقا منا للحق وإدراكا منا بأن هذه المنطقة لن ينعم فيها أحد بأمن أو سلام مستديم إلا بقدر ما ينعم به الآخرون”.
الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الرئیس الموریتانی مشیرا إلى أن صناعة الغاز التحول فی حواره مع فی مختلف الغاز فی فی قطاع فی مجال
إقرأ أيضاً:
“مصدر” تستكمل استحواذها على “تيرنا إنرجي” أكبر شركة للطاقة المتجددة في اليونان
أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” إتمام إجراءات إلغاء إدراج شركة “تيرنا إنرجي” التابعة لها في بورصة أثينا، وذلك بعد استكمال استحواذ “مصدر” الشهر الماضي على 100 بالمائة من أسهم الشركة.
وقام وفد برئاسة معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة “مصدر”، يرافقه محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي للشركة، بجولة في المقر الرئيسي لشركة “تيرنا إنرجي” في أثينا التقى خلالها عددا من الموظفين من مختلف الأقسام.
كما التقى الوفد جورجيوس بريستريس، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة “تيرنا إنرجي” وركز النقاش وهوالأول منذ إتمام عملية الاستحواذ على استراتيجية “مصدر” لتوسيع أعمال الشركة وتسريع نشر مشاريع الطاقة المتجددة في مناطق جنوب شرق ووسط أوروبا.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إنه تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة ببناء وتعزيز الشراكات التي تساهم في نشر حلول الطاقة المتجددة ومشاريع الاستدامة حول العالم، يأتي استحواذ “مصدر” على “تيرنا إنرجي” ويعد خطوة مهمة ضمن استراتيجية النمو والتوسع الدولي، في اليونان وغيرها من الدول الأوروبية، وتشجيع مزيد من الاستثمارات التي تسهم في دعم جهود هذه الدول لتحقيق أهدافها المتعلقة بالطاقة النظيفة ، كما يجسد هذا الاستحواذ التزام دولة الإمارات وشركتها “مصدر” بتوفير إمدادات من الطاقة الموثوقة والمستدامة وبتكلفة مناسبة، والمساهمة الفاعلة في بناء مستقبل أفضل للجميع.
وستسهم هذه الصفقة في تحقيق طموحات “مصدر” برفع القدرة الإجمالية لمحفظة مشاريعها العالمية إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030 وتدعم الخطط الوطنية للطاقة في اليونان،وأهداف الاتحاد الأوروبي للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام2050 .
وتستهدف شركة “تيرنا إنرجي” الوصول إلى قدرة تشغيلية تبلغ 6 جيجاواط بحلول عام 2030، بدعم من استثمارات “مصدر” طويلة الأمد وبالاستفادة من خبرتها العالمية الواسعة.
من جهته، قال محمد جميل الرمحي إن استكمال إلغاء إدراج “تيرنا إنرجي” في بورصة أثينا يعد بداية مرحلة مهمة تتيح لنا الاستفادة بشكل أكبر من الخبرات المتكاملة لفرق العمل في كلتا الشركتين، وتسريع وتيرة تنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة في اليونان ومختلف أنحاء المنطقة، وسيسهم اعتماد “تيرنا إنرجي” منصة رئيسية لـ “مصدر”، في دعم أهدافنا المشتركة في مجال الطاقة المتجددة، ودفع الجهود الرامية لتحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة على مستوى القارة الأوروبية.
من جانبه قال جورجيوس بيريستيريس إن عملية إلغاء إدراج “تيرنا إنرجي” في البورصة اليونانية عقب استحواذ “مصدر”الكامل عليها، يمثل خطوة مهمة نحو تكامل قدرات الشركتين وتشكيل منصة بارزة تسهم في تسريع وتيرة النمو وفق الأهداف المنشودة بتوفير طاقة نظيفة بإنتاج محلي وبتكلفة مناسبة وباعتبارها الآن جزءاً من أسرة “مصدر” العالمية، باتت “تيرنا إنرجي” تمتلك القدرات التي تؤهلها للمضي قدماً في تعزيز ريادتها في قطاع الطاقة المتجددة اليوناني وعموم المنطقة.
وسبق إلغاء إدراج “تيرنا إنرجي” في بورصة أثينا، تحقيق الشركة نجاحاً مهماً خلال الربع الأول من هذا العام، حيث تواصل تطوير عدد من المشاريع البارزة في اليونان وبلغاريا، والتي تشمل محطة “أمفيلوتشيا”، أحد أكبر مشاريع تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ في أوروبا، وأول مشروع تخزين للطاقة الكهرومائية بالضخ لشركة “مصدر” بالمنطقة.
واتخذت الشركة عدداً من القرارات الاستثمارية النهائية لمشروعات جديدة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبطاريات تخزين الطاقة بقدرة إجمالية تبلغ 250 ميجاواط، ومن المخطط أن تدخل هذه المحطات حيز التشغيل خلال العامين المقبلين.
كانت “مصدر” قد استحوذت في نوفمبر الماضي على 70 بالمائة من أسهم شركة “تيرنا إنرجي” التابعة لشركة “جي إي كيه تيرنا” ومساهمين آخرين، في صفقة بلغت قيمتها 12.62 مليار درهم (3.2 مليار يورو)، لتشكل حينها أكبر صفقة على الإطلاق في قطاع الطاقة ضمن بورصة أثينا، وواحدة من الأكبر في سوق الطاقة المتجددة الأوروبي.
وتم الشهر الماضي استكمال عرض الشراء النقدي الإلزامي بالكامل، والذي تم بموجبه الاستحواذ على 30 بالمائة المتبقية من أسهم “تيرنا إنرجي” بسعر 79.4 درهم (20 يورو) للسهم الواحد.وام