أصل الحكاية ( ١٩) الانسحاب من قطاع غزة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
في المقال السابق تخلصت بورسعيد من رأس الأفعى وبقي ذيلها في سيناء. فقد أعلنت إسرائيل عدم خروجها من "غزة " وزعَمَت أنها ضِمن حدودها وعلَّقت انسحابها من "شرم الشيخ" بحرية الملاحة لسفنها بخليج العقبة فأصدرت مصر إنذارا لإسرائيل بأن عدم انسحابها إلى ما وراء خطوط الهُدنة ستكون نتائجه خطيرة.
في جلسة ١٨يناير١٩٥٧ بمجلس الأمن كَشَفَ وزير خارجية مصر فظائع اليهود في غزة و سيناء وتدميرهم للطرق والمنشآت.
طالبت مجموعة الدول الآسيوية الإفريقية (٢٧دولة) بتوقيع العقوبات العسكرية والاقتصادية على إسرائيل بلا رحمة.
وقدمت أمريكا مشروعا من شقين: الأول انسحاب إسرائيل فورا وبلا شروط. والثاني انسحاب إسرائيل إلى ما وراء خطوط الهدنة وعودة العقبة وقطاع غزة إلى العرب وبقاء القوات الدولية على خطوط الهدنة. وتفويض سكرتير الأمم المتحدة "همرشيلد" بتوزيع القوات الدولية على خطوط الهدنة في العقبة. ولكن إسرائيل رفضت مرة أخرى وقال "بن جوريون": إن الانسحاب المطلق يُعَدُ انتحارًا. فأعلن "همرشيلد" فشله في إرغام إسرائيل على تنفيذ قرارات هيئة الأمم وفَوَّض الأمر إلى الأمم المتحدة التي أصبح موقفها حرجا مع وجود قوات الطوارئ في سيناء فما دور هذه القوات إذا لم يكن حماية قرارات الهيئة ومباشرة تنفيذها؟
وفجأة رجعت إسرائيل وأعلنت "جولدا مائير" وزيرة خارجيتها في٤ مارس ١٩٥٧ أن إسرائيل ستنسَحِب إنسحابا كاملا وعاجلا.
وفي٦مارس ١٩٥٧خَرَجت إسرائيل من " غزة" ودَخَلت القوات الدولية "دير البلح" و "خان يونس" ومدينة "غزة".
وفي٧مارس ١٩٥٧ انسحبت إسرائيل من "شرم الشيخ".
وفي ٩ مارس دَخَلت القوات الفنلندية شرم الشيخ ووصلت القوات الإندونيسية إلى شاطئ العقبة، وأعلن "همرشيلد" أن إسرائيل انسحبت نهائيا وأصبح قطاع غزة خاليا من قواتها. وسارت المظاهرات مطالبة بعودة الإدارة المصرية، وفي اليوم نفسه تَمَّ تعيين الحاكم الإداري المصري لقطاع غزة وتقرر قيام الإدارة العربية المصرية بعملها فورا في القطاع.
في ١٤مارس ١٩٥٧استقبل سبعون ألف مواطن الحاكم المصري اللواء محمد حسن عبد اللطيف عند وصوله غزة.
اجتاحَت إسرائيل مَوجَة من الفَزَع، فطالبت بريطانيا بوضع قطاع غزة عسكريا ومدنيا تحت إشراف الأمم المتحدة كمرحلة انتقالية لا تنتهي إلا بتسويةٌ نهائية، وقال "سلوين لويد " وزير الخارجية البريطاني: إن خليج العقبة ممر مائي دولي كما يجب إعادة تخطيط الحدود بين إسرائيل ومصر حتى تصبح لإسرائيل حدود "معقولة" فقطع "جمال عبد الناصر" عليهم الطريق وصَرَّح لصحيفةٍ صِينية بأن أي محاولة من الدول الغربية لتدويل غزة أو خليج العقبة ستؤدي إلى أزمة جديدة.
وفي١٦مارس ١٩٥٧سَلَّمتْ قوات الطوارئ الدولية قطاع غزة لإشراف الإدارة المصرية وانتقلت إلى خطوط الهُدنة واختفت دورياتها من شوارع غزة وبدأ البوليس المحلي مباشرة مهامه.
المقال المقبل هو الأخير في الجزء الأول من أصل الحكاية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نيوزيلندا تصنف الحوثيين «منظمة إرهابية».. خطوة جديدة لردع الهجمات الإرهابية على خطوط الملاحة الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل تصاعد الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وخليج عدن، صنفت حكومة نيوزيلندا الأربعاء ٢٠ نوفمبر، ميليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، لتصبح ثالث دولة تصنف الميليشيا الانقلابية منظمة إرهابية بعد الحكومتين الأمريكية والأسترالية.
وأشار بيان صادر عن الشرطة النيوزيلندية بأن جماعة الحوثي تلبي المعايير القانونية للتصنيف ككيان إرهابي داخل نيوزيلندا بموجب قانون قمع الإرهاب لعام ٢٠٠٢م.
وسرد البيان معلومات حول جماعة الحوثي وعدد من الهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعة ضد السفن المدنية التجارية، وقال بأن ذلك يُلبي تعريف العمل الإرهابي بموجب قانون مكافحة الإرهاب في نيوزيلندا.
وأشار البيان إلى إعلان وزارة الخارجية الأمريكية في ١٧ يناير ٢٠٢٤، تصنيف جماعة الحوثي كمجموعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص، وإعلان المدعي العام الأسترالي في ٢٣ مايو ٢٠٢٤، أدرج الجماعة ككيان إرهابي.
ولفت إلى أن السبب وراء ذلك هو أن الهجمات الحوثية العنيفة في خليج عدن والمنطقة المحيطة بها أدت إلى مقتل مدنيين واحتجاز رهائن وتعطيل حقوق الملاحة والحريات بشكل خطير في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية، وبالتالي تقويض الأمن البحري.
ونقلت وسائل إعلام نيوزيلندية عن رئيس الحكومة النيوزيلندي كريستوفر لوكسون قوله، إن تصنيف الحوثي "منظمة إرهابية" جاء بعد ما قال إنه جمع "أدلة على نشاطها الإرهابي".
وحذرت نيوزيلندا من أي شخص يدعم المنظمتين بشكل ملموس بأنه قد يرتكب جريمة.
وقالت الحكومة "أي منظمة إرهابية بموجب التشريعات النيوزيلندية، يتعين علينا أن يكون لدينا أدلة، ونمر بعدد من الاختبارات، بموجب تشريعاتنا، على أن هذه المنظمة قامت عن علم بنشاط إرهابي".
من جانبها؛ رحبت الحكومة اليمنية بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران "منظمة إرهابية" بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "يعد هذا التصنيف خطوة مهمة لردع أي شخص أو جهة تدعم هذه الميليشيا بشكل مباشر أو غير مباشر من احتمالية ارتكاب جريمة بموجب القوانين الدولية لمكافحة الإرهاب".
ودعا الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، ودول الاتحاد الأوروبي، وكافة دول العالم إلى اتخاذ خطوات مماثلة للشروع في تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية عالمية.
ولفت الإرياني إلى أن هذه الميليشيا لم تكتفِ بالاعتداء على أمن اليمن وشعبه فحسب، بل أصبحت تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين من خلال مهاجمة خطوط الملاحة الدولية، وعرقلة إمدادات الطاقة العالمية، ونشر الفوضى في المنطقة نيابة عن إيران.
وأوضح الإرياني أن الردع الحازم لهذه المليشيا الإرهابية وتجفيف مواردها ومصادر تمويلها يمثل مسئولية دولية قانونية وأخلاقية لضمان استقرار المنطقة وحماية النظام العالمي.
كما ان الإرهاب العابر للحدود يحتاج إلى مواجهة حازمة، والتهاون مع ميليشيا الحوثي لن يؤدي إلا إلى تماديها في جرائمها ضد الإنسانية والقانون الدولي.
وعلى صعيد متصل؛ أشاد عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزُبيدي، بالخطوة التي اتخذتها أستراليا بتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية، نظرا لما تسببت به هذه الميليشيا من تفاقم للأوضاع الإنسانية في البلاد وإضرارها بالاقتصاد العالمي.
وأعرب "الزبيدي" عن أمله في أن يدعم هذا القرار توحيد الموقف الإقليمي والدولي لصياغة استراتيجية صارمة وحازمة تردع هذه الميليشيا الإرهابية.
يذكر أنه في يناير الماضي أعادت وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثيين ككيان إرهابي عالمي مصنف تصنيفًا خاصًا، وذلك في محاولة من جانب واشنطن لوقف الهجمات الحوثية الإرهابية على الشحن الدولي.