طلال أبوغزاله

لا يُنظر إلى فكرة “الممر الآمن” على أنها لفتة للمساعدة الإنسانية أو التسهيلات، بل كآلية لإدامة الظلم ومحو الوجود الفلسطيني من وطنه، وكجزء من جهد منهجي خبيث لتفتيت الأراضي الفلسطينية والسيطرة عليها، بما يزيد من ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم كافة.

إن فكرة أن النزوح والدمار والقتل يمكن اعتبارها مقبولة عندما يتم تغطيتها بلغة الإنسانية والقانون الدولي تتحدى المفاهيم التقليدية للحرب والعدالة وهذا نفاق متأصل في التعاطي مع القضية الفلسطينية، حيث تتلاعب الدول الكبرى بالأطر القانونية والخطاب لتبرير أفعالها، بغض النظر عن التكلفة البشرية.

مقالات ذات صلة أنهلك وفينا الصالحون؟ 2024/03/03

وفي ضوء السياق المقدم، يبدو أن دعوة الرئيس الامريكي جو بايدن لإنشاء ممر آمن قبل أي عملية عسكرية في رفح قد تساعد بالفعل في تسهيل عملية التهجير، وفيه اعتراف ضمني بأن القوة النارية والتدميرية ستكون أقوى مما قامت به قوات الاحتلال في الشمال والوسط،

كذلك فإن تأكيدات الرئيس بايدن لنتنياهو بأن الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل لإسرائيل يظل أولوية متبادلة يؤكد الشراكة المستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى قرارات محكمة العدل الدولية باعتبارها آلية مهمة لمحاسبة الدول على دعمها للأعمال الإسرائيلية، إذ أن أحكام محكمة العدل الدولية أداة حيوية لضمان مساءلة المتورطين في أعمال قد تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان أو الفظائع.

وفي التطورات الأخيرة، حصلت إسرائيل على موافقة مشروطة من كل من الولايات المتحدة على عمليتها العسكرية المخطط لها، وشددت الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، على أهمية فرض قيود على العملية، ودعت إلى وضع حد زمني محدد ونطاق جغرافي محدد بعناية، ويهدف هذا النهج الاستراتيجي إلى منع تكرار الجرائم التي أثارت استنكارا وإدانة دولية.

 ويعكس الموقف الأمريكي حساسية تجاه التداعيات المحتملة للعمليات العسكرية، خاصة في ظل الصور المثيرة للقلق التي يتم تداولها على منصات الإعلام، فهناك قلق واضح داخل الدوائر الأمريكية حول تأثير مثل هذه الصور على الرأي العام، خاصة بعد الأحكام الأخيرة التي أصدرتها المحكمة الدولية. وعلى الرغم من هذه المخاوف، فإن موقف واشنطن لا يعارض هجوم رفح بشكل صريح، بل يركز بدلاً من ذلك على ضمان تنفيذ أي عمل عسكري ضمن معايير تقلل من التداعيات الإنسانية وتخفف من خطر المزيد من التصعيد.

وفي الوقت نفسه، فإن أهداف إسرائيل في العملية تتجاوز مجرد المشاركة العسكرية، مع التركيز بشكل أساسي على تعزيز الحصار على قطاع غزة، وهذا يعكس الأهداف الإستراتيجية الأوسع لإسرائيل المتمثلة في فرض سيطرتها على القطاع.

وأقول في الختام إن الممر الآمن جريمة تذكرنا بالصدمات والمظالم المستمرة التي لا تزال تحدد معالم الظلم الذي يمارس على الفلسطينيين.

ويذكرني هذا بما قاله احد المسؤولين الغربيين: اقتلوهم ولكن دون عنف وأميتوهم جوعا ولكن بحنان ودمروا كل ما هو لهم لحماية مستقبلهم من المتطرفين فيهم.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تتهم روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في أوكرانيا

أفادت لجنة تحقيق دولية مستقلة في الامم المتحدة بأن روسيا ارتكبت "جرائم ضد الإنسانية"، خلال حربها في أوكرانيا.

وجاء في تقرير لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن أوكرانيا نشرته في هذا الأسبوع، ومن المقرّر أن تقدّمه لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الخميس المقبل، أن "اللجنة خلصت إلى أن السلطات الروسية ارتكبت عمليات إخفاء قسرية وتعذيب كجرائم ضد الإنسانية".

وقالت اللجنة إن الإخفاقات القسرية وأعمال التعذيب ارتكبت في إطار "هجوم ممنهج وشامل على المدنيين ووفقاً لسياسة منسّقة".

والتصنيف المعتمد في البيان يعد غير اعتيادي لمحققين أمميين.

Russia 'committed crimes against humanity' in Ukraine: UN probehttps://t.co/Kwt78DSF5E

— ABS-CBN News (@ABSCBNNews) March 14, 2025

وأورد التقرير أن أعداداً كبيرة من المدنيين تم اعتقالهم في المناطق الخاضعة لسيطرة روسية. ثم نُقل العديد منهم إلى مراكز احتجاز في روسيا أو في مناطق محتلة في أوكرانيا.

وأضاف التقرير أن السلطات الروسية "ارتكبت انتهاكات وجرائم إضافية خلال عمليات الاحتجاز المطوّلة هذه".

وتابعت اللجنة في تقريرها أن "كثرا من الضحايا هم في عداد المفقودين منذ أشهر وسنوات، وتوفي بعضهم في الأسر".

إلى ذلك، تقاعست السلطات بشكل منهجي عن تقديم معلومات عن مكان وجود المحتجزين.

ولفت التقرير إلى أن روسيا تقصّدت حرمان مخفيين من "حماية القانون".

وأشار إلى أن أسرى الحرب تعرّضوا أيضاً للتعذيب ووقعوا ضحايا لاخفاءات قسرية.

وخلص التحقيق إلى أن روسيا "استخدمت التعذيب بشكل منهجي ضد فئات معينة من المحتجزين لانتزاع معلومات والإكراه والترهيب".وتم استخدام أكثر الأساليب وحشية خلال الاستجوابات، لكن السلطات الروسية "استخدمت العنف بشكل منهجي كشكل من أشكال التعذيب ضد المعتقلين الذكور".

Russia ‘committed crimes against humanity’ in Ukraine: UN probe https://t.co/jsrN24awKO

— The Straits Times (@straits_times) March 14, 2025

كما درست اللجنة عدداً متزايداً من الحوادث المتّصلة بإقدام قوات روسية على قتل أو جرح جنود أوكرانيين أسرى أو سلّموا أنفسهم، ما يشكل جريمة حرب.

ووفق التقرير فإن "شهادات جنود فروا من القوات المسلحة الروسية تشير إلى أن هناك سياسة بعدم اتّخاذ أسرى بل قتلهم بدلًا من ذلك".

وأضاف التقرير أن كلا الجانبين ارتكبا جرائم حرب بقتل أو جرح جنود مصابين باستخدام مسيّرات.

ويفصّل التقرير انتهاكات لقانون حقوق الإنسان ارتكبتها السلطات الأوكرانية ضد أشخاص متّهمين بالتعامل مع العدو.

وشنّت روسيا هجومها الواسع النطاق على أوكرانيا في فبراير  (شباط)2022.

وشكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة تحقيق هي الأعلى مستوى له في مارس (أذار)من ذاك العام للتحقيق في انتهاكات وتجاوزات ارتكبت في النزاع.

ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إطلاق مفاوضات ترمي للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب.

اختيار مثير للجدل.. ترامب يستعين بمبعوث "بلا خبرة" لإقناع بوتين! - موقع 24عندما عيّن الرئيس دونالد ترامب، صديقه ستيفن ويتكوف مبعوثًا له إلى الشرق الأوسط في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أثار هذا الاختيار حيرةً في الأوساط الدبلوماسية.

وقالت روسيا اليوم إن الرئيس فلاديمير بوتين "نقل معلومات وإشارات إضافية إلى الرئيس ترامب"، معربة عن "تفاؤل حذر".

 وأورد التحقيق إنه بعد 3 سنوات على اندلاع النزاع المسلّح، أصبحت "الندوب العميقة" التي خلّفها على ضحاياه أكثر تجلياً.

وأشار التقرير إلى أن كثرا عانوا من ضرر يبدو أنه لا يمكن إصلاحه، كما تعرضوا لجرائم وانتهاكات عدة.

وأضاف "في هذا السياق، تؤكد اللجنة مرة أخرى على ضرورة إحقاق العدالة وضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم".

وقالت اللجنة إن روسيا لم تعترف بها في حين تعاونت أوكرانيا مع التحقيق.

ولم تستجب موسكو لطلبات اللجنة الحصول على معلومات وإجراء اجتماعات.

مقالات مشابهة

  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • الأمم المتحدة تعارض الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة بين سوريا والجولان المحتل
  • ارتفاع عدد قتلى العاصفة القوية التي ضربت الولايات المتحدة إلى 28
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • الأمم المتحدة تتهم روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في أوكرانيا
  • الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي يظهر أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
  • جوتيريش: خفض المساعدات الإنسانية من قبل أمريكا ودول أوروبية جريمة
  • غوتيريش: قطع أمريكا ودول أوروبية المساعدات الإنسانية "جريمة"
  • الهيئة الدولية للشعب الفلسطيني: النساء الحوامل بغزة تعرضن لجرائم وانتهاكات إسرائيلية
  • الهيئة الدولية للشعب الفلسطيني: النساء الحوامل بغزة تعرضوا لجرائم وانتهاكات صهيونية بالغة الخطورة