الممر الآمن كلمة يراد بها التهجير ومحو الوجود الفلسطيني – طلال أبو غزالة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
طلال أبوغزاله
لا يُنظر إلى فكرة “الممر الآمن” على أنها لفتة للمساعدة الإنسانية أو التسهيلات، بل كآلية لإدامة الظلم ومحو الوجود الفلسطيني من وطنه، وكجزء من جهد منهجي خبيث لتفتيت الأراضي الفلسطينية والسيطرة عليها، بما يزيد من ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم كافة.
إن فكرة أن النزوح والدمار والقتل يمكن اعتبارها مقبولة عندما يتم تغطيتها بلغة الإنسانية والقانون الدولي تتحدى المفاهيم التقليدية للحرب والعدالة وهذا نفاق متأصل في التعاطي مع القضية الفلسطينية، حيث تتلاعب الدول الكبرى بالأطر القانونية والخطاب لتبرير أفعالها، بغض النظر عن التكلفة البشرية.
وفي ضوء السياق المقدم، يبدو أن دعوة الرئيس الامريكي جو بايدن لإنشاء ممر آمن قبل أي عملية عسكرية في رفح قد تساعد بالفعل في تسهيل عملية التهجير، وفيه اعتراف ضمني بأن القوة النارية والتدميرية ستكون أقوى مما قامت به قوات الاحتلال في الشمال والوسط،
كذلك فإن تأكيدات الرئيس بايدن لنتنياهو بأن الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل لإسرائيل يظل أولوية متبادلة يؤكد الشراكة المستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى قرارات محكمة العدل الدولية باعتبارها آلية مهمة لمحاسبة الدول على دعمها للأعمال الإسرائيلية، إذ أن أحكام محكمة العدل الدولية أداة حيوية لضمان مساءلة المتورطين في أعمال قد تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان أو الفظائع.
وفي التطورات الأخيرة، حصلت إسرائيل على موافقة مشروطة من كل من الولايات المتحدة على عمليتها العسكرية المخطط لها، وشددت الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، على أهمية فرض قيود على العملية، ودعت إلى وضع حد زمني محدد ونطاق جغرافي محدد بعناية، ويهدف هذا النهج الاستراتيجي إلى منع تكرار الجرائم التي أثارت استنكارا وإدانة دولية.
ويعكس الموقف الأمريكي حساسية تجاه التداعيات المحتملة للعمليات العسكرية، خاصة في ظل الصور المثيرة للقلق التي يتم تداولها على منصات الإعلام، فهناك قلق واضح داخل الدوائر الأمريكية حول تأثير مثل هذه الصور على الرأي العام، خاصة بعد الأحكام الأخيرة التي أصدرتها المحكمة الدولية. وعلى الرغم من هذه المخاوف، فإن موقف واشنطن لا يعارض هجوم رفح بشكل صريح، بل يركز بدلاً من ذلك على ضمان تنفيذ أي عمل عسكري ضمن معايير تقلل من التداعيات الإنسانية وتخفف من خطر المزيد من التصعيد.
وفي الوقت نفسه، فإن أهداف إسرائيل في العملية تتجاوز مجرد المشاركة العسكرية، مع التركيز بشكل أساسي على تعزيز الحصار على قطاع غزة، وهذا يعكس الأهداف الإستراتيجية الأوسع لإسرائيل المتمثلة في فرض سيطرتها على القطاع.
وأقول في الختام إن الممر الآمن جريمة تذكرنا بالصدمات والمظالم المستمرة التي لا تزال تحدد معالم الظلم الذي يمارس على الفلسطينيين.
ويذكرني هذا بما قاله احد المسؤولين الغربيين: اقتلوهم ولكن دون عنف وأميتوهم جوعا ولكن بحنان ودمروا كل ما هو لهم لحماية مستقبلهم من المتطرفين فيهم.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
بافتتاح النسخة الثانية من ندوة دراسات الخليج.. أمين مجلس التعاون يشيد بالشراكة الخليجية – الأمريكية
أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي بالشراكة الأمريكية – الخليجية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، سعى خلالها الجانبان إلى صنع وتعزيز شراكة متينة ومستمرة، قائمة على الثقة المتبادلة والقيم المشتركة والمصالح المتقاربة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معاليه خلال اتصال مرئي في حفل افتتاح النسخة الثانية من ندوة دراسات الخليج، التي تنظمها جامعة جورج تاون بالتعاون مع منتدى الخليج الدولي، ومركز الدراسات العربية المعاصرة، بحضور عددٍ من المسؤولين بالإدارة الأمريكية والكونغرس، ومراكز الفكر في الولايات المتحدة والعالم، وأعضاء من هيئة التدريس والطلاب، بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وتطرق البديوي إلى العلاقات الاقتصادية والازدهار المشترك بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، مبينًا أن صادرات دول المجلس تسهم في استقرار أسواق الطاقة العالمية وسلاسل الإمداد، وأن الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة عميقة ومتنوعة، والشركات الأمريكية تتوسع في أسواق الخليج.
وأشار إلى أنه يوجد حاليًا أكثر من 37000 طالب من دول المجلس في الجامعات الأمريكية، مبينًا أن التجارة بين الجانبين تجاوزت 90 مليار دولار في عام 2023م.
وأكَّد الالتزام الدائم والراسخ لدول مجلس التعاون على أعلى مستويات القيادة لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في العلاقات الثنائية والمتعددة في الحكومات والقطاع الخاص، في القضايا الاستراتيجية والإنسانية، وأن الشراكة بين دول المجلس والولايات المتحدة ليست مجرد اتفاقيات، بل علاقة مبنية على القيم، ومعززة بالتجارب، ومسترشدة بهدف مشترك.