بوابة الوفد:
2025-03-17@16:37:04 GMT

السيناريو الآخر

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

الكلام لا يتوقف عن تعويم الجنيه المصرى، منذ بداية عام 2023، ولأنه الصورة الذهنية للتعويم تحمل كل مرارة لدى المصريين، بسبب ما يصاحب هذا القرار من ارتفاع جنونى فى الأسعار، وتدهور فى القدرة الشرائية للجنيه المصرى، وجعل المحتفظ بالدولار ينتظر التعويم من أجل مزيد من المكاسب، خاصة وأنه يحمل فى عقله ما حدث عام 2016 والارتفاع الجنونى للدولار من أقل من 9 جنيهات إلى أعلى من 20 جنيها، وما حدث فى عامى 2020 و2022 من ارتفاع كبير للدولار من أقل من 16 جنيها إلى 31 جنيها فى السوق الرسمية، والانفلات فى السوق الموازية ليتجاوز 70 جنيها.

هذا المشهد والتاريخ، يحضر أمامى وأنا أتابع الحديث عن التعويم للجنيه المصرى، وعملية الترقب لقرار البنك المركزى المصرى.

وفى عام 2023 قلنا إن البنك المركزى لن يقوم بتعويم الجنيه، لأن التعويم أو مرونة سعر الصرف ستؤدى إلى مزيد من ارتفاع الأسعار (التضخم) ما يسبب مشاكل اقتصادية ضخمة، قد يعجز البنك المركزى عن مواجهة التضخم، كما أن من ضمن وظائف البنك المركزى محاربة التضخم، فكيف سيتخذ قرارات تؤدى إلى صعوبة سيطرته فيما بعد،

ولهذا توقفت مباحثات صندوق النقد الدولى، خلال عام 2023، لأن مصلحة الدولة وأمنها والسلام الاجتماعى أهم من بضعة مليارات من الدولارات لا تغنى ولا تسمن من جوع.

وما إن تم تسريب مشروع رأس الحكمة حتى شاهدنا الدولار فى السوق الموازية يهبط من فوق 70 جنيها إلى تحت 60 جنيها، وعند الإعلان عن المشروع الأسبوع الماضى هبط إلى تحت 50 جنيها، وعند دخول 5 مليارات للبنك المركزى هبط تحت 45 جنيها، فماذا يعنى هذا؟

يعنى أن السوق السوداء ستختفى خلال شهرين، لماذا؟ لأن هناك 35 مليار دولار ستدخل من مشروع رأس الحكمة فقط، وسيتم التوقيع على قرض الصندوق ومتوقع أن يتجاوز 8 مليارات دولار، ويعقبه دخول الاستثمارات الأجنبية (الأموال الساخنة) بما يقرب من 20 مليار دولار، إلى جانب عدد من المشروعات بالتعاون مع السعودية وقطر والكويت، وهى مشروعات لن تقل أهمية عن رأس الحكمة.

وهناك 2 سيناريو الأول هو عدم التعويم والمشروعات والتدفقات من النقد الأجنبى والمشروعات سوف تقضى بشكل تلقائى على السوق السوداء،

والسيناريو الثانى هو قيام البنك المركزى بخفض قيمة الجنيه، عندما يصل الدولار فى السوق السوداء إلى 35 جنيها، ثم يظل فى هذه المنطقة حتى منتصف العام تمهيدا للنزول به إلى أقل من 31 جنيها للدولار.

وأيا كان السيناريو نستطيع أن نقول وداعا للسوق السوداء قريبا، والمشور بدأ ولن ينتهى والخروج من عنق الزجاجة لا يعنى نهاية الأزمة، وإنما يجب أن يكون العلاج مستداما.

وشكرا لدولة الإمارات العربية المتحدة، وللرئيس والحكومة وللبنك المركزى المصرى على قيادته الحكيمة خلال الفترة الماضية،

ونتمنى الشفافية من الحكومة وتوضيح كل الحقائق أمام الشعب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور محمد عادل م الآخر الجنيه المصري الأسعار القدرة الشرائية البنک المرکزى فى السوق

إقرأ أيضاً:

مطرح وحنين الأمكنة

 

 

 

منصور بن حبيب الرحبي

M@ABUAHMED

 

الحديث عن مطرح بأحيائها وتراثها وتاريخها وحراكها وهندستها الدفاعية وسوقها ومينائها وواجهتها البحرية وأرواح أسهمت في بقائها وتألقها فلا تكاد تخطو في مكان إلّا والتاريخ يشدك نحوه ويبحر، بذاكرتك عبر قرون من الزمن كيف كانوا وأصبحنا.

لقد سبق لي أن ساهمت بكتابتي المتواضعة عن السوق حتى أن البعض وصفني بالعاشق، وما سبب العشق المطرحي كما كانت لي مداخلات عن مساهمات اعتمدت في خطة التطوير لدى بلدية مسقط وأفكار في سبيل المحافظة والتطوير عن السوق والحلل والطرق والمواقف والصرف الصحي وحال مطرح مع الأودية، من بينها وأهمها أن نجعل من سوق مطرح وأحيائه مُتحفًا مفتوحًا ومن بينها المحافظة والبقاء في سبيل إرجاع سكان مطرح لسكنهم ونعلم أن الوضع السابق كمساحة لا يستوعب حجم الأسرة اليوم إضافة لعدم توفر المواقف والوضع المروري، خير شاهد؛ فكانت الفكرة أن نضم مساحة البيتين في بيت واحد في كل حلة وحارة ويتم إدخال الطابع القديم في التصميم مع بعض من لمسات التطور، كما كانت الفكرة الاستفادة من حلة مطيرح خلف جبالها لإنشاء، تخطيط إسكاني عمراني لاستقطاب الأهالي وتعمين السوق وتوسعته وتأمينه، وإدخال الحرف الوطنية، ومعالجة وضع المخازن ووضع ضوابط لحركة الشاحنات نفذ بعضها وفي هذا يتطلب تبني لقاءات تجمع البلدية والمؤسسات المعنية مع ممثلي الأهالي؛ إذ، ليس بالإمكان المجازفة وكل أحد بظروفه وأحواله.

المشكلة في الأمر تتمثل في عدم توفر الإرادة أو المبادرات، لكن الشوق يجمعنا والكلام وحديث الذكريات وكل مُنشغل بأحواله.

وبالحديث عن "بيت الخنجي" والتحفة المعمارية والذي يعد معلمًا بارزًا وواجهة للسياح وإعادة للذاكرة القديمة واللقاءات كما هو بدايات محفزة للآخرين وتشجيعًا للمبادرات، فإنَّ الشوق يجمعنا لاستنطاق الذات، والأمكنة تدعونا للعودة إلى ميلاد وحياة وحراك أسسه لنا الأجداد والآباء لحياة مليئة بالعمل والعطاء والتواصل من خلال تواصلهم وتعاملاتهم؛ الأمر الذي حقق ارتباطًا أزليًا بالمكان فصرنا لا نُفرِّق بين الهندي البانياني في تعامله ونزاهته في تلك الحقبة الزمنية لأنه تشبع بقيمنا العُمانية التي رسخها الأجداد وأوجدت الأمن والأمان فكانت تدخل المرأة للمحل وتشتري ما شاءت وهي لا تحمل مالًا فيكتب عليها في سجل المحل ويعلم صاحب المحل أنها ستأتي لتدفع

وبعض الحاجات تتم بالمقايضة.

وقد شهد "بيت الخنجي" قديمًا سلسلة من اجتماعات للتجار نظرًا لموقعه أمام (العرصة) في حلة العرين وكان الشاهد، على العصر والحراك التجاري أشبه بغرفة تجارة، وقد كان والدي- رحمة الله عليه وعلى من كانوا- تأسسوا من خلال دكاكينهم ولقاءاتهم واستفادوا من خلال تعاملاتهم ولقاءاتهم وتجاربهم واحتكاكهم ببعضهم وأكسبهم خبرة وجرأة فكان فسوق مطرح عامرا بمحتواه وهو مثابة (أكاديمية) في الحياة العُمانية وعلوم التجارة؛ الأمر الذي أسهم في البقاء إلى اليوم.

إن قيام أسرة الخنجي ممثلة بالأخ خليل وإخوته بالمحافظة على المكان من خلال ترميم منزلهم بعبق الماضي ودعوتهم الرمضانية المستمرة لأهالي الحلل المرتبطة بسوق مطرح وأحيائها والدبلوماسيين والتجار أسهم في إحياء ذاكرة الماضي وربطه بالحاضر ورسالة لنا جميعا بالاستفادة لتعم الفكرة وتزهو الحلل بجمالها. وقد كانت اجتماعاتنا ولقاءاتنا في بيت الخنجي فرصة للتعرف على أبناء الأسر التي تجمعنا معهم الروابط التي تأسست قديمًا مع آبائنا، واليوم نلتقي وقد حظيتُ بالتقاط صور تذكارية مع أبناء صديق والدي، الذي أعادني إلى بداية الطفولة؛ حيث كان يأخذنا والدنا من روي إلى مطرح في نهاية الأسبوع وقبل الأعياد.

عائلة دلشاد وصومار وآخرون كانوا المأمن والمسكن لنا للاستراحة، ننتظر والدنا لإرجاعنا للبيت بعد قضاء زمن في السوق.

إننا ندعو الى أهمية التواصل والاستفادة من جهود الأخ العزيز أبوعبدالله خليل وإخوته ليكون دافعا للآخرين للمحافظة على المكان والمساهمة والبقاء، وهذه دعوة للولايات والمحافظات بأهمية ترميم الروح والجسد والمكان ليبقى عامرا بأهله وجيرانه وتاريخه للمحافظة على عاداتنا وقيمنا وسيرتنا وتاريخنا العُماني من خلال الاهتمام بالمورثات، وليبقى طعامنا ووجباتنا لذيذة طيبة كطيبة قلوبنا وكرمنا العُماني، ونكون خير سفراء لبلدنا في الداخل ولقاءاتنا بالسياح القادمين لبلدنا ونكون مرشدين سياحيين من خلال هندسة أسواقنا وبيوتنا الطينية العُمانية، بما قدمه لنا الأجداد من إرث وعلم فمن قلعة مطرح وأبراجها، والتحصين الهندسي الدفاعي المحكم ومن أحيائها والطراز العمراني الفريد، ومن واجهة البحر والميناء أشكالا هندسية لبيوت تعانق السفن والقادمين ومن داخل السوق بناية طالب  تبعث العطر المطرحي إلى أجواء سماواتكم ونلتقي معًا نبني ونجدد وشهر رمضان المبارك خير جامع وفي مطرح وبيت الخنجي واجهة وتحفة في حلة العرين يعانق عبق الأمكنة وعطر التاريخ في ولايتكم.

مقالات مشابهة

  • للسنة الثالثة.. البنك الأهلي يستضيف 60 رائد أعمال في "السوق الرمضاني"
  • ضبط 20 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء
  • مطرح وحنين الأمكنة
  • 250 جنيها.. ما موعد صرف زيادة دعم بطاقات التموين الجديدة؟
  • ضبط 15 شيكارة سماد مدعم في السوق السوداء بكفر الشيخ
  • لمتابعة سير العمل.. فريق من مديرية الصحة يتفقد مستشفى بهتيم المركزى
  • تحدثت عن الطاولة السوداء.. الامن النيابية: قتل الإرهابي الرفيعي ضربة نوعية ضد داعش
  • تحدثت عن الطاولة السوداء.. الامن النيابية: قتل الإرهابي الرفيعي ضربة نوعية لداعش
  • تحدثت عن الطاولة السوداء.. الامن النيابية: قتل الإرهابي الرفيعي ضربة نوعية لداعش - عاجل
  • فضيحة مدوية بعد كشف قضية فساد خطيرة في عدن.. هذا سبب تفاقم أزمة الغاز في المدينة