أظهرت استطلاعات رأي أخيرة أن حملة الرئيس الأميركي، جو بايدن، باتت في مرمى تحديات كثيرة على الرغم من العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، فيما يبدو أن نظرة الناخبين السلبية لتقدمه في العمر باتت قضية ملحة، ستلقي بظلالها على سباق الرئاسة.

وبينما يمضي المرشح الديمقراطي قدما في حملة الانتخابات التمهيدية، إلا أن حملة منافسه المحتمل في نوفمبر، دونالد ترامب، تشهد زخما أكبر، ويعتزم الرئيس الجمهوري السابق زيادة تفوقه على منافسته الوحيدة، نيكي هايلي، في يوم "الثلاثاء الكبير" بعد تحقيقه سلسلة من الانتصارات.

ورغم أن استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال وجد أن الناخبين باتوا أكثر تفاؤلا بشأن الوضع الاقتصادي، إلا أن هذا لم يؤد إلى تحسن كبير في نظرتهم إزاء إعادة انتخاب بايدن.

وقال نحو 31 في المئة من الناخبين في الاستطلاع إن الاقتصاد تحسن خلال العامين الماضيين، خلال معظم فترة ولاية بايدن، بزيادة 10 نقاط مئوية عن استطلاع أجرته الصحيفة في ديسمبر. وقال 43 في المئة إن مواردهم المالية تسير في الاتجاه الصحيح، بزيادة قدرها 9 نقاط عن الاستطلاع السابق.

لكن الموجة الأخيرة من ارتفاع الأسعار المستهلك ألقت بثقلها على الناخبين، إذ قال أكثر من ثلثيهم إن التضخم يسير في الاتجاه الخاطئ، وقال ما يقرب من ثلاثة أرباعهم إن زيادات الأسعار تفوق المكاسب في الدخل.

وتأتي هذ النتائج رغم أن الأرقام تظهر تحسن المؤشرات الاقتصادية، فنسبة البطالة ظلت عند أقل من 4 في المئة لمدة عامين تقريبا، وبلغ التضخم 3.1 في المئة في يناير، وهو أقل بكثير من 9.1 في المئة في منتصف عام 2022.

واعتبرت وول ستريت جورنال أن تحسن الاقتصاد قد لا يعزز كثيرا فرص إعادة انتخاب بايدن، مشيرة كذلك إلى زيادة اهتمام الناخبين بقضايا أخرى مثل الحرب بين إسرائيل وحماس، وقضية الهجرة، والأخيرة قضية أخرى محفوفة بالمخاطر بالنسبة للرئيس الحالي، إذ أشار حوالي 20 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إلى أن الهجرة هي القضية الأهم في تصويتهم في الانتخابات الرئاسية.

ويتقدم ترامب بفارق ضئيل على بايدن في هذا الاستطلاع إذ أظهر دعم 47 في المئة دعمهم للمرشح الجمهوري و45 في المئة لبايدن.

وتتماشى هذه النتائج مع نتائج استطلاع جديد للرأي نشر، السبت، لصحيفة نيويورك تايمز وجامعة "سيينا" أظهرت تراجع بايدن في مواجهة منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية.

وخلص الاستطلاع، الذي شمل 980 ناخبا مسجلا، أن 48 في المئة منهم سيختارون ترامب، مقابل 43 في المئة فقط بايدن، في حال أُجريت الانتخابات اليوم. 

وتوصل الاستطلاع إلى أن بايدن يعاني رغم العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية لإقناع الأميركيين بأن سياساته تعود عليهم بالفائدة.

وقال واحد فقط من كل أربعة ناخبين إن البلاد تمضي في الاتجاه الصحيح، بينما رأى أكثر من ضعف هذه النسبة أن سياسات بايدن أضرت بهم، بدلا من مساعدتهم.

وأظهر الاستطلاع تراجع تأييد بايدن لدى فئات من الناخبين عادة ما كانت أصواتها شبه مضمونة للديمقراطيين، مثل العمال والناخبين من غير البيض.

السن .. مسألة مهمة

ويشير استطلاع وول ستريت كذلك إلى أن 73 في المئة يرون أن بايدن (81 عاما) تقدم في العمر لدرجة أنه لن يكون قادرا على إعادة الانتخاب، وهي نفس النسبة التي وردت في استطلاع أغسطس الماضي للصحيفة ذاتها. 

وبالمقارنة، يرى 52 في المئة أن ترامب، البالغ من العمر 77 عاما، أكبر سنا من أن يترشح للبيت الأبيض، بزيادة 5 نقاط عن أغسطس. 

ويشير كذلك استطلاع نيويورك تايمز إلى "أن المخاوف واسعة النطاق بشأن عمر الرئيس بايدن باتت تمثل تهديدا عميقا لمحاولته إعادة انتخابه، حيث يقول غالبية الناخبين الذين دعموه، في عام 2020، إنه أكبر من أن يقود البلاد بفعالية".

وقال 61 في المئة ممن دعموه قبل أربع سنوات إنهم يعتقدون أنه "كبير في السن" بحيث لا يمكن أن يكون رئيسا يتمتع بالفعالية لأداء الخدمة العامة.

ويبدو أن هذا القلق، الذي ظهر منذ فترة طويلة في استطلاعات الرأي وفي المحادثات الهادئة مع المسؤولين الديمقراطيين، يتزايد مع تحرك بايدن نحو الفوز بترشيح حزبه رسميا.

وأجري استطلاع نيويورك تايمز بعد أكثر من أسبوعين من تصريحات المحقق الخاص، روبرت هور، الذي قال إن لدى الرئيس "ذاكرة ضعيفة" و"قدرات متضائلة مع التقدم في السن".

وكان البيت الأبيض كشف،  الأربعاء، أن طبيب بايدن "لا يرى حاجة لخضوع الرئيس لاختبار معرفي لأن أداءه اليومي يبرهن على قدراته"، على ما أفاد مراسل "الحرة".

وأعلن بايدن أن نتائج الفحوص الطبية السنوية التي أجراها جيدة، حتى أنه مزح قائلا إن الأطباء يرون أنه يبدو "أصغر من سنه بكثير" في وقت ينصب فيه الاهتمام على مسألتي اللياقة البدنية للرئيس البالغ 81 عاما وقدرته العقلية قبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وأعلن البيت الأبيض، أن 20 طبيبا شاركوا في الفحص الطبي الروتيني لبايدن في مستشفى والتر ريد.

ويتهم بايدن وترامب بعضهما البعض بالتدهور العقلي. واعتبرت هايلي (52 عاما)  إن الرجلين في سن متقدمة أكثر من اللازم بالنسبة لمن يتولى رئاسة الولايات المتحدة، ويجب أن يخضعا لاختبارات إدراكية، وفقا لرويترز.

من جانبه قال الناخب الأميركي المستقل، أوتو أباد (50 عاما)، لنيويورك تايمز، إنه صوت لصالح بايدن، في عام 2020، لكنه يخطط للتصويت لصالح ترامب إذا تقابلا مرة أخرى، في سباق 2024.

وفي الانتخابات السابقة، قال أباد إنه صوت لبايدن لأنه أراد شخصية "أقل إثارة للانقسام" في البيت الأبيض بعد "الفوضى" التي شهدتها إدارة ترامب، والآن، يشعر بالقلق لأن بايدن "ليس مؤهلا" لولاية ثانية، ويرى أن ترامب لديه "نفس القدرات العقلية التي كانت لديه قبل 15 عاما".

وفاز ترامب في كل الانتخابات التمهيدية التي أجريت، حتى الآن بفضل دعم أنصاره المعروفين بارتدائهم قبعات حمراء ورفعهم شعار "فلنجعل أميركا عظيمة مجددا". 

لكن ترامب خسر أيضا عددا كبيرا من أصوات الجمهوريين المعتدلين والمستقلين، وهي قد تكون ضرورية لفوزه على بايدن.

ويراهن فريق الرئيس الديمقراطي على أن الفارق سيتقلص بين المرشحين في ولايات تشتد فيها المنافسة عندما تحتل متاعب ترامب القضائية أهمية متزايدة في حياة الناخبين اليومية، وفق فرانس برس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی المئة أکثر من

إقرأ أيضاً:

فيلسوف روسي يتوقع تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن

بعد تسلم ترامب السلطة ازادت التكهنات حول علاقته بالدول المجاورة وعلى رأسهم اسرائيل وموسكو حيث قال الفيلسوف الروسي وعالم السياسة والاجتماع ألكسندر دوغين إن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد تتحسن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

جاء ذلك في حوار مطول لدوغين مع وكالة "نوفوستي"، حيث تابع: "يبدو لي أن العلاقات لديها فرصة للتحسن، لأن بلدينا، روسيا والولايات المتحدة، يقودهما الآن رجلان محافظان، يؤيدان القيم التقليدية".

ويرى دوغين أنه برغم اختلاف روسيا والولايات المتحدة بشكل كبير من حيث الثقافة والمصالح والموقع الجيوسياسي، فإن ما يوحدهما هو "طراز الزعيم الكاريزمي القوي"، وأضاف: "الآن هذا الطراز من الزعماء الكاريزماتيين هو الذي يحكم الولايات المتحدة، ولدينا أيضا هذا النوع من الزعماء الروس الكاريزماتيين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحكم روسيا بنجاح كبير لمدة 25 عاما".

وقد تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة، حيث أدى اليمين الدستورية في حفل تنصيب أقيم في مبنى الكابيتول يوم الاثنين الماضي وفي خطاب تنصيبه، أكد ترامب أن السياسة الرسمية للولايات المتحدة الآن هي الاعتراف بجنسين فقط: الذكر والأنثى.

وفي نفس السياق قال دوغين إن عودة الرئيس ترامب أطاحت بالعولميين، حيث كانت تلك العودة مع وجود الرئيس بوتين بمثابة ضربة مزدوجة من الجانبين للعولميين، فأزاحت المقاعد التي يجلسون عليها، وتابع: "من المثير للاهتمام أننا بدأنا في بناء العالم متعدد الأقطاب، وتطهير الليبرالية كأيديولوجية من مجتمعنا، والعودة إلى القيم التقليدية بشكل معلن، وكانت تلك الجبهة الأولى، ثم كانت الثانية بتعرض نفس الليبرالية، ونفس العولمة، لضربة من داخل معسكرها في واشنطن نفسها".

وكما أشار دوغين، فمع وصول ترامب، أزيحت حرفيا مقاعد ومرتكزات العولميين، أمثال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشدد على أن هؤلاء الآن بحاجة إلى معارضة الولايات المتحدة التي دوما ما كانت رائدتهم، أو تغيير موقفهم، أو إنشاء ما يشبه الجبهة ضد ترامب.

وقد صرح الرئيس ترامب، في أول خطاب له باعتباره الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، بأنه سيضع الولايات المتحدة في المقام الأول، ووعد بأن تصبح البلاد أكبر وأقوى وأكثر استثنائية من أي وقت مضى.

وفي الشأن الأوكراني، قال دوغين إن ترامب قد يؤجل حل الصراع في أوكرانيا لأنه يواجه مهام أخرى ذات أولوية، حيث قال: "مهما حدث في أوكرانيا، فالجميع لن يكونوا راضين، فلن نكون نحن سعداء، ولن يكون الأوكرانيون والنازيون تحت قيادة زيلينسكي، ولا الأوروبيون. وترامب رجل براغماتي بما يكفي كي يفهم أنه من الأفضل وضع هذه القضية الآن جانبا".

وبحسب دوغين، فإن لدى ترامب مشاكل أخرى كثيرة، من بينها وضع المهاجرين، والفساد في الإدارة، والعلاقات التجارية مع أوروبا والصين، وقضية ضم كندا وغرينلاند، أما خطاب أن بإمكان ترامب حل الأزمة الأوكرانية خلال 24 ساعة، فلم تكن سوى "جزءا من العرض The Show".

ونوه دوغين إلى أن بإمكان ترامب أن ينهي الأزمة الأوكرانية بسرعة إلى حد ما إذا ما توقف عن تمويل نظام زيلينسكي، وأضاف: "ليست أوكرانيا التي تقاتل، بل العولميون الليبراليون، وخاضوا هذا الصراع ضدنا بأيدي النازيين الأوكرانيين".

وكان ترامب قد صرح في مناسبات عديدة بقدرته على حل الصراع الأوكراني "في يوم واحد"، حتى قبل توليه منصبه. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، يوم أمس الأربعاء، أن الرئيس أصدر تعليماته لمبعوثه الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ بالسعي لإنهاء الصراع الأوكراني خلال 100 يوم.

مقالات مشابهة

  • فيلسوف روسي يتوقع تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن
  • برلمانية: الترحيب بعقد فاعليات منتدى دافوس في مصر شهادة عالمية بشأن تحسن الاقتصاد
  • منى أحمد تكتب: تحديات الرئيس الـ47 للولايات المتحدة
  • الرئيس السيسي: مصر لم تعاني من الديون حتى عام 1970
  • استطلاع رأي يكشف تراجع في شعبية ترامب
  • سر رسالة تركها الرئيس السابق بايدن لترامب في درج مكتبه.. ماذا قال؟
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في بيت لحم
  • استطلاع رأي.. ترامب يحظى بدعم أقل من نصف الأمريكيين
  • استطلاع: 40% من الأمريكيين قلقون بشأن ولاية دونالد ترامب الثانية
  • تفاصيل خطة الرئيس ترامب للتخلص من موظفي إدارة بايدن.. طرد أكثر من 1000 شخص| عاجل