الموت دائما ما يكون هو الخبر الذى يتكرر على مسامع الناس.. إما مقتربا من أحبتهم فيحسون بالوجع .  أو مبتعدا عنهم فيقطف زهرة من بساتين الآخرين حولهم فيحزنوا من بعيد .

 وجاءت وفاة الملحن الكبير حلمى بكر  والموسيقار المبدع  موجعة ومحزنة بأكثر مما يفجع خبر الموت نفسه .

 مات حلمى بكر وحيدا .. بعيدا عن محبيه , وعن أصدقائه .

. الذين قلما فارقوه . كان محبا للحياة وللأمل . 

ولحن أكثر من 1500 لحنا لكبار مطربي مصر والعالم العربي وحصد 7 جوائز عالمية .. غير الجوائز المحلية العديدة والكثيرة. 

غنت له نجاة حينما أراد لها أن تغير لون أغانيها ب " مهما الأيام تعمل فينا " و غنت له وردة الأغنية التي كانت أم كلثوم ستغنيها له لكن لم يمهلها الموت فغنت وردة " معندكش فكرة ". 

وكانت بداياته مع وردة الجزائرية بأغنية " شوية صبر" وغنت له ليلى مراد "ماتهجرنيش" . ببساطة غنت ألحان حلمى بكر كل أصوات مصر الخالدة ، وحتى الأجيال التالية لها  أمثال محمد الحلو  و على الحجار ومدحت صالح وغيرهم من المجيدين في الغناء .

 ولم يتوقف إبداع حلمى بكر عند الأغنية بل كانت له إبداعاته في  المسرح  الغنائى فقدم لنا حوالى 48 مسرحية غنائية ملأت دنيانا متعه وفرحة ، وتسببت تلك المسرحيات الغنائية في ذيوع شهرته ليس كملحن فقط بل كواضع موسيقى المسرحيات ومؤلف ألحان أغنياتها ببراعة وسلاسة ومن أهم هذه المسرحيات التي كانت سببا في  ذيوع شهرته رائعته الموسيقية "مسرحية سيدتي الجميلة" . 

حتى كادت تلك الموسيقى في سيدتي الجميلة أن تتفوق على أصلها المسرحي الإنجليزي بحسب قول – حلمى يكر – نفسه  في أحد البرامج. 

 كما كان من أشهر ألحانه المسرحية الأخرى  مسرحية " موسيقى في الحى الشرقي"  ومسرحية حواديت وغيرها من الموسيقى التي صنعها وبرع وتميز فيها في المسرح المصري . هذا ولاننسى العمل الخارق لمدة 18 عاما من الفوازير مع المخرج الراحل فهمى عبد المجيد وفوازير فطوطة وفوازير شريهان وحتى فوازير يحي الفخراني ومدحت صالح وشيرين رضا . إبداع سيظل في تاريخ الموسيقى المصرية . 

إلى جانب تلحينه لحوالي 1000 أغنية .  وبإجمالي حوالى 1500 لحنا من إبداعاته الشخصية . هذا أيضا غير ابداعاته الموسيقية في أغاني الأفلام وموسيقى أفلامه أثرت حياتنا الفنية وتعد جزءا لا يتجزأ من تاريخنا في تذوق الموسيقى ويقائها في ذاكرتنا السمعية ليس مرتبطا بحياته بقدر ما هو مرتبط ببقاء تراثه الموسيقى العذب . . الذى أحدث ثورة في عالم الموسيقى في وقته على كل القوالب الجامدة كلاسيكيا .

 بل إن ابداعه سيبقى بعد وفاته لما فيه من تجديد وحداثة  في الموسيقى مع قدرة عجيبة على المزاوجة مع التراث الذى يعيه جيدا ويتشربه في قلبه  واضعا إياه في جملة موسيقية تبقى  في أذن المستمع وتحوله لمستمتع بفن حلمى بكر الموسيقى .  . من منا لا يستمتع بموسيقى أفلام مثل براعة موسيقى  "شيء من العذاب"، و شقاوة وشبابية موسيقى "المجانين الثلاثة"، ودفء موسيقى  "لمن تشرق الشمس"، و خفة موسيقى "النشالة"، ورصانة ورقى موسيقى "آخر الرجال المحترمين".
لك الله أيها الملحن الكبير والموسيقى الرائع حلمى بكر  .. أثرت الدنيا صخبا في حياتك بآرائك واحترامك لفنك وللموسيقى  التى تتقنها كمؤثر  ومحرك أساسى  لرقى النفوس وأثرت الدنيا  حزنا بموتك وفقدنا لقيمة موسيقية هامة في تاريخ الفن المصرى قلما أن توجد في عالمنا الحالي بكل هذا الثراء والزخم والقيمة .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حلمى بكر وفاة الموسيقى الملحن الكبير حلمى بكر مطربي مصر حلمى بکر

إقرأ أيضاً:

السوداني: بغداد اليوم مثل ما كانت عبر محطاتها التأريخية

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • هيئة الموسيقى تُطلق النسخة الثانية من برنامج “موجة” لدعم المواهب الموسيقية السعودية
  • بحضور 2500 شخص.. «الموسيقى العربية» تحيي الذكرى الـ50 لكوكب الشرق في باريس
  • وزير الثقافة: إقامة حفل "أم كلثوم" بباريس يُجسد مدى انتشار وتأثير الموسيقى المصرية عالمياً
  • بالموسيقى وفن الحكي.. الثقافة تواصل تدريبات "ابدأ حلمك" بقنا
  • الإفتاء: حضور الأفراح القائمة على الموسيقى ليس محرمًا بشرط
  • طريقة مبتكرة لعلاج الضغوط النفسية بالموسيقى.. فيديو
  • نادي «سيدي سامي الصندلي».. مؤسسة تونسية لعلاج الضغوط النفسية بالموسيقى
  • قصور الثقافة تواصل تدريبات "ابدأ حلمك" بقنا بالموسيقى وفن الحكي
  • السوداني: بغداد اليوم مثل ما كانت عبر محطاتها التأريخية
  • Demon Box صندوق يحوّل الكهرباء إلى موسيقى غامضة