تفاصيل خلاف داخلي لـCNN حول المعايير المزدوجة لتغطية الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
نشرت صحيفة ''إنترسبت'' الأمريكية، مقالًا، تحدثت فيه عن مواجهة موظفي "سي إن إن"، بمن فيهم المذيعة الإخبارية الدولية الشهيرة، كريستيان أمانبور، المديرين التنفيذيين للشبكة بسبب ما وصفه الموظفون بـ"إخفاقات قيادية" لا تعد ولا تحصى في تغطية حرب دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وذلك وفقًا لتسجيل مسرب لاجتماع عُقد مؤخرًا لجميع العاملين.
وتحدثت الصحيفة، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، عن الاجتماع الذي استمر لساعة كاملة في مكتب "سي إن إن" في لندن في 13 شباط/ فبراير، قام الموظفون بالتناوب على استجواب لجنة من المديرين التنفيذيين حول بروتوكولات "سي إن إن" لتغطية الحرب في غزة، وما وصفوه بُمناخ عدائي للمراسلين العرب.
ووصف العديد من صغار وكبار موظفي "سي إن إن" بأنهم يشعرون بالتقليل من قيمة التغطية الإعلامية للحرب في غزة والإحراج والعار.
وردّ المشاركون في الجلسة، وهم الرئيس التنفيذي ورئيس تحرير مارك تومسون، والمحررة التنفيذية في الولايات المتحدة فيرجينيا موسلي، والمدير العام لشبكة لـ"سي إن إن" العالمية، مايك مكارثي، بتأكيدات واسعة النطاق بأن مخاوف الموظفين قد تم الاستماع إليها، ودافعوا في الوقت نفسه عن عمل الشبكة، وأشاروا إلى العقبة المستمرة المتمثلة في الوصول إلى داخل قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة في مقالها، أن إحدى القضايا التي ظهرت مرارًا وتكرارًا هي العملية التي تتبعها قناة "سي إن إن" منذ فترة طويلة لتوجيه جميع التغطيات المتعلقة بدولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين تقريبًا من خلال مكتب القناة في القدس.
كذلك، أضاف المقال أنه في كانون الثاني/ يناير كان هذا البروتوكول، الذي كان موجودًا منذ سنوات، وتم توسيعه وتغيير اسمه إلى "العيون الثانية" في الصيف الماضي، ويعمل على إبطاء التغطية الإخبارية عن غزة ويمرّر الأخبار عن الحرب من خلال الصحفيين المتواجدين في القدس، ممّن يعملون تحت ظل الرقيب العسكري الإسرائيلي.
وقالت أمانبور، التي تم التعرّف عليها في التسجيل عندما نادى أحد المسؤولين التنفيذيين باسمها: "لقد سمعتم مني، وسمعتم ما سمعت، كما تعلمون، ضيقي الحقيقي من العيون الثانية تغيير النسخ، والمعايير المزدوجة، وكل ما تبقى".
وأشارت الصحيفة إلى رفض المتحدث باسم شبكة "سي إن إن" جوناثان هوكينز، التعليق على الاجتماع، كما جاء في البيان السابق للشبكة حول مجموعة "العيون الثانية"، والذي وصفها بأنها عملية لجلب المزيد من العيون الخبيرة للتغطية على مدار الساعة، كما قال هوكينز: "أود أن أضيف إلى ذلك أن العاملين في هذه المجموعة يضمون موظفين عرباً من خارج إسرائيل، وقد فعلوا ذلك منذ تأسيس المجموعة".
وواجهت شبكة "سي إن إن"، كغيرها من المؤسسات الإخبارية الرئيسية الأخرى، سيلاً من الانتقادات الداخلية والخارجية لتغطيتها للحرب الجارية، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، متهمةً بالتقليل من معاناة الفلسطينيين وتضخيم الروايات الإسرائيلية دون نقد.
وفي هذا الأسبوع فقط، وصفت شبكة "سي إن إن" جُملة من الأحداث بالقول إنها: "مذبحة إسرائيلية لأكثر من 100 شخص جائع تجمعوا للحصول على الطعام بأنها حادثة فوضوية". وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرًا موسعًا، استندت فيه إلى العديد من العاملين في شبكة "سي إن إن" الذين وصفوا تغطية الشبكة لغزة بأنها "سوء ممارسة صحفية".
وخلال اجتماع شباط/ فبراير، تحدّث نصف دزينة من الموظفين بصراحة عن مخاوفهم من تغطية "سي إن إن" للحرب. بالقول إن "التغطية قد أضعفت مكانة الشبكة في المنطقة وجعلت الموظفين العرب، الذين دخل بعضهم في مواقف قاتلة لتغطية الحرب، يشعرون وكأن حياتهم معرضة للخطر".
بدوره، قال أحد الصحفيين: "كنت في جنوب لبنان خلال شهري تشرين الأول/ أكتوبر/ وتشرين الثاني/ نوفمبر. وكان من المحزن بالنسبة لي أن أشاهد قناة "سي إن إن" الإخبارية أكثر من القنابل التي كانت تتساقط بالقرب مني".
وحسب الصحيفة، فإن "الاجتماع قد بدأ كجهد للقيادة لمناقشة الأولويات التحريرية. وتحدث طومسون، خلال كلمته الافتتاحية، باستفاضة عن رؤيته للصحافة المتساوية وأكد على انفتاحه الشخصي على التبادل النقدي والاستفسار. حيث قال: هناك شيء ما يتعلق بجوهر سي إن إن وعلامتها التجارية، وما تمثله وهو بالنسبة لي الأخبار العاجلة الرائعة، مع وجود إنسان في منتصف الإطار، شخص تثق به وتعرف خلفيته ليكون دليلك لما يحدث".
بمجرد فتح المدير التنفيذي باب النقاش أمام أسئلة الموظفين، بدأ الاستجواب، فقال الصحفي الذي عمل من لبنان، في الخريف الماضي: "سؤالي هو عن تغطيتنا لغزة، أعتقد أنه لا يخفى على أحد أن هناك الكثير من الاستياء حول كيفية سير عملية جمع الأخبار. وأضاف الموظف، بدلاً من أن يجد العزاء في تغطية سي إن إن للحرب قال: "أجد أن زملائي وعائلتي يقدمون منابرهم مراراً وتكراراً لأشخاص إما يدعون إلى موتي، أو يستخدمون لغةً مجردة من الإنسانية ضدي…
من جهة أخرى، طرح الصحفي سؤالاً على المسؤولين التنفيذيين حيث قال: "أريد أن أسأل أيضاً، ماذا فعلتم، وماذا تفعلون لمعالجة خطاب الكراهية الذي يملأ الهواء ويغطي تغطيتنا، خاصة في الأشهر القليلة الأولى من الحرب؟".
إلى ذلك، أجاب تومبسون، أنه "راضٍ بشكل عام عن كيفية تغطية الشبكة للحرب الإسرائيلية على غزة، بينما أقرّ بأنه من المستحيل القيام بهذا النوع من القصص حيث يوجد أشخاص لديهم آراء قوية للغاية من كلا الجانبين، دون ارتكاب أخطاء في بعض الأحيان".
وأضاف: "أن شبكة سي إن إن أصبحت أفضل في الاعتراف بالأخطاء ومحاولة تصحيحها" مشيرا: "ردًّا على مخاوف الموظف من تجريدها من إنسانيتها، إلى أن الثغرات في التغطية هي نتيجة لمحدودية الوصول إلى غزة". كما قال أيضًا: "أعتقد أن حقيقة أنه كان من الصعب جداً بالنسبة لنا حتى وقت قريب نسبياً".
وتابع: "وحتى اليوم، الوصول بشكل كامل إلى الأرض داخل غزة، جعل من الصعب علينا تقديم قصص شخصية فردية عن ما كان عليه الحال بالنسبة لسكان غزة، بالطريقة التي كان من الممكن لنا أن نقدمها بشكل أكبر مع قصة عائلات أولئك الذين قتلتهم حماس واختطفتهم خلال عمليتها على إسرائيل".
واسترسل بأنه: "لو كان لدى الشبكة نفس إمكانية الوصول إلى غزة كما هو الحال مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، مستشهداً بقصة نشرتها الشبكة عن أحد منتجيها الذين تم القبض عليهم في غزة".
ووفقًا للصحفية نفسها، قد انضم موظف آخر في غرفة الأخبار للاعتراض على تغطية الشبكة غير النقدية لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك وزير الحرب، يوآف غالانت. حيث قال: "أعتقد أن الكثير منا شعروا بقوة تجاه حقيقة أن هناك مذيعين كبار جدًا لم يعترضوا على أشخاص مثل وزير الدفاع الذي استخدم ما يعتبره القانون الدولي لغة إبادة جماعية، وكل تلك الأشياء التي شكلت الصفحات السبع الأولى من القضية القانونية لجنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية.
بعدها انتقلت الموظفة إلى "العيون الثانية" حيث قالت: "إذا أردنا ثقافة تقدر التنوع حقًا، فعلينا أن نكون صادقين حقًا، فلا أحد يفهم ذلك بشكل صحيح. ولكن لم يكن لدينا المنتجون الرئيسيون من القدس في شركة العيون الثانية المقدسية ولم يكن لدينا منتج عربي في الشركة لبعض الوقت".
ومضى الموظف إلى قول إن "الصحفيين المسلمين أو العرب في شبكة سي إن إن يشعرون بأن عليهم إدانة حماس لتبرئة أسمائهم وأن يأخذوا على محمل الجد كصحفيين. وتدخل طومسون قائلاً إنه يبدو أن الناس يتحدثون الآن وأنه يرحب بالمناقشات التحريرية".
من جهة أخرى، اعترض موظف آخر على هذا التوصيف، وأشار إلى أن "الصحفيين العرب والمسلمين يسيرون على خط صعب بين الشعور بالفخر بالعمل لدى سي إن إن بينما يواجهون ضغوطاً من عائلاتهم ومجتمعاتهم بسبب العمل لدى شبكة ذات تحيز واضح لإسرائيل".
وأضافت موظفة أخرى، قائلة: "أعتقد أنه من المهم جدًا أن تعرفوا أن درجة العنصرية التي يواجهها أولئك الذين ينحدرون من أصول عربية ومسلمة داخل إسرائيل، ويغطون أخبار إسرائيل، كانت غير متناسبة مع استهدافنا من قبل المنظمات المؤيدة لإسرائيل، وما كان علينا سماعه".
إلى ذلك، قالت الصحيفة: "في النهاية، إنه في نهاية الاجتماع تدخلت أمانبور، وأشادت بتقارير كل من كلاريسا وارد وندى بشير وجمانة كرادشة واقترحت أن يكون لدى شبكة سي إن إن المزيد من الخبراء مثلهم على الأرض وفي الميدان، خاصة في بداية النزاع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة قطاع غزة غزة قطاع غزة الصحافة الدولية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العیون الثانیة أعتقد أن سی إن إن حیث قال
إقرأ أيضاً:
كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية
النمسا – انتقدت وزيرة خارجية النمسا السابقة ازدواجية موقف الغرب تجاه الجنائية الدولية مقارِنة بين رفضه مذكرة اعتقال رئيس وزراء إسرائيل وإشادته بمذكرة التوقيف التي صدرت سابقا بحق رئيس روسيا.
وكتبت كنايسل في قناتها على “تلغرام”: “ردا على مذكرة الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وصفت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية المحكمة الجنائية الدولية بأنها معادية للسامية، في حين أن الغرب صفق للمحكمة عندما أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأسباب مشكوك فيها.. أما الآن فقد تم اعتبار قرار المحكمة الجنائية الدولية عملا معاديا للسامية”.
وأضافت: “لم أكن أبدا من أنصار المحكمة الجنائية الدولية أو غيرها من المحاكم المماثلة، لكن ما يحدث الآن قد يؤدي إلى فوضى قانونية كاملة”.
وكانت “المحكمة الجنائية الدولية” التي لا تعترف روسيا الاتحادية بولايتها القضائية قد أصدرت في مارس 2023 مذكرة “اعتقال” بحق الرئيس بوتين، والمفوضة الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا، استنادا لاتهامات ملفقة من نظام كييف ورعاته بـ”خطف روسيا أطفال دونباس”، في إشارة إلى أطفال دور الأيتام الذين أجلاهم الجيش الروسي عن المناطق المحررة، إلى دور الرعاية في روسيا إنقاذا لهم من قصف قوات كييف للمناطق المحررة في جمهورية دونيتسك.
واشتغلت ماكينة كييف والغرب التضليلية حينها حول مصير هؤلاء الأطفال، الذين أعلنت روسيا لذويهم في أوكرانيا إن وجدوا، استعدادها لتسليم الأطفال إليهم، وأخطرت بذلك المنظمات الدولية ونظام كييف عبر مفوضية حقوق الطفل الروسية.
وتعليقا على قرار المحكمة، أكد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن روسيا لا تعترف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية القضائي، وأن أي قرارات لها باطلة وغير مقبولة من وجهة النظر القانونية.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إلى أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا معنى له بالنسبة لروسيا.
كما علق دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بأنه لا توجد حاجة لتوضيح استخدام وثيقة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس فلاديمير بوتين، مرفقا تعليقه بصورة أيقونية تظهر الأورق المستخدمة وقد آلت إلى المرحاض.
وكتب مدفيديف على حسابه باللغة الإنجليزية على “تويتر”: “أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد فلاديمير بوتين.. ليست هناك حاجة لتوضيح مكان استخدام هذه الوثيقة”.
المصدر: RT