الوعي النقدي وتحولات الإبداع .. وزيرة الثقافة تفتتح المؤتمر الدُولي الثالث لمعهد النقد الفني
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
افتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، فعاليات المؤتمر الدُولي الثالث للمعهد العالي النقد الفني، بأكاديمية الفنون، برئاسة الدكتورة رانيا يحيى، ويقام تحت شعار "الوعي النقدي وتحولات الإبداع، في الفترة من 3 إلى 7 مارس الجاري.
نيفين الكيلاني: المؤتمر يُشكل منصةً مهمّةً للحوار والنقاش بين النقاد والمبدعين ممّا سيساهم في إثراء المشهد النقدي وتطويره
وقالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة: "إن الوعي النقدي هو بمثابة البوصلة التي تُرشدنا في خضم هذه التحولات، وهو ما يدفعنا إلى إعادة النظر في مفاهيمنا وتصوراتنا للإبداع بشكلٍ مستمر، فمن خلال النقد البناء، نستطيع أن نُثري الساحة الثقافية بأفكارٍ جديدة، ونُحفز الإبداع على التطور والتجديد".
وأضافت:"تُعد أكاديمية الفنون، بدورها الريادي، من أهم المؤسسات التي تُساهم في نشر الوعي النقدي وتعزيزه، وذلك من خلال برامجها التعليمية والثقافية المتنوعة"، وإنّني على ثقةٍ تامّةٍ بأنّ هذا المؤتمر سيُشكل منصةً مهمّةً للحوار والنقاش بين النقاد والمبدعين، ممّا سيساهم في إثراء المشهد النقدي وتطويره".
وقال الدكتور هشام جمال الدين، نائب رئيس الأكاديميـة: "تكمن أهمية المؤتمر كونه يطرح ويعالج العديد من القضايا المرتبطة بالإبداع، والتنوع الثقافي، وسؤال الهوية، بما يحفز من إعلاء قيمة الوعي والفهم في مختلف المجالات، وهو ما يتسق مع رؤية الوزارة، في تأسيس منظومة قيم ثقافية إيجابية في المجتمع تحترم التنوع والاختلاف، وتمكن الإنسان المصري من اكتساب المعرفة"
وقدمت الدكتورة رانيا يحيى، عميد المعهد العالي للنقد الفني، الشكر لوزيرة الثقافة، على قبولها الرئاسة الشرفية للمؤتمر، وعلى كل الدعم الذي تقدمه لتطوير منظومة الأداء بالأكاديمية، ولمختلف الجهات المعنية بالعمل الثقافي والإبداعي بمصر.
وأكدت يحيى، أن المؤتمر يأتي لأول مرة بالحضور -الفعلي-، حيث أقيمت الدورتان السابقتان من خلال الإنترنت -جراء جائحة كورونا-، وتأتي هذه الدورة الثالثة بمشاركة 58 باحثًا، من مصر و 6 دول عربية، هي "المغرب، الجزائر، السودان، الإمارات، السعودية، الأردن"، ليمتد هذا المؤتمر على مدار أربعة أيام، بواقع 11 جلسة نقدية، ومائدتين مستديرتين، يشارك فيها أكثر من 76 متحدثًا، وثمنت يحيى، جهود معهد النقد الفني في تشكيل الحركة النقدية، انطلاقا من رؤية وطنية وحضارية مصرية رائدة .
أعقب افتتاح المؤتمر، تفقد وزيرة الثقافة لعدد من الأماكن والقاعات التابعة للمعهد العالي للنقد الفني، والتي تم تطويرها خلال المرحلة الراهنة، كما تفقدت المساحة الملحقة مؤخرًا بمكتبة معهد النقد الفني، والمقرر ضمها للمكتبة للاستفادة منها في توسيع مساحة المكتبة، لتصبح قادرة على استيعاب المزيد من الإصدارات والمراجع البحثية ومختلف الوسائل التي تخدم أهداف التعليمية بالمعهد، ووجهت وزيرة الثقافة بتوفير أشكال الدعم اللازم لهذا الصدد.
يستهدف المؤتمر إلقاء الضوء على الجهود النقدية الحديثة في مجال الفنون والإبداع، وتطوير الواقع المعاصر للفنون والإبداع في العالم العربي،ومواكبة النظريات الحديثة في نقد الإبداع والفنون والآداب، وتأطير راهن الفنون والإبداع في ظل تحديات العولمة والثورة الرقمية، والوقوف على أثر التنوع الثقافي على الفنون والإبداع،و إثراء الدرس النقدي بأبحاث جديدة تتناول العلاقة بين الإبداع والهوية والخصوصية الثقافية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أكاديمية الفنون الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة الوعي النقدي
إقرأ أيضاً:
رسالة من الدكتورة تسنيم الغنوشي إلى والدها في ذكرى اعتقاله
رسالة من الدكتورة تسنيم الغنوشي إلى والدها الشيخ راشد الغنوشي في الذكرى الثانية لاعتقاله ليلة السابع والعشرين من رمضان..
مرت سنتان على اعتقالك ليلة السابع والعشرين من رمضان. ليلة يحتفي بها المسلمون والتوانسة ويتبركون بها فيصطفونها لإحياء مناسباتهم مثل الخطبة والختان وغيرها من الأفراح.
ليلة سبعة وعشرين، ليلة مباركة في قلوب المسلمين غير أنها أصبحت منذ سنتين تذكي ذاكرة وملابسات اعتقالك الجبان. ليلة اقتحم فيها زهاء مائة أمني بيتنا وقت الإفطار مطوقين المكان من كل الجهات عائثين فيه تفتيشا داخل كل تفاصيله ومحتوياته على مرأى ومسمع حفيدتيك ذاتَيْ الستة سنوات والسّنتين بينما كنت تتهيأ وبقية العائلة للإفطار سريعا ثم الانطلاق إلى جامع الزيتونة المعمور لإحياء تلك الليلة المباركة.
أتساءل أي عقل يقرن ليلة الرحمة والمغفرة بالمرور إلى تنفيذ برنامج اعتقال غريم سياسي بما ينتهك حرمة الشهر وحرمة العمر وحرمة المقام، وحرمة وقت الإفطار. واضح ان من هندس هذا كان يرمي إلى مضاعفة الصدمة ولكن خاب مسعاه حيث كنت مثلا للثبات والهدوء والسكينة والصبر.
يبدو أن من هندس اعتقالك في هذه الليلة كان لا يسعى فقط إلى تسجيل ما يخيل إليه أنه إنجاز سياسي في غياب إنجازات تذكر، كما لا يسعى فقط إلى بناء مشهدية تفرض صورة القوة والسيطرة التي لا تخضع إلى أي منطق أو أخلاق أو عرف، بل يرمي بشكل سادي إلى إحداث أقصى درجات الألم والحزن وتحويل أفراح المؤمنين إلى أحزان. لا يمكن أن يصدر مثل هذا العمل إلا عن عقل منبت عن دفء المشاعر الدينية بل معاد لها. عقل ناقم بشدة أيضا على قيم الحرية والديمقراطية التي تؤمن بها وتنافح عنها ولم تدخر جهدا ولا طاقة للدفاع عنها، عقل لا يرضى أن تسير الأمور نحو ترسيخ هذه القيم.
أتساءل أي عقل يقرن ليلة الرحمة والمغفرة بالمرور إلى تنفيذ برنامج اعتقال غريم سياسي بما ينتهك حرمة الشهر وحرمة العمر وحرمة المقام، وحرمة وقت الإفطار. واضح ان من هندس هذا كان يرمي إلى مضاعفة الصدمة ولكن خاب مسعاه حيث كنت مثلا للثبات والهدوء والسكينة والصبر.لا أحتاج أن أصف لك هذا العقل فأنت قد خبرته لعقود طويلة وظللت تسعى لترويضه وجعله يطبّع مع الديمقراطية والقبول بالآخر. غير أن هذا العقل لم يعش في المنطقة إلا بتحالفه مع الديكتاتورية، واحتمائه بها، عقل كسول لم يعتمد إلا على عصا السلطة وسوطها ولم يحتج يوما ان يثبت نجاعته في غير انتاج العنف، ولم يسع يوما إلى بناء وطن يتسع لكل أبنائه. بعد تفويت فرصة وفرتها الثورة لمثل هذا البناء، هاهو يدمر البلاد تدميرا ويدخلها في متاهات لا يُعرف لها قاع. ماذا جنت البلاد من سجنك غير السير وراء شهوة الإقصاء والسلطة والقمع؟ شهرُ إمساك الشهوات والصبر وضبط النفس وتدريبها على ما لا تحبه لا يردَع من يسعى وراء شهوة الإقصاء والسلطويّة عن المضي قدما في ما لا يقبله العقل ولا الخلق ولا الدين.
ونحن على مشارف العيد الخامس الذي سيحل وأنت في معتقلك، ورغم الألم الذي يعتصرنا لغيابك عنا في شهر رمضان وكل أيام السنة، رغم بعدك عن بيتك وزوجتك وأولادك وأحفادك وجميع من يحبك، فإنك حاضر معنا دوما في تفاصيل الحياة اليومية وخلال رمضان بالدعاء وكل آذان وقيام ونسك: نتذكر جلوسك الذي تستمر فيه بالذكر بعد صلاة الصبح إلى وقت الضحى، توجهك نحو القبلة بالدعاء بعد تناولك تمرة في وقت الإفطار، موعظتك لأحفادك وهم مجتمعون حولك بعد الصلاة، قيامك الليل، دعاء القنوت في كل الصلوات لفلسطين وكل الأمة، كلها تفاصيل وعبادات نذكرك بها ونحاول إحياءها بالشكل الذي تفعل فنشعر اننا متواصلون معك بمواصلة إحيائها كما تحييها.
ذكرى اعتقالك الدنيء تعتصرنا ألما خاصة خلال هذا الشهر وفي هذه المناسبة ولكننا، كما تعلمنا منك أيضا، دائما واثقون في صحة البوصلة التي تحدوك، بوصلة الحرية، كما أننا مطمئنون إلى رحمة الله وقضائه وتدبيره.
بالرغم من رغبات الإستبداد في حجب فكرك عن مجتمعك و سعيه المحموم إلى طمس فكرة الحرية وتشويه الوعي بها، فكتبك التي اشتغلت بتأصيل هذه الفكرة في الفكر الإسلامي المعاصر تجوب العالم باللغات المختلفة. رغم السجن وقمع حريتك بعزلك عن العالم في زنزانة، فإن أفكارك تناقش في اصقاع الدنيا واسمك يتردد على ألسنة احرار العالم في مشارق الأرض ومغاربها، بين المشيد بأفكارك والمناقش لها والناقد لها، وكلهم يجتمعون على استنكار ما تتعرض له من سجن واستهداف. عبثا يحاول سجانوك، فلم يزدك سجنك إلا رفعة في سلم التضحيات والثبات. أعلم أيضا يقينا أنه لك خلوة مع الله وفسحة للسبح في عالم الروح الذي لا يحده باب الزنزانة ولا سلطة مشوهة. على أمل فرج قريب، كلنا ثقة في الله، كما ظللت تردد دائما، وكما اثبتت الثورة السورية، أن ليل الظلم مهما طال وعربد، فان الصبح حتما آت.
واختتم هذه الكلمات بدعاء والدتي لك وبكلماتها يوم عيد ميلادها قبل يومين:
حبيبنا وتاج رؤوسنا العزيز، راشد، أسأل الله أن يفرج عنك وعن جميع المظلومين ويرفع عنك وعن الجميع هذه الغمة ويعيدك إلينا سالماً معافى يارب وأن يرزقك الصحة والسلامة والثبات والصبر والصمود ان الله على كل شيء قدير وبكل شي عليم….
#غنوشي_لست_وحدك