الكمأ 4 أضعاف اللحم والـجانرك بربع مليون.. كيف تحولت الكوجة إلى رمز للرفاهية؟ - عاجل
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
من المعروف ان الجلوس في المطاعم ذات التصنيف العالي، وركوب سيارات فخمة او شراء الهواتف الباهظة عند أول نزول لها للاسواق، جميعها من علامات "الرفاهية"، فعملية الشراء احيانًا ولاسيما لدى الاغنياء لاترتبط بالحاجة إلى الشيء، بل بمدى كونه نادرًا احيانًا، او مدى القدرة على جلبه في الوقت الذي لايستطيع الكثيرون جلب هذا الشيء.
ولايتوقف هذا الامر حتى اذا كان الشيء الباهظ الثمن لايعكس كلفته وقيمته الحقيقية لإيجاده، أي لايمتلك من المواد الاولية النادرة او باهظة الثمن لتصنيعه، او لايعتبر سعره العالي ناجم من صعوبة إيجاده وكلفة تصنيعه، بل من الطبيعي جدًا ان يتم دفع اموال كبيرة مقابل شيء لاقيمة مادية له وان سعره المرتفع فقط لانه متواجد بقلة "ولفترة مؤقتة" اي انه سيتوفر بعد فترة من الزمن بكثرة وستنخفض اسعاره بسهولة.
لكن الاغنياء، يتقصدون تحديدًا شراء هذا المنتج الذي لايكلف شيئًا أبدًا، باثمان باهظة فقط لكي يكونوا هم اول من حصل عليه مقارنة بباقي الفئات او الطبقات، او حتى للتنافس مع الفئات من طبقاتهم ذاتها، فهذا التنافس والتسارع على شراء الشيء "قبل الجميع" وفور نزوله وتوفره، قادر على ان يجعل شيء يخرج من العدم او لايتم الانفاق عليه لانتاجه وتصنيعه وايجاده، يتم تسعيره باثمان مرتفعة، لتكون الثمرات الصغيرة الخضراء غير الناضجة ذات الطعم الحامض المسماة بـ"الكوجة"، يكون سعرها اكثر من 300 الف دينار عراقي للكيلوغرام الواحد، أو ان سعر كيلو الكمأ الذي يسمى عادة بأنه "لحم الفقراء" لانه ينبت بالصحراء دون اي عناء ونتيجة الامطار فقط، وطعمه يشبه طعم اللحم، الا ان سعر الكيلو غرام منه يعادل 3 او 4 اضعاف سعر كيلو اللحم، ليكون سعر كيلو الكمأ بـ60 الف دينار عراقي.
هذا ماتم تسجيله بالفعل في اسواق المحافظات التي تعد الموطن الاول لإنبات وخروج هذه النباتات، فموسم الكوجة او مايسمى في كردستان بـ"الجانرك" يبدأ في شهر اذار مع بدء الربيع، كما ان موسم الكمأ ايضا بدأ الان في الانبار وكردستان ايضا، لوجود مساحات صحراوية كبيرة وبسبب الامطار الاخيرة التي ضربت مناطق شمال وغرب العراق، لينبت الكمأ، ولكون هذه الثمار او المنتجات الغذائية بدأت بالنزول توًا وبكميات قليلة قبل ان يتم توفيرها بشكل اكبر في الايام القادمة، لذلك سجلت اسعارا مرتفعة وهائلة في اسواق المحافظات التي بدأت تخرج فيها توًا وتظهر في اسواقها.
وتأتي هذه الاسعار كما غيرها من المنتجات التي لاتعكس اسعارها قيمتها الحقيقية او لاتحمل سعر كلفة مرتفع بل هي لاتحمل اي كلفة، لكن اسعارها ناجمة من "العرض والطلب"، فالطلب الحالي هو من قبل الاغنياء الذين يريدون ان يثبتوا رفاهيتهم الان بشراء هذه الثمار والمنتجات قبل الجميع ليكونوا اول من يتذوقوها، لذلك يتم رفع اسعار هذه المنتجات التي نزلت للتو، لكنها ستنخفض اسعارها بمرور الايام وبغضون ايام قليلة فقط مع نزول المزيد من الكميات بعد نضوجها، فضلا عن انتهاء الطلب العالي للاغنياء عليها بعد ان اكتفوا من شراء "النزول الاول".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
"يونيسيف": بحلول عام 2050 سيزداد عدد الأطفال المعرضين لموجات الحر بثمانية أضعاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف تقرير صدر اليوم الأربعاء، عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أنه بحلول الفترة ما بين 2050 - 2059، يمكن أن يزيد عدد الأطفال المعرضين لموجات الحر الشديدة بمقدار ثمانية أضعاف، ويزيد عدد الأطفال المعرضين للفيضانات بمقدار ثلاثة أضعاف، وعدد ضحايا حرائق الغابات بمقدار ضعفين، مقارنة بالعقد الأول من القرن الـ21.
وحذرت المديرة العامة لليونيسف كاثرين راسل، حسبما أوردت قناة "أر تي بي أف" التلفزيونية البلجيكية، من أنه بدون اتخاذ إجراءات ملموسة و"تدابير عاجلة" من جانب زعماء العالم، فإن عقودا من التقدم الذي تم تحقيقه، وخاصة بالنسبة للفتيات، معرضة للخطر، مشددة على أن الأطفال يواجهون العديد من الأزمات، بدءًا من الصدمات المناخية ووصولًا إلى المخاطر عبر الإنترنت، ومن المتوقع أن تتزايد هذه التهديدات في السنوات المقبلة.
وأشارت إلى أن تأثير هذه المخاطر المناخية على الأطفال سيختلف حسب أعمارهم وصحتهم ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي وقدرتهم على الوصول إلى الموارد الأساسية، فالطفل الذي يتمتع بمأوى مقاوم للمناخ، وبنية تحتية للتبريد، والرعاية الصحية، والتعليم، والحصول على مياه الشرب، سيكون لديه فرصة أفضل لمقاومة الصدمات المناخية.
وذكر التقرير أنه من الناحية الديمغرافية، تضم منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا أكبر عدد من الأطفال في العالم، في حين ستنخفض نسبة الأطفال في جميع المناطق بسبب شيخوخة السكان، وعلى الرغم من أنها لا تزال مرتفعة، فمن المتوقع أن تنخفض نسبة الأطفال في إفريقيا إلى أقل من 40%، مقارنة بـ 50% في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفي شرق آسيا وأوروبا الغربية، ستنخفض هذه النسبة إلى أقل من 17%، في حين وصلت إلى 29% و20% على التوالي في بداية القرن، وفي مواجهة هذه التغيرات الديموغرافية، "يتعين على بعض الدول توسيع نطاق الخدمات المقدمة للأطفال، في حين يتعين على دول أخرى الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للسكان المسنين"، كما توصي المنظمة.
ويسلط التقرير، الذي نُشر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، الضوء أيضًا على الفرص والمخاطر المرتبطة بالتكنولوجيات الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وتحذر اليونيسف من استمرار الفجوة الرقمية، مما يحد من الوصول إلى المهارات الرقمية للعديد من الشباب، وخاصة في الدول المنخفضة الدخل، وبحلول عام 2024، سيكون أكثر من 95% من الأشخاص في الدول المرتفعة الدخل متصلين بالإنترنت، مقارنة بنحو 26% فقط في الدول المنخفضة الدخل.
وتتوقع اليونيسيف أيضًا حدوث تقدم في متوسط العمر المتوقع والحصول على التعليم الابتدائي، وبحلول خمسينيات القرن الحادي والعشرين، من المتوقع أن يستفيد ما يقرب من 96% من أطفال العالم من التعليم الابتدائي، مقارنة بنحو 80% في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويدعو صندوق الأمم المتحدة إلى الاستثمار في التعليم والبنية التحتية المستدامة، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وضمان الاتصال الآمن وتصميم التكنولوجيا لجميع الأطفال.
واختتم فيليب هينون المتحدث باسم اليونيسف في بلجيكا، حديثه قائلًا: "يجب أن تظل حقوق الأطفال هي نورنا الذي نسترشد به للتغلب على التحديات العالمية، ومن خلال ضمان هذه الحقوق، يمكننا خلق مستقبل يعطي الأولوية للأمن والمساواة والفرص لكل طفل".