ابتزاز فانتحار أم قتل بالسم؟.. جدل في مصر بعد وفاة طالبة العريش
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أعادت النيابة العامة في مصر التحقيق في وفاة طالبة جامعة العريش، في شمال سيناء، التي توفيت في ظروف غامضة، بعد أن قالت روايات إنها تعرضها لابتزاز بصور خاصة، فيما قال محامي أسرتها إنها تعرضت للتسمم، ونفى شبهة الانتحار.
وتقول بعض الروايات المنتشرة على مواقع التواصل إن نيرة الزغبي (19 عاما) انتحرت للتخلص من ابتزاز زملائها في المدينة الجامعية والكلية، بعد حصولهم على مقاطع مصورة لها في أوضاع خاصة، فيما أكد آخرون أنها تعرضت للقتل بالسم، وأن قطتها نفقت فورا بعد أن شربت من نفس الكوب الذي كان لنيرة، والأخيرة رواية تناقلها محامي الأسرة.
وقررت النيابة العامة، السبت، إعادة التحقيق في وفاة نيرة، المعروفة بطالبة العريش، بعدما انتهت التحقيقات في المرة الأولى إلى عدم وجود شبهة جنائية وراء وفاتها يوم 24 فبراير.
وقال البيان إنه "إزاء ما تم تداوله إعلاميا وبمواقع التواصل الاجتماعي قامت نيابتا استئناف المنصورة والإسماعيلية بإعادة فتح التحقيقات في الواقعة".
واستخرجت النيابة الجثمان وأمرت بتشريحه لبيان سبب الوفاة، وشرعت في استدعاء كل من له صلة بالواقعة أو لديه معلومات، وفحص الموبايلات (الهواتف) الخاصة بكل المتهمين وتفريغ محتواها، وكذا تفريغ الكاميرات الخاصة بالمدينة الجامعية.
وقررت وزارة الداخلية إيقاف والد زميلة لها متهمة بابتزازها عن العمل، ورتبته رائد، لضمان نزاهة التحقيق، وفق صحيفة الشروق.
وكانت نيرة وصلت إلى مستشفى العريش في 24 فبراير مصابة بهبوط حاد في الدورة الدموية، ودخلت في غيبوبة ثم فارقت الحياة.
وبعد ذلك، دشن طلبة في الجامعة ومستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي حملة تحت شعار "حق طالبة العريش" كاشفين أن وفاة نيرة كانت بعد خلافات بينها وإحدى زميلاتها "نتيجة لمشادة كلامية".
وبحسب موقع المصري اليوم فقد صورتها زميلتها "خلسة أثناء استحمامها لإذلالها والتنمر عليها نتيجة المشادة التي وقعت بينهما".
ونقل الموقع عن صديقات الطالبة "نيرة" أن "زميلتها أرسلت لها تهديدات كثيرة، بأنها سوف تقوم بفضحها بنشر تلك الصور على تطبيقات التواصل الاجتماعي، مطالبة إياها بالاعتذار لها، حيث رضخت الطالبة للأمر واعتذرت على مجموعة خاصة على تطبيق الواتساب الخاص بطلبة الكلية لإنهاء الخلاف".
وتشير صحيفة "الشروق" إلى تداول صورة التقطت خلسة للطالبة نيرة أثناء وجودها داخل الحمام، ثم ابتزازها بها من قبل زملاء آخرين في الجامعة، ما دفعها للانتحار.
وفي صورة متداولة لمحادثة على تطبيق واتساب، طرح أحد الطلاب استفتاء على "جروب الدفعة"، يطلب التصويت على طرح الصورة يوم السبت أو اليوم الساعة 12، دون تحديد هوية صاحب الصورة، وتزعم إحدى الروايات أن هذه المحادثة كانت سببا أخيرا في تزايد الضغوط على طالبة العريش.
وزعم أحد الحسابات أن الطلاب المتهمين بابتزاز الطالبة كتبوا على مجموعة واتساب: "الشيخة اللي كانت بتصلي بينا فالسكن وعاملها نفسها إمام، تحبوا نفضحها يوم السبت ولا النهاردة الساعة 12 بالليل؟".
والأحد، قال صلاح محمود عبد الرازق، والد نيرة، إنه تقدم بشكوى إلى مكتب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يطالبه فيها بالتحقيق في وفاة ابنته.
وأكد والدة الفتاة في تصريحات لصحيفة الفجر أن "الجميع يشهد بأخلاقها وتقواها وإيمانها بربها، مشددا على أن هذا الإيمان يتنافى تماما مع فكرة الانتحار".
وتشير الشكوى، وفق الصحيفة، إلى أن زميلة لنيرة في السكن الجامعي اتصلت بها في يوم الحادث، وأخبرتها بأنها مريضة وتتقيأ، وتم نقلها إلى مستشفى الجامعة بالعريش، نحو الساعة 5:30 مساء، "دون أن يقوم أحد بتقديم الإسعافات الأولية لها".
من جهته، قال محمد سلامة، محامي أسرة نيرة، في تصريحات لبرنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي، إن الضحية، قبل وفاتها بساعات قليلة، كانت تتحدث مع والدها على الهاتف، وقد حول لها مبلغا ماليا.
ونفى المحامي فرضية ابتزاز زميلتها لضعف المستوى المادي للضحية وعائلتها.
وفقا للمحامي، فإن الضحية شعرت مع إفطارها من الصيام بمغص شديد في المعدة، وأخبرت والدتها على الهاتف بذلك، وذهبت أيضا لمشرفة المدينة الجامعية تشتكي لكن المشرفة تأخرت في التصرف، حتى اتصلت برئيس المدينة الجامعية وبدوره اتصل بالعميد، وتأخروا جميعا في نقل الطالبة إلى المستشفى.
وأضاف المحامي أن والد نيرة عندما ذهب إلى المستشفى، وجد ابنته موصولة بجهاز الأكسجين وأنابيب بفمها بعد أن استغرقت محاولات إنقاذها ساعات طويلة لكن دون جدوى.
وذكر المحامي أن "الضحية ماتت مسمومة" مستندا في اعتقاده هذا إلى "موت قطة (هرة) بعد أكلها من نفس السرفيس (طبق الطعام) الذي كانت تأكل منه الضحية، قائلا: "أؤكد أن نيرة ماتت مسمومة لأن بعدها بقليل سرفيس الأكل اختفى، ووضع بمكان ما، وقطة وصلت له وكلت منه وماتت، فهذا دليل على وضع السم في الأكل أو الشراب".
وقال سلامة إن تقرير الوفاة المبدئي أشار إلى "حالة سم شديدة"، متابعا: "السم تم وضعه في طعام الإفطار، الانتحار مستبعد البنت كانت مؤمنة وكانت صائمة وتصلي، وكانت تحاول أن تبعد إحدى زميلاتها عن الغلط الذي تفعله مع زميلها (مواعدة زميلها)".
وقد نشر موقع "القاهرة 24" صورة وثيقة قال إنها للتقرير الطبي يؤكد دخولها للمستشفى وهي في حالة "إعياء شديد نتيجة تناولها مادة سامة"، إذ وصلت وهي " تعاني من اضطراب في درجة الوعي وهبوط حاد في الدورة الدموية، ونبضها ضعيف ناتج عن تناولها مادة سامة غير معلومة، حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية لها إلا أنها فارقت الحياة".
ونفى ابن عم الطالبة للموقع أن وفاة "نيرة" كان بسبب تناولها لمادة سامة، وقال إنها "توفيت بمادة سامة غير معلومة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: طالبة العریش
إقرأ أيضاً:
حالة ترحيل أخرى بسبب دعم غزة.. طالبة تلجأ للقضاء الأميركي
أظهرت وثيقة قضائية أن طالبة أميركية من أصل كوري، تدرس في جامعة كولومبيا ولديها إقامة دائمة قانونية في الولايات المتحدة وشاركت في احتجاجات داعمة للفلسطينيين، رفعت دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب لمنع ترحيلها.
وتعيش يونسيو تشونغ (21 عاما) في الولايات المتحدة منذ كانت في السابعة من عمرها، لكن تم إبلاغ فريقها القانوني قبل أسبوعين بإلغاء وضع الإقامة الدائمة القانونية الخاص بها، وذلك حسبما ورد في الوثيقة لدى المحكمة الجزئية الأميركية للمنطقة الجنوبية من نيويورك.
وجاء في الدعوى التي رفعتها تشونغ، الإثنين، أن إدارة ترامب تقول إن وجودها في الولايات المتحدة "يعيق خطط البلاد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية".
ولم تعتقل تشونغ، لكن مسؤولي الهجرة وزاروا مسكنها عدة مرات بحثا عنها.
وتعهد ترامب بترحيل المتظاهرين الأجانب المؤيدين للفلسطينيين، واتهمهم بـ"دعم حركة حماس وتشكيل عقبات أمام السياسة الخارجية الأميركية ومعاداة السامية".
ويقول المتظاهرون، وبعضهم من جماعات يهودية، إن الإدارة تخلط خطأ بين انتقادهم لإسرائيل ودعمهم لحقوق الفلسطينيين من جهة، ومعاداة السامية ودعم حماس من جهة أخرى، وندد المدافعون عن حقوق الإنسان بإجراءات الحكومة.
وجاء في الدعوى التي رفعتها تشونغ، أن الإجراءات المتخذة ضدها "تشكل جزءا من نمط أوسع من محاولات الحكومة الأميركية قمع أنشطة الاحتجاج المحمية بالدستور، وغيرها من أشكال التعبير عن الرأي".
كما تقول: "تركز حملة القمع الحكومية بشكل خاص على طلاب الجامعات الذين يعبرون علنا عن التضامن مع الفلسطينيين، وينتقدون الحملة العسكرية المستمرة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية في غزة".
وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي أن تشونغ انخرطت في سلوك مثير للقلق، بما في ذلك عندما ألقت الشرطة القبض عليها خلال احتجاج في كلية بارنارد وصفته الوزارة بأنه "مؤيد لحماس".
ولم يقدم المتحدث مزيدا من التفاصيل حول هذا السلوك المذكور، لكنه قال إنها "مطلوبة لإجراءات الترحيل بموجب قوانين الهجرة"، وسوف تتاح لها الفرصة لعرض قضيتها أمام قاض مختص بالهجرة.
وتذكر الواقعة بأزمة محمود خليل، الطالب الذي شارك في احتجاجات جامعة كولومبيا واعتقل هذا الشهر ويطعن على احتجازه، وهو أيضا مقيم دائم بشكل قانوني في البلاد.
واتهمه ترامب، من دون تقديم أدلة، بدعم حماس، وهو ما ينفيه خليل.
وهناك حالات أخرى مشابهة، فقد اعتقلت السلطات بدر خان سوري، وهو طالب هندي يدرس في جامعة جورج تاون، الأسبوع الماضي، وحظر قاض اتحادي ترحيله.
كما طلب مسؤولون أميركيون من طالب بجامعة كورنيل يدعى مومودو تال تسليم نفسه، الجمعة، حسبما قال محاموه، مشيرين إلى إلغاء تأشيرته.