جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-02@14:31:49 GMT

إعادة النظر في التأشيرة السياحية

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

إعادة النظر في التأشيرة السياحية

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

يبدو لي أنَّ التأشيرة السياحية التي تسمح بدخول رعايا نحو 100 دولة إلى سلطنة عُمان من خلال الحصول عليها مُباشرة فور وصولهم إلى السلطنة، تحتاج إلى إعادة نظر من قبل الجهة المانحة؛ بسبب سوء استغلال بعض من هؤلاء القادمين إلى بلادنا لهذه التأشيرة لأغراض بعيدة كل البعد عن الهدف الأساسي من منحهم هذه التأشيرة، وهو غرض السياحة.

إذ إنهم فور وصولهم إلى أرض الوطن الذي يُرحِّب بالجميع، يبدأ هذا الزائر في البحث عن وظيفة وطرق الأبواب ومزاحمة الباحثين عن العمل، وما يزيد من الطين بلة أن هؤلاء يتحوَّلون إلى متسولين يطرقون الأبواب وينتشرون في المجمعات التجارية يطلبون المساعدة. هذا الأمر وهذه المشاهد تتكرر وأصبحت واضحة للعيان، من خلال استغلال فترة إقامتهم في السلطنة من أجل التكسب والعمل. وقد لاحظتُ ذلك مع انطلاق معرض مسقط الدولي للكتاب؛ حيث استغل هؤلاء الزوار فترة إقامتهم لطلب العمل كعارضين في المعرض مقابل أجر يومي. كما يطرق هؤلاء أبواب الشركات والمطاعم ومحلات البيع بالتجزئة من أجل الحصول على العمل ولو بأجر زهيد حتى موعد انتهاء فترة التأشيرة، ومن ثم يُجدِّدون التأشيرة أو يسافرون ويعودون من جديد ويتكرر نفس السيناريو.

هؤلاء الذين يأتون تحت زعم السياحة لا تستفيد منهم الدولة؛ بل قد يمثلون عبئًا، ويجب وضع شروط صارمة للسماح لهم بدخول الأراضي العمانية، فكما هو معلوم أن معظم الدول تضع شروطًا مقابل الحصول على التأشيرة من بين هذه الشروط وجود حجز في أحد الفنادق مع توفر رصيد مصرفي للسائح بالإضافة إلى تذكرة العودة. هذه الشروط يجب أن توضع في الاعتبار كشرط أساسي لكل من يرغب في زيارة بلادنا الحبيبة.

أما ما نراه ظاهرا للعيان من انتشار المئات من هؤلاء من الجنسين يأتون بهدف البحث عن عمل، لذا يجب غلق هذا الباب كليًا؛ لأن المضار من وجودهم أكبر من المنافع المتوقعة، فلن تستفيد البلد من وجودهم؛ بل تتحمل الكثير أثناء تواجدهم.

ونأمل من الجهات الحكومية أن تراقب الوضع، لأنه أصبح مقلقًا ولا بُد من وضع حد لهذا النوع من التأشيرات التي يُساء استغلالها. وكثير من الأحيان نقرأ في الأخبار أنَّ الشرطة استوقفت مجموعة من النساء وعدداً من الرجال بتهمة الإخلال بالأخلاق والآداب العامة ومخالفة قانوني العمل وإقامة الأجانب في محافظات مختلفة، وأغلب هؤلاء كانوا قد دخلوا البلاد بتأشيرة سياحة، وهنا نجد تبعات كبرى مثل الاتجار بالبشر وإلحاق أضرار بالمجتمع. في المقابل، هناك سياح حقيقيون من جنسيات متعددة يأتون إلى بلادنا وتنطبق عليهم الشروط، ويستأجرون السيارات ويتجولون في الأسواق والأماكن السياحية، ويسكنون في الفنادق، ولديهم برنامج سياحي متنوع، ولا شك أن هؤلاء مُرحب بهم؛ لأنهم يعرفون مكانة السلطنة كوجهة سياحية تستحق الزيارة لتنوع المقومات السياحية فيها.

علينا أن ندرك أن السياحة غير المسؤولة لا تجلب لنا إلّا المشكلات، ونحن في غنى عنها؛ إذ لا نُريد أن نرى أجنبيًا دخل البلد تحت زعم "السياحة" لكنه يطرق الأبواب ويمارس التسول أو الأعمال المنافية للآداب، أو أنه لا يجد مكانًا ينام فيه، لأنه لا يملك ثمن الإقامة وينام في الحدائق العامة وعلى الأرصفة داخل الأحياء السكنية، وهذا النوع لا يجب أن نسمح بدخوله.

الأرقام والمؤشرات التي ينشرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تكشف أن أعدادًا كبيرة من الزوّار دخلوا السلطنة بهدف السياحة، لكن الأرقام لا تنعكس على الواقع السياحي، والتطور الذي ننشده، ومن هنا فإنَّ الضرورة تفرض على كل الجهات المعنية أن تعزز من الشروط الصارمة التي تضمن جدية الزائر وغرضه في السياحة الحقيقية التي تثري لا التي تُضيف إلينا أعباءً اقتصادية واجتماعية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليوم الوطني العماني.. دور الإعلام في الاحتفاء وتعزيز الهوية الوطنية

تستعد سلطنة عمان للاحتفال باليوم الوطني المجيد، الذي يُحتفى به في 18 نوفمبر من كل عام، ويُعتبر مناسبة تُظهر تاريخ السلطنة العريق، وتبرز القيم الوطنية والتقاليد العمانية. في هذا الإطار، يلعب الإعلام دورًا أساسيًا في توثيق الفعاليات ونقل الرسائل الوطنية إلى الجمهور، ما يتطلب تخطيطًا دقيقًا واستعدادات مسبقة لضمان تغطية شاملة ومتميزة. ولا تقتصر التغطيات الإعلامية على نقل الأحداث فحسب، بل تشمل أيضًا تعزيز الهُوية الوطنية والمساهمة في رفع الوعي حول الإنجازات والتطورات التي تشهدها السلطنة.

خلال هذا الشهر، يستعد الشعب العماني للاحتفال بذكرى الإنجازات الوطنية، حيث يسود حماس كبير في مختلف أنحاء السلطنة. تتزين المدن والقرى بالأعلام والزينة، وتُقام الفعاليات الثقافية والاجتماعية، ما يُظهر الفخر والاعتزاز بالوطن. إن استعداد العمانيين يعكس روح الوحدة والانتماء، وهو ما ينبغي توثيقه بدقة عبر التغطيات الإعلامية.

تبدأ العملية بمرحلة التخطيط التحريري، والتي تُعتبر من العوامل الأساسية لنجاح أي تغطية. تشمل هذه المرحلة تحديد القصص الرئيسية التي ينبغي إبرازها، وتوزيع المهام بين المراسلين والمصورين بناءً على تخصصاتهم، ما يضمن تنوع وجودة المحتوى. كما يسهم التعاون مع المؤسسات الإعلامية الأخرى في توحيد الجهود وتقديم محتوى شامل. يساعد التخطيط الجيد الفرق على توقع التحديات المحتملة، مثل تأخر وصول المعلومات أو التغييرات المفاجئة في مواعيد الفعاليات. وعمل خطة طوارئ يعزز من ثقة الفرق الإعلامية، ما يمكنها من تقديم تغطية مهنية متميزة.

كما يبرز دور المراسلين الميدانيين في التعامل مع الظروف المتغيرة خلال التغطية. يتطلب الأمر الاستجابة الفورية للتحديات غير المتوقعة، مثل التغيرات في الأحوال الجوية أو تأخير الأحداث. إن التحضير المسبق يساعد على الاستجابة بمرونة، حيث يمكن للمراسلين الاعتماد على سيناريوهات بديلة تُجنبهم أي تأخير أو نقص في المعلومات.

يعد التحضير النفسي والبدني للمراسلين من العناصر الجوهرية، نظرًا لأنهم قد يتعرضون في بعض الأحيان لظروف عمل قاسية. يساهم التخطيط الفعّال في تعزيز ثقتهم، ما يضمن أنهم يقدمون أداءً متميزًا، وهذا بدوره ينعكس بشكل إيجابي على جودة التغطية.

من جهة أخرى، يبرز أهمية التصوير الفوتوغرافي والتقنيات الحديثة في عملية التغطية. تُعد معرفة المواقع الاستراتيجية للصور وتجهيز المعدات المناسبة من الأمور الأساسية التي تُعزز من جودة التغطية. كما يُساعد التقدم التقني في تسريع عملية جمع المعلومات وتوزيعها، ما يتيح للجمهور الوصول السريع للمحتوى الحي والمباشر.

ويساهم التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الإعلامية في تعزيز نجاح التغطيات الوطنية، إذ يساعد على تحسين تنظيم الفعاليات وتوفير الدعم اللوجستي للصحفيين، ما يرفع من جودة التغطية، ويقلل من التحديات اللوجستية التي قد تواجه الفرق الإعلامية.

كما تُعتبر الخبرات السابقة للصحفيين، سواء كانوا مبتدئين أو مخضرمين، من العوامل المؤثرة في كيفية تعاملهم مع التحديات. كما تتيح التجارب السابقة للصحفيين الجدد التعلم من الأخطاء وتطوير مهاراتهم، ما يساهم في تحسين جودة التغطيات في المستقبل.

باختصار، يُعد التخطيط الدقيق والمسبق هو العنصر الحاسم في تحقيق تغطية ناجحة للأحداث الوطنية. من خلال التنظيم والتوزيع الفعّال للمهام، والاستعداد لمواجهة التحديات المفاجئة، يتمكن الإعلام من تقديم صورة مشرقة عن السلطنة، وإيصال رسالة وطنية متكاملة إلى الجمهور.

إن العمل الجماعي والتنسيق الفعّال بين الفرق يعززان من القدرة على تقديم تغطية تعكس الهوية الوطنية، وتسلط الضوء على القيم والتقاليد التي تميز السلطنة، ما يساهم في تعزيز روح الانتماء لدى المواطنين، ويؤكد دور الإعلام كحلقة وصل بين الحدث والجمهور.

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة يناقش خطة العمل لتطوير المنتجات السياحية المصرية
  • وزير السياحة يبحث خطة عمل المرحلة المقبلة
  • خطة حكومية لتطوير المنتجات السياحية المصرية.. وزير الآثار يكشف التفاصيل
  • فرص عمل للشباب في السويس.. اعرف الشروط والتخصصات المطلوبة
  • اليوم الوطني العماني.. دور الإعلام في الاحتفاء وتعزيز الهوية الوطنية
  • مستشار قانوني يوضح الحالات التى يحق للشركات انهاء العقد دون موافقة الموظف…فيديو
  • الورشة يتناول كوميديا البارودي التي لا تستهدف الضحك
  • "السياحة البيئية وأثرها على العمالة" ندوة بالاقتصاد الزراعي
  • انطلاق ورش العمل التي تنظمها جمعية البيئة بالمدينة المنورة
  • خطوات التقديم على وظائف سكك حديد مصر.. الشروط والمميزات