ما سرّ انجذاب الجمهور العربي لأبي عبيدة؟
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
رغم الدمار والمعاناة الهائلين في غزة، لا تزال التغطية الإعلامية لحماس تصور معركة فعالة وانتصارات ضد إسرائيل. راني بالوت - ناشيونال إنترست
"أبوعبيدة" هو الاسم الحركي للناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، والذي يظهر بشكل منتظم على شاشات التلفاز في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مرتديا الزي العسكري الأخضر والكوفية الحمراء.
يقدم أبو عبيدة تحديثات عن جهود حماس الحربية والتطورات السياسية ذات الصلة منذ 7 أكتوبر. ويعلن في خطابات قصيرة، يلقيها بلهجة متحدية، عن إنجازات تكتيكية وخسائر فادحة لإسرائيل بينما يعد بنصر وشيك.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، فإن أول ظهور علني للشخصية كمتحدث عسكري باسم القسام يمكن إرجاعه إلى الصراع بين غزة وإسرائيل عام 2006. قال الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2023 إن اسمه الحقيقي هو حذيفة كحلوت، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسقط رأسه هي قرية ناليا في غزة. ولم تعلق حماس ولا القسام على الأمر.
اكتسب أبو عبيدة منذ 7 أكتوبر شعبية هائلة وجاذبية في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي. وتصور وسائل التواصل الاجتماعي العربية الناس، بما في ذلك الأطفال، ملتصقين بشاشات التلفزيون في انتظار خطاباته. وتظهر لافتات كبيرة تحمل صورته في العديد من الدول والمدن العربية والإسلامية، مثل بيروت وتركيا والأردن. كما ظهرت لافتاته في ملاعب كرة القدم في تونس وليبيا.
ومن اللافت للنظر أن الفنانين والممثلين وحتى الأكاديميين العرب والمسلمين أعربوا عن إعجابهم ودعمهم لأبي عبيدة كرمز للمقاومة الفلسطينية. ووصفت إحدى الممثلات السوريات أنها تفضل الاستماع إلى صوت أبو عبيدة في الصباح على الأيقونة اللبنانية فيروز. كما قال الممثل المصري محمد رمضان إنه سيجسد شخصية أبو عبيدة في عمل درامي مستقبلي، ردا على دعوة وسائل إعلام إسرائيلية لمقاطعة أعماله الدرامية.
على موقع X، انتشر على نطاق واسع منشور يظهر ورقة امتحان تحتوي على أسئلة تتعلق به وبإنجازات حماس في حرب غزة. والأخطر من ذلك هو أن تقارير وسائل الإعلام الإخبارية عن شعبيته شملت تغطية الأطفال في الجزائر والمخيمات الفلسطينية في لبنان لتقليده كنموذج يحتذى به، وانتحال حركاته أثناء ارتداء الملابس العسكرية والكوفيات.
منذ الساعات الأولى لهجمات 7 أكتوبر، رافقت تصريحات أبو عبيدة لقطات متطورة للغاية تم نشرها على تطبيق تليغرام تظهر مقاتلي حماس وهم يقاتلون القوات الإسرائيلية في غزة. ظهرت تسجيلات أبو عبيدة لأول مرة على قناة الأقصى التابعة لحماس ومقرها غزة والعديد من قنوات التلغرام المرتبطة بحماس.
لعبت قنوات التلغرام هذه دورًا مهمًا في نشر رواية حماس. وعلى الرغم من حظر قناة الأقصى والعديد من قنوات التلغرام المرتبطة بحماس، إلا أن الأبحاث تسلط الضوء على الدور الذي لعبته في نشر رواية حماس عن الحرب، مما ساعد على تعزيز مشاركة الجمهور.
وليس من المستغرب أن تكون قناة الجزيرة هي الرائدة في وسائل الإعلام العربية الرئيسية في الترويج لحملة أبو عبيدة. وقد التقطت تصريحات أبو عبيدة المسجلة التي بثتها قناة الأقصى في وقت واحد، كما قامت ببث خطاباته كاملة. وبعيدًا عن البث المباشر، غالبًا ما تظهر سلسلة مقاطع الفيديو المسجلة لأبي عبيدة مع عناوين مثيرة تهدف إلى تمجيده كبطل مقاومة.
كما تقوم قنوات إخبارية عربية رئيسية أخرى، مثل قناة العربي ومقرها قطر وقناة الميادين ومقرها لبنان، بنشر خطابات أبو عبيدة وسرد حماس للحرب. وبالإضافة إلى بث خطاباته بشكل منتظم مصحوبة بمقالات صحفية إيجابية، كما أنتج صحفيو العربي العديد من مقاطع الفيديو الترويجية لأبي عبيدة، واصفين إياه بأنه رمز المقاومة.
وبشكل عام، وجدت رواية حماس عن الحرب موطنا لها في الكثير من وسائل الإعلام الإخبارية العربية، وتم تضخيم رسائلها بسهولة للوصول إلى جمهور كبير في الشرق الأوسط. ونتيجة لذلك، فإن مثل هذه المؤسسات الإخبارية قادرة، من خلال انتشارها الجماهيري، على التأثير الكبير بالرأي العام العربي.
يبدو أن معظم وسائل الإعلام العربية وأغلبية الجمهور العربي تؤيد رواية حماس عن الحرب ضد إسرائيل، بغض النظر عن الوضع الاستراتيجي للحرب، والدمار الهائل في غزة. وتعتمد التغطية الإعلامية على قيام حماس بقتل أعداد كبيرة من القوات الإسرائيلية، وتدمير مئات الدبابات والأسلحة، ومعاناة الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة لتعبئة قوات الاحتياط، والانقسام السياسي الذي يمزق المجتمع الإسرائيلي.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة مواقع التواصل الإجتماعي هجمات إسرائيلية وسائل الاعلام وسائل الإعلام روایة حماس أبو عبیدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
فيلم "مريم العذراء" يضع نتفليكس في ورطة
واجهت منصة نتفليكس ردود فعل عنيفة بعد إصدار الإعلان الدعائي لفيلم عن السيدة مريم العذراء، يحمل اسم "ماري"، ويشارك في بطولته العديد من الممثلين الإسرائيليين، بما في ذلك نوا كوهين التي تلعب دور البطولة.
ومن المقرر عرض الفيلم في السادس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إذ "يُقدّم منظوراً جديداً لقصة ميلاد المسيح (من خلال عيون مريم)"، بحسب ما ذكرته نتفليكس.
ووفقاً لتوضيح الفيلم، فإنه "يروي قصة ميلاد المسيح، ورحلة مريم العذراء، ومطاردة الملك هيرودس (الذي يلعب دوره أنتوني هوبكنز) لتعقبهم، خوفاً من تهديد حكمه".
ويضم طاقم العمل العديد من الممثلين الإسرائيليين الآخرين، مثل إيدو تاكو، الذي يجسد شخصية يوسف النجار، وأوري فيفر، وميلي أفيتال، وكيرين تسور، وهيلا فيدور.
ولقي المقطع الدعائي للمسلسل انتقادات واسعة من الجمهور، الذين اتهموا منصة البث العملاقة بمحو الجذور الفلسطينية للشخصيات، وإشراك ممثلين إسرائيليين في قصة تاريخية دينية تدور أحداثها في الشرق الأوسط.
وأشارت تقارير إعلامية إلى وجود أخطاء تم تصويرها في المقطع الدعائي، أبرزها "أن الكتاب المقدس لم يذكر أن مريم كانت عاقراً، ولم يبدأ أحد أعمال شغب ضدها عندما كانت حاملاً".
من جانبه، وصف المخرج دي جي كاروسو الفيلم بأنه قصة "وصول إلى مرحلة النضج" حول "امرأة شابة ذكية وقوية الإرادة تواجه تحديات هائلة، أهمها التغلب على الوصمة الاجتماعية، والتهرب من ملك غيور، وتحمل عبء مصير يغير العالم".
ودافع كاروسو أيضاً عن قرار اختيار ممثلين إسرائيليين، قائلاً: "إنه كان من المهم بالنسبة لنا أن يتم اختيار ماري، إلى جانب معظم فريق التمثيل الأساسي لدينا من إسرائيل لضمان الأصالة".
يذكر أنه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أدان الجمهور إزالة نتفليكس لمكتبة كاملة من الأفلام الفلسطينية، في خطوة وصفها كثيرون بأنها معادية لفلسطين. ومع ذلك، أوضحت منصة البث أن العناوين تم إزالتها بسبب انتهاء صلاحية التراخيص.