الرئيس يتوعد بانتزاع مرتبات الموظفين ويحدد - جهات - تمنع صرفها
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن الرئيس يتوعد بانتزاع مرتبات الموظفين ويحدد جهات تمنع صرفها، وفي التدشين بمدرستي 26 سبتمبر للبنين والفرات للبنات بالعاصمة صنعاء، بحضور رؤساء مجالس النواب الأخ يحيى علي الراعي والوزراء الدكتور عبدالعزيز بن .،بحسب ما نشر صحيفة 26 سبتمبر، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الرئيس يتوعد بانتزاع مرتبات الموظفين ويحدد - جهات - تمنع صرفها، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
وفي التدشين بمدرستي 26 سبتمبر للبنين والفرات للبنات بالعاصمة صنعاء، بحضور رؤساء مجالس النواب الأخ يحيى علي الراعي والوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور والشورى محمد حسين العيدروس، والقضاء القاضي أحمد المتوكل، ألقى فخامة الرئيس كلمة، بارك فيها لأبنائه الطلاب والطالبات في مختلف مدارس محافظات الجمهورية، بدء العملية التعليمية والعام الدراسي الجديد.
وقال: "في هذا الصباح الباكر المفعم والمشرق بنور العلم والمعرفة، أتقدم لأبنائي الطلاب في مدرستي 26 سبتمبر للبنين والفرات للبنات، وفي عموم مدارس الجمهورية اليمنية، بجزيل المباركة والسلام على بدء العام الدراسي الجديد، الذي سيكون حافلاً بالعلوم والمعرفة، وسيحظى باهتمام من قبلنا جميعاً في مؤسسات الدولة".
وأضاف: "أهنئ، من عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء، عاصمة الصمود، كل أبنائنا في جميع مدارس الجمهورية، وكلي أمل وثقة أنهم مستقبل اليمن الذي سيبني البلاد".
وأشار الرئيس المشاط إلى أن الشعب اليمني قدم أنهاراً من الدماء من أجل الحفاظ على حاضر ومستقبل اليمن والأجيال.. معتبراً أجيال اليوم هم اللبنة الأولى لبناء مستقبل اليمن الذي قدّم اليمنيون أنهاراً من الدماء من أجل الحفاظ عليه.
وأكد أن صمود أبناء اليمن، خلال السنوات الماضية، سيلمس أثره ونتيجته الأجيال.. وقال: "الصمود في السنوات الماضية سيقع أثره ونتيجته عليكم أنتم أجيال المستقبل وستحظون بالاهتمام من كل مؤسسات الدولة".
ولفت فخامة الرئيس إلى أن تدشين العام الدراسي الجديد في الساعات الأولى من اليوم الأول يأتي تتويجاً لتوجه الدولة في الاهتمام بالتعليم.. مؤكداً أن أجيال المستقبل ستحظى بالرعاية من كل مؤسسات الدولة، ومن أبناء المجتمع بصورة عامة.
ووجّه التحية للعاملين في الحقل المدرسي والمدرسين الصابرين والصامدين؛ رغم إجراءات العدوان القاسية التي ترتب أثرها على الوضع المعيشي لأبناء الشعب اليمني بما في ذلك شريحة المعلمين التي تستحق من الجميع التقدير والاحترام.
وأضاف: "أعد المعلمين في الحقل المدرسي بأنهم سيحظون باهتمام بالغ من قبلنا جميعاً" .. مشيراً إلى أن "رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم أعلنا، منتصف الأسبوع الماضي، أن حافز المعلم سيكون جاهزاً، وأن طباعة نصف الكتاب المدرسي ستكون جاهزة - بإذن الله تعالى".
وجدد الرئيس المشاط التأكيد على العمل على توفير الحوافز والراتب في المستقبل، وسيتم انتزاع ذلك من تحالف العدوان الذي يمنع إيصاله، ويمنع تسديده، من خلال منعه لتصدير الثروات اليمنية النفطية والغازية.
وعرّج فخامة الرئيس على الحوارات مع السعودي .. وقال: "نحن نُجري الحوارات وتوقفت، أًريد أن يعلم كل من يعمل في الحقل المدرسي وموظفي الدولة، أني شخصياً مشرف على المفاوضات مع العدو، التي توقفت عند نقطة تسليم الراتب من ثرواتنا النفطية والغازية".
وتطرق إلى أن السعودي كان : "مستعدا أن يسدد الرواتب من لديه، لكن لا نقول من ثرواتنا النفطية والغازية، ماذا يعني هذا، يعني أنه يريد أن ينهب ثروتنا النفطية والغازية، ويحولها للبنك الأهلي السعودي، ومن ثم يتصدق على موظفي شعبنا، وهذا ما رفضناه، وهو السر في تعثر المفاوضات في المرحلة الماضية، وسنعمل على أن تصلكم وتصل كل موظفي الدولة بما فيها المعلمين في الحقل المدرسي".
وتابع: "كان الملاحظ والغريب أن الأمريكي هو الذي أصر على السعودي في الامتناع عن تسديد فواتير المرتبات في الفترة الماضية، وأرسلنا رسائل نصح للأمريكي ألا يكون لديه في كل بيت يمني عدو، فعندما يعرف اليمنيون أن أمريكا من تمنع تسليم الرواتب، سيكون أمامها شريحة أكثر من مليون وثلاثمائة ألف موظف، يعول كل موظف أسرة مكونة من خمسة أفراد، ما يعني أن أمريكا وبريطانيا تستعدي عشرة إلى 15 مليون يمني خلال منعهما تسليم الرواتب".
وأردف الرئيس المشاط: "كلي أمل وثقة بأن المعلم قد صبر كثيراً وواصل حث الخطى، ما جعله قدوة لبناء الأجيال" .. داعياً كافة أبناء الشعب اليمني إلى الاهتمام بالمعلم واحترامه دوره؛ باعتباره قدوة حسنة من خلال الانضباط والمثابرة والأداء الرائع والعالي.
ومضى: "هذه هي العوامل التي تفرض علينا جميعاً في مجتمعنا اليمني أن نحترم المعلم والمعلمة؛ كونهم يشكلون قدوة في الأداء الحسن والنشاط والمثابرة".
وخاطب فخامة الرئيس المعلمين والمعلمات: "ثقوا أننا جميعا سنكون عند حسن ظنكم ونقدر الصعوبات والمعوقات والمعاناة التي تلحقكم وأسركم، إلا أنها إجراءات عدوانية مُورست علينا جميعاً، وعلى أبناء شعبنا، وأنتم في مقدمتها".
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس فخامة الرئیس إلى أن
إقرأ أيضاً:
???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
( عميد التَنوير ، نِحرِير النبوءاتِ العَتيقة )
في أعمق لحظاتي مع نفسي صدقاً ، لا أراني أعظَمُ مَيلاً للحديث عن الشخصيات، إن تكرَّمَت وأسعفَتني الذاكرة ، فقد كتبتُ قبل عن فيلسوفِ الغناء مصطفى سيد أحمد ، والموسيقار الكابلي ، والمشير البشير ، وشاعر افريقيا الثائر ؛ الفيتوري .
لا أجدُني مضطراً لمدح الرّجال ، ولكنها إحدى لحظات الإنصاف ، ومن حسن أخلاق الرجال أن ينصفوا أعداءهم، دعك من أبناء جلدتهم ونبلائها ، والرجلُ ليس من قومنا فحسب، بل هو شريف قوم وخادمهم ، خطابه الجَسور يهبط حاملاً “خطاب” ابن يعمر الإيادي لقومه ، وخطبة درويش “الهندي الأحمر” ، و”بائية” أبي تمّام ، وتراجيديا الفيتوري في “التراب المقدّس” ..
عبد الرحمن ، لم يكن حالة مثقفٍ عادي ، “عمسيب” مثالٌ للمثقف العضوي قويّ الشَّكِيمَة ، العاملِ علَى المقاومة والتغيير والتحذير ، المحاربِ في ميادين التفاهة والتغييب والتخدير ، المتمرّد على طبقته ، رائد التنوير في قومه ، ظلّ يؤسس معرفياً وبأفقٍ عَالمٍ لنظرية اجتماعية ، نظرية ربما لم تُطرح في السوح الثقافية والاجتماعية من قبل ، أو لربما نوقشت على استحياء في همهمات أحاديث المدينة أو طُرحَت في ظلام الخرطوم عَهداً ثم غابت . هذا الرجل امتلك من الجسارة والثقافة العميقة بتفاصيل الأشياء وخباياها ، ما جعله يُقدم على تحطيم الأصنام السياسية والثوابت الاجتماعية وينفض الغبارَ عن المسكوت عنه في الثقافة والاجتماع والسياسة.
عمسيب قدم نظريةً للتحليل الاجتماعي والسياسي ، يمكن تسميتها بنظرية ( عوامل الاجتماع السياسي) أو نظرية ( النهر والبحر) في الحالة السودانية ، فحواها أن الاجتماع البشري يقوم على أسس راسخة وليس على أحداث عابرة . فالاجتماع البشري ظلّ منذ القدم حول ( القبيلة Tribe ) ثم ( القوم Nation ) ثم ( الوطن Home) ثم ( الدولة country) . هذا التسلسل ليس اجتماعيٌ فحسب، بل تاريخيٌ أيضاً ، أي أن مراحل التحَولات العظيمة في بِنية المجتمعات لا يصح أن تقفز فوق الحقب الاجتماعية ( حرق المراحل).. فالمجتمعات القَبَلية لا يمكنها انتاج (دولة) ما لم تتحول إلى (قومية) ، ثم تُنتج (وطن) الذي يسع عدد من القوميات ، ثم (دولة) التي تخضع لها هذه القوميات على الوطن ، مع تعاقد هذه القوميات اجتماعيا على مبادئَ مشتركة، وقيمٍ مضافة ، كالأمن والتبادل الاقتصادي وادارة الموارد ، والحريات الثقافية ونظام الحكم .
هذه النظرية تشير إلى أن الاجتماع السياسي في السودان ظل في مساره الطبيعي لمراحل التسلسل التاريخي للمجتمعات والكيانات ، إلى أن جاءت لحظة ( الاستعمار) Colonization . ما فعله الاستعمار حقيقة ، أنه وبدون وعي كامل منه ، حرق هذه المراحل – قسراً – وحوّل مجتمعات ما قبل الدولة ( مجتمعات ما قبل رأسمالية) إلى مجتمعات تخضع للدولة.
فالمجتمعات التي كانت في مرحلة ( القبيلة) او تلكَ في مرحلة( القومية) قام بتحطيم بنيتها وتمحوراتها الطبيعيه وتحويلها إلى النموذج الرأسمالي الغربي ، خضوع قسري لمؤسسات الدولة الحديثة، مجتمع ما بعد استعماري ، تفتيت لمفاهيم الولاءات القديمة الراسخة ، بل وتغييرها إلى نظم شبه ديموقراطية، وهذا بالطبع لم يفلح، فبعد أن حطّم المستعمر ممالك الشايقية ودولة سنار ومشيخات العرب بكردفان ومملكة الفور ، وضم كل ذلك النسق الاجتماعي ( القبلي / القومي) إلى نسق الوطن/ الدولة.. أنتج ذلك نخب وجماعات سياسية ( ما بعد كولونيالية ) تعيش داخل الدولة ، لكنها تدير الدولة باللاوعي الجمعي المتشبّع بالأنساق التقليدية ( القبيلة / الطائفة / القومية) ، أي مراحل ماقبل الوطن والدولة.
ما نتج عن كل هذه العواصف السياسية والاجتماعية ، والاضطرابات الثقافية، أن هذه المجتمعات والقوميات التي وجدت نفسها فجأة مع بعضها في نسق جديد غير معتاد يسمى ( الدولة) ، وأقصدة بعبارة ( وجدت نفسها فجأة) أي أن هذا الاجتماعي البشري في الاطار السياسي لم يتأتَ عبر التمرحلات الطبيعيه الانسانية المتدرجة للمجتمعات، لذا برزت العوامل النفسية والتباينات الثقافية الحادة ، الشيئ الذي جعل الحرب تبدأ في السودان بتمرد 1955 حتى قبل اعلان استقلاله . ذات الحرب وعواملها الموضوعيه ومآلاتها هي ذات الحرب التي انطلقت في 2002 ثم الحرب الأعظم في تاريخنا 2023 .
أمر آخر شديد الأهمية، أن دكتور عبد الرحمن ألقى حجرا في بركة ساكنة، وطرق أمراً من المسكوت عنه ، وهو ظاهرة الهجرات الواسعة لقوميات وسط وغرب افريقيا عبر السبعين عاما الماضية ( على الأقل) , فظاهرة اللجوء والهجرات الكبيرة لقبائل كاملة من مواطنها لأسباب التصحر وموجات الجفاف التي ضربت السهل الافريقي، ألقت بملايين البشر داخل جغرافيا السودان، مما يعني بالضرورة المزيد من المنافسة العنيفة على الأرض والموارد وبالتالي اشتداد الحروب والصراعات بالغة العنف، وانتقال هذا التهديد الاستراتيجي إلى مناطق ومجتمعات وسط وشمال السودان ( السودان النّهري)
اذن ، سادتي ، فنظرية (الاجتماع السياسي ، جدلية الهوية والتاريخ ) هذه تؤسس لطرائق موضوعيه ( غير منحازة) لتفسير الظواهر الاجتماعية والثقافية وجدليات الحرب والسلام ، وتوضّح أسباب ظاهرة تعدد الجيوش والميليشيات القبلية والمناطقية والخطابات المؤسسة ديموغرافياً ، وما ينسجم معها من تراكمات تاريخيه وتصدّعات اجتماعية عميقة في وجدان تلك الجماعات العازية .. التوصيات البديهية لهذا الخطاب ، أن الحلّ الجذري لإشكاليات الصراع في السودان هو بحلّ جذور أزمة الهوية، والهوية نفسها لم تكن ( أزمة) قبل لحظة الاستعمار الأولى ، بالتالي تأسيس كيانات جديدة حقيقية تعبّر عن هويات أصحابها والعقد الاجتماعي المنعقد بين مجتمعاتها وقومياتها .
النظرية التي أطلق تأسيسها دكتور عبد الرحمن، لم تطرح فقط الأسئلة الحرجة ، بل قدمت الإجابات الجسورة وطرقت بجراءة الأبواب المرعبة في سوح الثقافة والاجتماع والسياسة في السودان.
Mujtabā Lāzim
إنضم لقناة النيلين على واتساب