هل يجوز الإفطار في رمضان للمسافر؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
حكم الإفطار في رمضان للمسافر.. يبحث الكثير من المسافرين عن حكم الإفطار في نهار رمضان، وذلك تزامنا مع بدء العد التنازلي لبدء شهر رمضان 2024، الذي يحل علينا هذا العام فلكيًا يوم الإثنين 11 مارس 2024،
من جانبها، كشفت دار الإفتاء المصرية، حكم صيام المسافر، مشيرة إلى أنه يجوز للصائم المسافر الإفطار في حالة سفره قبل طلوع الفجر وتزيد مسافة سفره عن 85 كيلو متر، ولكن في حالة سفر الصائم خلال النهار، ولا تتعدى مسافة سفره عن 85 كيلو متر ففي هذه الحالة يستكمل صيامه.
وقالت دار الإفتاء إنَّ من أراد السفر في نهار رمضان فليس له أن يفطر إلا أن يخرج من مدينته قبل طلوع الفجر وهو ينوي الإفطار، فإن لم ينو الفطر وأصبح صائما فليس له أن يفطر ذلك اليوم، لافتة إلى أنَّ المسافر في هذه الحالة عليه أن يتم صومه، إلا إذا أصابته مشقة في السفر فإنه يفطر ويقضي بعد رمضان، ويفطر ما بعده من أيام سفره إذا شاء وإذا أصبح مسافراً وطلع عليه الفجر خارج البلد جاز له الفطر إن نواه قبل الفجر.
وفي حكم الإفطار في رمضان للمسافر قبل السفر، ذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية إلى أنَّه ليس له أن يفطر لكن لا كفارة عليه إن أفطر، بل يكفيه قضاء ذلك اليوم، فيما قال الحنابلة إنه له أن يفطر وإن بدأ صيامه في الحضر لكن الأفضل أن يستمر في الصيام، واستشهدت «الإفتاء» بقول الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر).
صوم رمضان المبارك مِن أعظم العبادات وأجلها، وأفضل القربات وأحسنها، وهو فرضٌ على كلِّ مكلَّف، لعموم قول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].
ومع كونه واجبًا على المكلَّف، إلا أنَّ الشرع الحنيف قد رخَّص للمسافر أن يُفطر مَتَى كانت مسافةُ سَفَرِهِ تُقصَر في مثلها الصلاةُ، ثم يَقضي ما أفطره عدةً مِن أيامٍ أُخَر، لقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].
وهذا ما عليه جماهير الفقهاء مِن المذاهب الفقهية المتبوعة. ينظر: «البحر الرائق» للإمام زين الدين ابن نُجَيْم الحنفي (2/ 304، ط. دار الكتاب الإسلامي)، و«مواهب الجليل» للإمام شمس الدين الحَطَّاب المالكي (2/ 443، ط. دار الفكر)، و«الحاوي الكبير» للإمام المَاوَرْدِي الشافعي (3/ 445، ط. دار الكتب العلمية)، و"كشاف القناع" للإمام أبي السعادات البُهُوتِي الحنبلي (1/ 505، ط. دار الكتب العلمية).
ولا فرق في كون السفر برًّا أو بحرًا ما دام قد تحقق في السفر شروطُه المعتَبَرةُ شرعًا، مِن بلوغه مسافة القصر، وعدم وجود نِيَّةِ الإقامة، لقول الله عزَّ وجلَّ في كتابه الحكيم: ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [يونس: 22].
قال الإمام ابن رُشْد الجد في «البيان والتحصيل» (2/ 319، ط. دار الغرب الإسلامي): [إنَّ المسافرَ في البحر والبَرِّ سواءٌ في جواز الفطر، ووجوب القصر.. وهذا ما لا اختلاف فيه أَحْفَظُهُ] اهـ.
وعن أحقية المسافر للتنزه في شهر رمضان الأخذ برخصة الإفطار، أجاب الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال برنامج «سؤال وجواب» عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على «فيس بوك»، أن اللغة العربية تتضمن مفهوما اسمه «المطلق» وهو شيء ليس مقيدًا بأي قيد، وأي أمر في الشريعة يأتي بشكل مطلق يتم تعميمه على جميع الأحوال.
وأشار لقول الله تعالى: «ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر»، موضحًا أن الله يشرع لنا في هذه الآية الكريمة وجود رخصة للإفطار للمريض مطلقًا وللمسافر مطلقًا.
وأوضح أن هناك بعض التقييدات على حالة المرض، إنما حالة السفر مطلقة ولكن جاء بها بعض التقييدات مثل المسافة وأن يكون السفر مباحا، بمعنى أن السفر الطويل المباح الذي لا يتضمن معاصي يُؤخذ فيه برخصة الإفطار.
وتابع: «ليس هناك قيود أخرى للسفر فيما يتعلق برخصة الإفطار أثناء السفر، إذًا نظل على مبدأ الإطلاق»، مؤكدًا إذا سافر أحدهم لأمر متاح مثل صلة الرحم أو طلب العلم أو حتى التنزه له أن يستمتع برخصة الإفطار ما دام سفره يزيد على 85 كم.
وأوضح بعض ضوابط رخصة الإفطار أثناء السفر: «الشخص الذي يجوز له الأخذ بالرخصة هو من كان سفره ثلاثة أيام غير يوم الدخول ويوم الخروج، أما إذا كان أكثر من ذلك فبمجرد وصوله للمكان يعتبر مقيما وليس مسافرا».
وأضاف: «المسافر الذي له أن يأخذ بالرخصة هو من بدأ رحلته قبل الفجر، أما إذا بدا رحلته بعد الفجر أو في الصبح فهنا ليس له أن يفطر».
حكم الفطر في رمضان للمسافر في البحروأجازت دار الإفتاء، للمسافر في البحر لفترة طويلة، مثل رجلٌ يعمل على إحدى السفن التجارية، وقد يستمر سفرُه بالبحر مدةً طويلة، وأحيانًا يُدركه شهر رمضان المبارك وهو على مَتْنِهَا، أن يترخص بالفطر ما دام مسافرًا، فإن لم يكن يشق عليه الصوم ولا يتضرر منه، فالأَوْلَى له والأفضلُ أن يصوم لِيُدْرِكَ فضيلةَ الشهر المبارك وثوابَه.
اقرأ أيضاًاللهم أهله علينا بالأمن والإيمان.. دعاء استقبال شهر رمضان
دار الإفتاء المصرية: نستطلع هلال شهر رمضان الأحد القادم
أسعار عمرة العشر الأوائل من رمضان 2024
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية دار الإفتاء المصریة حکم الإفطار الإفطار فی الله تعالى شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
استخدام العطور ومستحضرات التجميل.. هل تؤثر على الصيام؟ دار الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء المصرية، إن استخدام الصائم للعطور والتطيب بها خلال نهار رمضان، لا يُفسد الصوم ولا شيء فيه، لكن من الأفضل مراعاة هذا الأمر.
استخدام العطور في رمضانوأوضحت «الافتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما حكم استخدام العطور والتطيب في نهار رمضان؟»، أن استخدام العطور خلال الصيام في نهار رمضان لا يُفسد الصوم، ولا يُفطر الإنسان، منوهة بأنه يجوز شرعًا للصائم أن يتطيب في نهار رمضان، ولا حرج عليه في ذلك، إلا أنه يجب مراعاة ألَّا يصل شيئا من الطيب إلى جوف الصائم.
وأضافت أن استعمال العطر خلال نهار رمضان ليس من المفطرات ويدل على جوازه عدم وجود دليل ينهي عنه، ولأنه ليس أكلا أو شربا أو فى معناهما، مشيرة إلى أن من يضع العطر يضعه حتى يتطيب وهذا شيء مطلوب ولكن الأفضل ألا تبالغ المرأة فى وضع العطور حتى لا يصل الرذاذ من هذه العطور الى الفم أو الأنف وهذا هو الذى يخشى منه لذلك وضع العطور لا يفسد الصوم ولكن نعتدل فى وضع العطور فى نهار رمضان.
استخدام العطور أثناء الصياموأجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن سؤال يقول “ما حكم استعمال العطور والبخور في نهار رمضان؟”.
وقال الشيخ عبد الله جاب الله، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في إجابته للسؤال من خلال فيديو لـ صدى البلد، إن المسلم في شهر رمضان عليه أن يتحرز خلال الصيام من أي شئ أو أمر قد يبطل صيامه.
وذكر أن استعمال العطور أو شم البخور، لا يفسد الصيام، لكن المرء المسلم عليه أن يبتعد عن شم هذه العطور بكثرة وعن قرب وتعمد بحيث تخرج الرائحة إلى فهمه مباشرة، فلو فعل ذلك قد يفسد صومه بهذا التصرف.