التعليم والذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أحمد بن موسى البلوشي
التعليم والذكاء الاصطناعي مجالان مترابطان بشكل وثيق؛ حيث يزخر الذكاء الاصطناعي بإمكانات هائلة لإحداث ثورة في التعليم وتحسين جودته بشكلٍ كبير، ويمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم أكثر فعالية للطلبة في مختلف مستوياتهم الدراسية واحتياجاتهم التعليمية.
وهناك الكثير من الطرق التي يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم أكثر فعالية للطلبة منها على سبيل المثال: تخصيص التعليم بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم مخصصة لكل طالب بناءً على احتياجاته ومستواه الفردي. تحسين الأداء الطلابي: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أداء الطلبة وتقديم توصيات لتحسين النتائج التعليمية. توفير تعلم تفاعلي: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم تفاعلية ومشاركة الطلبة بشكل أفضل. تقديم تغذية راجعة فورية: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تغذية راجعة فورية للطلبة بناءً على أدائهم، مما يساعدهم على تحسين أدائهم وفهم المواد بشكل أفضل. توفير التعلم عن بُعد والتعلم الذاتي: في ظل الظروف التي يمر بها النظام التعليمي، أصبح التعلم عن بُعد أمرًا شائعًا. يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير منصات تعليم عن بعد فعالة وتوفير تجارب تعلم ذاتية الاتجاه للطلبة. تطوير مناهج تعليمية مبتكرة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بأداء الطلبة واستجاباتهم للمحتوى التعليمي، مما يساعد في تطوير مناهج تعليمية مبتكرة وفعالة.
وكذلك هناك الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تؤدي دورًا مهمًا في تحسين النظام التعليمي وتوفير تعلم مبتكر وفعال، وقد يستفيد منها المعلم والمتعلم في تطوير وتجويد التعليم منها على سبيل المثال: منصات التعلم الذكي؛ إذ تعتمد هذه المنصات على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تعلم مخصصة وتفاعلية للطلبة.
نظم التعلم الذاتي: تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها لتطوير أنظمة تعلم ذاتية التكيف؛ حيث توفر توجيهات وتوصيات للطلبة لمساعدتهم في تحسين مهاراتهم بشكل فعّال.
أنظمة التقييم الآلي، والتي تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانية إنشاء نظم تقييم آلية لتقدير أداء الطلبة وتقديم تغذية راجعة فورية بناءً على تحليل البيانات.
منصات التعلم الإلكتروني الذكية: توفر منصات التعلم الإلكتروني الذكية مثل "Coursera" و"edX" تجارب تعلم مبتكرة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمكن الطلبة من الوصول إلى موارد تعليمية متقدمة ومخصصة.
ونشرت العديد من الدراسات والأبحاث حول التعليم والذكاء الاصطناعي منها: في عام 2023 عندما نشر المنتدى الاقتصادي العالمي دراسة سلطت الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم، وركزت الدراسة على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحويل مجال التعليم بشكل كبير. وفقًا للدراسة، وجدت أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُساعد في تحويل التعليم بشكل كبير، مما يُتيح للجميع إمكانية الوصول إلى تعليم عالي الجودة، ويعكس هذا التوجه تحولًا هامًا في المنهج والتقنيات التي يتم استخدامها في التعليم، مما يسهم في توفير فرص تعليمية متساوية ومتاحة للجميع.
ونشرت منظمة اليونسكو عام 2021 دراسة سلطت فيها على إمكانيات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم على مستوى العالم، وقد ركزت الدراسة على تحليل كيف يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في مجال التعليم. وفقًا للدراسة، وجدت أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تخصيص التعليم وتقديم تجارب تعلم مبتكرة وشاملة تلبي احتياجات الطلاب بفعالية أكبر.
وفي عام 2020 نشرت مجلة "التعليم العالي" نتائج مهمة حول تأثير التعلم الآلي على نتائج التعلم في التعليم العالي. وفقًا لتركيز الدراسة، تم تحليل كيفية استخدام التعلم الآلي وتأثيره على تحسين نتائج التعلم للطلبة في مؤسسات التعليم العالي، ووجدت الدراسة أن استخدام أدوات التعلم الآلي يمكن أن يُحسّن بشكل كبير من نتائج التعلم للطلبة، خاصة في مجالات مثل STEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، وهذا يشير إلى أن التكنولوجيا وتطبيقات التعلم الآلي يمكن أن تلعب دورًا بارزًا في تحسين فعالية التعلم في مجالات العلوم والتقنية.
وفي عام 2019 نشرت مجلة "التعلم والتعليم الإلكتروني" دراسة تسلط الضوء على أهمية وفعالية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم ونتائج التعلم للطلبة من خلال استعراض 114 دراسة حول هذا الموضوع، وجدت الدراسة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحسّن بشكل كبير من نتائج التعلم للطلبة، خاصة في مجالات مثل الرياضيات والعلوم. النتائج التي توصلت إليها الدراسة تبرز الفوائد الكبيرة لتطبيق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي؛ فهي تشير إلى أن استخدام التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تحسين فعالية التعليم وتحقيق نتائج أفضل للطلاب.
يمكننا القول إنَّه من خلال تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين تجربة التعلم للطلبة من خلال تخصيص التعليم وتوفير تغذية راجعة فورية وتحليلات تعلم متقدمة. وبهذه الطريقة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمارس دورًا حيويًا في تطوير نظم التعليم وتعزيز جودته، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز فرص التعلم وتحقيق تحسينات ملموسة في مجال التعليم في المستقبل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: استخدام أدوات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی یمکن أن ی تقنیات الذکاء الاصطناعی یمکن للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی تحسین جودة التعلیم والذکاء الاصطناعی التعلیم وتوفیر التعلم الآلی فی التعلیم بشکل کبیر فی تحسین من خلال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتفوق في المجال الطبي
أعلنت شركة مايكروسوفت عن تطوير أداة طبية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تدّعي أنها تتفوق بأربع مرات على الأطباء في تشخيص الأمراض المعقدة، في خطوة قد تسرّع من وتيرة العلاج وتخفف الضغط عن أنظمة الرعاية الصحية.
الأداة المسماة «Microsoft AI Diagnostic Orchestrator» هي أول مبادرة تصدر عن وحدة الذكاء الاصطناعي الصحية التي أُنشئت العام الماضي بقيادة مصطفى سليمان، المؤسس المشارك السابق لـ DeepMind، المختبر البحثي الذي أسسه ويملكه الآن منافس مايكروسوفت، جوجل.
في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، وصف المدير التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت التجربة بأنها خطوة نحو «ذكاء طبي فائق» قد يساهم في حل أزمات نقص الموظفين وفترات الانتظار الطويلة في المستشفيات.
سلسلة النقاش
تعتمد التقنية على ما يسمى بـ «المنسق» الذي يجمع لجنة افتراضية مكونة من خمسة وكلاء ذكاء اصطناعي يمثلون أدوارًا مختلفة كالافتراضات العلمية واختيار الفحوصات التشخيصية، ويتحاورون ويتناقشون لاختيار أفضل مسار للعمل.
اختبر الباحثون الأداة عبر تزويدها بـ 304 دراسات من مجلة نيو إنجلاند الطبية «NEJM» تناولت حالات طبية معقدة حُلت بواسطة الأطباء. باستخدام تقنية جديدة تسمى «سلسلة النقاش»، قدم الذكاء الاصطناعي تحليلًا مفصلًا خطوة بخطوة لكيفية الوصول إلى التشخيص.
استُخدمت نماذج لغوية كبيرة متقدمة من OpenAI، Meta، Anthropic، Google، xAI وDeepSeek، حيث حسّن المنسق أداء جميع النماذج، وكان أفضلها نموذج OpenAI o3، الذي تمكن من حل 85.5% من الحالات بشكل صحيح، مقابل حوالي 20% فقط لدى الأطباء البشر المشاركين في التجربة، رغم أن الأطباء لم يسمح لهم بالاستعانة بالكتب أو زملائهم، مما كان قد يزيد من دقة تشخيصاتهم.
مستقبل التشخيص الطبي
من المتوقع أن تُدمج هذه التقنية قريبًا في مساعد مايكروسوفت الذكي Copilot ومحرك البحث Bing، اللذين يتلقيان نحو 50 مليون استعلام صحي يوميًا.
وصرح سليمان أن مايكروسوفت تقترب من تطوير نماذج ذكاء اصطناعي ليست أفضل قليلاً فقط، بل أفضل بكثير من الأداء البشري: أسرع، أقل تكلفة، وأكثر دقة بأربع مرات.
يأتي مشروع سليمان الجديد بعد أن قاد DeepMind عدة اختراقات في مجال الرعاية الصحية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث فاز مديرها سير ديميس هسابيس بجائزة نوبل للكيمياء العام الماضي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في فك أسرار البروتينات البيولوجية.
فرص جديدة
استثمرت مايكروسوفت نحو 14 مليار دولار في OpenAI، وتمتلك حقوقًا حصرية لاستخدام وبيع تقنيتها، لكنها تواجه خلافات مع الشركة الناشئة التي تسعى للتحول إلى كيان ربحي، ما أدى إلى توترات حول شروط الشراكة المستقبلية.
وأكد سليمان أن مايكروسوفت لا تفضل نموذجًا معينًا من بين النماذج الأربعة "عالية المستوى" التي يستخدمها MAI-DxO، معتبراً أن المنسق هو العنصر الفاصل والمميز.
وأشار دومينيك كينغ، رئيس وحدة الصحة السابق في DeepMind والذي انضم إلى مايكروسوفت مؤخرًا، إلى أن البرنامج "أدى أداءً أفضل من أي شيء رأيناه من قبل"، معتبراً أن هناك فرصة حقيقية لاستخدامه كبوابة جديدة للرعاية الصحية.
علامة فارقة
ولفت كينغ إلى أن النماذج الذكية كانت موجهة أيضًا للتركيز على تقليل التكاليف، ما خفض بشكل كبير عدد الفحوصات اللازمة للوصول للتشخيص الصحيح في التجربة، موفرًا مئات آلاف الدولارات في بعض الحالات.
مع ذلك، أكد كينغ أن التكنولوجيا لا تزال في مراحلها الأولى ولم تُراجع بعد من قبل الأقران، وليست جاهزة بعد للاستخدام في البيئات السريرية.
وصف إريك توبول، طبيب القلب ومؤسس معهد سكرِبز للأبحاث التطبيقية، الدراسة بأنها "علامة فارقة"، مشيرًا إلى أنها أول دراسة تقدم دليلًا على الكفاءة والجدوى المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي في الطب، من حيث الدقة وتوفير التكاليف، رغم أنها لم تُجرَ في ممارسات طبية حقيقية بعد.
أسامة عثمان (أبوظبي)