جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@07:54:13 GMT

التعليم والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

التعليم والذكاء الاصطناعي

أحمد بن موسى البلوشي

التعليم والذكاء الاصطناعي مجالان مترابطان بشكل وثيق؛ حيث يزخر الذكاء الاصطناعي بإمكانات هائلة لإحداث ثورة في التعليم وتحسين جودته بشكلٍ كبير، ويمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم أكثر فعالية للطلبة في مختلف مستوياتهم الدراسية واحتياجاتهم التعليمية.

وهناك الكثير من الطرق التي يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم أكثر فعالية للطلبة منها على سبيل المثال: تخصيص التعليم بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم مخصصة لكل طالب بناءً على احتياجاته ومستواه الفردي. تحسين الأداء الطلابي: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أداء الطلبة وتقديم توصيات لتحسين النتائج التعليمية. توفير تعلم تفاعلي: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم تفاعلية ومشاركة الطلبة بشكل أفضل. تقديم تغذية راجعة فورية: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تغذية راجعة فورية للطلبة بناءً على أدائهم، مما يساعدهم على تحسين أدائهم وفهم المواد بشكل أفضل. توفير التعلم عن بُعد والتعلم الذاتي: في ظل الظروف التي يمر بها النظام التعليمي، أصبح التعلم عن بُعد أمرًا شائعًا. يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير منصات تعليم عن بعد فعالة وتوفير تجارب تعلم ذاتية الاتجاه للطلبة. تطوير مناهج تعليمية مبتكرة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بأداء الطلبة واستجاباتهم للمحتوى التعليمي، مما يساعد في تطوير مناهج تعليمية مبتكرة وفعالة.

وكذلك هناك الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تؤدي دورًا مهمًا في تحسين النظام التعليمي وتوفير تعلم مبتكر وفعال، وقد يستفيد منها المعلم والمتعلم في تطوير وتجويد التعليم منها على سبيل المثال: منصات التعلم الذكي؛ إذ تعتمد هذه المنصات على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تعلم مخصصة وتفاعلية للطلبة.

نظم التعلم الذاتي: تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها لتطوير أنظمة تعلم ذاتية التكيف؛ حيث توفر توجيهات وتوصيات للطلبة لمساعدتهم في تحسين مهاراتهم بشكل فعّال.

أنظمة التقييم الآلي، والتي تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانية إنشاء نظم تقييم آلية لتقدير أداء الطلبة وتقديم تغذية راجعة فورية بناءً على تحليل البيانات.

منصات التعلم الإلكتروني الذكية: توفر منصات التعلم الإلكتروني الذكية مثل "Coursera" و"edX" تجارب تعلم مبتكرة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمكن الطلبة من الوصول إلى موارد تعليمية متقدمة ومخصصة.

ونشرت العديد من الدراسات والأبحاث حول التعليم والذكاء الاصطناعي منها: في عام 2023 عندما نشر المنتدى الاقتصادي العالمي دراسة سلطت الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم، وركزت الدراسة على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحويل مجال التعليم بشكل كبير. وفقًا للدراسة، وجدت أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُساعد في تحويل التعليم بشكل كبير، مما يُتيح للجميع إمكانية الوصول إلى تعليم عالي الجودة، ويعكس هذا التوجه تحولًا هامًا في المنهج والتقنيات التي يتم استخدامها في التعليم، مما يسهم في توفير فرص تعليمية متساوية ومتاحة للجميع.

ونشرت منظمة اليونسكو عام 2021 دراسة سلطت فيها على إمكانيات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم على مستوى العالم، وقد ركزت الدراسة على تحليل كيف يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في مجال التعليم. وفقًا للدراسة، وجدت أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تخصيص التعليم وتقديم تجارب تعلم مبتكرة وشاملة تلبي احتياجات الطلاب بفعالية أكبر.

وفي عام 2020 نشرت مجلة "التعليم العالي" نتائج مهمة حول تأثير التعلم الآلي على نتائج التعلم في التعليم العالي. وفقًا لتركيز الدراسة، تم تحليل كيفية استخدام التعلم الآلي وتأثيره على تحسين نتائج التعلم للطلبة في مؤسسات التعليم العالي، ووجدت الدراسة أن استخدام أدوات التعلم الآلي يمكن أن يُحسّن بشكل كبير من نتائج التعلم للطلبة، خاصة في مجالات مثل STEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، وهذا يشير إلى أن التكنولوجيا وتطبيقات التعلم الآلي يمكن أن تلعب دورًا بارزًا في تحسين فعالية التعلم في مجالات العلوم والتقنية.

وفي عام 2019 نشرت مجلة "التعلم والتعليم الإلكتروني" دراسة تسلط الضوء على أهمية وفعالية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم ونتائج التعلم للطلبة من خلال استعراض 114 دراسة حول هذا الموضوع، وجدت الدراسة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحسّن بشكل كبير من نتائج التعلم للطلبة، خاصة في مجالات مثل الرياضيات والعلوم. النتائج التي توصلت إليها الدراسة تبرز الفوائد الكبيرة لتطبيق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي؛ فهي تشير إلى أن استخدام التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تحسين فعالية التعليم وتحقيق نتائج أفضل للطلاب.

يمكننا القول إنَّه من خلال تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين تجربة التعلم للطلبة من خلال تخصيص التعليم وتوفير تغذية راجعة فورية وتحليلات تعلم متقدمة. وبهذه الطريقة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمارس دورًا حيويًا في تطوير نظم التعليم وتعزيز جودته، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز فرص التعلم وتحقيق تحسينات ملموسة في مجال التعليم في المستقبل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: استخدام أدوات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی یمکن أن ی تقنیات الذکاء الاصطناعی یمکن للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی تحسین جودة التعلیم والذکاء الاصطناعی التعلیم وتوفیر التعلم الآلی فی التعلیم بشکل کبیر فی تحسین من خلال

إقرأ أيضاً:

لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!

في زمن تتسارع فيه علاقتنا بالتكنولوجيا، يبدو أن كلمات بسيطة مثل "من فضلك" و"شكرًا" قد تحمل ثمنًا غير متوقع. فقد أثار أحد مستخدمي منصة X  سؤالًا طريفًا لكنه عميق الدلالة، قال فيه:

كم أنفقت OpenAI على الكهرباء لأن الناس يقولون "من فضلك" و"شكرًا" لنماذج الذكاء الاصطناعي؟

وجاء الرد سريعًا من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مازحًا وبكل ثقة: "تلك الملايين كانت مُنفقة في مكانها الصحيح.. من يدري ما ستجلبه اللباقة!".

 

 

لكن خلف هذا التعليق، انطلقت تساؤلات جدّية: هل نُهدر الطاقة والموارد حين نخاطب الذكاء الاصطناعي بأدب؟ أم أن للّباقة مع الآلات قيمة تتجاوز الكلفة؟.



المجاملة ليست مجرد تكلفة… بل أسلوب تعامل



تشير تقديرات الخبراء إلى أن كل تفاعل مع روبوت دردشة يكلف الشركة مالًا وطاقة، وكل كلمة إضافية تُرسل كجزء من الطلب تستهلك المزيد من الموارد.

قال البروفيسور نيل جونسون من جامعة جورج واشنطن:"كل طلب موجه إلى روبوت مثل ChatGPT يتطلب حركة إلكترونات، وهذه الحركة تحتاج طاقة. والسؤال هو: من يدفع هذه الفاتورة؟".
ويشبّه جونسون الكلمات الإضافية بورق التغليف المستخدم لتغليف عطر، إذ تحتاج النماذج اللغوية إلى "اختراق" هذا التغليف للوصول إلى مضمون الطلب، مما يشكل عبئًا إضافيًا.

 

اقرأ أيضاً.. أول طالب ذكاء اصطناعي في مقاعد الدراسة الجامعية


لكن رغم هذا، يرى كثيرون أن اللطافة مع الذكاء الاصطناعي ليست فقط عادة بشرية أو مظهرًا من مظاهر "إضفاء الطابع الإنساني" على الآلة، بل إن لها تأثيرًا مباشرًا على جودة التفاعل.

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يربك نقابة المحامين في كاليفورنيا حاسوب حراري جديد يفتح آفاقًا ثورية لتسريع الذكاء الاصطناعي

وأوضح كيرتيس بيفرز، مدير في فريق تصميم Microsoft Copilot، أن استخدام اللغة المهذبة يضبط نبرة الرد من قبل النموذج، فعندما يلتقط الذكاء الاصطناعي إشارات اللباقة، يكون أكثر ميلًا للرد بنفس الأسلوب.



هل المجاملة ضرورة ثقافية؟

حتى وإن لم تكن الآلة "تشعر"، فإن طريقة تعامل البشر معها قد تُشكّل انعكاسًا لطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض لاحقًا.

 

وأشارت شيري توركل، أستاذة في معهد MIT، أن الذكاء الاصطناعي ليس "واعيًا" فعلًا، لكنه لا يزال "حيًا" ليبرّر إظهار المجاملة له.


وتشير إلى تجربة "تماغوتشي" في التسعينيات، حيث أصيب الأطفال بالحزن الحقيقي عند "وفاة" حيواناتهم الرقمية، مما يُظهر كيف يمكن للعلاقات بين البشر والكائنات غير الحية أن تؤثر نفسيًا.

 



اقرأ أيضاً.. حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر


اللباقة بدافع الخوف

أجريت دراسة في ديسمبر 2024 من قبل شركة Future أظهرت أن نسبة كبيرة من المستخدمين يتعاملون بلباقة مع الذكاء الاصطناعي:

67% من المستخدمين في الولايات المتحدة يستخدمون عبارات مجاملة،و71% من المستخدمين في المملكة المتحدة يفعلون الشيء ذاته.

لكن المفارقة أن 12% من المستخدمين يتحلون باللباقة بدافع الخوف من "العواقب المستقبلية" لسوء التعامل مع التكنولوجيا.



المجاملة... تكلفة مستحقة؟

بين التكاليف الكهربائية والبيئية، وبين الأبعاد الثقافية والإنسانية، يبدو أن المجاملة في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تصرف عابر. بل إنها تحمل وزنًا أخلاقيًا وسلوكيًا، وقد تشكّل مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.


إسلام العبادي(أبوظبي)

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • مؤتمر بإسطنبول يصدر توصيات حول الذكاء الاصطناعي
  • اتفاقية لجمعية الصحفيين توفر الذكاء الاصطناعي بلغة الإشارة
  • استشاري نفسي: «توحد الموبايل» خطر يهدد الأطفال.. والإدمان السلوكي يقود للعنف ومشكلات تعلم
  • وزير الاتصالات: نتوسع في البرامج التدريبية للمهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي
  • وزير الأوقاف يصل "العاصمة الكرواتية" للمشاركة في مؤتمر العلم والدين والذكاء الاصطناعي
  • 130 بحثاً علمياً في المؤتمر العلمي العاشر لـ«نوعية طنطا» حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم النوعي
  • وزارة التعليم العالي تدرس إمكانية صرف المنحة الجامعية للطلبة شهريا وفقا للوزير ميداوي
  • خبير تربوي: استخدام المساجد في التعليم يحسن أخلاقيات الطلاب ويصلح المجتمع