جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-25@02:22:06 GMT

التعليم والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

التعليم والذكاء الاصطناعي

أحمد بن موسى البلوشي

التعليم والذكاء الاصطناعي مجالان مترابطان بشكل وثيق؛ حيث يزخر الذكاء الاصطناعي بإمكانات هائلة لإحداث ثورة في التعليم وتحسين جودته بشكلٍ كبير، ويمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم أكثر فعالية للطلبة في مختلف مستوياتهم الدراسية واحتياجاتهم التعليمية.

وهناك الكثير من الطرق التي يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم أكثر فعالية للطلبة منها على سبيل المثال: تخصيص التعليم بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم مخصصة لكل طالب بناءً على احتياجاته ومستواه الفردي. تحسين الأداء الطلابي: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أداء الطلبة وتقديم توصيات لتحسين النتائج التعليمية. توفير تعلم تفاعلي: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم تفاعلية ومشاركة الطلبة بشكل أفضل. تقديم تغذية راجعة فورية: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تغذية راجعة فورية للطلبة بناءً على أدائهم، مما يساعدهم على تحسين أدائهم وفهم المواد بشكل أفضل. توفير التعلم عن بُعد والتعلم الذاتي: في ظل الظروف التي يمر بها النظام التعليمي، أصبح التعلم عن بُعد أمرًا شائعًا. يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير منصات تعليم عن بعد فعالة وتوفير تجارب تعلم ذاتية الاتجاه للطلبة. تطوير مناهج تعليمية مبتكرة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بأداء الطلبة واستجاباتهم للمحتوى التعليمي، مما يساعد في تطوير مناهج تعليمية مبتكرة وفعالة.

وكذلك هناك الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تؤدي دورًا مهمًا في تحسين النظام التعليمي وتوفير تعلم مبتكر وفعال، وقد يستفيد منها المعلم والمتعلم في تطوير وتجويد التعليم منها على سبيل المثال: منصات التعلم الذكي؛ إذ تعتمد هذه المنصات على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تعلم مخصصة وتفاعلية للطلبة.

نظم التعلم الذاتي: تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها لتطوير أنظمة تعلم ذاتية التكيف؛ حيث توفر توجيهات وتوصيات للطلبة لمساعدتهم في تحسين مهاراتهم بشكل فعّال.

أنظمة التقييم الآلي، والتي تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانية إنشاء نظم تقييم آلية لتقدير أداء الطلبة وتقديم تغذية راجعة فورية بناءً على تحليل البيانات.

منصات التعلم الإلكتروني الذكية: توفر منصات التعلم الإلكتروني الذكية مثل "Coursera" و"edX" تجارب تعلم مبتكرة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمكن الطلبة من الوصول إلى موارد تعليمية متقدمة ومخصصة.

ونشرت العديد من الدراسات والأبحاث حول التعليم والذكاء الاصطناعي منها: في عام 2023 عندما نشر المنتدى الاقتصادي العالمي دراسة سلطت الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم، وركزت الدراسة على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحويل مجال التعليم بشكل كبير. وفقًا للدراسة، وجدت أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُساعد في تحويل التعليم بشكل كبير، مما يُتيح للجميع إمكانية الوصول إلى تعليم عالي الجودة، ويعكس هذا التوجه تحولًا هامًا في المنهج والتقنيات التي يتم استخدامها في التعليم، مما يسهم في توفير فرص تعليمية متساوية ومتاحة للجميع.

ونشرت منظمة اليونسكو عام 2021 دراسة سلطت فيها على إمكانيات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم على مستوى العالم، وقد ركزت الدراسة على تحليل كيف يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في مجال التعليم. وفقًا للدراسة، وجدت أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تخصيص التعليم وتقديم تجارب تعلم مبتكرة وشاملة تلبي احتياجات الطلاب بفعالية أكبر.

وفي عام 2020 نشرت مجلة "التعليم العالي" نتائج مهمة حول تأثير التعلم الآلي على نتائج التعلم في التعليم العالي. وفقًا لتركيز الدراسة، تم تحليل كيفية استخدام التعلم الآلي وتأثيره على تحسين نتائج التعلم للطلبة في مؤسسات التعليم العالي، ووجدت الدراسة أن استخدام أدوات التعلم الآلي يمكن أن يُحسّن بشكل كبير من نتائج التعلم للطلبة، خاصة في مجالات مثل STEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، وهذا يشير إلى أن التكنولوجيا وتطبيقات التعلم الآلي يمكن أن تلعب دورًا بارزًا في تحسين فعالية التعلم في مجالات العلوم والتقنية.

وفي عام 2019 نشرت مجلة "التعلم والتعليم الإلكتروني" دراسة تسلط الضوء على أهمية وفعالية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم ونتائج التعلم للطلبة من خلال استعراض 114 دراسة حول هذا الموضوع، وجدت الدراسة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحسّن بشكل كبير من نتائج التعلم للطلبة، خاصة في مجالات مثل الرياضيات والعلوم. النتائج التي توصلت إليها الدراسة تبرز الفوائد الكبيرة لتطبيق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي؛ فهي تشير إلى أن استخدام التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تحسين فعالية التعليم وتحقيق نتائج أفضل للطلاب.

يمكننا القول إنَّه من خلال تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين تجربة التعلم للطلبة من خلال تخصيص التعليم وتوفير تغذية راجعة فورية وتحليلات تعلم متقدمة. وبهذه الطريقة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمارس دورًا حيويًا في تطوير نظم التعليم وتعزيز جودته، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز فرص التعلم وتحقيق تحسينات ملموسة في مجال التعليم في المستقبل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: استخدام أدوات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی یمکن أن ی تقنیات الذکاء الاصطناعی یمکن للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی تحسین جودة التعلیم والذکاء الاصطناعی التعلیم وتوفیر التعلم الآلی فی التعلیم بشکل کبیر فی تحسین من خلال

إقرأ أيضاً:

ملتقى البحوث التربوية يستعرض أفضل استراتيجيات تحسين جودة التعليم

العُمانية: بحث ملتقى البحوث التربوية في نسخته الثانية الذي بدأت أعماله اليوم بمسقط إلى عرض أفضل استراتيجيات التعليم والتعلم الفعَّالة، وتعزيز التنمية المهنية للمعلمين من خلال الأبحاث التربوية.

ويهدف الملتقى الذي أقيم برعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، إلى فتح آفاق معرفية جديدة أمام الباحث التربوي، من خلال تسليط الضوء على أحدث التطبيقات والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي واستخداماتها في تحسين جودة التعليم، وتوظيف مهارات المستقبل في التعليم.

ويسعى الملتقى بمشاركة منظمات دولية وباحثين من مختلف الجهات إلى تبادل الخبرات وتطوير المعرفة التربوية وتعزيز مشاركة المنظمات الدولية والمؤسسات المحلية والجامعات الحكومية والخاصة، والاستفادة من البحوث الإجرائية التي ينتجها منتسبو المعهد التخصصي على مستوى البرامج التدريبية.

وقالت الدكتورة انتصار بنت عبدالله أمبوسعيدية المديرة العامة للمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين: إنَّ الملتقى يعكس التزام سلطنة عُمان بالاستثمار في البحث العلمي التربوي، كوسيلة لتطوير التعليم، وتحقيق أهداف رؤية "عمان 2040". إيمانًا بالتعليم كركيزة أساسية التي تقود التنمية، والبحث العلمي هو الوقود والمحرك نحو الابتكار والتقدم.

وأضافت أن المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين يولي البحث الإجرائي اهتمامًا كبيرًا باعتباره عنصرًا أساسيًّا في جميع برامجه الاستراتيجية، وأداةً فعالة تُتيحُ للمعلمين والممارسين التربويينَ فهماً أعمق للتحديات اليومية في البيئة التعليميةِ، مبيّنة أن البحث الإجرائي يُمكِّن المعلم من أنْ يكون باحثًا في فصله الدراسي ومدرسته، ودارسًا فاحصًا في الواقع التعليمي.

من جانبها قدمت الدكتورة ميليسا موثان من منظمة التعاون الاقتصادي OECD، والتنمية ورقة عمل بعنوان "المحادثات المستندة إلى الأدلة بين المعلمين: أبحاث منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول محادثات التعلم" تناول مصطلح "محادثات التعلم المهنية" وهو وصف شكل معين من المحادثة المبنية على الأدلة، وتم استخدامه في العديد من الدول والسياقات المدرسية المختلفة حول العالم.

وقدم الأستاذ الدكتور فينج تشون مياو رئيس وحدة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التعليم (منظمة اليونسكو) ورقة عمل بشأن استراتيجيات توظيف الذكاء الاصطناعي، من خلال التركيز على السياسيات المنظمة لتوظيفه في التعليم، والكفاءات التي يحتاجها المعلمون والطلبة في توظيف الذكاء الاصطناعي.

وتطرق الدكتور الهاشمي بن الحبيب عرضاوي مستشار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" في ورقة العمل بعنوان "تعزيز مهنة التدريس ضمن رؤية تحويل التعليم بالدول العربية" بالحديث حول التغييرات الديموغرافية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية والتحولات المعرفية والتكنولوجية الكبرى والأزمات الكثيرة الطارئة، والتي توجد كثيرا من التحديات والصعوبات، مشيرا إلى ضرورة إعادت التفكير في التعليم وتعمقه من حيث فلسفته وغاياته ضمن رؤية للمستقبل.

وتحدث الدكتور زيد محمد حسن أبو شمعة خبير في قطاع التربية بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في ورقة العمل بعنوان "التربية الإعلامية: استراتيجيةٌ معاصرة للتعليم والتعلم"، تطرق خلالها إلى تعزيز التربية الإعلامية كمنهج عمل تشاركي يقوم على تمكين، وتطوير مهارات المجتمعات والأفراد أثناء تفاعلهم مع المحيط الاتصالي من حولهم، وذلك عبر تكوين الجيل تواصليًّا بشكل منهجي وعلمي، ودمج هذه العملية في المناهج التعليمية بمراحلها المختلفة، بما يمكِّن الأفراد من امتلاك مهارة التعامل الواعي مع الإعلام ووسائل التواصل.

وقدم الدكتور مجدل بن عبدالله القحطاني أستاذ مساعد قسم الهندسة الصناعية بجامعة الملك سعود ورقة عمل عن "مستقبل التعليم مع الذكاء الاصطناعي التوليدي.. تطلعات وتحديات" استعرض فيها الإمكانات الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين جودة العملية التعليمية، وسلط الضوء على الدور المحوري لهذه التكنولوجيا في تخصيص التجارب التعليمية، وتطوير محتوى تعليمي تفاعلي يعتمد على تحليل أنماط التعلم الفردية بدقة غير مسبوقة.

ويأتي الملتقى بتنظيم من وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، واللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بمشاركة عدد من المنظمات دولية ومكتب التربية العربي لدول الخليج، وعدد من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة.

واشتمل الملتقى على تقديم عدد من الحلقات العمل بعنوان "توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي" وحلقة بعنوان "تنظيم وتحليل البيانات الدولية"، إضافة إلى حلقة العمل بعنوان "البحوث المزجية".

مقالات مشابهة

  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجية الدواجن.. ندوة بجامعة دمنهور
  • جلسة حوارية تناقش اللغة العربية والذكاء الاصطناعي في النادي الثقافي
  • إصدار دليل ممارسات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية
  • وكيل تعليم الدقهلية يفتتح فعاليات المؤتمر الثالث لريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي
  • إبراهيم نجم: الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز الوسطية ونشر الفكر المعتدل في مواجهة التطرف
  • هل تبحث عن التعليم الذكي؟ إليك 5 منصات ثورية في التعلم وتحفيز الموظفين
  • إبراز جهود توظيف الذكاء الاصطناعي في تعلم اللغة العربية
  • ملتقى البحوث التربوية يستعرض أفضل استراتيجيات تحسين جودة التعليم
  • أمانة الشعب الجمهورى بسوهاج تعقد ندوة حول «استخدام الذكاء الاصطناعي في تنمية الوعي القومي»
  • كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟