هل ماتت النخوة العربية؟!
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
حمد الحضرمي **
النخوة صفة عربية وخلق إسلامي يميز مجتمعاتنا عن غيرها، وهي من القيم الراسخة في تاريخ العالم العربي، إنها ليست مجرد كلمة تعبر عن الشهامة والمروءة والدفاع عن المظلوم، بل هي رمز للهوية والانتماء العربي، وقد فعل العرب قبل الإسلام كل المنكرات، إلا أنهم تمسكوا بقيم النخوة والشهامة، ورفضوا أن يفرطوا فيها أبدًا، وكانت ضاربة جذورها فيهم إلى أبعد مدى، ولم يتخلوا عنها بعد ظهور الإسلام، بل تمسكوا بالنخوة العربية حتى في أشد الأوقات ضراوة كأوقات الحروب، رغم عداوتهم للإسلام ومحاربتهم للمسلمين.
فأين النخوة العربية والمروءة والشهامة مما يحدث لإخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين؟! فمنذ خمسة شهور تقريبًا وإخواننا وأهلنا في قطاع غزة يتعرضون للقتل والتشريد والتجويع والدمار والضياع جراء حرب صليبية مجنونة يشنها كيان محتل غاصب ظالم تحت قيادة إنسان معتوه مدعوم بدعم لا محدود من أمريكا والغرب في مشهد يعد وصمة عار في جبين الإنسانية، ولن ينساها التاريخ!
لقد ارتكب العدو الصهيوني المحتل ابشع الجرائم والمذابح في قطاع غزة، وقد استشهد خلال هذه الحرب المجرمة الظالمة منذ السابع من اكتوبر 2023 أكثر من 30 ألف شهيد، وبلغ عدد المصابين أكثر من 70 ألف مصاب، ولا شك أن ما يحدث في حرب الصهاينة المعتدين على إخواننا وأهلنا في غزة لهي حرب إبادة جماعية بلا رحمة ولا إنسانية ولا حقوق إنسان.
ويتعمد الصهاينة المجرمون المعتدون خلال هذه الحرب العبثية قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بدم بارد، وهم لا ذنب لهم سواء أنهم وُلدوا في أرض فلسطين المحاصرة من الصهاينة وأعوانهم الداعمين لهم، الذين يتجاهلون هذه المذابح والإبادة الجماعية والتهجير والتجويع الذي يحدث أمام أنظار العالم الذي يشاهد بصمت وتجاهل فاضح متعمد عاجز حتى عن إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الذي يعيش فيها أكثر من 2 مليون إنسان، يعيشون في أصعب الظروف بلا ماء وكهرباء ودون غذاء ودواء.
فأين هم العرب أصحاب المروءة والشهامة والكرامة والشجاعة ونصرة المظلوم، وأصحاب الشيّم والأخلاق العربية الأصيلة، وأين ذهبت النخوة العربية، وهل ستعود أم ذهبت إلى غير رجعة، ولا خير في أمة ضاعت عنها النخوة والمروءة والشهامة والكرامة.
إننا في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، ولم يبقَ بيننا وبين شهر رمضان إلا أيام قليلة على بزوع هلاله ليبشرنا بحلوله، اللهم بلغنا رمضان وأيامه ولياليه وقد تغيرت أحوالنا وأحوال إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين إلى أحسن الأحوال، اللهم بلغهم رمضان وهم يعيشون في أمن وأمان وسعادة وسرور وسلام، وقد كتب الله لهم النصر والتمكين.
إنَّ القضية الفلسطينية والأحداث المؤلمة الواقعة أحداثها الآن في غزة من جرائم بشعة من الصهاينة المعتدين، إنه لحدث عظيم راح ضحيته الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، في مشاهد مروعة ومؤلمة تدمي القلب وتقطع الفؤاد، فكيف سيهنأ لنا بال وترتاح نفوسنا، وإخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين يعذبون ويضطهدون ويقتلون على رغيف خبر ليطعمون به أولادهم من الجوع والحرمان، فكيف سنفطر في رمضان- إن لم تنتهي وتتوقف الحرب المجرمة- على أفضل أصناف الطعام وإخواننا وأهلنا في غزة يموتون من الجوع ويأكلون علف الحيوانات لكي يعيشون أحياء.
والله إن الأمر على الشعوب العربية والإسلامية في غاية الصعوبة، لأنهم يرون إخوانهم على هذه الحالة المزرية ولا يستطيعون نصرتهم والوقوف بجانبهم، فإلى متى هذا الخذلان والذل والصمت العربي، ومتي ستنهض أمتنا العربية من كبوتها، ومتى ستعود النخوة العربية لسابق عهدها وأصالتها وعزتها، وتنصر المظلوم وترجع الحقوق لأصحابها بكل شجاعة ومروءة وكرامة ونخوة.
ورغم كل ما يحدث من جرائم ومذابح في حرب الصهاينة الظالمين على إخواننا وأهلنا في قطاع غزة، ورغم الضعف والهوان والخذلان، إلّا أن الأمل والرجاء بالله كبير، فبعد هذا العسر والظلام فاليسر والفجر آتٍ بلا محال، والنصر والغلبة والتمكين لإخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين المرابطين المجاهدين الأحرار سيكون بإذن الله قريب.
** محامٍ ومستشار قانوني
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مبادرة «نعمة» تنجح في «إنقاذ الغذاء» خلال رمضان
اختَتَمت المبادرة الوطنية للحد من فقْد وهدر الغذاء «نعمة»، بنجاح، حملتها الرمضانية لعام 2025 تحت شعار «نقدر النعمة» محققةً تأثيراً كبيراً في جهود إنقاذ وتوزيع الغذاء وتعزيز الاستدامة على مستوى الدولة.
وقامت «نعمة» بتنسيق جهودها مع شركاء رئيسيين ومتطوعين وقطاع الضيافة عبر مبادراتها الرمضانية لإنقاذ فائض الغذاء عالي الجودة وإعادة توزيعه على المستحقين، وذلك في إطار التزام دولة الإمارات بالحد من فقد وهدر الغذاء بنسبة 50% بحلول عام 2030.
وتمكنت «نعمة» من تحقيق نجاح كبير في الحد من هدر الغذاء الصالح للأكل مع تعزيز قيم الكرم والاستهلاك الواعي خلال شهر رمضان، وذلك من خلال مبادراتها واسعة النطاق مثل «صندوق الإفطار العائلي» و«الثلاجات المجتمعية»، ومبادرة «مليون وجبة من فائض الطعام».
كما حققت حملة هذا العام إنجازاً كبيراً بفضل التعاون الوثيق بين القطاعات الحكومية والعقارية وإنتاج وتوزيع الأغذية والخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة والضيافة. وأسهم أكثر من 23 شريكاً في دعم جهود «نعمة» لإنقاذ الغذاء، ما ساعد في ضمان وصول الفائض إلى المستحقين من الأفراد والأسر.
وشارك في هذا الجهد أكثر من 1300 متطوع كرّسوا نحو 21 ألف ساعة في جمع وتعبئة وتوزيع الغذاء.
ونجحت مبادرة «صندوق الإفطار العائلي» في إنقاذ ما يقارب 250 ألف كيلوغرام من فائض المنتجات الطازجة والمواد غير التالفة، ما وفّر الإمدادات الغذائية الأساسية لأكثر من 8800 أسرة ذات دخل محدود في أبوظبي والعين والظفرة والشارقة وعجمان ورأس الخيمة. وقامت المبادرة بتوزيع 25 ألف صندوق عائلي تم إعداد كل منها لتلبية احتياجات أسرة مكونة من أربعة أفراد لمدة أسبوع كامل.
وبالإضافة إلى دعم الأسر، ساهمت المبادرة في تعزيز الاستدامة من خلال تقليص انبعاث ما يقارب 630 ألف كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون وتحويل 4000 كيلوغرام من نفايات الغذاء غير الصالح للاستهلاك لإنتاج 800 كيلوغرام من السماد العضوي لدعم قطاع الزراعة في الدولة.
كما لعبت مبادرة «الثلاجات المجتمعية» دوراً محورياً في إعادة استخدام وجبات الإفطار الفائضة والتي لم تمس، حيث أنقذت أكثر من 26 ألف وجبة بما يعادل 10 آلاف و400 كيلوغرام من الغذاء.
ووفرت هذه المبادرة وجبات مغذية لمحدودي الدخل في أبوظبي ودبي، مما أسهم في منع انبعاث 26 ألفاً و500 كيلوغرام إضافية من ثاني أكسيد الكربون، وحظيت شبكة الثلاجات المجتمعية التي تضم عشر ثلاجات بدعم من 37 فندقاً مشاركاً ومن أصحاب المصلحة الرئيسيين في قطاعي الضيافة وخدمات الغذاء.
وقالت خلود حسن النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات وأمين عام لجنة مبادرة «نعمة»، إن توسع البرنامج خلال شهر رمضان هذا العام أتاح الوصول إلى المزيد من الفئات المستهدفة في أنحاء الإمارات. من جهته، قال صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إن المبادرة الوطنية للحد من فقْد وهدر الغذاء «نِعمة» تجسد القيم الإماراتية النبيلة وضيافتها الأصيلة التي يحظى بها الجميع في أبوظبي.
من جهته، قال سالمين العامري، الرئيس التنفيذي ل«سلال» إن الشراكة مع مبادرة «نعمة» في برنامج إنقاذ الغذاء للعام الثاني على التوالي، تجسد الرسالة المشتركة لإحداث تأثير إيجابي على المجتمعات.
(وام)