جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-26@15:58:03 GMT

الكتاب رحلة

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

الكتاب رحلة

 

د. سالم بن عبدالله العامري

الكتاب هو رفيقنا الدائم يأخذنا في رحلات خيالية يمكننا من خلالها تجربة حياة مختلفة واستكشاف ثقافات متعددة، إنه نافذة إلى عقول الآخرين، حيث يمكننا فهم آرائهم وتجاربهم، كما يمكنه أن يشكل آراءنا وتوجهاتنا فهو الجليس الذي لا يُمل والصديق الذي لا يُسأم، كما قال المتنبي "وخير جليس في الزمان كتاب".

ويعد الكتاب من أهم أدوات  العلم والمعرفة في حياة الإنسان، فهو ليس مجرد مصدر للتسلية والترفيه والهروب من الروتين، بل يعتبر وسيلة رئيسية لنقل المعرفة والتاريخ من جيل إلى جيل وفهم التنوع والاختلاف واستكشاف الثقافات والعلوم والفنون، كما يؤدي دورًا حيوًيا في تحسين مهارات اللغة والتعبير والتواصل الفعال لدى الأفراد، وعلاوة على أنه يعمل على توسيع آفاق الفهم والمعرفة فإنه يعد بمثابة محفز للإبداع وتنمية قدرات التفكير والابتكار، فقراءة الكتب تُحَقِّق نجاحًا كبيرًا في تطور شخصية الإنسان، وبالتالي تنمية مهاراته وزيادة خبراته.

فعندما نتحدث عن الكتاب، فإنه لا يمكن إلّا أن نشعر بسحره وجماله، ففي داخل صفحاته الملوَّنة نجد عوالم خيالية تأخذنا إلى مغامرات لا تُصَدَّق، إذ يعده البعض من أروع ابتكارات الإنسان ذلك لأنه بمثابة محفظةً يوثق ويُخلد عصارة فكره ونتاج عمله وعلمه على مدى الأزمان.

إن تنوع الأعمال الأدبية أو العلمية يجعل الكتب مصدرًا غنيًا للاستمتاع والتعلم، إلا أن جمالية الكتاب ليست فقط في المغامرات التي يقودك إليها، بل في قوة كلمة مؤلفه وطريقة تصويره لأحداث وشخصيات قصته، وقدرته على إثراء الروح، وتحفيز العقل؛ حيث تتميز لغة الكتابة بلغة فائقة الجمال والدقة تستخدم الكلمات كفرشاة ترسم لنا لوحات حيَّة وتنقل الأفكار بأناقة فائقة، إنها لغة بليغة تلامس أعماقنا، لغة تتدفق كنهرٍ يروي عطش الفهم، ويحملنا بعيدًا عن واقعنا الممل إلى عوالم ملونة بالتنوع والتعبير.

وبمجرد فتح صفحة جديدة من الكتاب يمكننا السفر عبر الزمن والمكان، إنها بوابة تفتح لنا أفقًا جديدًا من التجارب والمغامرات، يتيح للقارئ الابتعاد عن الواقع الملموس واكتشاف عوالم مختلفة، سواء كانت عوالم واقعية أو خيالية، حيث يقدم الكتاب للقارئ فرصة للغوص في أفق المعرفة بشكل متعمق، فالكتاب ليس مجرد صفحات مطبوعة؛ بل هو شراكة متينة بين الكاتب والقارئ يمنحه الفرصة لاكتساب رؤى جديدة وفهم أوسع للحياة، إنه رفيق يمنحنا القوة لتحقيق التغيير والتأثير على العالم، حليف لا غنى عنه في رحلة البحث عن الحقيقة والتطوير الشخصي، إنه بمثابة مفتاح سحري يفتح لنا أبواب عوالم لا نهاية لها، عوالم لا حدود لها من الغنى والجمال،  يقدم لنا رحلة مثيرة عبر صفحاته المليئة بالحكمة والإلهام والسحر والبلاغة التي تنير دروبنا، وتغذي عقولنا وتشعل إلهامنا، لتحفزنا على التفكير واستكشاف مدارك الفكر وتوسيع آفاق المعرفة.

ومنذ فجر الحضارة الإنسانية، بدأ الإنسان في نقل تجاربه ومعرفته عبر الكتابة، ومنذ ذلك الحين كان الكتاب شاهدًا على تطور البشرية وشاهدًا للأحداث التاريخية والثقافية؛ فهو يحمل في صفحاته حكايات البشرية، وتجارب الأفراد، والمعارف العلمية، والأدبية، ومع تقدم التكنولوجيا وسهولة توفر وسائل الاتصال والتواصل في عصرنا الحديث أصبحت الكتب متاحة بشكل أكبر من خلال الكتب الإلكترونية أو الصوتية الأمر الذي سهّل الوصول إلى القراءة في أي وقت ومكان، وفي ظل هذا التقدم التكنولوجي وظهور الكتب الإلكترونية، تغير شكل الكتاب بشكل كلي، لقد أصبح بإمكان الملايين حول العالم قراءة كافة أشكال المادة المطبوعة باستخدام مختلف التقنيات الحديثة والمتاحة ومنها الهاتف الذكي، ويؤكد استمرار المعارض الدولية السنوية للكتاب، ومنها معرض مسقط الدولي للكتاب، أن مستقبل الكتاب ما زال آمنًا وقادرًا على البقاء والاستمرارية لفترات قادمة حتى في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتغير ثقافة واهتمامات الأجيال الجديدة.

في ختام هذه الرحلة الفكرية مع الكتاب نجد أن كل صفحة قراءة هي محطة توقف تمدنا بأفكار وحكم تشكل ثروة لا تُقاس، ومصدرًا للثبات والتأمل، تقف بجانبنا كمرشد يوجهنا في لحظات الشك والبحث. لننظر إلى الكتاب كمصدر للنور والإلهام ولنجعله دائمًا جزءًا لا يتجزأ من رحلتنا نحو النمو الشخصي والفهم العميق في هذا العالم المتنوع والمتغير.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أستاذ استثمار: الصناعة في مصر قائمة على اقتصاد المعرفة

قال الدكتور محمد الشوادفي، أستاذ استثمار، إنّ جهود الدولة في الفترة المقبلة ستكون موجهة إلى الاستثمار في مزيد من الصناعات، إذ تعد المخرج الأساسي والدعامة لنمو الاقتصاد واستغلال الموارد.

تطبيق على الهاتف المحمول خاص بمعارض وزارة الصناعة مدبولي: قطاع الصناعة قاطرة التنمية الاقتصادية للدولة المصرية مصر لديها مجمعات صناعية

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أنّ مصر لديها مجمعات صناعية تقوم على التكامل بين الصناعات المختلفة، بهدف توطين الصناعة، وتحاول أن تسوق الفرص الاستثمارية الموجودة داخل الدولة وتوطين الصناعات الكبيرة والاستراتيجية، مثل صناعة السيارات والسفن والأدوية.

نحن نعيش مرحلة جديدة في الصناعة

وتابع: «نحن نعيش مرحلة جديدة في الصناعة قائمة على اقتصاد المعرفة وبناء اقتصاد تنافسي، إذ تسعى الدولة المصرية لتطوير رأس المال البشري حتى يصبح لدى الإنسان قدرة على التفكير والإبداع في تقديم منتجات جديدة لها أهداف كثيرة مثل إحلالها محل الواردات لتجنب الدولة دفع أموال هائلة».

مقالات مشابهة

  • «الثقافة» تعلن عن وظيفة شاغرة في هيئة الكتاب.. وتحدد شروط وموعد التقديم
  • أستاذ استثمار: الصناعة في مصر قائمة على اقتصاد المعرفة
  • هيئة المعرفة تطلق «حوارات التعليم 33» في دبي
  • وهم المعرفة لدى بعض المحللين
  • مأساة فاوست: بين المعرفة والطموح المفرط
  • معرض الكتاب بالكويت يستعرض أسباب اختيارها عاصمة للثقافة العربية 2025
  • الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
  • الثقافة تصدر «كل النهايات حزينة» لـ "عزمي عبد الوهاب" بهيئة الكتاب
  • انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
  • تكساس تعتمد منهجا تعليميا اختياريا مستوحى من الكتاب المقدس