جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@08:02:56 GMT

الكتاب رحلة

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

الكتاب رحلة

 

د. سالم بن عبدالله العامري

الكتاب هو رفيقنا الدائم يأخذنا في رحلات خيالية يمكننا من خلالها تجربة حياة مختلفة واستكشاف ثقافات متعددة، إنه نافذة إلى عقول الآخرين، حيث يمكننا فهم آرائهم وتجاربهم، كما يمكنه أن يشكل آراءنا وتوجهاتنا فهو الجليس الذي لا يُمل والصديق الذي لا يُسأم، كما قال المتنبي "وخير جليس في الزمان كتاب".

ويعد الكتاب من أهم أدوات  العلم والمعرفة في حياة الإنسان، فهو ليس مجرد مصدر للتسلية والترفيه والهروب من الروتين، بل يعتبر وسيلة رئيسية لنقل المعرفة والتاريخ من جيل إلى جيل وفهم التنوع والاختلاف واستكشاف الثقافات والعلوم والفنون، كما يؤدي دورًا حيوًيا في تحسين مهارات اللغة والتعبير والتواصل الفعال لدى الأفراد، وعلاوة على أنه يعمل على توسيع آفاق الفهم والمعرفة فإنه يعد بمثابة محفز للإبداع وتنمية قدرات التفكير والابتكار، فقراءة الكتب تُحَقِّق نجاحًا كبيرًا في تطور شخصية الإنسان، وبالتالي تنمية مهاراته وزيادة خبراته.

فعندما نتحدث عن الكتاب، فإنه لا يمكن إلّا أن نشعر بسحره وجماله، ففي داخل صفحاته الملوَّنة نجد عوالم خيالية تأخذنا إلى مغامرات لا تُصَدَّق، إذ يعده البعض من أروع ابتكارات الإنسان ذلك لأنه بمثابة محفظةً يوثق ويُخلد عصارة فكره ونتاج عمله وعلمه على مدى الأزمان.

إن تنوع الأعمال الأدبية أو العلمية يجعل الكتب مصدرًا غنيًا للاستمتاع والتعلم، إلا أن جمالية الكتاب ليست فقط في المغامرات التي يقودك إليها، بل في قوة كلمة مؤلفه وطريقة تصويره لأحداث وشخصيات قصته، وقدرته على إثراء الروح، وتحفيز العقل؛ حيث تتميز لغة الكتابة بلغة فائقة الجمال والدقة تستخدم الكلمات كفرشاة ترسم لنا لوحات حيَّة وتنقل الأفكار بأناقة فائقة، إنها لغة بليغة تلامس أعماقنا، لغة تتدفق كنهرٍ يروي عطش الفهم، ويحملنا بعيدًا عن واقعنا الممل إلى عوالم ملونة بالتنوع والتعبير.

وبمجرد فتح صفحة جديدة من الكتاب يمكننا السفر عبر الزمن والمكان، إنها بوابة تفتح لنا أفقًا جديدًا من التجارب والمغامرات، يتيح للقارئ الابتعاد عن الواقع الملموس واكتشاف عوالم مختلفة، سواء كانت عوالم واقعية أو خيالية، حيث يقدم الكتاب للقارئ فرصة للغوص في أفق المعرفة بشكل متعمق، فالكتاب ليس مجرد صفحات مطبوعة؛ بل هو شراكة متينة بين الكاتب والقارئ يمنحه الفرصة لاكتساب رؤى جديدة وفهم أوسع للحياة، إنه رفيق يمنحنا القوة لتحقيق التغيير والتأثير على العالم، حليف لا غنى عنه في رحلة البحث عن الحقيقة والتطوير الشخصي، إنه بمثابة مفتاح سحري يفتح لنا أبواب عوالم لا نهاية لها، عوالم لا حدود لها من الغنى والجمال،  يقدم لنا رحلة مثيرة عبر صفحاته المليئة بالحكمة والإلهام والسحر والبلاغة التي تنير دروبنا، وتغذي عقولنا وتشعل إلهامنا، لتحفزنا على التفكير واستكشاف مدارك الفكر وتوسيع آفاق المعرفة.

ومنذ فجر الحضارة الإنسانية، بدأ الإنسان في نقل تجاربه ومعرفته عبر الكتابة، ومنذ ذلك الحين كان الكتاب شاهدًا على تطور البشرية وشاهدًا للأحداث التاريخية والثقافية؛ فهو يحمل في صفحاته حكايات البشرية، وتجارب الأفراد، والمعارف العلمية، والأدبية، ومع تقدم التكنولوجيا وسهولة توفر وسائل الاتصال والتواصل في عصرنا الحديث أصبحت الكتب متاحة بشكل أكبر من خلال الكتب الإلكترونية أو الصوتية الأمر الذي سهّل الوصول إلى القراءة في أي وقت ومكان، وفي ظل هذا التقدم التكنولوجي وظهور الكتب الإلكترونية، تغير شكل الكتاب بشكل كلي، لقد أصبح بإمكان الملايين حول العالم قراءة كافة أشكال المادة المطبوعة باستخدام مختلف التقنيات الحديثة والمتاحة ومنها الهاتف الذكي، ويؤكد استمرار المعارض الدولية السنوية للكتاب، ومنها معرض مسقط الدولي للكتاب، أن مستقبل الكتاب ما زال آمنًا وقادرًا على البقاء والاستمرارية لفترات قادمة حتى في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتغير ثقافة واهتمامات الأجيال الجديدة.

في ختام هذه الرحلة الفكرية مع الكتاب نجد أن كل صفحة قراءة هي محطة توقف تمدنا بأفكار وحكم تشكل ثروة لا تُقاس، ومصدرًا للثبات والتأمل، تقف بجانبنا كمرشد يوجهنا في لحظات الشك والبحث. لننظر إلى الكتاب كمصدر للنور والإلهام ولنجعله دائمًا جزءًا لا يتجزأ من رحلتنا نحو النمو الشخصي والفهم العميق في هذا العالم المتنوع والمتغير.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غدًا.. صباح مسقط يشرق بافتتاح الدورة الـ 29 لمعرض الكتاب

تفتح غدًا صفحات الكُتب، ويعلو صوت القراءة، في الحدث الثقافي السنوي الأبرز، والذي تتسابق نحوه القلوب المتلهفة لعوالم الكتاب، لتكون مسقط وجهة المثقفين من مختلف الأقطار، ومشعلاً لنور القرّاء والكتّاب.

حيث يحتفى غدًا بافتتاح فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته التاسعة والعشرين، برعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد - رئيس جامعة السلطان قابوس، في تمام الساعة العاشرة صباحا، ويفتح أبوابه للزوار ومرتادي المعرض في الواحدة ظهرا.

المعرض تشارك فيه 674 دار نشر منها 640 بشكل مباشر، و34 عبر التوكيلات، من ٣٥ دولة، ويقدم ٦٨١٠٤١ عنوانا لكتب عمانية وعربية وأجنبية، بواقع 52 ألف إصدار حديث.

ويقُيم المعرض عددا من الفعاليات الثقافية يبلغ عددها 211 فعالية ثقافـية تحمل ثيمة «التنوع الثقافـي ثراءٌ للحضارات العالمية»، وتغطي مجالات متعددة كالأدب والفكر والمجتمع والفنون، وبرنامجا مخصصا للأسرة والطفل البالغ عدد مناشطها ١٥٥ فعالية متوزعة على عدد من الأركان والمناشط المعنية بالأسرة والطفل، إضافة إلى مجموعة من حفلات تواقيع الكُتب التي تقيمها دور النشر لكتابها، احتفاء بكل الكُتاب والمثقفين.

كما يقدم مجموعة من الخدمات المساندة مثل المركز الإعلامي، والتطبيق الإلكتروني الذكي الذي يتيح تصفح أحدث الإصدارات ونتاجات دور النشر المشاركة، إضافة إلى تخصيص ردهة للفنون للاحتفاء بالإبداع العُماني من خلال أركان فنية وحلقات عمل، إلى جانب ركن خاص لتكريم رموز المشهد الثقافـي الذين رحلوا، عبر استحضار سيرهم ومنجزاتهم فـي الذاكرة الثقافـية الوطنية.

كما يستضيف المعرض في نسخته التاسعة والعشرين ٧٤ إعلاميا من ٥٠ مؤسسة إعلامية دولية، إضافة إلى احتضان فعالية «الأيام الثقافية السعودية» التي تندرج ضمنها مجموعة من الفعاليات الثقافية والفكرية والأدبية، وحضور لأسماء بارزة في المشهد الثقافي والعربي، ليكون هناك لقاء بالجمهور للحديث في مجالات الأدب، والنقد، والإعلام، والفكر، وواقع النشر الرقمي والورقي، مع تركيز خاص على الذكاء الاصطناعي وتداعياته على الثقافة، وتُقام خلال المعرض عدة جلسات حوارية مفتوحة، إضافة إلى أمسيات شعرية وموسيقية، لتكون ثراء واحتفاء بأيام المعرض حتى ختامه في الثالث من مايو المقبل.

وتحل محافظة شمال الشرقية ضيف شرف فـي هذه الدورة، بما يتيح تسليط الضوء على إرثها الثقافـي، وتاريخها، وموروثها الاجتماعي، ومواقعها السياحية، وشخصياتها العلمية والفنية، وذلك من خلال جناحها الخاص الذي يحوي ويقدم ملامح عن الثقافة المحلية للمحافظة وتاريخها، وستقيم عددا من الفعاليات ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، تشارك فيه أسماء بارزة من المثقفين والكتاب والباحثين من أبناء المحافظة.

تجدر الإشارة إلى أن معرض مسقط الدولي للكتاب يعد منارة للمعرفة والثقافة يلتقي فيه الباحثون والكتاب والأدباء والشعراء والدارسون والمهتمون بشتى صنوف الثقافة وأشكالها، والعلمية والتربوية والحضارية.

مقالات مشابهة

  • 3 مليارات جنيه.. مصطفى بكري يكشف دور وزير التعليم لمواجهة مافيا الكتب الخارجية
  • 3 مليارات جنيه.. مصطفى بكري يكشف دور وزير التعليم السابق لمواجهة مافيا الكتب الخارجية
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • الكتاب أصل الأشياء
  • غدًا.. صباح مسقط يشرق بافتتاح الدورة الـ 29 لمعرض الكتاب
  • منصة عين تدشّن أربعة كتب جديدة ضمن مشروع الكتاب الصوتي
  • بالصور.. دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى تحرير سيناء
  • دار الكتب بطنطا تُحيي ذكرى تحرير سيناء بندوات تثقيفية
  • إقبال قياسي على معرض الكتاب بالرباط..أكثر من 83 ألف زائر في الأيام الأولى
  • الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعالياته