سرايا - وصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى القاهرة يوم الأحد لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة فيما وُصف بأنه يستهدف تجاوز عقبة أخيرة محتملة أمام التوصل إلى اتفاق يستمر لستة أسابيع.

وقالت الولايات المتحدة إن اتفاقا لوقف إطلاق النار "مطروح بالفعل على الطاولة" وإن إسرائيل وافقت عليه ولا ينقصه سوى موافقة حماس.

لكن طرفي الحرب لم يقدما معلومات تذكر عن مدى التقدم بشأن الاتفاق.

وبعد وصول وفد حماس، ذكر مسؤول فلسطيني مطلع لرويترز إنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق. ولم يرد أي تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي حتى بشأن حضور الوفد الذي يمثله.

وقال مصدر مطلع إن إسرائيل يمكن ألا ترسل أي وفد إلى القاهرة ما لم تقدم حماس أولا قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهو مطلب قال مصدر فلسطيني إن حماس ترفضه حتى الآن باعتباره سابق لأوانه.

ومع ذلك، قال مسؤول أمريكي للصحفيين "الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيا في هذه الساعة واضح ومباشر. وهناك اتفاق مطروح على الطاولة. هناك اتفاق إطاري".

ومن شأن إبرام اتفاق أن يؤدي إلى أول هدنة طويلة للحرب التي اندلعت منذ خمسة أشهر ولم تتوقف حتى الآن سوى لأسبوع واحد في نوفمبر تشرين الثاني. وسيتم إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.

كما سيتم تكثيف المساعدات لقطاع غزة المحاصر لإنقاذ حياة الفلسطينيين الذين دُفعوا إلى شفا المجاعة. وسيتوقف القتال في الوقت المناسب لتفادي هجوم إسرائيلي واسع النطاق مخطط له على رفح، حيث يوجد أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة محاصرين عند السياج الحدودي للقطاع. وستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق وتسمح لسكان غزة بالعودة إلى الديار التي نزحوا منها في وقت سابق جراء الحرب.

لكن الاتفاق لن يصل إلى حد تلبية مطلب حماس الرئيسي بإنهاء دائم للحرب، كما سيترك مصير أكثر من نصف الرهائن المتبقين وعددهم يزيد على 100 دون حل، بما في ذلك رجال إسرائيليون في سن القتال لا يشملهم الاتفاق الذي يقتصر على تحرير الرهائن من النساء والأطفال وكبار السن والجرحى.

ويقترح وسطاء مصريون تنحية هذه القضايا جانبا في الوقت الحالي مع ضمانات لحلها في مراحل لاحقة. وقال مصدر من حماس لرويترز إن الحركة لا تزال متمسكة بالتوصل إلى "اتفاق شامل".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي إن من الممكن التوصل إلى اتفاق في وقت قريب يمكن أن يكون يوم الاثنين، لكن واشنطن تراجعت بعد ذلك عن توقع مثل هذا الجدول الزمني. ومن المستهدف التوصل لاتفاق في الوقت المناسب لوقف القتال في شهر رمضان الذي يبدأ بعد أسبوع.

* غارة جوية على رفح

شهدت الأيام التي تسبق الهدنة المتوقعة سقوط عدد كبير من القتلى، إذ طغت على المحادثات واقعة مقتل 118 شخصا قرب قافلة مساعدات حيث أطلقت قوات إسرائيلية النار. ووصفت حماس الواقعة بأنها مذبحة بينما قالت إسرائيل إن معظم القتلى تعرضوا للدهس في أثناء تدافع.

وفي أحدث هجوم على قوافل المساعدات، قالت السلطات في غزة إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا يوم الأحد عندما تعرضت شاحنة تحمل مساعدات غذائية من منظمة خيرية كويتية لقصف جوي. ولم يصدر تعليق فوري من جانب إسرائيل.

واندلعت الحرب في أكتوبر تشرين الأول بعد أن اقتحم مسلحون من حماس بلدات إسرائيلية وهو ما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، حسب قول إسرائيل.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 30 ألف فلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، مع مخاوف من وجود آلاف القتلى تحت الأنقاض.

ودُمرت مساحات شاسعة من قطاع غزة، وأصبح جميع السكان تقريبا بلا مأوى. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ربع سكان غزة على شفا المجاعة.

وفي مشرحة خارج مستشفى في رفح، بكت مجموعة نساء وانتحبن بجانب صفوف من جثامين تنتمي لعائلة أبو عنزة التي قُتل 14 من أفرادها في غارة جوية إسرائيلية خلال الليل.

وفتح أقارب إحدى الفتيات القتلى حافظة جثث بلاستيكية سوداء اللون لتقبيل وجهها إذ كانت ترتدي قميصا ممزقا ولباس نوم وردي اللون.

وفي وقت لاحق، نُقلت الجثامين إلى إحدى المقابر ودفنت هناك، وكان من بينها جثمانان لرضيعين توأمين (ذكر وأنثى) أدخلهما المشيعون في المقبرة بعد تكفينهما.

وقالت والدتهما رانيا أبو عنزة، التي فقدت زوجها أيضا في الهجوم "راح قلبي... والله ما شبعت منهم لسه".

وقال سكان إن قصفا عنيفا وقع في أثناء الليل على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة والتي تقع شمالي رفح.

وأصبح الوضع أكثر صعوبة في شمال غزة مع عدم وصول أي مساعدات، وقالت السلطات الصحية هناك إن 15 طفلا توفوا يوم الأحد بسبب سوء التغذية أو الجفاف داخل مستشفى كمال عدوان بعد انقطاع الكهرباء عن وحدة العناية المركزة. ويخشى الموظفون على حياة ستة أطفال آخرين هناك.

وأسقطت واشنطن 38 ألف وجبة عبر إنزال جوي بطائرات عسكرية على غزة يوم السبت، لكن وكالات الإغاثة تقول إن تأثير هذه الخطوة محدود نظرا لوجود مئات آلاف الأشخاص الذين في حاجة ماسة للطعام الآن.

وفي أعقاب واقعة الأسبوع الماضي عند قافلة المساعدات، قالت إسرائيل يوم الأحد إن مراجعة أولية أجرتها خلصت إلى أن معظم القتلى والمصابين سقطوا نتيجة تدافع.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري إن القوات أطلقت في الغالب طلقات تحذيرية فقط.

وأضاف أن القوات "ردت تجاه عدة أفراد" بعد أن "اقترب عدد من المخربين من قواتنا وشكلوا تهديدا مباشرا لها".


رويترز


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: إطلاق النار یوم الأحد

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري يكشف سيناريوهات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار

كشف الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، عن السيناريوهات المتوقعة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار.

وقال «بكري»، خلال مداخلة عبر قناة «العربية الحدث»، إنّ هناك أزمة حقيقية بشأن هذا الأمر، فبعد إتمام المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي ستنتهي في الأول من مارس المقبل، فوجئنا بتأخير التفاوض على المرحلة الثانية، مشيرا إلى أنّ التفاوض كان من المفترض أن يبدأ في 3 فبراير الماضي، ولكن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أجل هذا الأمر، وعزل رئيس الموساد ورئيس الشاباك عن المشاركة في المفاوضات، وأرسل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، المقرب من فكر ورؤية نتنياهو.

وأشار «بكري» إلى طرح شروط جديدة ومن ضمنها، نزع سلاح حماس، عزل قادة حماس، تفكيك حماس عسكريا، وإبعادها من الناحية السياسية، مؤكدا أن رد حماس المتوقع والذي صدر من المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، سيتسبب في أزمة حقيقية خلال المرحلة الثانية، وقد يصل الأمر إلى حد التوقف، ومن ثم هناك بالتأكيد رد فعل السلطة الفلسطينية، رد فعل بعض الأطراف الأخرى، والذي ربما يمثل رؤية جديدة أمام هذا الأمر.

وعن السيناريوهات المتوقعة بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، قال مصطفى بكري، إننا أمام أكثر من سيناريو، الأول يكمن في وقف التفاوض بخصوص الجولة الثانية من وقف إطلاق النار، والثاني ممارسة الضغوط لإجبار نتنياهو على الاستمرار، والأخير استمرار مد المرحلة الأولى بحيث يتم تبادل المحتجزين مع الأسرى عند هذا الحد، وتتوقف المرحلة بنهاية هذا الأمر.

وتابع: «أعتقد أن حماس لن تكون ضد هذا الأمر ولكن في كل الأحوال نحن أمام أزمة حقيقية ستطرأ خلال الفترة القادمة، فنتنياهو يهدد بإعادة الضربات مرة أخرى، وحماس تصر على الاستمرار، وتقول أنها الطرف الفاعل والأساسي وأنها لا يمكن أن تترك غزة».

اقرأ أيضاًذكرى غالية.. مصطفى بكري يهنئ الشعب السعودي وقيادته الرشيدة بيوم التأسيس

«السيسي» جدد موقفه برفض التهجير.. مصطفى بكري يكشف خطة مصر لإعادة إعمار غزة «فيديو»

خطة مصر لإعادة إعمار غزة بدون تهجير.. مصطفى بكري يكشف التفاصيل

مقالات مشابهة

  • هل تلتزم إسرائيل باستكمال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ؟
  • حماس: تأخير اسرائيل الإفراج عن المعتقلين "خرق فاضح"
  • مصطفى بكري يكشف سيناريوهات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس تعلن استعدادها للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • الرئيس اللبناني: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار باستمرار احتلالها عدة تلال
  • الرئيس اللبناني: إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار وتواصل احتلال التلال
  • حماس: الاحتلال يواصل المماطلة في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • وفد من لجنة الخارجية النيابية عند اليونيفيل: لانسحاب إسرائيل بشكل دائم
  • إسرائيل تهدد.. رفات «شيري بيباس» يضع اتفاق وقف إطلاق النار على حافة الهاوية «فيديو»
  • حماس تتهم نتنياهو بالمماطلة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة