نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 40
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
مع اقتراب بدايات شهر رمضان المعظم تتفاقم أزمات اختفاء بعض السلع الاستراتيجية من الأسواق بالإضافة للارتفاع المبالغ فيه فى أسعار السلع الأخرى، للوصول بالمواطن لمرحلة الانفجار و فقدان الثقة التامة بالدولة و اجهزتها، و الترحيب بأي محاولات استقطاب تتم من قبل أطراف معادية للدولة تسعى لتنفيذ أجندة خاصة بدول و اجهزة مخابرات معادية للدولة المصرية للنيل منها لتحقيق مخطط خبيث يسرى كالسرطان دون أن يدرى المستقطب انه يتعاون ضد بلاده.
خلال الأيام الماضية تعالت الأصوات المعادية التي تتبنى تنفيذ أجندات خارجية مطالبة بمنح شبه جزيرة سيناء للأخوة الفلسطينيين ليكون وطننا بديلا لهم عن أراضي قطاع غزة و بالتوازي تعالت بعض الأصوات داخل المملكة الأردنية الهاشمية تطالب بنقل سكان الضفة الغربية المحتلة إلى الأردن، إلا أن الملك عبد الله الثاني ملك الأردن حذر من تبعات تلك المطالبات محذر من إنها بمنزلة إعلان حرب، فصمتت الأصوات و ظلت البوصلة موجة صوب مصر أرض الكنانة مهد الحضارات أم التاريخ بالرغم من تحذيرات القيادة السياسية و الرفض الشعبي لتلك المطالبات.
لماذا مصر دائما؟ !
مصر هى قلب العروبة و بوابة الشرق و قبلة العالم العربي و الإسلامي، مصر هى رمز الوسطية المعتدلة، فضلا عن امتلاكها ربع آثار العالم لأنها صاحبة أقدم حضارة قبل التاريخ و ليس فى التاريخ، حيث وجدت مصر ثم جاء التاريخ و دورها الريادي دائما في قيادة المنطقة العربية و توليها حل القضايا الإقليمية دائما و خوضها حروبا من أجل تحرير دول عربية شقيقة آخرها حرب الكويت و تحريرها واستضافة أهلها و إكرامهم، بالإضافة لعدة مبادرات تجاه القضية الفلسطينية و الازمة العراقية إبان الغزو الأمريكي لبغداد و الازمة الليبية و السودانية و السورية، و اليمنية.
بالرغم من المعاناة والمحنة التي مرت بها مصر عقب احداث يناير 2011 إلا إنها كانت صامدة و قدمت يد العون و المساعدة لدول شهدت احداث الربيع العبري بالمواكبة مع مصر.
قدر مصر ان تكون هى الأم التي تحتوى الجميع ان تكون بمنزلة شمعة تحترق من أجل الآخرين، لذلك يتكتل الأعداء ضد مصر لإنه بسقوط مصر تسقط المنطقة العربية جميعها و هنا يستحضرني بيت الشعر لشاعر النيل حافظ إبراهيم " إذا قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي "
مصر هى حامي الديار " حامي أمن دول المنطقة العربية بأكملها " لذلك لابد من إضعافها و شل حركتها و جعلها دائما في أزمات داخلية مفتعلة بجانب الحصار الخارجي، للوصل لنقطة محددة الهدف تستهدف تطبيق و تنفيذ مشروع واحد فقط تم العمل على إعداده منذ عام 1897 و تم وضع مدى زمني 150 عاما للانتهاء من تنفيذه لتحقيق حلم بني صهيون لبناء مملكة اليهود لاستعادة ملك سليمان عليه السلام ظنا منهم أن فى استعادة الهيكل و هدم المسجد الأقصى، سيحصلون على كنز سليمان عليه السلام ذلك الكنز المفقود منذ 15 قرنا من الزمان ويقدر بعشرات الأطنان من الذهب الخالص والياقوت، و ظل اليهود يبحثون عنه منذ استوطانهم أرض فلسطين، و مزاعمهم حول ضرورة هدم المسجد الأقصى للبحث عن هيكل سليمان لإعادة بنائه مجرد ذريعة للبحث عن الكنز المفقود الذي خرج من أجل البحث عنه ألاف الباحثين من بريطانيا و هولندا، تتبعوا خط سير سيدنا سليمان عليه السلام و لم يصلوا لشيئاً فلم يجدوا أمامهم سبيلا وحيدا سوى البحث أسفل المسجد الأقصى تحت زعم التدين.
و بما أن مصر لها النصيب الأكبر من ملك سيدنا سليمان حسب الرواية التوراتية كان لابد من العمل على إضعاف مصر حتى يسهل الاستحواذ على أراضيها،
و هذا ما سبق و أكده المؤرخ اليهودي البريطاني رالف إليس، في كتابه " Solomon, Pharaoh of Egypt " حول صحة الروايات التوراتية عن النبي سليمان" وأنه لم يكن إسرائيليا عبريا بل كان فرعونا مصريا، وعاصمته لم تكن يوما في فلسطين بل كانت في مصر، و انه كان يمتلك كنوزا ضخمة و ملك عظيم و حكم مصر وفلسطين، وإسرائيل أواخر القرن العاشر قبل الميلاد ويدعى شيشنق.
لذلك مصر مستهدفة عبر التاريخ و ستظل مستهدفة حتى تحقيق الرواية التوراتية حسب مزاعم بني صهيون، مستخدمين بها أيادي داخليه و خارجية و أشقاء عرب للنيل منها و محاولة الاستحواذ عليها.
و لكن لابد ان يعي الشعب المصري والعربي طبيعة ذلك المخطط الخبيث الذي يسرى كالسرطان دون ان يدرك البعض انه أداة تنفيذ لمخطط بني صهيون.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
طوق نجاة أم طوق خنق وحصار.. كيف تحولت الأنظمة العربية إلى درعٍ يحمي الاحتلال؟
يمانيون../
في خضمّ نيران التصعيد الصهيوني المستمر على قطاع غزة، لا يكاد الفلسطيني يجد فسحة أمل، أو سندًا حقيقيًا من “الأشقاء العرب”، الذين باتت بعض أنظمتهم -بشكلٍ علني أو مستتر- تمارس سياسة الطوق حول المقاومة، ليس لحمايتها، بل لخنقها.
فعلى وقع المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، تسود حالة من الصمت العربي الرسمي، تتجاوز الحياد إلى ما هو أخطر؛ محاولات فرض الاستسلام على المقاومة، وشرعنة التنسيق مع كيان الاحتلال في دول “طوق فلسطين” كالأردن ومصر ولبنان وسوريا وتركيا.
هذا التحول المشهود لم يعد مجرد اجتهاداتٍ فردية أو انعكاس لبيانات فصائل الجهاد والمقاومة، بل ملامح نهج سياسي قيد التشكيل بإشرافٍ أمريكي مباشر، هدفه خنق المقاومة الفلسطينية وإعادة رسم الميدان السياسي والعسكري بما يخدم مصالح الاحتلال وحلفائه.
السكين من الخلف: اعتقالات وتضييق واتهامات
لم تكتفِ بعض الدول العربية بالتخلي عن واجبها الديني والقومي تجاه غزة، بل مضت إلى ما هو أبعد، حين باتت تتعامل مع فصائل المقاومة وكأنها الخطر الحقيقي لا الاحتلال الصهيوني.
في سوريا، تم اعتقال اثنين من قادة “سرايا القدس” دون توضيحٍ أو مبرر، في وقتٍ يؤكد فيه جناح الجهاد الإسلامي أنهم من خيرة كوادرها، ممن نذروا حياتهم لدعم المقاومة على الأرض السورية وفلسطين.
وفي لبنان، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني عناصر من حركة حماس، وفتح القضاء اللبناني تحقيقًا عاجلًا، رغم أن الروايات تشير إلى أنهم شاركوا في إطلاق صواريخ على الاحتلال الصهيوني الذي يستبيح الأرض والسيادة اللبنانية.
أما في الأردن، فقد اختارت الحكومة الطريق الأمني لمواجهة من تعتبرهم “مخربين”، رغم أن المعلن في خلفيات القضايا يرتبط بمحاولة دعم المقاومة الفلسطينية.
وعلى الفور، تم وصم المعتقلين بالإرهاب، فيما تبرأت جماعة الإخوان المسلمين الأردنية من الأفراد المتهمين رغم وضوح الخلفية السياسية المناصرة لغزة.
التحرك الأردني، الذي حظي بدعمٍ لبناني رسمي ومن رئيس الوزراء، يعكس تناغمًا مقلقًا في تضييق الخناق على كل من يخرج عن “الصف الرسمي” ويعبّر عن دعمٍ حقيقي لمقاومة غزة.
اليوم الثلاثاء، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بيانًا أوضحت فيه اطلاعها على مجريات وتفاصيل القضية المتعلقة باعتقال مجموعة من الشباب الأردنيين.
وأكدت أنها على ثقة بأن “أعمالهم جاءت بدافع النصرة لفلسطين، ورفض العدوان الصهيوني المتواصل على غزّة، والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، مشيرةً إلى أنهم لا يشكلون “بأي حالٍ من الأحوال تهديدًا لأمن الأردن أو استقراره، خاصة في ظل بشاعة الجريمة الصهيونية والإبادة الجماعية المتواصلة في غزة.
الضغوط تتكامل: تطويق داخلي وإقليمي
التحركات المتوازية في عدة عواصم عربية وإسلامية ليست محض صدفة، بل تأتي ضمن مخططٍ أوسع تقوده واشنطن بالشراكة مع حكومة الاحتلال لإعادة تشكيل المنطقة بما يضمن تحييد محور المقاومة.
هذا ما يفسر الضغوط الإعلامية والسياسية على حماس والجهاد الإسلامي، وتكثيف مراقبة كوادرهم في الخارج، بل واعتقالهم حين يلزم.
الضغوط لم تعد تقتصر على حدود الجغرافيا، بل تمتد لتشمل حرية التقييد في الحركة والتواصل وحتى مع منظمات العمل الإنساني، في محاولاتٍ خبيثة لنزع المشروعية الأخلاقية عن فصائل الجهاد والمقاومة، وتأليب الشارع الفلسطيني عليها.
وفي مشهدٍ بائس، تحاول بعض الأنظمة أن تُظهر المقاومة وكأنها سبب المأساة، متناسية أن من ينتهك التفاهمات والاتفاقيات ويقصف بلا توقف ولا رحمة هو الاحتلال الصهيوني، لا من يدافع عن شعبه المظلوم والأعزل.
الإعلام العربي والخليجي تحديدًا، يقوم بالترويج لفكرة “الواقعية السياسية” وكأنها تبرر الانبطاح الكامل، بينما يتم التشكيك في نوايا المقاومة الفلسطينية وتضخيم أي تحرك عسكري في غير غزة وكأنه فعل إجرامي، فيما تغض الطرف عن الإبادة المستمرة في القطاع.
واللافت اليوم أن بعض الأنظمة العربية تحولت من شركاء مفترضين في مشروع الجهاد وتحرير فلسطين، إلى أدوات في مشروع تصفية قضيتها.
ومع ذلك، تثبت غزة كل يوم أن المقاومة ليست مجرد بندقية، هي روح وفكرة لا تموت، ومن طوق العار المفروض عليها، ستصنع نصرًا، ومن بين الركام ستكتب فجرًا جديدًا، لأن غزة هاشم لا تُخنق، فمن يضيّق عليها اليوم باسم “أمنه” أو “واقعيته السياسية”، فليقرأ التاريخ: لم ينتصر محتل، ولم يُخلّد خائن.
عبدالقوي السباعي