د. نورا صادق تكتب: ابنتى لا تقرأ كتبى
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
طلبت منى ابنتى ذات التسعة عشر ربيعًا أن ابتاع لها بعض الروايات العربية عند زيارتى لمعرض الكتاب، وعندما سألتها أليس من الأجدر أن تقرأ كتبى خاصةً أن لى الآن أربعة اصدارات شاركت فى المعرض هذا العام.
فأجابت أننى أكتب باللغة العربية الفصحى التى لا تفهمها، وأنها تفضل اللغة العامية الأقرب إليها.
لم اندهش من حديث ابنتى، فتلك هى مشكلة غالبية الشباب من هذا الجيل، فقد أنشأوا لغة خاصة بهم تقوم على مزج الأرقام والحروف فمثلًا حرف العين يمثله الرقم ثلاثة، وحرف الحاء يمثله الرقم سبعة، وحرف الشين يمثله الرقم أربعة وهكذا.
ولا أنكر أننى فشلت فشلًا ذريعًا فى تعلم هذه اللغة التى لا أفهمها ولا أعرف قواعدها، فاحتاج دومًا إلى مترجم من هذا الجيل يفسرها لى.
وتجدر الإشارة إلى أهم مسببات هذه المشكلة وهى تقليل أهمية اللغة العربية كمهارة للتوظيف أو التفاوض فى بعض البيئات العملية مما قلل من حافز الأفراد لتعملها، كما أدى إلى اتجاه الأهل لتعليم أبنائهم اللغات الأوسع انتشارًا لتلبية احتياجات سوق العمل فى المستقبل.
ولك أن تتخيل مآل لغتنا الجميلة إذا استمر الوضع على هذه الحال، فترك الشباب للغتهم الأم واعتمادهم على لغة جديدة خاصة بهم يُعَدُّ مشكلة خطيرة تستدعي التفكير والتدخل الفوري، فاللغة هي جزء أساسي من الهوية الثقافية والوطنية للفرد، وتعتبر وسيلة تواصل وتعبير عن الأفكار والمشاعر، ومن الممكن أن يؤدي إهمال اللغة العربية واستبدالها بلغات أخرى إلى فقدان الهوية الثقافية والتاريخية للشباب، وقد يؤثر سلباً على تفاعلهم مع موروثهم الثقافي والأدبي، كما قد يؤثر ذلك على قدرتهم على التواصل مع جيل الكبار وفهم تراثهم.
لذا، من الضروري أن يكون هناك جهود مشتركة لتعزيز حب الشباب للغتهم الأم وتعليمها لهم بشكل صحيح وجذاب، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية حول أهمية اللغة العربية وتاريخها وأدبها، وتشجيع الشباب على قراءة الكتب والمقالات باللغة العربية والمشاركة في المناسبات الثقافية التي تعزز استخدام اللغة العربية.
كما يمكن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة لتعزيز حب الشباب للغتهم، من خلال إنشاء محتوى تعليمي وثقافي جذاب يستهدف فئة الشباب ويدعم استخدام اللغة العربية في حياتهم اليومية مما يساعد على التواصل الثقافى الفعال بين الأجيال المختلفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
مؤتمر بمسقط يناقش تحديات الترجمة وتعزيز مكانة اللغة العربية
العُمانية: أقيم اليوم بمحافظة مسقط المؤتمر الرابع عشر للتعريب بعنوان «توظيف المصطلحات العلمية والتقنية في فضاءاتها التخصصية»، ويستمر يومين.
ويهدف المؤتمر -الذي جاء بتنظيم مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية التابع للأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»- إلى تعزيز جهود توحيد المصطلحات العلمية والتقنية في العالم العربي، ودعم استخدامها في الفضاءات التخصصية بما يسهم في تطوير المحتوى العلمي العربي، كما يسعى إلى مناقشة التحديات التي تواجه الترجمة والتعريب، واستعراض الآفاق المستقبلية لهذه المجالات في ظل التحول الرقمي المتسارع.
رعى حفل افتتاح المؤتمر سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة.
وأوضح الدكتور عبدالله بن سيف التوبي، مدير مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية في كلمة له أنَّ المؤتمر يهدف إلى تعزيز جهود الترجمة والتعريب بما يتماشى مع رؤية المركز الاستراتيجية (2024-2030)، الهادفة إلى بناء قاعدة معرفية قوية تُبرز مكانة اللغة العربية في المجالات العلمية والتقنية.
وأشار إلى أنَّ المؤتمر يعكس التعاون الوثيق بين مكتب تنسيق التعريب بالرباط ومركز الترجمة والتعريب، ويُبرز أهمية التكامل بين المؤسسات العربية في دعم اللغة العربية بوصفها لغة علم ومعرفة.
وبيّن أن المؤتمر يُعنى بطرح رؤى عملية لتعزيز التعريب وتوظيف المصطلحات العلمية والتقنية في مختلف المجالات، مُشيرًا إلى أهمية تبادل الخبرات بين المشاركين من مختلف الدول العربية لتحقيق أهداف المؤتمر، ودعم مسيرة اللغة العربية نحو المزيد من الريادة العلمية والثقافية.
من جانبه، أشار الدكتور مراد العلمي الريفي، مدير مكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمته خلال فعاليات المؤتمر، إلى أهمية هذا الحدث في تعزيز مكانة اللغة العربية، مؤكدًا على دورها المحوري كوعاء فكري ووجداني يعكس الهوية الثقافية والحضارية للوطن العربي.
وتطرق إلى الأهمية التاريخية لمؤتمرات التعريب، التي تُعقد بشكل دوري منذ انطلاقها، والتي تهدف إلى دعم اللغة العربية في مختلف المجالات العلمية والتعليمية والثقافية، بالإضافة إلى السعي لتعزيز حضورها في مواجهة التحديات التي تواجهها، سواء من حيث توحيد المصطلحات أو إنتاج معاجم متخصصة تسهم في إثراء المحتوى العلمي العربي ومواكبته للتطورات الحديثة.
وأكد الدكتور الريفي أن هذه المؤتمرات تشكل منصة حيوية لبحث سبل تطوير اللغة العربية وسبل إدماجها في المناهج التعليمية، بالإضافة إلى دورها في دعم الأبحاث العلمية والتكنولوجيا، بما يعزز مكانتها على المستوى الإقليمي والدولي.
تضمن حفل افتتاح المؤتمر عرضًا مرئيًّا عن مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية، وعرضًا مرئيًّا عن مكتب تنسيق التعريب، كما سيشهد تنظيم عدد من حلقات العمل لمناقشة مشروعات معاجم علمية ممثلة في «مشروع معجم مصطلحات الاقتصاد»، و«مشروع معجم مصطلحات المحاسبة والمراجعة المالية»، و«مشروع معجم قانون المال والأعمال» والتي أشرف مكتب تنسيق التعريب على إعدادها، بمشاركة فرق علمية عربية متخصصة.
وأقيمت ندوة علمية بعنوان «توظيف المصطلحات العلمية والتقنية في فضاءاتها التخصصية»، بمشاركة فيها نخبة من الباحثين والمختصين، وتتناول عدة محاور رئيسية ممثلة في واقع الترجمة والتعريب والآفاق المستقبلية، وتجارب الباحثين والمؤسسات في الاستفادة من المعاجم المختصة في مجال العلوم والتقنية، والمناهج الدولية في اختيار المصطلحات العلمية والتقنية ومؤشرات نجاحها، ورقمنة المصطلحات العلمية والتقنية؛ ما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز توحيد المصطلحات العربية وتطوير استخدامها في المجالات العلمية والتقنية.
الجدير بالذكر أنَّ مؤتمر التعريب يُعدُّ إحدى أبرز الفعاليات الدورية التي ينظّمها مكتب تنسيق التعريب بالرباط منذ دورته الأولى عام 1961، ويهدف إلى تطوير وتعزيز اللغة العربية بوصفها أداة علمية وثقافية قادرة على مواكبة التطورات العالمية.