أدعية رمضان من الكتاب والسنة.. شهر العبادة والتقرب إلى الله تعالى
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أدعية شهر رمضان من الكتاب والسنة.. يعتبر شهر رمضان شهر القرآن والدعاء والصيام والقيام، وشهر رمضان هو شهر الرحمة والغفران، وفيه يتزايد الاهتمام بالعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ويمكن أن تكون الأدعية هي الأداة المناسبة للتواصل مع الله والتضرع إليه بطلبات وأمنيات.
. أسامة فخري يوضح
ومن بين الأعمال الصالحة التي يمكن القيام بها في هذا الشهر الكريم هي الدعاء، حيث يستحب للمسلمين قراءة الأدعية المأثورة في هذا الشهر المبارك، وذلك للتضرع إلى الله بالدعاء والتضرع إليه بطلباتهم وأمانيهم.. وفيما يلي أدعية شهر رمضان من الكتاب والسنة.
الأدعية المأثورة في الكتاب والسنة في شهر رمضان المبارك
اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ
"اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ"، اللهم بارك لنا في شهر رجب وشعبان، وأعنا على الصيام والقيام في شهر رمضان المبارك.
اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَرِضْوَانِ مِنَ الرَّحْمَنِ
"اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَرِضْوَانِ مِنَ الرَّحْمَنِ"، اللهم اجعل شهر رمضان آمنًا ومؤمنًا ومسلمًا، وارزقنا رضوانًا من عندك يا رحمن.
-اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا
-اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا"، اللهم إنك عفو تحب العفو، فاغفر لنا ذنوبنا وأعتق رقابنا من النيران يا رحمن.
-اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
-اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، وهذا الدعاء يدعو الله للحفظ والحماية والتوفيق في الدنيا والآخرة، ويشير إلى أهمية العفو والعافية في الحياة اليومية والتقرب إلى الله.
دعاء رمضان قصير
يعتبر شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله تعالى، حيث يحرص المسلمون في هذا الشهر على أداء الصلوات والصيام والتصدق والذكر والدعاء، ومن أهم الأدعية التي يتم تكرارها خلال شهر رمضان هي الأدعية الواردة في القرآن الكريم، فهي تحتوي على كلمات وألفاظ تحث المؤمنين على الانقياد لأمر الله وترك الذنوب والمعاصي، وتعلمهم كيفية التواصل مع الله في هذا الشهر المبارك ويبحث الكثير عن دعاء رمضان قصير الذي نسرده في السطور التالية.
الأدعية التي وردت في القرآن الكريم- "رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة: 250)
هذه الدعوة تعني "يا رب أعطنا الصبر وثبت أقدامنا وانصرنا على الكافرين". وتعد هذه الأية من أفضل الأدعية التي يمكن للمؤمن أن يدعو بها في شهر رمضان، فهي تحثه على طلب الصبر والثبات في مواجهة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
-- "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" (سورة آل عمران: 8) تعني هذه الآية "يا رب لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا، وهب لنا رحمتك إنك أنت الوهاب". هذه الدعوة تحث المؤمن على الاستمرار في طلب الهداية من الله والتوفيق.
-اللهم نسألك أن تصلي وتسلم وتبارك على سيدنا محمد ، صلاة تزيل بها عنا الهم والغم والحزن والمخاوف والأوهام ، صلاة تشفينا بها من جميع الأمراض والأسقام والآلام ، صلاة تحرسنا بها في اليقظة والمنام ، صلاة تغفر لنا بها جميع الذنوب والآثام ، صلاة تحفظنا بها من نوائب الدهر ومن تقلبات الليالي والأيام ، صلاة تسترنا بها بسترك الذي من استتر به لا يضام ، يا واهب النور والإنعام ، تبارك اسمك يا ذا الجلال والاكرام ، أنت ولينا في الدنيا والآخرة ، يا حنان يا منان.
نسألك بعزك الذي لا يرام ، وبملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها علي جميع خلقك أن تجمعنا بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم يا ربنا في أعلى مقام وارزقنا يا مولانا في جواره حسن الختام ، وعلى آله هداة الإسلام، وأصحابه السادة الأعلام ، وأزواجه الطاهرات الكرام ، ويسر لنا أمورنا مع الراحة لقلوبنا وأبداننا والسلامة والعافية في ديننا ودنيانا وآخرتنا يا أرحم الراحمين . وصل اللهم وسلم على حبيبك وحبيبنا سيدنا محمد خير خلقك وأشرفهم وأبرهم بهم وأعطفهم وأرحمهم بالمؤمنين وأرأفهم.
دعاء رمضان مكتوب
دعاء رمضان مكتوب، يُعتبر الدعاء في شهر رمضان الكريم، من أهم العبادات التي يمكن للمسلمين القيام بها، حيث يفتح الله تعالى أبواب الرحمة والغفران في هذا الشهر، ويُستجاب فيها الدعاء بشكل أكبر من غيرها من الأشهر.
ومن أجل ذلك، يُنصح بالدعاء في الأوقات المختلفة خلال شهر رمضان والاستعانة بدعاء رمضان مكتوب، ومن الأدعية التي يُستحب قولها في هذا الشهر:
- الدعاء لله بتقبل الصيام والقيام، وأن يتقبل الله منا جميعاً صالح الأعمال.
- الدعاء بالرحمة والمغفرة للمؤمنين والمؤمنات، والمرضى والمحتاجين والمستضعفين في كل مكان.
- الدعاء بالتوفيق للمسلمين في الحفاظ على الصيام والقيام والصلاة والتلاوة، وأن ينعم الله عليهم بالعون والنصر والتمكين.
- الدعاء بالسلامة والأمن والاستقرار للمسلمين في كل بقاع الأرض، وأن يحفظ الله بلادنا وشعوبنا من كل مكروه وشر.
اللهم بارك لنا في رمضان وسهل لنا طاعتك وأعنا على صيامه وقيامه.
اللهم اجعل رمضان شهراً مباركاً علينا وتقبل منا صيامنا وقيامنا واجعلنا من عتقائك من النار.
اللهم ارحمنا في رمضان واغفر لنا وتقبل منا وارزقنا التوفيق في جميع أعمالنا.
اللهم اجعل رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار والفوز بالجنة.
اللهم ارزقنا رمضاناً مباركاً وطاعةً صادقةً واجعلنا من الذين يقومون ليله بالصلاة والدعاء.
اللهم اجعل رمضان شهر التوبة والاستغفار والعتق من النار وتجاوز عن سيئاتنا وزلاتنا.
اللهم ارزقنا في رمضان القبول والتوفيق والسعادة والصحة والعافية والنجاة من النار.
اللهم اجعل رمضان شهراً يملأ قلوبنا بالإيمان والرضا والسكينة والحب والتسامح والتعاون.
اللهم اجعل رمضان شهراً يدفع عنا البلاء والشر والمصائب ويمنحنا الخير والرزق والبركة.
اللهم اجعل رمضان شهر الخير والعطاء والإحسان والتسامح والمحبة والسعادة والراحة.
-اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي ، وَافْتَحْ عَلَيَّ ، وَافْتَحْ بِي ، وَبَارِكْ أَقْوَالِي وَأَعْمَالِي ، وَحَرَكَاتِي وَسَكَنَاتِي ، وَعَلِّمْنِي مَا لَمْ أَكُنْ أَعْلَمْ ، وَاجْعَلْ لِي وُدًّا فِي كُلِّ قَلْبٍ ، وَحُبًّا فِي كُلِّ نَفْسٍ ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا مِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ خَلْفِي وَمِنْ أَمَامِي . اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُورًا، وَاجْعَلْنِي نُورًا ، وَزِدْنِي نُورًا .
-اللَّهُمَّ عَامِلْنِي بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلا تُعَامِلْنِي بِمَا أَنَا أَهْلُهُ ، وَاكْشِفْ عَنِّي السُّوءَ ، وَاحْفَظْنِي مِمَّا أَخْشَى وَأَتَوَقَّعُ ، وَأَيِّدْنِي فِيمَا أَرْجُو وَأَتَوَجَّهُ .
-اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ وَارْزُقْنِي الصَّبْرَ عَلَيْهِ ، وَالْطُفْ لِي فِيهِ .
-يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ,, يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ,,, يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
-اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابقة عذاب، وارزقنا شفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ادعية شهر رمضان شهر رمضان شهر رمضان المبارك دعاء رمضان مكتوب اللهم اجعل رمضان شهر والتقرب إلى الله الکتاب والسنة الأدعیة التی فی شهر رمضان فی هذا الشهر من النار ی ن ور ا رمضان ا التی ی
إقرأ أيضاً:
رمضان.. والتحلي بالأخلاق
الأخلاق مقصد من مقاصد البعثة النبوية، والعبادة وسيلة لتحقيق ذلك المقصد، بإصلاح النفوس وتقويم ما أعوج من خلق. ويقول سبحانه وتعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، «صورة فصلت: الآية 34». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». (صحيح البخاري: 1903). في رمضان تتجدد الدعوة لتأصيل الأخلاق، فيبين النبي ﷺ أن من معاني الصيام الإمساك عن كل خلق سيئ، ولذلك فقد أوصى النبي ﷺ بضبط النفس وكبح جماحها إذا ما أرادت أن تتلبس بشهوة ممنوعة أثناء الصيام، لأن الصيام تربية وقائية، وتوجيه سلوكي نحو الاستقامة الدائمة.
فإذا اعتادت النفس في رمضان ترك المباح من المأكولات والمشروبات، طاعة لله تعالى، كانت على ترك الذنوب والمعاصي أقدر، لذلك جاء في الحديث: عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشرة أمثالها»، (صحيح البخاري، 1894).
فمن ترك المحرمات كالغيبة والنميمة، والمباحات كالطعام والشراب، طاعة لله تعالى، وامتثالاً لأمره، فقد استحق هذا الثواب العظيم المذكور في الأحاديث.. فلنلتزم بما أمر الله تعالى به من حسن الخلق، فإنه من مقاصد الصيام، والأخلاق دعوة قرآنية ومنزل سامية يجب التحلي بها، خاصة في شهر رمضان، ولا يبلغ العبد كمال الإيمان إلا إذا استقامت أخلاقه، وللصوم مقاصد أخلاقية، على المسلم أن يحرص على تحقيقها.
الكلمة الطيبة
اهتم ديننا الحنيف بما يصدر عن جوارح الإنسان، وأكثرها تأثيراً اللسان، فدعا إلى الكلمة الطيبة ورتب عليها الأجر والثواب، قال النَّبِي ﷺ: «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ»، فالكلمة الطيبة هي التي ينطقها صاحبها فيما يقربه من ربه تعالى، وتفتح أبواباً للخير، وتغلق أبواباً للشر، وتضمد الجراح، وتذهب الغيظ، وتنشر الخير والمحبة في قلوب الناس، وتُحدث أثراً طيباً في نفوسهم.. وهي من الأعمال الفاضلة التي تراعى في كل الأوقات، وبالأخص في شهر رمضان، لقوله ﷺ: «الصيامُ جُنَّةٌ، فإذا كان أحدُكم صائماً فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ»..
وأمر الله عباده بأن يقولوا أفضل الكلام وأحسنه، فقال: «وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، ومن عظيم قدر الكلمة الطيبة، أنها تصعد إلى السماء فتفتح لها الأبواب، قال تعالى: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ»، فمن وُفق للطيب من القول، دلّ على فضل الله عليه وهدايته له، قال تعالى: «وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ».
وأفضل الكلم الطيب وأعلاه: شهادة أن لا إله إلا الله، قال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)، «سورة إبراهيم: الآية 24»، قال ابن عباس في قوله تعالى (كَلِمَةً طَيِّبَةً): «هي شهادة أن لا إله إلا الله».
والكلمة الطيبة لها ثمارها في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فتقي صاحبها من النار، قال ﷺ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»، وترفعه في الجنة درجات، قال: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ».
والكلمة الطيبة تحفظ مودة الأهل والأصدقاء، وتستديم محبتهم، وتقطع كيد الشيطان، وتضعف مكره ومكائده، قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، «سورة فصلت: الآية 34»، فكم من كلمة طيبة كانت سبباً في اجتماع زوجين، وتصالح خصمين، واستقرار أسرة، والكلمة الطيبة هي القول الذي يرضي الله عز وجل، ويدخل السرور على القلوب، ويثمر في المجتمع المحبة والاحترام، فأثر الكلمة الطيبة ثابت في الأرض، وثوابها مكتوب في السماء.
العفة
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ...)، «سورة النور: الآية 33». ويقول عز وجل: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)، «سورة النور: الآيات 30 - 31». ويقول جلا جلاله: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، «سورة البقرة: الآية 273».
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: «من استغنى: أغناه الله عز وجل، ومن استعف: أعفه الله عز وجل، ومن استكفى: كفاه الله عز وجل»، (سنن النسائي، 2595).. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: «من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر»، (متفق عليه).
ولقد جاء الإسلام ليتمم القيم والمبادئ التي تسمو بالإنسان، فقال ﷺ: «بُعِثْتُ لأِتَُممَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ»، (موطأ مالك، 8).
ومن هذه الأخلاق التي أرسى الإسلام قواعدها وجعلها منسجمة مع الفطرة السليمة: خلق العفة والعفاف، هذا الخلق العظيم الذي كان رسول الله ﷺ يحرص عليه في دعائه، فيقول ﷺ: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى»، (صحيح مسلم، 2721).
العفة خلق كريم
فالعفة خلق كريم وصفة نبيلة، وهو عنوان النفوس الزكية، ودليل التربية الصالحة.. وأصل العِفة: الكَف عَما لَا يَحِل وَعَن كل قَبِيح، (المخصص، 1/ 345).. فالمسلم يعف جوارحه عن الحرام، فلا تغلبه شهوته حتى يتيسر له الحلال.. والمسلم يعف نفسه عن أموال الناس، لا يعتدي عليها، ولا يأخذها بغير حق، فلا يسأل الناس إذا احتاج، ولا يتسول ولا يطلب المال دون عمل. ويعف لسانه عن الكذب والسب والشتم، والغيبة والنميمة، فلا يتكلم إلا بخير ولا يقول إلا طيبًا، كما لا يخوض فيما لا يعنيه.
فالعفة تحفظ المسلم من الوقوع في كل نقيصة، وتدفع به نحو كل فضيلة، وإن شيوع هذا الخلق الكريم يؤدي إلى شيوع مكارم الأخلاق التي تضبط المجتمع فيصبح واحة خير يشع منها الأمن والأمان والخير والسلام.
والعفة خلق يحفظ المسلم من الوقوع في النقائص، ويدفع به نحو الفضائل، وهي من الأخلاق التي تُكتسب وتُنال بالتربية، والعفة تحمل على الحياء الذي هو رأس كل خير.
فتوى
ورد لمجلس الإفتاء السؤال التالي: «لديَّ جفاف في العين وأمرني الطبيب باستعمال قَطرة العين ففعلت ذلك في نهار رمضان، فماذا علي؟
أجاب مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بـ «لا شيء عليك في استعمال قطرة العين ما لم يصل شيءٌ منها إلى الحلق أثناءَ الصيامِ، وينبغي لك استعمالها لَيْلاً إذا لم يكن في ذلك عليك ضرر، حفاظاً على سلامة صومك». قال بعض أهل العلم: «إذا علم من عادته أن الكحل أو نحوه لا يصل إلى حلقه فلا شيء عليه»، (شفاء الغليل لابن غازي: 1/ 297).
حديث
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ ﷺ وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ، وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ. فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا»، (رواه البخاري ومسلم).
قطوف رمضانية
كتب الحسن البصري إلى فرقد أوصيك بتقوى الله، والاستعداد لما وعد الله مما لا حيلة لأحد في دفعه، ولا ينفع الندم عند نزوله، فاحسر عن رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الجاهلين.