أوصت دراسة بحثية بعنوان "الآثار المترتبة في تسخير التحول الرقمي لقطاع السياحة في سلطنة عمان" على تسخير قوة وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة في سلطنة عمان.

كما يمكن لمؤسسات قطاع السياحة الاستفادة من المؤثرين في مجال السياحة أو مدوني فيديو السفر إلى تسويق عروضهم، حيث يتابع أغلب السائحين المؤثرين ومحتواهم الخاص قبل زيارة أي وجهة سياحية.

ودعت الدراسة على أن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الحالي المتعلق بالسياحة عن سلطنة عمان يتركز في الغالب على أربع محافظات: مسقط، والداخلية، وظفار، والشرقية. في حين أن المحافظات الأخرى لم تجتذب اهتماما كبيرا من صانعي المحتوى السياحي. ومن ثم، يمكن للمحافظات الأخرى إقامة شراكات مع منشئي محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، أو مدوني فيديو السفر، أو إشراك المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لإنتاج محتوى متعلق بالسياحة يعرض مناطقهم. ويهدف هذا النهج الاستراتيجي إلى رفع مستوى الوعي بين السياح المحتملين حول مناطق الجذب المتنوعة داخل هذه المحافظات، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى زيادة الزيارات السياحية. وهذا بدوره يمكن أن يسهم في النمو الاقتصادي للشركات والمجتمعات المحلية في هذه المناطق.

وأكدت الدراسة أهمية أن تقوم وزارة التراث والسياحة بإنشاء قنوات خاصة على اليوتيوب وإنشاء مقاطع فيديو ومحتوى شامل يوفر معلومات ومحتوى جذاب حول مناطق الجذب السياحي، ومتطلبات التأشيرات ووثائق السفر، وغيرها من التفاصيل ذات الصلة بالوجهة لتسهيل وتبسيط عملية تخطيط الرحلات للسياح الذين يفكرون في زيارة سلطنة عمان.

كما أن تنشئ ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي على جميع المنصات الرائدة مثل اليوتيوب و الانستجرام والفيسبوك والتوك توك ولينكين ومنصة إكس والسناب شات والوي شات.

وتمثل هذه الخطوة الاستباقية فرصة كبيرة لمنشئي المحتوى المحليين لدخول القطاع الاقتصادي السريع النمو لإنشاء المحتوى المتعلق بالسياحة في سلطنة عمان، وهذا له تأثير في توفير مصدر دخل مربح للشباب العماني، وأيضا يزيد تدفق السياح إلى سلطنة عمان لتعزيز مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد العام

كما أوصت الدراسة على أنه يمكن للوزارة، أن تستخدم مقومات وإمكانيات سلطنة عمان في السياحة الثقافية والتاريخية، لوضع سلطنة عمان كمركز للسياحة الثقافية في جميع أنحاء العالم من خلال وضع محتوى في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال مع التركيز على ثقافة وتاريخ سلطنة عمان.

وأوضحت الدراسة أن السياحة تعد صناعة كثيفة المعلومات حيث يبحث السائحون عن معلومات جوهرية متعلقة بالوجهة السياحية، ويستهلكونها قبل اتخاذ قرارات السفر، ويرغب السائحون اليوم في التعرف على الخيارات السياحية المتاحة لهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.

فإن دمج المحتوى الذي ينشئه المستخدمون والمحتوى الذي تنشئه الشركة يزود المؤسسات بالقوة الجماعية والبصيرة، ويعزز التأثير التسويقي الشفهي.

وكشفت الدراسة، أن العديد من المنصات الضخمة مثل اليوتيوب والفيسبوك والتوك توك والانستجرام تجذب مئات الملايين من المستخدمين، وقد جذبت سلطنة عمان نحو 2.5 مليون سائح في عام 2019، وحصلت على 1.80 مليار دولار من إنفاق السياح، والذي انخفض بشكل كبير بسبب فيروس كورونا. على الرغم انتعاش السياحة في سلطنة عمان، إلا أنها تمكنت فقط من جذب 2.1 مليون سائح في عام 2022 وهو أقل بنسبة 18 في المائة عن عام 2019.

وأشارت الدراسة إلى أن المشاهدات ومقاييس المشاركة الفعالة تمثل آفاقًا واعدة للزيادة المحتملة في تدفق السياح إلى سلطنة عمان في المستقبل؛ ومن ثم زيادة النشاط السياحي.

وتمثل الدراسة استكشافا شاملا للمشهد الحالي في إنشاء محتوى وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة السياحية في قطاع السياحة في سلطنة عمان. فقد تؤكد نتائج هذه الدراسة على فعالية محتوى وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر هائل للمعلومات التي تؤثر بشكل كبير على نوايا السياح لزيارة سلطنة عمان. حيث حصلت منصة اليوتيوب وحدها على 24 مليون مشاهدة تتعلق بالمعالم السياحية في سلطنة عمان.

وتطرقت الدراسة البحثية إلى عدة أدوات لتحليل وسائل التواصل الاجتماعي ومقاييس الفيديو المتاحة للجمهور على منصة "اليوتيوب" لجمع البيانات في الربع الأول من عام 2023. وحدد أفضل مقاطع الفيديو التي تظهر باستمرار عبر مختلف الكلمات المفتاحية والعلامات التعريفية، مما أدى إلى قائمة من 80 مقطع فيديو يركز على السفر والسياحة في سلطنة عمان. كما استخرج البحث معلومات حول قنوات اليوتيوب التي تنشر محتوى متعلقا بالسفر والسياحة، وتوثيق البلد الأصلي لكل قناة وعدد المشتركين. بعد ذلك، وتتبع مقاييس مختلفة لأفضل مقاطع الفيديو المتعلقة بالسفر والسياحة في عمان، والمشاهدات والإعجابات والتعليقات ومدة الفيديو وجنس منشئ المحتوى واللغة.

وتكشف الدراسة أن الكلمات الرئيسية مثل "عُمان" و"الشرق الأوسط" و"مسقط" و"مدوني فيديو السفر" و"صلالة "و"السياحة في عُمان" صُنِّفَت باستمرار على أنها مصطلحات يُبْحَث عنها إلى حد بعيد على موقع اليوتيوب.

كما اجتذبت عبارات مثل "سافر إلى عمان" و"أشياء يمكن القيام بها في عمان" و"أفضل الأماكن للزيارة في عمان" و"زوروا عمان" اهتمامًا كبيرًا بالبحث.

وبشكل عام تلقت الكلمات المفتاحية الـ41 مجتمعة أكثر من 13 مليون عملية بحث على اليوتيوب.

ومن خلال تحليل نتائج الكلمات المفتاحية، يتضح أن السياح يركزون في الغالب في عمليات البحث على مدينتين، هما "مسقط وصلالة"، في حين يبدو أن المدن الأخرى تظل غير معروفة نسبيًا بين السياح.

وفي تحليلنا اللاحق، تعرض النتائج أن "مسقط" و"صلالة" و"نزوى" و"صور" تعد المدن الأولى التي اختارها منشئو المحتوى لإنتاج محتوى متعلق بالسياحة. علاوة على ذلك، ظهرت "بوشر" و"مطرح" و"القرم" كأفضل المدن في مسقط التي حظيت بالاهتمام في المحتوى المتعلق بالسياحة.

وأن "مسجد السلطان قابوس" و"سوق مطرح" و"وادي شاب" و"دار الأوبرا العمانية" و"هوية نجم" تبرز باعتبارها مناطق الجذب السياحي الأكثر ذكرا في محتوى الفيديو المتعلق بالسياحة عن عمان الذي يُشَارَك على موقع اليوتيوب.

وأن "عمان"و"مسقط" و"صلالة" و"سفر" و"جولة أو رحلة" و"وادي شاب" و"المغامرة،" و"الأكل" برزت ككلمات مفتاحية الأكثر استخدامًا في عناوين مقاطع الفيديو. وتشير هذه النتائج إلى تركيز مكثف من قبل منشئي المحتوى السياحي على المدن الكبرى، وذلك باستخدام عناوين مصممة لجذب انتباه السياح من خلال دمج مصطلحات مقنعة مثل المغامرة والجولة والسفر والطعام لإثارة اهتمام وجذب المشاهدين لاستكشاف هذه المدن. إن إحدى النتائج الجديرة بالملاحظة للدراسة هي الوُجود المحدود لقناتين مسجلتين فقط على اليوتيوب في سلطنة عمان.

الدراسة قام بها كل من الدكتور خالد حسين، والدكتور ميرزا محمد العلم، والدكتور أقدس مالك، والدكتورة مها بنت خميس البلوشية، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة السلطان قابوس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محتوى وسائل التواصل الاجتماعی السیاحة فی سلطنة عمان من خلال

إقرأ أيضاً:

العلاقات العمانية الروسية.. آفاق واعدة

زيارة الدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية ولقاؤه المهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكتسبان أهمية كبيرة على صعيد تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفي المجال السياحي والمتحفي أو على صعيد القضايا الدولية.

منذ انطلاق العلاقات العمانية الروسية في السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٨٥ وهي تشهد تطورا إيجابيا على كل المستويات، ومن هنا تأتي زيارة الدولة التي اختتمها سلطان البلاد إلى موسكو أمس لتعطي دفعة وزخما سياسيا واقتصاديا وثقافيا مهما، من خلال التوافق السياسي على جملة من القضايا التي تشهدها المنطقة والعالم، ولعل الحرب الروسية الأوكرانية هي إحدى القضايا التي كانت مدار بحث بين قيادتي البلدين علاوة على الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها سلطنة عمان على صعيد تخفيض التصعيد في المنطقة والعالم من خلال ضرورة إيجاد حلول سياسية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن جولتي مسقط وروما واللتين تمتا بوساطة عمانية قد شهدتا نتائج إيجابية، وهناك الفرق الفنية والتي سوف تجتمع قريبا في مسقط.

روسيا الاتحادية وسلطنة عمان يجمع بينهما تاريخ بحري منذ ٥٠٠ عام من خلال زيارة السفن الروسية إلى ميناء مسقط، كما أن التدفق السياحي بين البلدين يشهد نموا ملموسا، خاصة وأن الطيران المباشر يواصل جهوده لنقل آلاف السياح بين البلدين، كما أن تسهيلات التأشيرات أصبحت عاملا مساعدا لنمو قطاع الطيران والسياحة بين سلطنة عمان وروسيا الاتحادية.

زيارة الدولة لعاهل البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية سوف تفتح مجالات التعاون بشكل أكبر خاصة في مجال الطاقة والتبادل التجاري وفي مجال الاستثمار المشترك وقطاع المعادن والرياضة والثقافة والمتاحف وهذا الأخير يحظى بتعاون كبير.

إن توقيع عدد من مذكرات التعاون في المجالات المختلفة بين مسقط وموسكو سوف يعزز رؤية البلدين نحو خلق شراكة اقتصادية وتجارية وفي كل المجالات خاصة وأن روسيا الاتحادية تعد من الأسواق الكبيرة على صعيد العالم.

كما أن سلطنة عمان تحظى بميزات مهمة على صعيد الفرص الاستثمارية وفي قطاع السياحة وفي مجال الموانئ والقطاع اللوجستي، وهناك عدد من الشركات الروسية التي تعمل في سلطنة عمان في عدد من المجالات الحيوية، وعلى ضوء ذلك فإن العلاقات العمانية الروسية سوف تشهد المزيد من التطور وآفاقا واعدة في المستقبل القريب على كل المستويات.

اللقاء التاريخي بين جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يعد على قدر كبير م

ن الأهمية حيث دارت المباحثات حول عدد من القضايا الحيوية، أولا على صعيد تطوير علاقات البلدين الصديقين وثانيا استعراض مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما يعزز علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين.

إن الزيارات السلطانية التي قام بها سلطان البلاد المفدى إلى الدول المختلفة تهدف كما نشير دوما إلى تعزير أواصر التعاون وتعزيز الشراكات الاقتصادية بشكل خاص، كما أن جلالته -حفظه الله- حريص ويبذل جهودا كبيرة لوضع الاقتصاد الوطني في مصاف الدول المتقدمة من خلال وجود اقتصاد مستدام ديناميكي لا يعتمد على مصدر وحيد كالنفط على سبيل المثال.

ومن هنا فإن ترسيخ مبدأ الشراكات الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة هو خطوة على الطريق الصحيح وسوف تكون له نتائج ملموسة في المرحلة القادمة، خاصة وأن رؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠ ترتكز على محاور أساسية تحتاج إلى وجود تلك الشراكات الاقتصادية وتنوع الاقتصاد والاتجاه إلى صناعات رقمية والتركيز على التقنية والابتكار والطاقة المتجددة وهي مجالات تنطلق من خلالها بلادنا نحو تحقيق الأهداف الوطنية واستثمار طاقات الشباب العماني المبدع في كل المجالات.

على الصعيد الدولي فإن سلطنة عمان تقدم رؤية سياسية تهدف إلى خفض التصعيد وإيجاد حلول واقعية للمشكلات والصراعات بين الفرقاء في اليمن وعلى صعيد المفاوضات الأمريكية الإيرانية، ومن هنا تمتد يد الخير العمانية في كل العواصم هذه الأيام من أمستردام إلى روما وإلى موسكو ومن القلب منها عاصمة الوطن مسقط التي أصبحت خلال الفترة الماضية محط أنظار العالم والشبكات الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية حيث تصدرت المشهد السياسي والإعلامي لجهودها الكبيرة في إيجاد حلول سياسية عادلة وملزمة بين الفرقاء من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى ضوء تلك الجهود تنطلق رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى توسيع نطاق التعاون والشراكات الاقتصادية والتنسيق السياسي مع دول العالم وإقامة عالم بلا صراعات، عالم يتسم بالاستقرار والسلام والتعاون وحل الخلافات والصراعات بالطرق السلمية ومناصرة القضايا العادلة وفقا للقانون الدولي.

ومن هنا يواصل جلالته -حفظه الله ورعاه- مساعيه الخيّرة نحو وضع بلادنا سلطنة عمان في المكانة المميزة التي تستحقها كدولة حضارية راسخة كان لها إسهام كبير على صعيد الحضارة الإنسانية. حفظ الله سلطان البلاد في حله وترحاله.

مقالات مشابهة

  • دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون
  • بريطانيا تدرس فرض حظر على استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي
  • عمان.. وسيط السلام الموثوق
  • وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الأردن تحذر من الترويج للجمعيات المحظورة على وسائل التواصل الاجتماعي
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند
  • “رئاسة الشؤون الدينية” تنفي وجود مواقع للأئمة والخطباء في وسائل التواصل الاجتماعي وتحذر من المقاطع المفبركة بالذكاء الاصطناعي
  • السعودية تنفي وجود مواقع لأئمة وخطباء الحرمين الشريفين في وسائل التواصل الاجتماعي
  • العلاقات العمانية الروسية.. آفاق واعدة
  • رئاسه الشوؤن الدينية تنفي وجود مواقع للأئمة والخطباء في وسائل التواصل الاجتماعي
  • رئاسة الشؤون الدينية تنفي وجود مواقع للأئمة والخطباء في وسائل التواصل الاجتماعي وتحذر من المقاطع المفبركة بالذكاء الاصطناعي