دراسة تدعو إلى تسخير قوة وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة في سلطنة عمان
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أوصت دراسة بحثية بعنوان "الآثار المترتبة في تسخير التحول الرقمي لقطاع السياحة في سلطنة عمان" على تسخير قوة وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة في سلطنة عمان.
كما يمكن لمؤسسات قطاع السياحة الاستفادة من المؤثرين في مجال السياحة أو مدوني فيديو السفر إلى تسويق عروضهم، حيث يتابع أغلب السائحين المؤثرين ومحتواهم الخاص قبل زيارة أي وجهة سياحية.
ودعت الدراسة على أن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الحالي المتعلق بالسياحة عن سلطنة عمان يتركز في الغالب على أربع محافظات: مسقط، والداخلية، وظفار، والشرقية. في حين أن المحافظات الأخرى لم تجتذب اهتماما كبيرا من صانعي المحتوى السياحي. ومن ثم، يمكن للمحافظات الأخرى إقامة شراكات مع منشئي محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، أو مدوني فيديو السفر، أو إشراك المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لإنتاج محتوى متعلق بالسياحة يعرض مناطقهم. ويهدف هذا النهج الاستراتيجي إلى رفع مستوى الوعي بين السياح المحتملين حول مناطق الجذب المتنوعة داخل هذه المحافظات، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى زيادة الزيارات السياحية. وهذا بدوره يمكن أن يسهم في النمو الاقتصادي للشركات والمجتمعات المحلية في هذه المناطق.
وأكدت الدراسة أهمية أن تقوم وزارة التراث والسياحة بإنشاء قنوات خاصة على اليوتيوب وإنشاء مقاطع فيديو ومحتوى شامل يوفر معلومات ومحتوى جذاب حول مناطق الجذب السياحي، ومتطلبات التأشيرات ووثائق السفر، وغيرها من التفاصيل ذات الصلة بالوجهة لتسهيل وتبسيط عملية تخطيط الرحلات للسياح الذين يفكرون في زيارة سلطنة عمان.
كما أن تنشئ ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي على جميع المنصات الرائدة مثل اليوتيوب و الانستجرام والفيسبوك والتوك توك ولينكين ومنصة إكس والسناب شات والوي شات.
وتمثل هذه الخطوة الاستباقية فرصة كبيرة لمنشئي المحتوى المحليين لدخول القطاع الاقتصادي السريع النمو لإنشاء المحتوى المتعلق بالسياحة في سلطنة عمان، وهذا له تأثير في توفير مصدر دخل مربح للشباب العماني، وأيضا يزيد تدفق السياح إلى سلطنة عمان لتعزيز مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد العام
كما أوصت الدراسة على أنه يمكن للوزارة، أن تستخدم مقومات وإمكانيات سلطنة عمان في السياحة الثقافية والتاريخية، لوضع سلطنة عمان كمركز للسياحة الثقافية في جميع أنحاء العالم من خلال وضع محتوى في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال مع التركيز على ثقافة وتاريخ سلطنة عمان.
وأوضحت الدراسة أن السياحة تعد صناعة كثيفة المعلومات حيث يبحث السائحون عن معلومات جوهرية متعلقة بالوجهة السياحية، ويستهلكونها قبل اتخاذ قرارات السفر، ويرغب السائحون اليوم في التعرف على الخيارات السياحية المتاحة لهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.
فإن دمج المحتوى الذي ينشئه المستخدمون والمحتوى الذي تنشئه الشركة يزود المؤسسات بالقوة الجماعية والبصيرة، ويعزز التأثير التسويقي الشفهي.
وكشفت الدراسة، أن العديد من المنصات الضخمة مثل اليوتيوب والفيسبوك والتوك توك والانستجرام تجذب مئات الملايين من المستخدمين، وقد جذبت سلطنة عمان نحو 2.5 مليون سائح في عام 2019، وحصلت على 1.80 مليار دولار من إنفاق السياح، والذي انخفض بشكل كبير بسبب فيروس كورونا. على الرغم انتعاش السياحة في سلطنة عمان، إلا أنها تمكنت فقط من جذب 2.1 مليون سائح في عام 2022 وهو أقل بنسبة 18 في المائة عن عام 2019.
وأشارت الدراسة إلى أن المشاهدات ومقاييس المشاركة الفعالة تمثل آفاقًا واعدة للزيادة المحتملة في تدفق السياح إلى سلطنة عمان في المستقبل؛ ومن ثم زيادة النشاط السياحي.
وتمثل الدراسة استكشافا شاملا للمشهد الحالي في إنشاء محتوى وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة السياحية في قطاع السياحة في سلطنة عمان. فقد تؤكد نتائج هذه الدراسة على فعالية محتوى وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر هائل للمعلومات التي تؤثر بشكل كبير على نوايا السياح لزيارة سلطنة عمان. حيث حصلت منصة اليوتيوب وحدها على 24 مليون مشاهدة تتعلق بالمعالم السياحية في سلطنة عمان.
وتطرقت الدراسة البحثية إلى عدة أدوات لتحليل وسائل التواصل الاجتماعي ومقاييس الفيديو المتاحة للجمهور على منصة "اليوتيوب" لجمع البيانات في الربع الأول من عام 2023. وحدد أفضل مقاطع الفيديو التي تظهر باستمرار عبر مختلف الكلمات المفتاحية والعلامات التعريفية، مما أدى إلى قائمة من 80 مقطع فيديو يركز على السفر والسياحة في سلطنة عمان. كما استخرج البحث معلومات حول قنوات اليوتيوب التي تنشر محتوى متعلقا بالسفر والسياحة، وتوثيق البلد الأصلي لكل قناة وعدد المشتركين. بعد ذلك، وتتبع مقاييس مختلفة لأفضل مقاطع الفيديو المتعلقة بالسفر والسياحة في عمان، والمشاهدات والإعجابات والتعليقات ومدة الفيديو وجنس منشئ المحتوى واللغة.
وتكشف الدراسة أن الكلمات الرئيسية مثل "عُمان" و"الشرق الأوسط" و"مسقط" و"مدوني فيديو السفر" و"صلالة "و"السياحة في عُمان" صُنِّفَت باستمرار على أنها مصطلحات يُبْحَث عنها إلى حد بعيد على موقع اليوتيوب.
كما اجتذبت عبارات مثل "سافر إلى عمان" و"أشياء يمكن القيام بها في عمان" و"أفضل الأماكن للزيارة في عمان" و"زوروا عمان" اهتمامًا كبيرًا بالبحث.
وبشكل عام تلقت الكلمات المفتاحية الـ41 مجتمعة أكثر من 13 مليون عملية بحث على اليوتيوب.
ومن خلال تحليل نتائج الكلمات المفتاحية، يتضح أن السياح يركزون في الغالب في عمليات البحث على مدينتين، هما "مسقط وصلالة"، في حين يبدو أن المدن الأخرى تظل غير معروفة نسبيًا بين السياح.
وفي تحليلنا اللاحق، تعرض النتائج أن "مسقط" و"صلالة" و"نزوى" و"صور" تعد المدن الأولى التي اختارها منشئو المحتوى لإنتاج محتوى متعلق بالسياحة. علاوة على ذلك، ظهرت "بوشر" و"مطرح" و"القرم" كأفضل المدن في مسقط التي حظيت بالاهتمام في المحتوى المتعلق بالسياحة.
وأن "مسجد السلطان قابوس" و"سوق مطرح" و"وادي شاب" و"دار الأوبرا العمانية" و"هوية نجم" تبرز باعتبارها مناطق الجذب السياحي الأكثر ذكرا في محتوى الفيديو المتعلق بالسياحة عن عمان الذي يُشَارَك على موقع اليوتيوب.
وأن "عمان"و"مسقط" و"صلالة" و"سفر" و"جولة أو رحلة" و"وادي شاب" و"المغامرة،" و"الأكل" برزت ككلمات مفتاحية الأكثر استخدامًا في عناوين مقاطع الفيديو. وتشير هذه النتائج إلى تركيز مكثف من قبل منشئي المحتوى السياحي على المدن الكبرى، وذلك باستخدام عناوين مصممة لجذب انتباه السياح من خلال دمج مصطلحات مقنعة مثل المغامرة والجولة والسفر والطعام لإثارة اهتمام وجذب المشاهدين لاستكشاف هذه المدن. إن إحدى النتائج الجديرة بالملاحظة للدراسة هي الوُجود المحدود لقناتين مسجلتين فقط على اليوتيوب في سلطنة عمان.
الدراسة قام بها كل من الدكتور خالد حسين، والدكتور ميرزا محمد العلم، والدكتور أقدس مالك، والدكتورة مها بنت خميس البلوشية، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة السلطان قابوس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محتوى وسائل التواصل الاجتماعی السیاحة فی سلطنة عمان من خلال
إقرأ أيضاً:
دراسة تقول إن منجم الفضة بإميضر يستنزف المياه ويلوث البيئة ويؤثر على صحة السكان
كشفت دراسة حديثة صادرة عن « المعهد المغربي لتحليل السياسات » أن قرية إميضر، الواقعة في إقليم تنغير جنوب شرق المغرب، تواجه أزمة بيئية واجتماعية متصاعدة بسبب استغلال منجم الفضة للموارد المائية الشحيحة وتلويثه للبيئة. وقد أدى ذلك إلى احتجاجات مستمرة من قبل السكان المحليين، الذين يطالبون بحقوقهم في المياه النظيفة وبيئة صحية.
وأوضحت أن قرية إميضر يعتمد اقتصادها المحلي أساسًا على الزراعة المعيشية، مثل زراعة الخضراوات وتربية المواشي الصغيرة، ونظرًا للمناخ الجاف. وفي المنطقة، فإن الموارد المائية محدودة للغاية. ونتيجة لذلك، غالبًا ما تنضب الأنهار، ويُعتمد على المياه الجوفية للشرب والري.
غير أن استئناف عمليات استخراج الفضة في المنطقة منذ عام 1969 أدى إلى الضغط على الموارد المائية؛ فوفقًا لنشطاء محليين، يُقال، بحسب الدراسة، إن المنجم يستخدم 1555 مترًا مكعبا من المياه يوميًا، وهو ما يزيد بأكثر من 12 مرة على الاستهلاك اليومي لجميع سكان إميضر، ويُعد منجم إميضر من أغنى مناجم الفضة في إفريقيا، إذ ينتج سنويًا 240 طنا من الفضة، كما يُعرف بأنّه أحد المناجم القليلة في العالم التي يمكن العثور فيها على الفضة بشكلها الطبيعي، حيث ينتج المنجم سبائك فضية بنسبة نقاء تبلغ 99 في المائة.
في عام 1969، كانت شركة المعادن بإيميضر SMI المشغلة للمنجم، مملوكة للدولة عبر المكتب الوطني لهيدروكربونات والمعادن (ONHYM) ثم خُصخصت عام 1996، واستحوذت عليها مجموعة أونا (ONA) بنسبة 36.1% من رأس المال، وذلك في إطار هولدينغ التعدين مناجم. وفي عام 2018، غُيِّر اسم أونا إلى المدى ولتلبية احتياجاتها، قامت الشركة بتركيب 7 آبار عميقة في ثلاث مناطق للتزود بالمياه: أنجز بئر واحد عام 1986، وآخر عام 2004 في جبل عليبان، و5 آبار أُقيمت عام 2013.
حدد الخبراء والنشطاء ثلاث نتائج رئيسية لنشاط استخراج الفضة في إميضر: الاستيلاء على الأراضي والاستيلاء على المياه، والتلوث البيئي والمائي.
وفيما يتعلق بالاستيلاء على الأراضي، بحسب الدراسة نفسها، يقع موقع التعدين على أرض جماعية كانت تُستخدم تاريخيًا كمراعي، وإلى حد أقل للزراعة من قبل عائلات إميضر عندما وصلت شركة المعادن بإيميضر (SMI) في عام 1969، كانت إميضر تضم 57 عائلة غادرت منها 30 عائلة بعد تلقيها تعويضات مالية، في حين أجبرت بعض العائلات على المغادرة بسبب اقتراب أنشطة التعدين بشكل كبير من حقولها المزروعة أو مناطق رعيها.
ومع ذلك، لم تتدخل السلطات العمومية، بحسب الدراسة نفسها، وسمحت للشركة باحتلال هذه الأراضي والتوسع فيها. وفيما يخص الاستيلاء على المياه، دائما حسب الدراسة نفسها، أشارت إحدى الجمعيات المحلية إلى أن السكان لاحظوا انخفاضًا في تدفق المياه، بل وجفاف الخطارات بعد 11 شهرًا فقط من بدء استغلال الشركة للآبار في جبل عليان عام 2004.
ووجد المهندسون الذين أوفدتهم جمعية محلية في عام 2019 لتقييم الوضع أن الانخفاضات المبلغ عنها كانت مفاجئة بشكل خاص نظرًا لأن هذه الخطارات كانت معروفة بـ »استقرارها الاستثنائي، حتى خلال فترات الجفاف ».
وطرحت إحدى الفرضيات احتمال وجود علاقة بين المياه الجوفية التي يستغلها المنجم والمياه الجوفية التي تغذي قرية إميضر، مما أدى إلى نضوب الخطارات.
وأخيرًا، يعاني سكان إميضر أيضًا من التلوث البيئي الناتج عن أنشطة التعدين ويتسبب هذا التلوث في مخلفات استخراج المعادن ومعالجة النفايات. ففي عام 1987، أدت تسربات السيانيد إلى نفوق 25 رأسًا من الماعز وفي الآونة الأخيرة، في أبريل 2023 واجه 50 رأسًا من الأغنام تعود لراع مستقر-متنقل نفس المصير. كما يؤثر التلوث على صحة السكان، حيث أشار النشطاء إلى ارتفاع حالات الأمراض الجلدية والسرطان.
كلمات دلالية اميضر بيئة تلوث دراسة منجم الفضة