معرض مشترك للفن التشكيلي والخط العربي في ثقافي الحسكة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
الحسكة-سانا
استضاف المركز الثقافي العربي في مدينة الحسكة معرضاً مشتركاً للفن التشكيلي والخط العربي، شارك فيه عدد من مبدعي المحافظة، وذلك في إطار فعاليات الأسبوع الأدبي الذي تقيمه مديرية الثقافة احتفاءً بيومي اللغة العربية واللغة الأم.
المعرض الذي أقيم في صالة المعارض بالمركز الثقافي تضمن عدة لوحات للفن التشكيلي، عالجت العديد من المواضيع الفنية كالطبيعية والتراث والبورتريه والمزج الفني، كما تم عرض العديد من لوحات الخط العربي بمدارسه وأنواعه المختلفة التي أظهرت جمالية هذا الفن وروعة رسم وتخطيط الحرف العربي.
وبين مدير الثقافة عبد الرحمن السيد في تصريح لمراسل سانا أن المعرض المشترك يقام بالتعاون مع فرع اتحاد الفنانين التشكيليين، ويضم نحو 20 لوحة منوعة في الفن التشكيلي والخط العربي، مشيراً إلى أن المعرض يقام في إطار فعاليات الاحتفاء بيومي اللغة العربية واللغة الأم، مع حرص المديرية على دعوة مختلف مبدعي الفن التشكيلي وفن الخط العربي الذين يمثلون مختلف المدارس الفنية، لعرض إبداعهم الفني على الجمهور.
الفنان التشكيلي عيسى النهار أكد أهمية المعرض الذي زاوج بين نوعين، الفن التشكيلي والخط العربي، حيث سلط الفنانون عبر لوحاتهم الضوء على جمالية الخط العربي بمختلف أنواعه، كما قام بعض الفنانين بدمج هذين الفنين لتشكيل لوحة جديدة تمازج ما بين التشكيل ورسم الحرف العربي، مؤكداً أهمية الاعتناء وزيادة الاهتمام بفن الخط العربي في ظل عصر التكنولوجيا الحديثة وانتشار أدواتها التي أبعدتنا عن الكتابة اليدوية والتعامل مع روح الحرف العربي وجمال رسمه.
الفنان والخطاط مروان علوش الذي شارك بلوحة جمعت بين الزخرفة النافرة والخط العربي أشار الى أن المعرض شارك فيه العديد من الفنانين ذوي البصمة على الساحة الفنية في المحافظة، حيث استطاعوا عبر اللوحات التي رسمت بأنواع عدة من الخطوط، كخط الرقعة والنسخ والفارسي وغيرها إيصال رسالة بضرورة الاهتمام بالخط العربي وجماليته وتشجيع الشباب والناشئة على تعلمه وإجادته.
نزار حسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الخط العربی
إقرأ أيضاً:
«تطور الفن العربي خلال فترة ما بعد الانطباعية» في محاضرة بـ«اللوفر أبوظبي»
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة «إكسبوجر».. 420 فناناً بصرياً عالمياً يقدمون 3100 عمل فني «مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة» يبحث المحاور العلميّة لـ«مؤتمر الدّراسات العربيّة في أوروبا»شهد بهو متحف اللوفر- أبوظبي السبت الماضي، محاضرة بعنوان: «تطور الفن العربي خلال فترة ما بعد الانطباعية»، قدمها الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، الباحث، مؤسّس مؤسسة «بارجيل للفنون»، حيث طرح وجهات نظر جديدة حول هذه الفترة التحويلية، وتأثيرها الدائم على العالم العربي. جاءت المحاضرة ضمن البرنامج الثقافي الموسمي، بالتزامن مع معرض «ما بعد الانطباعية»، الذي يقام في قاعات العرض باللوفر. وفي مستهل الجلسة، رحّبت بالحضور عائشة الأحمدي، مساعدة أمين المتحف في اللوفر.
قدم القاسمي لمحة تاريخية مهمة عن مطلع القرن العشرين، والتطورات الكبيرة التي حصلت على مستوى العالم، بما في ذلك في مجال الفنون. فقد ظهرت حركة ما بعد الانطباعية (1886 - 1906) في فرنسا، وشكّلت حقبة فنية رئيسة يحتفى بها على نطاق واسع حتى اليوم. وفي الفترة ذاتها، كان العالم العربي يعيش عصر النهضة العربية، الذي امتّد من منتصف القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين، وشهد مساهمات ملحوظة في مجالات الأدب، والعمارة، والفن، وكانت تغذيها القومية العربية المتنامية آنذاك، والتي بلغت ذروتها في تجمع فكري كبير في باريس. وعرض الشيخ القاسمي في محاضرته الفصل الثري من تاريخ الثقافة العربية، حيث تطرّق إلى التطورات الفنية الغنية التي شهدها العالم العربي في مطلع القرن العشرين، خلال فترة من التحولات الفكرية والمجتمعية والسياسية العميقة. وجاءت تلك الفترة المعروفة بـ«عصر النهضة العربية» مواكبة للحركات الحداثية في العالم، مع تطور هوية فنية مميزة تعكس التطلعات الثقافية، والدينية، والسياسية للعالم العربي، حيث سعى الفنانون والمثقفون على حد سواء إلى استعادة الجماليات العربية التقليدية مع تبني التأثيرات الحديثة، الأمر الذي أسفر عن سرد واضح ونابض بالحياة، ومفعم بمفاهيم النهضة، والتجديد، والتعبير عن الذات.
ورافق المحاضرة عرض بالصور لشخصيات رئيسية في عصر النهضة، مثل محمود مختار، وجبران خليل جبران، ونيكولا صايغ، مثالاً على المزج بين التقاليد والابتكار.
ويعتبر مختار أول نحّات مصري في العصر الحديث، حيث اعتنى في أعماله الضخمة بأن تكون بمثابة رموز للفخر الوطني والنهضة الثقافية. وأضاف المحاضر قائلاً: «أما جبران، المعروف في المقام الأول بتحفته الأدبية (النبي)، فقد ساهم بشكل كبير في الفنون البصرية، حيث ابتكر لوحات رمزية استهدفت سبر أغوار الجوانب الروحانية والعاطفة الإنسانية». وبدوره، ربط نيكولا صايغ، رائد الفن الفلسطيني، بين الأيقونات الدينية والموضوعات العلمانية، مقدّماً بذلك السرد الفني المتطور للمنطقة.
وتابع: «على الرغم من التحديات في المجال، الذي يهيمن عليه الفنانون الذكور، ظهرت فنانات أبدعن بمساهمات مؤثرة، فقد جمعت قدرية حسين، إحدى أفراد العائلة المالكة في مصر، بين أدوارها ككاتبة، ومترجمة، ومدافعة عن حقوق المرأة، وعملها الأقل شهرة كرسامة. أما إيمي نمر، وهي فنانة سريالية مصرية، فقد أضفت على فنّها موضوعات الصدمة والهشاشة، مستمدة فنّها من الخسائر الشخصية وعواقب الحرب العالمية الأولى، كما شاركت نساء أخريات بارزات، مثل سعيدة بنت صلاح، وزلفى السعدي في بعض المعارض، وأبدعن أعمالاً تعكس التطلعات القومية، بيد أن العديد من مساهماتهن لم توضع موضع البحث بعد».
وسلّط المحاضر الضوء على دور المؤسسات والإصلاحات الرئيسية في تعزيز حركة الفن الحديث العربي، مشيراً إلى فتوى الشيخ محمد عبده التي صدرت في عام 1905 وأجازت فن التصوير التشكيلي في السياقات الإسلامية، وعلى إثرها أنشئت كليات الفنون الجميلة، وانطلقت موجة جديدة من التعبير الفني.
ترسيخ الهوية
أكد الشيخ سلطان بن سعود القاسمي لـ «الاتحاد» أن هذه المحاضرة محاولة لاستعراض الحياة الثقافية في العالم العربي، في فترة ما بعد الانطباعية نفسها، وهي فترة معرض ما بعد الانطباعية في متحف اللوفر أبوظبي، هذه الفترة كانت فترة غنيّة في العالم العربي، كان فيها فنانون مبدعون من أنحاء العالم العربي كافة قاموا برسم شخصيات مهمة، الكثير منها ثقافية وسياسية وشخصيات علم وعلمانية، وأيضاً شخصيات دينية في محاولة من جهتهم بأن يقوموا بترسيخ الهوية العربية، التي كانت تحت الاحتلال في ذلك الوقت.