مناقشة تعزيز إنتاجية العمل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
العُمانية: نظمت وزارة العمل بالتعاون مع شركة مايكروسوفت حلقة عمل حول "تعزيز إنتاجية العمل الحكومي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي" بهدف التركيز على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها في تحسين أداء موظفي الجهاز الإداري للدولة، وتعزيز الإنتاجية وإدارة الوقت بشكل أكثر فاعلية.
وقال سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة العمل لتنمية الموارد البشرية "يفتح الذكاء الاصطناعي مجالًا واسعًا للكثير من الإيجابيات للحكومات والمواطنين، ويسهل تسخير هذه التقنية في الوصول للنتائج المرادة، وقدرة اتخاذ القرار، وتنفيذ الاستراتيجيات لرفع مستوى الأداء، وتسهيل الخدمات المقدمة.
وأضاف سعادته أنَّ هناك تغيرات كبيرة في العالم في ظل التوجه نحو هذه التقنية، والاستفادة منها لقطاعات متعددة، منها للقطاعات الحكومية، التي تتيح مجالًا واسعًا للإبداع والتفكير في الموارد البشرية، حيث تأتي هذه الحلقة بالتعاون مع شركة مايكروسوفت للتأكيد على ضرورة مواكبة التقدم الملحوظ في مجالات التحول الرقمي.
وأكَّد بأنَّ توجه الحكومة الحالي إلى التحول الرقمي واضح من خلال تطبيق عدة برامج وطنية في هذا المجال، كالبرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي الذي تشرف عليه وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، والذي يهدف إلى توفير بنية آمنة ومتطورة داعمة للحكومة الرقمية ومتكاملة مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تستجيب لمتطلبات المستقبل والاستدامة تحقيقًا لرؤية عمان 2040، مع تمكين مهارات وكفاءات متواكبة مع متطلبات سوق العمل والمستقبل التقني المتسارع.
من جانبه قال الشيخ سيف بن هلال الحوسني مدير عام مايكروسوفت سلطنة عُمان والبحرين "تأتي إقامة هذه الحلقة في هذا الوقت بحكم التسارع في التقنية وأهمية استخدامها حيث تناقش نقطتين رئيستين، الأولى حول العمل عن بعد باستخدام أحدث الأدوات التقنية من شركة مايكروسوفت بالذكاء الاصطناعي، أما الثانية تناقش أهمية استخدام المساعد الشخصي الافتراضي (كوبايلت)، مُشيرًا إلى أنَّ هذه الأدوات تساعد على زيادة الإنتاجية وتقليل الوقت وتجويد العمل.
وقال "نسعى بالتعاون مع وزارة العمل إلى إعداد الموظفين في القطاع الحكومي لتسريع تبني أحدث الحلول التكنولوجية من أجل تطوير الحلول المبتكرة المبنية على أنظمة الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات الحيوية، لمواكبة تطـورات الثورة الصناعية الرابعة وتحقيق أهـداف رؤية عمان 2040.
حضر حلقة العمل عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارات، وعدد من المسؤولين من مختلف الجهات الحكومية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟
الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.
المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.
وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».
وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.
ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!