قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يؤخر مناقشة مسألة إدخال المساعدات من أجل منع السلطة الفلسطينية من إدارة غزة، لافتة إلى أنه يعارض رؤية واشنطن بهذا الشأن.

وذكرت أن الوضع الإنساني في غزة هو الأكثر أهمية، وبات السكان بحاجة إلى توفير احتياجاتهم، مبينة أن "هذه الحاجة لا تنبع من أسباب أخلاقية وإنسانية فحسب، بل هي حاجة عملية أيضا، لأنه إذا حدثت كارثة إنسانية في قطاع غزة - والتي أصبحت بداياتها واضحة بالفعل - فإن البيت الأبيض والرأي العام الدولي لن يسمحا لإسرائيل بأن تتدخل".



وأضافت الصحيفة أنه إذا استمر العدوان "فلن يتمكن ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي من السفر إلى الخارج، لأن المحكمة الجنائية الدولية ستتهم مقاتليهم بارتكاب جرائم حرب، وسيكون من الصعب عليهم الدفاع عنهم قانونيا".



وتابعت: "إذا تصرفت إسرائيل بالمنطق والعقل، وسمحت بإدخال المساعدات الإنسانية والظروف الإنسانية الأساسية إلى مليوني نسمة من سكان قطاع غزة، فإنها ستستفيد من ذلك - لأن من يسيطر على المساعدات الإنسانية وتوفير الحد الأدنى من الظروف المعيشية للسكان من الآن فصاعدا ستكون أيضا هي التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار الحكم المدني لحماس".

وأشارت إلى أن حركة "حماس" تقوم بتوزيع المساعدات التي تدخل للمدنيين في شمال قطاغ غزة، وكذلك رفح ودير البلح.

ولفتت إلى أن جيش الاحتلال "خطط منذ فترة طويلة لخيارات مختلفة للتعامل مع المساعدات الإنسانية، لكن أيدي منسق العمليات الحكومية في المناطق، الذي سيكون الشخص الذي من المفترض أن يقوم بتفعيل أحد هذه الخيارات، مقيدة - لأن مجلس الوزراء لم يقم بعد قرر الخطوط العريضة في اليوم التالي لأن نتنياهو يؤخر المناقشة".

وبيّنت الصحيفة أنه "رغم نشر الخطوط العريضة المفترضة وعرضها على أعضاء الحكومة للنظر فيها، إلا أن رئيس الوزراء لم يقدم حتى الآن خطة عملية، بل فقط مجموعة من الأفكار، وتحقيق كل منها سوف يستغرق وقتا طويلا".

وقالت الصحيفة: "في مثل هذا الوضع حيث تصبح القضية الإنسانية حرجة للغاية، من المهم معرفة سبب تأخير نتنياهو في بدء معالجة القضية - أي تحديد الخطوط العريضة لليوم التالي".




وأردفت: "الجواب الذي يأتي من المحادثات مع المسؤولين في الجهاز الأمني هو أن نتنياهو يريد، من خلال الأعطال والكوارث المتزايدة خلال توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، إجبار المجتمع الدولي على وضع ترتيب يتم من خلاله توزيع المساعدات وتكون مركزية، وتديره هيئة دولية، وستكون الدول العربية أعضاء فيها أيضا إلى جانب الدول الأوروبية، وخاصة الولايات المتحدة".

وبحسب "رؤية نتنياهو"، فإن الهيئة الدولية التي سيتم إنشاؤها، إما تحت رعاية الأمم المتحدة أو كـ"قوة سلام" منفصلة، هي التي ستتولى إدارة الحكومة المدنية في القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه. دون الحاجة إلى إدخال السلطة الفلسطينية كما تريد واشنطن، وفق الصحيفة العبرية.

وتقول المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، إن "نتنياهو لا يصدق ولا يريد دخول السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن إلى القطاع، سواء خضعت لعملية "شد الوجه" من خلال الإصلاحات أم لا. ويريد نتنياهو منع السلطة الفلسطينية من السيطرة على القطاع من أجل منع قيام دولة فلسطينية واحدة في غزة والضفة".

وفقا لتقرير الصحيفة، يبدو أن رئيس الوزراء "قد استسلم لضغوط شركائه في الائتلاف، مما يجعله يرفض خطة الرئيس بايدن، التي تشمل في نهاية المطاف تطبيع العلاقات مع السعودية".
وتوضح بأن استراتيجية نتنياهو "تتمثل في إحداث أزمة إنسانية في قطاع غزة بهدف دفع المجتمع الدولي لإنشاء هيئة دولية تدير الحكومة المدنية، ولن تشمل ذلك السلطة الفلسطينية".

وتضطلع الصحيفة بتفسير آخر لتباطؤ نتنياهو في توزيع المساعدات، وهو الضغوط السياسية من شركائه في الحكومة، بن جابر وسموتريتش، الذين يرفضون دخول المساعدات حتى يتم إطلاق جميع الأسرى.




في السياق، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن وقف إطلاق نار تكتيكي لأغراض إنسانية في قطاع غزة، والذي يستمر لمدة أسبوع، ولم يتم الإعلان عن ذلك لجمهور الإسرائيلي لتجنب التأثير على الرأي العام.

تهدف هذه الخطوة، بين أمور أخرى، إلى استرضاء الأمريكيين بعد حادثة الشاحنة في شمال قطاع غزة وتفادي الضغوط الدولية حول القضايا الإنسانية والمساهمة في صفقة تبادل أسرى، بحسب الصحيفة.

ومع ذلك، ترى الصيحفة أنه "يقف التفكير في فقدان الدعم الأمريكي لإسرائيل في حالة تطور الأزمة الإنسانية كعامل محتمل، سواء بوقوع الكارثة أو عدم تقديم إسرائيل ردًا واضحًا حيال تقديم المساعدات".

تقترح الصحيفة أن يمكن لدولة الاحتلال تغيير المعادلة بتقديم المساعدات عبر عدة نقاط في شمال قطاع غزة وتأمين دخولها بالتعاون مع المنظمات الدولية.

يُشير التقرير إلى استعداد جيش الاحتلال لتجهيز مناطق إيواء بالتعاون مع مصر والإمارات، ويُظهر أن هذه الخطوة يمكن أن تحقق لدولة الاحتلال الشرعية والدعم الدولي، إضافة لإسقاط حكم الحركة، وفق "يديعوت أحرنوت".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو المساعدات السلطة الفلسطينية غزة غزة السلطة الفلسطينية نتنياهو الاحتلال المساعدات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة السلطة الفلسطینیة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مجموعة السبع: استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة دون معوقات

دعت مجموعة السبع، الجمعة، إلى استئناف إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة “من دون معوقات”.

وبعد 3 أيام من المباحثات بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في كندا، دعت المجموعة أيضاً إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأصدر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، الجمعة، بياناً لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويشير بدلاً من ذلك إلى ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.

وكانت البيانات المشتركة الصادرة عن مجموعة السبع خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن تؤكد الالتزام بحل الدولتين. ومع ذلك، لم تُعرب إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عن دعمها لقيام “دولة فلسطينية”.

وأكد البيان الختامي للمجموعة السبع، الجمعة، “على ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني، يتحقق من خلال حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة لكلا الشعبين، ويعزز السلام الشامل والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط”.

وأعرب وزراء خارجية المجموعة في البيان، عن “قلقهم البالغ إزاء تصاعد التوترات والأعمال العدائية المتزايدة في الضفة الغربية، ودعوا إلى التهدئة”.

وأكد البيان “دعم استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، ووقف إطلاق النار الدائم”.

مقالات مشابهة

  • صيام دون إفطار.. الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم مع منع دخول المساعدات منذ بداية رمضان
  • العطش يهدد قطاع غزة: الفلسطينيون لا يجدون ماءً صالحًا يشربونه
  • صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة
  • وزير خارجية الاحتلال يعتزم إجراء زيارة رسمية لبريطانيا الأسبوع المقبل
  • قناة عبرية: قرار إسرائيلي مرتقب بهجمات مختارة على غزة للضغط على حماس
  • مجموعة السبع: استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة دون معوقات
  • "دون معوقات".. مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • غزة: أبرز مؤشرات عودة شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي